هل غابت عدالة المنافسة أمام استقطاباتهم وظهرت فجأة أمام الهلال؟ - عبد العزيز الهدلق

عبد العزيز الهدلق

في شهر يناير 2023 تم استقطاب اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو وإهداؤه لنادي النصر، في وقت كان فيه الهلال والاتحاد ممنوعين من التسجيل! ولم تظهر حينها لافتة كبرى مكتوب عليها (عدالة المنافسة)! وفي فبراير 2023 شارك الهلال في النسخة (19) من كأس العالم للأندية بالمغرب، وكان ممنوعاً من التسجيل بقرار محلي! و تم رفض منحه حق التدابير الوقتية الذي يسمح له بتسجيل لاعبين محترفين، رغم أن قرار العقوبة لم يأخذ الصفة القانونية القطعية! وذهب الهلال للمشاركة بخمسة أجانب فقط! وحقق المنجز الأكبر في تاريخ الكرة السعودية بحصوله على المركز الثاني عالمياً بعد أن لعب المباراة النهائية أمام ريال مدريد.

وفي ديسمبر 2023 شارك الاتحاد في بطولة كأس العالم للأندية وجلبت البطولة إلى جدة، ومنح العميد حق التعاقد مع عشرة لاعبين أجانب، رغم أن النظام ينص على ثمانية فقط، ولكن سقف التعاقد فتح دعماً له وكسر النظام من أجله! وتم دعمه بالعناصر الأجنبية التي اختارها بالاسم وبتمويل من برنامج الاستقطاب، ولم تخرج لافتة «عدالة المنافسة»! ولم يتحدث أحد عندما أجبر الهلال على المشاركة بخمسة أجانب فقط! ولا كيف منح الاتحاد حق الاستعانة بعشرة أجانب رغماً عن النظام الذي يقول ثمانية فقط.! وبعد البطولة تم تخيير الاتحاد لتحديد ثمانية أجانب للمنافسات المحلية، ويبقى الآخران في القائمة للمشاركة الآسيوية!

واليوم يقف الهلال على أعتاب المشاركة في النسخة (21) من بطولة كأس العالم للأندية ويتم الامتناع عن دعمه كما دعم الاتحاد قبله، وترفع أمامه لافتة (عدالة المنافسة) تمنع دعمك!!

كيف يحدث ذلك؟! ولماذا يحدث؟! ولمصلحة من يحدث؟! كل التساؤلات تقود لإجابة واحدة هل لأنه الهلال! الهلال لا يبحث عن تمييز، ولا يطالب بما يفوق ما سبق أن حظيت به الأندية السعودية، هو فقط يريد المساواة.

ومعروف أن الهلال هو الابن البار للكرة السعودية سواء بتحقيق البطولات والمنجزات الخارجية التي رفع فيها اسم المملكة عالياً، أو بدعم المنتخبات الوطنية بالعناصر المميزة والتي مكنته من الحصول على البطولات الآسيوية، والتأهل لكأس العالم عدة مرات، وعندما فاز على الأرجنتين كأكبر انتصار في تاريخ الكرة السعودية صنع صدى عالمياً كان يمثله عشرة من فريق الهلال. ومع ذلك تقابل كل جهوده برفض مساواته بغيره من الأندية! وابتكار معايير لم تكن موجودة لحرمانه من الدعم، الذي تمتع به غيره!

ففي حالة استقطاب رونالدو وكان الهلال والاتحاد حينها ممنوعان من التسجيل لم تظهر عبارة مبدأ عدالة المنافسة! وفي حالة مشاركة الاتحاد في كأس العالم للأندية ودعمه بجلب البطولة إلى جدة، واستقطاب عشرة لاعبين أجانب، لم يكن أحد يتحدث عن عدالة المنافسة!! والآن تتم محاصرة الهلال، ويحرم من الدعم في البطولة العالمية بذريعة عدالة المنافسة!

زوايا

** قبل استحواذ الصندوق على الهلال، وقبل تدشين برنامج استقطاب النجوم العالمية حقق الهلال لقب ثاني أندية العالم، فما هو المتوقع بعد الاستحواذ، وبرنامج الاستقطاب؟! في رأيي أتوقع حصوله على بطولة أندية العالم. أو هكذا يفترض لو تم دعمه.

** سؤال لمالك نادي الهلال .. تحقيق فريق الهلال لنتائج مميزة في بطولة أندية العالم ألا يرفع من قيمة علامته التجارية، بما يرفع من قيمته السوقية، وبالتالي تكون الفائدة لمصلحة المالك. فلماذا لا يتم دعمه ولا يتم تقويته في هذا الاستحقاق العالمي؟!

** تدور أنباء بأن مرحلة الدعم والاستقطاب الواسع قد انتهت، وأننا مقبلون على مرحلة ضبط النفقات!! كل الأندية المنافسة للهلال تستقطب بتمويل من برنامج الاستقطاب وعندما يصل الهلال لمرحلة الاحتياج تظهر فجأة عبارة ضبط النفقات! فكم لاعب تعاقد معه النصر، وكم لاعب أنهى الارتباط به منذ بدء مرحلة الاستقطاب؟! ومثله الاتحاد وكذلك الأهلي! وكم لاعب أحضره الهلال، وأنهى الارتباط معه؟! الأرقام هي الحكم! سواء بالعدد، أو بالتكاليف المالية.

ومثلما ظهرت عبارة عدالة المنافسة لمنع دعم الهلال في بطولة العالم، تظهر الآن عبارة ضبط النفقات!

** هل يوجد تقرير سنوي لإنجازات برنامج الاستقطاب، يوضح إنجازاته وأرقام مصروفاته، وأوجه الصرف، وحصص الأندية من مخصصات هذا البرنامج.؟!

** ثلاث مرات تجلس إدارة الهلال مع اللاعب سالم الدوسري للتفاوض معه لتجديد عقده، وفي كل جلسة كان سالم يكشف عن عرض قدم له من ناد آخر، ويطلب من الهلال رفع قيمة التجديد.

فمن هو هذا النادي الأقوى مالياً من الهلال ويزايد معه على عقد سالم الدوسري؟!

** قبل بداية الموسم الحالي أبدى كريم بنزيما انزعاجه من قائمة الفريق الاتحادي، وعدم رضاه، فتم منحه صلاحية اختيار العناصر الأجنبية والجهاز الفني. فتغير واقع العميد إلى فريق بطل. وسبق أن منح رونالدو نفس الصلاحية فتغير اللاعبون الأجانب في النصر عدة مرات، كما تغير ثلاثة مدربين! ولكن واقع الفريق لم يتغير!

** حسب الأنباء التي تتداول في الوسط الرياضي أن ناديي الهلال والنصر تلقيا في بداية الموسم رسالة بريد إلكتروني بعدم وجود ميزانية لهما في برنامج الاستقطاب هذا الموسم. وفجأة تعاقد النصر مع اللاعب سيميكان في فترة الانتقالات الصيفية، ثم تعاقد مع دوران في الشتوية، بمبالغ تتجاوز 500 مليون ريال!

** رئيس النادي الأهلي خالد الغامدي قال بأنه لم يجد في خزينة النادي عند استلمه سوى (7) آلاف ريال! وأن النادي لم يتلق دعماً مالياً من أي شرفي طوال الفترة الماضية.! ومع ذلك تعاقد مع (12) لاعباً حققوا له بطولة النخبة الآسيوية! ورئيس الاتحاد لؤي مشعبي الذي غير مع بداية الموسم سبعة لاعبين أجانب بسبعة آخرين جدد قال: لم تكن صفقات الاتحاد في الصيف لترى النور لولا دعم برنامج الاستقطاب.! واليوم الاتحاد بطل الدوري ويلعب نهائي كأس الملك!

حينها لم تكن عبارات ضبط النفقات، وعدالة المنافسة قد اخترعت.!

** صاحب فكرة مشاركة مجموعة من لاعبي دوري روشن مع الهلال في كأس العالم قد يكون عبقريا في مجال الإدارة، ومبدعا في مجال المال والاستثمار، والحوكمة، ولكن ليس له علاقة بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد!

ذلك أن كرة القدم ومنافساتها، والمشاركة في البطولات تختلف تماماً عما في ذهنه وما يفكر فيه.

فالمفترض أن لا يقدم مرة أخرى أي مقترح في مجال الرياضة وكرة القدم، ليحافظ على مكانته كمبدع في مجال تخصصه.