الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

رمضان جريدي العنزي

الإنسان الحقيقي يسمو بالعقل والحكمة والوعي وعيش الواقع، والمعرفة التامة بالكينونة، والثقة المطلقة بالذات، بعيداً عن الجلبة والادعاء والخداع وتزييف الحقائق والوقائع ووضع المساحيق والأصباغ، إن الإنسان الواقعي لا يشبه البالونة التي لا تعلو إلا حين تمتلئ بالهواء، لأن بعض العلو والارتقاء اسفنجي رخو ورقيق، يؤدي لسقوط سريع وشنيع ومؤذي، ما يحتاجه الإنسان هو أن يعيش كما هو بدون إيقاع مزعج، ولا مكياج كبير، ولا أصباغ ملونة، ولا اصطناع حالة مغايرة، ولا جمهور مصفق، أن المظاهر الزائفة، مثل الأقنعة المصطنعة، كلاهما يخفي الحقيقة والواقع، أن أراد الإنسان أن يعيش بسلام وهدوء ووئام، فلا يتعلق بالمظاهر، ولا يطارد الأوهام، عليه أن يكون كما هو، بلا زيف، ولا فشخرة، ولا رتوش، وبعيداَ عن محاكاة الخيال، عليه أن يعيش بواقعية وصدق وثقة، وأن يكون فخوراَ بنفسه وواثقاَ بها، أن الشخص الحقيقي يكون ناضجاَ فكراَ وتعاملاً، سلوكاً ومنطقاً، صاحب مبدأ وثبات، بعيداً عن التلون والتبدل والظهور بمظهر مخالف لواقعه وحقيقته، ولا يحيط نفسه بهالة من الإعجاب المصطنع، والغرور المشين، والتعالي المنبوذ، والشخصية المضطربة المتغيرة، أن الإنسان الحقيقي ليس في طوله وعرضه وهيئته وشكله ولونه ووزنه وماله وجاهه وغناه، ولا بآنية أكله وشربه، ولا في لبسه ومركبه وحديقته وقصره وعطره وبشته، بل الإنسان الحقيقي بعمله وعلمه وعطائه وموقفه وتواضعه وبشاشته وترفعه وتنزهه عن الموبقات والزلل والخطايا والدنايا والدجل.

إن الإنسان الحقيقي هو الذي يملك الخلق الحسن، والسلوك المتزن، والعلاقات الوطيدة، والمعاملة الواضحة، لا يرفث ولا يفسق، لا يهمز ولا يلمز، لا يحقد ولا يحسد، لا يمن ولا يستكثر، لا يكذب ولا يفتري، ولا يدعي ما ليس فيه، ولا يسعى بين الناس بالنميمة، يحق الحق، ويبطل الباطل، إن الإنسان العاقل الواعي المدرك هو من يعرف هذه الحقائق الواضحة والجلية، يفكر فيها بتمعن وتدبر ثم يستقيم ويتزن، بعيداً عن الاستعلاء والتكبر والغطرسة والتعالي.

إن الإنسان الحقيقي لا تهزمه الأنانية الضيقة المفرطة، والمصالح الشخصية الآنية، بل يجب أن يكون صالحاً في أعماله، وصادقاً في أقواله، مستقيماً في علاقاته الاجتماعية، محسناً للناس، وماشياً معهم، وفي الأخير إن الإنسان الحقيقي يمثل شجرة يانعة يستظل بها المتعبين، نهراً عذباً، وساقية ماء، وحديقة غناء، وظلاً ممدود.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...