السبت, تموز/يوليو 12, 2025

All the News That's Fit to Print

د.محمد بن عبدالرحمن البشر

هل حقاً بدأ بعض منا يفقد فهمه للسلوك الإنساني وما يرتبط به في جميع مناحي الحياة الاجتماعية، فلو عدنا إلى الوراء وفي العصر الحجري القديم جداً نجد أن البشرية متناثرة هنا وهناك وتعيش في مجموعة ربما لا تتجاوز عشرين فرداً، تعيش إما في الكهف أو في الغابة، ولا تتنافس أو تتقاتل لأن متطلباتها محدودة ومتاحة، فهي لا تتعدى الأكل المتساقط من الشجر التي تقوم بالتقاطه، أو صيد حيوان يمر أمامه، أو ماء يشربه، وكل ذلك متاح بكميات تفوق حاجته بكثير، وكل ما حوله ملك له فلديه الدنيا بأسرها يسرح فيها ويمرح.

بعد انحسار الجليد وبداية التصحر أخذ الإنسان الرعوي يستقر ويشكل مجموعات على ضفاف الأنهر وفي المناطق الخصبة وكثيرة المطر حيث يمكنه الصيد والزراعة، ومن ثم أخذت كل مجموعة تكبر وتحاول ضم من حولها، وهنا بدأ الإنسان مرحلة جديدة يمكن تسميتها مرحلة التنافسية، وبدأت منها الأنانية تبرز للوجود فكلٌّ يريد أن يسود، أو يكون ثرياً ليعيش عيشة كريمة، أو كي يبز أقرانه، وتطور فيما بعد، فتكونت الدول وظهرت الطموحات غير المحدودة بين الأسر وكذلك المجموعات داخل الدول، أو بين الدول نفسها، فكانت الحروب التي أفنى الإنسان فيها أخاه الإنسان.

جاءت الرسالات السماوية لتهذب السلوك الإنساني وتحرم الظلم والاضطهاد، وتهدي الإنسان إلى التوحيد ووضع شرائع وقوانين تحدد سلوكه، وتقمع شهوته المادية والجسدية، وتنظم العلاقات الأسرية والمجتمعية، وبهذا يسير الإنسان طبقاً لقانون رباني، وحاول الفلاسفة وضع قوانين تنظم سلوك الأفراد والمجتمعات مثل حمورابي وغيره، لكن رغبات الإنسان وسلطته جعلته يتجاوز القوانين والأعراف، ومع هذا يجد من يصفق له خوفاً أو طمعاً أو كرهاً لمن طالته غائلة المتسلط.

اليوم إسرائيل لديها سلطة بلا شك فهي مدعومة من أقوى دولة في العالم، ومن المحزن أن تغلب الرغبات الجامحة على الحدود المقبولة، فيتم تجاوز القوانين الدولية، والأخلاق الإنسانية والأعراف المجتمعية، فمن العجب فكرة طرح تهجير شعب وأخذ أرضه واستثمارها للآخرين، شعب عاش أجداده منذ آلاف السنين على هذه الأرض، فارتبط بها وأصبحت جزءاً من كيانه، وبكل بساطة وبرغبة مجموعة معينة ممن لديهم السلطة يتم طرح طردهم، والفرض على الآخرين إيواءهم، ليحل محلهم شعب آخر يتم تهجيره من أصقاع الدنيا.

لم أعد أفهم هذا السلوك الإنساني الذي يحدث ونحن في عصر وصل فيه التقدم العلمي المادي قمته، وأصبح الإنسان قادراً على العيش الكريم، أو التدمير الهائل، كما حدث من تدمير في غزة، فلم نعد نفهم، وكانت المملكة العربية السعودية وموقفها النبيل محورياً تلتف حوله الشعوب والقادة لأنه حق ومبني على حق.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...