Thursday, May 15, 2025

All the News That's Fit to Print

الوطن : روى طلاب محتجزون خلف القضبان لـ"الوطن" قصصاً دامية كانت وراء دخولهم السجن في قضايا تتعلق بحمل السلاح الأبيض واستخدامه أثناء الدراسة.
وقال السجين "أحمد" إن عملية القبض عليه جرت أثناء السنة الأولى بكلية المعلمين بعد 16 قضية مشاجرة بينها 11 جماعية و5 فردية كانت حصيلتها الحكم عليه بالسجن 12 عاما.

ويضيف أحمد أن دافع الشهامة الوهمية كان هو السبب في محنته، حيث تبين أن العصبية هي السبب وليس الشهامة، لافتاً إلى أن استسهال حمل السلاح الأبيض هو العنصر الأساسي في جرائم العنف المدرسي.
بدوره، قال جاسر (19 عاما) إنه استخدم مسدساً أثناء مشاجرة له مع أحد أصدقائه وإن الصديق استخدم بدوره رمحاً حديدياً قبل أن يسقط غارقاً في دمائه ويتم الحكم على جاسر بالقصاص قبل أن ينقض التمييز الحكم.
ويعترف عبدالعزيز "ثانوية عامة" بأنه كان يتعاطى "الكبتاجون" قبل أن يتم القبض عليه في مشاجرتين استخدم فيهما السكين وكان جزاؤه السجن 7 أشهر.
وتختلف قصة عمر" ثانوية عامة " عن سابقيه، فهو كما يروي لم يفعل جريمته مع سبق الإصرار والترصد، ولم يفكر مجرد التفكير بأن يكون قاتلا أو حتى مشاجرا، بل كان يرد صائلا-حسب قوله- ومن العجب أن تكون السكين التي صادرها من صديقه حرصاً عليه سبباً في الحكم عليه بالقصاص.
و يروي عمر تفاصيل قصته بحسرة وألم، فيقول: حدثت مشاجرة بين أحد أصدقائي وأشخاص آخرين، وحاولت إنهاء الموضوع مع الخصم على ألا يتعرض له مرة أخرى، وحرصاً مني على صديقي قمت بأخذ السكين التي كان يحملها صديقي خوفاً عليه، وخلال أقل من خمس عشرة دقيقة تفاجأنا بخصمنا ومعه مجموعة، يحملون العصي والسكاكين، ينزلون ويقومون بمضاربتنا، ولم أجد بداً من استخدام السكين التي كانت معي.
إلى ذلك، انتهى العام الدراسي أمس مؤثرا تسجيل حالات اعتداء مماثلة، حيث تعرض معلم لاعتداء دامٍ على يد طلابه في مدرسة ابن عثيمين الثانوية بالدمام.
وفي حائل ودع طلاب ثانوية تربة شمال حائل مدرستهم أمس، بمشهد جلد أحد زملائهم 50 جلدة أمام بوابة المدرسة، ولم يترك "شمـاغ" الطالب على وجهه أثناء الجلد، في حين أصر رجال الأمن على كشـف وجهـه أمـام زملائه، وتنفيذ الحكم الصادر من قـاضي محكـمة محافظة بقعاء بجلده أمـام المدرسة بعد أن ادعى أحد معلمي المدرسة على الطالب بأنه كـسر زجاج سيارته قبل أشهر، ثم عاد وتنازل عن حقه.

مشاجرات الشباب والمراهقين، قضية قديمة متجددة، تطل برأسها بين الحين والآخر عندما نقرأ أو نسمع أو نرى سقوط إحدى الضحايا متوفيا أو إصابة آخر في مشاجرة، أضف إلى ذلك أحكام السجن التي تصدر على عدد غير قليل منهم، والتي تصل أحيانا إلى حد القصاص من بعض الجناة.
ويكاد يكون الغضب والاندفاع من أهم العوامل المشتركة التي تقف وراء كثير من المشاجرات بالإضافة إلى عوامل أخرى لا تقل عنهما أهمية،كتعاطي المخدرات، ونزوات المراهقة، والفراغ، وحمل السلاح الأبيض، ويعد العامل الأخير – حمل السلاح – أكثر العوامل حاجة إلى إجراء دراسات اجتماعية، وفرض العقاب الرادع لمن يتورط فيه.
وقد عاشت "الوطن" بين سجناء هذه القضايا، واستمعت لنبض أحاسيسهم بعد مضي فترة من دخولهم السجن ودفعهم حريتهم ثمنا لغلطة لحظات كان من الممكن تفاديها لو لم يتورط كل منهم في مشاجرة تتفجر غالبا لأسباب تافهة.

نادم.. نادم.. نادم
وقال السجين "هـ" والذي يبلغ من العمر 29 عاماً وحاصل على الشهادة المتوسطة، وفقد وظيفته بعد أن كان يعمل جنديا في الحرس الوطني، أن لديه 36 قضية مشاجرة آخرها مشاجرتان جماعيتان استخدم فيهما "السكين" ونتج عنهما إصابة كل من الخصمين في الكتف بعد ذلك لاذ بالفرار، ولكن ألقي القبض عليه بعد ذلك، وحوكم بالسجن 3 سنوات و10 أشهر، أمضى منها سنتين.
وأضاف: "أتمنى انتهاء محكوميتي لأخرج إلى والدي، , وأنا أعترف أمامكم أنا نادم.. نادم"، مؤكدا أن جميع المشاجرات التي قام بها كانت عبارة عن رد فعل لأنه لم يكن يتمالك نفسه وقت الغضب، معتبراً أن غياب الوظيفة، وتعاطي المخدرات هما أبرز المسببات لهذه المشكلات.

شروع في القتل
أما "أحمد" فيبلغ من العمر 24 سنة، وتم القبض عليه بعد أن أمضى نصف سنة دراسية في كلية المعلمين، حيث أنهى عامين دراسيين فيها،ولديه أكثر من 16 قضية مشاجرة منها 11 قضية مشاجرة جماعية، و5 مشاجرات فردية، وحكم عليه بالسجن 12 عاماً، واستخدم في بعض مشاجراته الفأس لضرب خصمه، كما استخدم في أغلبها السكين، ومن ضمنها مشاجرته مع رجال الأمن، وفي إحدى مشاجراته المناصرة لصديق له – تورط في المشكلة - تسبب استخدام أحمد للسكين بإعاقة يد خصمه، وكانت آخر قضاياه شروع في القتل داخل السجن ثأراً لابن عمه من قاتله الذي التقى به داخل العنبر الذي هو موقوف فيه، ولم يتمالك نفسه أثناء مشاهدته له فغرز آلة حادة في خصمه. وبعد هذا السجل الحافل بالمشاجرات التي لم تخل من لون الدم، يرى "أحمد" أن أغلب المشاجرات التي قام بها كان دافعها الشهامة والرجولة دفاعاً عن أبناء قبيلته وعن أخيه معتبراً نفسه سيئ الحظ، وأن السبب في كل ما حصل له شعرة قرادة – سوء حظ – على حد قوله، كما يؤكد أن العصبية كانت سبباً رئيسا في كل ما حدث. ومن جهته يقول سلطان البالغ من العمر 22 سنة" طالب في ثالث ثانوي"، إنه تم الحكم عليه 3 أشهر في قضية مشاجرة جماعية استخدم فيها" العصي الغليظة، مضيفا أنه لم يكن مبتدئا وأنه أجبر على دخول المشكلة التي ندم عليها، والسبب – كما يرويه سلطان- أنه كان ذاهباً لصديقه الذي يسكن في حارة أخرى إلا أنه تفاجأ بمجموعة من الشباب الذين حاولوا منعه من دخول الحارة وأثناء ذلك وقعت المشاجرة بينهم التي استخدم فيها ما يعرف " بالقناة أو العجرا".

تعاطي الكبتاجون
ويعترف عبدالعزيز " طالب الثانوية العامة" بأنه كان أحد المتعاطين، سابقاً، لحبوب "الكبتاجون" وتم القبض عليه بعد قيامه بمشاجرتين استخدم فيهما السكين وحكم عليه بالسجن لمدة 7 أشهر، ويشير إلى أن المشاجرة الأولى كانت بسبب مضايقة بالسيارة من قبل أحد الأشخاص، وحينما أراد معرفة السبب قابله ذلك الشخص بازدراء وتهكم فسحب عليه السكين ليقوم بضربه، إلا أنه تمكن من سحب السكين من يده وغرزها في كتف خصمه حيث تم نقله إلى المستشفى، أما المشكلة الثانية فقد وقعت بينه وبين أحد أصدقائه بعد مزاح بالأيدي بينهما، تطور إلى شجار مر، حيث قام صديقه بسحب سكين، وطعنه خمس طعنات متفرقة مستخدما مبرد السكاكين التي غرزها في فخذه، وتم إيداعهما، السجن وعادا أصدقاء بعد ذلك، ويحمد الله أنه لم يصل الأمر إلى القتل، مؤكداً أن أغلب قضايا المشاجرات تقف وراءها المخدرات والبطالة وتعاطي حبوب الهلوسة.

جريمة أجبر عليها
ويحكي جاسر" عمره 19 سنة "بالصف الثاني الثانوي " – سجين منذ 3 سنوات – عن جريمة أجبر على ارتكابها، ولم يجد منها بدًا، يقول: كان عمري 16 سنة، وحينها طلب مني أحد أبناء جيراني وأخو أصدقائي في نفس الوقت، أن أركب معه في السيارة للذهاب إلى منزل لهم، تحت الإنشاء، وحينما دخلنا المنزل طلب مني أن أحضر له أحد أصدقائي لغرض سيئ في نفسه، وإلا فإنه سيقوم بتصويري، وتهديدي بهذه الصور، وأمام الرفض وقعت المشاجرة، ودفاعاً عن النفس أخرجت مسدساً كنت قد أخذته من والدي خلسة، وأطلقت رصاصة استقرت في فخذه، ولذت بالفرار ولكن وجدت الباب مغلقاً ووجدته يلاحقني وبيده حديدة على شكل رمح، وتشاجرنا مرة أخرى على الدرج، فسحبتها منه، وسقط على الأرض مترنحا، ولذت بالفرار إلا أن خصمي أثناء قيامه وضع قدمه على الدم الذي سال منه فاختل توازنه ليسقط من الدرج إلى الأسفل مما تسبب في وفاته.
ويضيف: حكم علي بالقصاص وبحمد الله أن التمييز نقض الحكم واعتبره دفاعاً عن النفس، وكان ذلك درساً لن أنساه ما حييت، وأنصح الصغار بعدم الاختلاط مع من هم أكبر سناً مهما كان السبب.

السكين اللعينة
وتختلف قصة عمر" ثانوية عامة " عن سابقيه، فهو كما يروي لم يفعل جريمته مع سبق الإصرار والترصد، ولم يفكر مجرد التفكير بأن يكون قاتلا أو حتى مشاجرا، بل كان يرد صائلا-حسب قوله- ومن العجب أن تكون السكين التي صادرها من صديقه حرصاً عليه سبباً في الحكم عليه بالقصاص.
و يروي عمر تفاصيل قصته بحسرة وألم، فيقول: حدثت مشاجرة بين أحد أصدقائي وأشخاص آخرين، وحاولت إنهاء الموضوع مع الخصم على ألا يتعرض له مرة أخرى، وحرصاً مني على صديقي قمت بأخذ السكين التي كان يحملها صديقي خوفاً عليه، وخلال أقل من خمسة عشر دقيقة تفاجأنا بخصمنا ومعه مجموعة، يحملون العصي والسكاكين، ينزلون ويقومون بمضاربتنا، ولم أجد بداً من استخدام السكين التي كانت معي للدفاع عن نفسي حيث قمت بطعنه عدة طعنات في صدره إلى أن سقط على الأرض، وتم نقله إلى المستشفى وتوفى هناك، وعند إبلاغي بذلك لم أصدق الخبر فلم يكن في نيتي القتل، وقبض علي فحكمت بالقصاص، لكن أولياء الدم -جزاهم الله خيرا- تنازلوا عني. ويضيف:استفدت درساً قاسيا لن أنساه، وأنا الآن- بعد العفو عني- أشبه بالمولود الجديد على الدنيا.

تأهيل السجناء
ويرى العقيد سعود بن محمد الرويلي مدير سجن عرعر المركزي أن وظيفة المؤسسة الإصلاحية هي العمل على تأهيل السجناء دينياً واجتماعياً ونفسياً وتعليمياً وهذا قبل الجانب العقابي وهو ما تحرص عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بهدف تعديل سلوك وميول واتجاهات النزلاء بهدف إعادة بناء شخصيته ولتكون لديه الاتجاهات الإيجابية بدلاً من السلوك العدواني وليتحقق له الاندماج في المجتمع ليصبح عضواً فاعلاً فيه.