قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء

مشهد واحد فقط، رصدته مجموعة مِــن الصُّـور، تضم مجهولين، يجلسون وأمامهم أوراق بيضاء خاوية على عروشها من الحِـبْـر، ذاك المشهد أُرِيْـدَ منه إثبات مناقشة رسالة دكتوراه في الإعلام!
والغريب العجيب
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

عندما يخطئُ أحدُ أفرادِ العائلةِ، أو يتجاوزُ حدودَهُ فإنَّه يحتاجُ حتمًا إلى تلكَ الصفعةِ من كبيرِ العائلةِ، والذي غالبًا ما يكونُ الأب، أو الأخ الأكبر. وبقدرِ ما تكونُ هذه الصفعة
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
ليس غريباً أن تخرج تصريحات من بعض الدول العربية عقب اجتماع تونس متراجعة عن تصنيف حزب الله إرهابياً. لا أدري ما إذا كان ذلك نوعا من تأنيب الضمير تجاه حزب "المقاومة" أم أنه الخشية من عمليات انتقامية ينفذها ضد مصالح تلك الدول.
الحزب اليوم يا سادة يدخل ضمن لعبة عدائية مكشوفة تحوّل بسببها من الممانعة والمقاومة إلى التدخل العسكري المباشر في العراق وسورية واليمن والبحرين والكويت وبذلك سقطت ورقة التوت عن هذا التنظيم الذي ترعاه دولة مصنفة دوليا بأنها راعية للإرهاب، وقطب من أقطاب الشر العالمي.
والإعلان الفج عن عقيدة الحزب الجديدة أدى إلى نبش ماضيه المثقل بالجريمة والتآمر والتزوير وسك العملات والوثائق المزورة، وتشكيل أكبر وأعقد شبكات تهريب المخدرات إلى أوروبا والشرق الأوسط.
حزب الله يحكم لبنان فعليا، وما يسمح به من حركة لبعض القوى السياسية المنافسة ما هو إلا تجميل لهيمنة الحزب. الدولة اللبنانية لم تتمكن من بسط نفوذها على أرضها منذ انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000م. ولم تتمكن من منع حزب الله من القتال في سورية، ولا من إرسال خبرائه لتدريب الحوثيين، ولم تتمكن من منعه من تأسيس قنوات إعلامية موجهة من الأرض اللبنانية تجاه المملكة، بل ولا تعرف الحكومة اللبنانية حتى السرداب الذي يختبئ فيه "السيد".
حزب الله ليس حزبا سياسيا وفق ماهو متعارف عليه، إنه يمثل إمارة تحت تاج القائد العام للثورة في إيران. ويمارس الطقوس نفسها التي يمارسها ولي الفقيه، وليس كرئيس حزب يتصرف ويتحرك في العلن كما يفعل نبيه بري أو سعد الحريري أو العماد عون؟
الواقع أن حزب الله لأي متابع منصف وباحث موضوعي هو منظمة إرهابية عالمية تستخدمه إيران قاعدة عسكرية لإدارة حروبها ومصالحها عن بعد، لتحقيق مشروعها في الهيمنة.
إن علاقة حزب الله بالمقاومة هي كعلاقة تنظيم داعش بالإسلام؛ فكلاهما يستخدمان غطاء يستدران به عاطفة الأتباع، ويضللان به المجتمعات، ويستران به جرائمهما البشعة في حق الإنسانية عموما والعرب السنة خصوصا. وعندما يقارن الباحثون بينه، وبين تنظيم القاعدة فإنه يقينا يتفوق بسبب دعم إيران له؛ فهي ترسم له أهدافا وغايات يعمل على تحقيقهما بينما تنظيم القاعدة إرهابي عبثي لا أهداف له غير القتل والفوضى. ومن نافلة القول الإشارة إلى أن الحزب قتل أكبر عدد من الأميركيين قبل عام 2001م. وهو ما دفع بالأميركيين عام 1997م إلى تصنيفه إرهابيا، وربما حينها نقمنا على أميركا تلك الخطوة، ليلحق بها الاتحاد الأوروبي -في إجراء ناقص- باعتبار ذراع الحزب العسكري إرهابية عام 2013م.
السياسيون ليسوا هم من يدينون أعمال الحزب وحسب؛ ففي مارس 2013م حكمت محكمة قبرصية بأنه "منظمة تعمل تحت غطاء من السرية التامة. وليس هناك أدنى شك في أن هذه الجماعة تضم عدة أعضاء وتضطلع بأنشطة مختلفة من بينها التدريب العسكري لأعضائها. لذلك، قررت المحكمة تصنيف (حزب الله) على أنه منظمة إجرامية".
وكتب الباحث الأميركي في معهد واشنطن ماثيو ليفيت المتخصص في شؤون حزب الله بأن عملاء الحزب ينفذون "إحدى أكبر العمليات الإجرامية وأكثرها تعقيداً في العالم. وقد عملت تلك الأنشطة الإجرامية على تقوية شوكة الحزب وزادت من صعوبة قدرة الدول الغربية على تقويضها".
وإذا كانت الشرطة الأوروبية (اليوروبول) قد حددت في تقريرها لعام 2013 العناصر المساعدة على الجريمة ومنها المناطق الساخنة، ومجتمعات المهاجرين، والفساد واستخدام الهياكل التجارية القانونية، والفرص العابرة للحدود، وانتحال الشخصية، وتزوير المستندات، والعنف فإنها أشارت إلى أن حزب الله يستغل جميع هذه العناصر في أعماله الإجرامية في أنحاء العالم.
ويشير (ليفيت) إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) كشف عن مخطط واسع للحزب يهدف إلى شراء قائمة طويلة من الأسلحة المتطورة. ويدير تلك المؤامرة الإجرامية مقاتل الحزب (حسن كراكي) من خلال بيع عملات مزيفة ومسروقة إلى عميل سري أميركي متنكر..
وقد اشترى الحزب ما كان يُعتقد أنه بضاعة مسروقة وأرسلها عملاؤه من أجل التمويه إلى ميشيغان وكاليفورنيا وباراغواي والبرازيل وسلوفاكيا وبلجيكا والبحرين ولبنان وسورية وإيران. كما طلب مندوب الحزب من العميل السري الأميركي توفير صواريخ موجهة و10,000 مدفع رشاش.
واعتقلت السلطات الألمانية عام 2008م في مطار فرانكفورت رجلين لبنانيين يحملان أكثر من 8 ملايين يورو جمعتها شبكة تهريب الكوكايين التابعة لحزب الله. وفي عام 2012م أحاط رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة مجلس الأمن الدولي بأن طريق نقل المخدرات في غرب أفريقيا يغذي سوق الكوكايين الأوروبية.. مقدرا تجارة الكوكايين في غرب ووسط أفريقيا بنحو 900 مليون دولار سنوياً، وسرعان ما كشفت التحقيقات الأميركية عن أن (حزب الله) لاعب رئيسي في نقل المخدرات والأموال من أميركا الجنوبية إلى أوروبا والشرق الأوسط عبر غرب أفريقيا.
وأبلغ عضو الحزب (ديب حرب) العميل السري الأميركي أن "إيران تعمل على تزييف العملات بجودة عالية مستخدمة مرافق في منطقة بعلبك في لبنان، حيث تعمل 18 ساعة في اليوم لإعداد العملات المزيفة لاستخدام حزب الله. كما أوضح ديب أن خلاياهم تنفذ عمليات سرقة في جميع أنحاء العالم وترسل الأموال إلى إيران، حيث يتم الاحتفاظ بها قبل إرسالها إلى لبنان".
وكشفت وزارة الخزانة الأميركية عن تورط عميل الحزب (أيمن جمعة) في غسيل ما يصل إلى 200 مليون دولار شهرياً من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط عبر عمليات في لبنان وغرب أفريقيا وبنما وكولومبيا، وذلك باستخدام البيوت لتبادل الأموال، فضلاً عن كميات كبيرة من النقود المهربة ومخططات أخرى.
هذا هو (حزب الله)، تاريخ ملطخ بالعار لايمكن أن يكون رافعة للمقاومة. ومنظمة التعاون الإسلامي مطالبة بالبراءة من هذه التسمية لأنها تعني أن بقية المسلمين هم حزب الشيطان وهو ما تسعى إليه طهران.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
في ديننا عناية ورعاية وتقدير خاصة بالمرأة، والنصوص في ذلك كثيرة، وموروثنا من التقاليد يخبرنا بأنها دائماً محل الثقة.. نتناقض اليوم في شأنها، فنمنحها الثقة لتتولى زمام بيوتنا وأولادنا، ولا نثق أن تتولى أمرها، ألا يجدر بنا الخروج من ذلك التناقض لنهوّن على أنفسنا وطأة مسؤولية لا داعي لتحمّلها.. المرأة بطبيعتها تحب أن يُعتنى بها، لكنها تكره أن تكون تلك العناية مدخلاً للوصاية عليها أو سلبها حقها أو الاستنقاص من قدراتها؛ إن كانت في الأساس قد مُنحت ثقة الرعاية والحضانة وهي فيزيولوجياً وسيكولوجياً مهمات ينأى عنها الرجال وتشق عليهم.
المرأة في بلدي قادرة على الكثير، نثق فيها ونتجادل حولها حتى جعلناها قضية بحاجة إلى حل.. تقدمت بسرعة تجاه مناصب قيادية، وأهملنا تفاصيل مهمة في الخلف.. نقول ذلك وندرك بأن بعض الأنظمة قد لا تساعدها في أخذ حقوقها، بالرغم من أن الدولة -منذ بواكيرها- أولتها الاهتمام وانتزعت حقوقها من بعض ما كنا نعتقده موروثات علينا الحفاظ عليها، لنكتشف مع الزمن سوء تقديرنا.
تحظى المرأة اليوم بتقدير أممي بجعل الثامن من مارس يوماً يخصها، احتفاءً بها ولجعلها وقضاياها محط أنظار الأمم، فهي صانعة الرجال وحاضنتهم وفخرهم.. نخاف عليها ونقسو، لكن لا مبرر للخوف عليها في الأساس إن كانت هي من حافظت علينا وحمتنا حتى بلغنا رشدنا.
يهمنا في يوم المرأة العالمي أن نخبر المنظمات الدولية بأن المرأة في بلدنا شأنها شأن أي مكوّن فيه لا يخضع لاعتبارات ومقاييس وأخلاقيات تلك المنظمات التي صممت مبادئها وفق ما أملته تقاليد العولمة، فللمرأة في بلدي وفي كل مكان الحق أن تحافظ على موروثها وعاداتها لا أن تنسلخ لتصبح كائناً آخر، لن نقول بأن وضع المرأة لدينا مثالي؛ فتلك مبالغة، لكننا نعرف بأن المرأة تواجه تحديات كثيرة..
إن النظرة التي يجب أن تسود تجاه المرأة في بلدي وفي كل مكان هي نظرة الامتنان، لا الجحود ولا الشفقة ولا النقص، فجميعها لا تحتاجه، وإن أسوأ ما يخدش ذات المرأة أن تتخطفها التهيؤات والتخمينات والمبالغات.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
ما الذي يريده النائب الكويتي عبدالحميد الدشتي عندما أطلق التصريحات المسيئة للمملكة ولبلاده؟ الكويت دولة آمنة يتعايش فيه السني والشيعي بسلام. لا أحد يستطيع الادعاء أن الأكثرية الكويتية السنية تضطهد الأقلية الشيعية أو أن الأقلية الشيعية الكويتية مهمشة ومنتقصة الحقوق بإجراءات ترعاها الحكومة هناك. تسعى الحكومة الكويتية كأي حكومة لخدمة المواطن وأن يكون البرلمان مراقبا ومتابعا. ما الذي يجعل النائب الدشتي يزج بالمملكة في نشاط البرلمان الكويتي؟ انتخبه الناخبون ليكون صوتهم وعينهم داخل الكويت وفي الشأن الكويتي. حرض على دولة في دولة أخرى ولاء لدولة ثالثة. لا يختلف دشتي عن حسن نصرالله رئيس حزب الله اللبناني الذي ينتمي لدولة ويحارب في دولة ثانية تنفيذا لأجندة دولة ثالثة. العيش في مكان والولاء في مكان آخر.
دشتي كويتي ولكن في حدود ما يسمح له ولاؤه لرجل الدين. في رقبته بيعة أكبر إذا اردنا استخدام المصطلح الديني. الولاء هو الولاء: لا يمكن أن يكون للمرء ولاءان. احدهما سيغلب الآخر وسيدمجه فيه. يصبح الولاء الأصغر في خدمة الولاء الأكبر.
دشتي في خدمة الكويت ولكن لا مانع لديه أن يزج بالكويت في معركة مع دولة ثانية إذا فرض عليه الولاء الأعظم لرجل الدين في الدولة الثالثة ذلك.
للنظر إلى الصورة في إطارها الأكبر نسأل. ما الذي يعنيه أن يقوم بعض السعوديين بالدفاع المستميت عن اردوغان التركي (كما لو انه إمامهم) وما الذي يعنيه أن يقوم نفس البعض بالحرب على الحكومة المصرية التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين في مصر في موقف يتحارب تحاربا صريحا مع موقف بلادهم ومصالحها الاستراتيجية؟ ما الفرق بين دشتية هؤلاء ودشتية دشتي؟ وبين الفقيه والمرشد.
مشكلتنا في المنطقة ليست في سني أو شيعي. يستطيع أي من ابناء الطائفتين ممارسة طقوسه الدينية وحياته دون المساس بالآخر. نرى هذا التعايش في بلاد الغرب. السني والشيعي والمسيحي واليهودي وأديان أخرى لا تعد ولا تحصى يتعايشون بسلام ويمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية وإيمان.
والأكثر من هذا نراهم يتعاونون في المصالح والشراكات والبناء والمناسبات السعيدة المختلفة. لماذا يلتزم الجميع السلام عندما يهاجرون إلى بلاد الغرب ويتناحرون ويقتاتون على الكراهية عندما يعودون إلى أوطانهم الأصلية؟
كندا تعرف الجواب.
قبل سنوات قليلة تقدم داعية سعودي شهير بطلب فيزا دخول كندا. رفضت الحكومة الكندية ذلك. شعرت بقليل من الاستغراب ولكن بعد تأمل وتذكر وتفكر احترمت القرار الكندي وأكبرته. كندا جزء من العالم الغربي. التجربة واحدة. عانى أجدادهم الأمرين مما نعاني منه اليوم. لم تنس كندا تسلط رجال الدين على عقول اجدادهم ومقدرات حياتهم في أوروبا العصور الوسطى.
ألقى بهم رجال الدين في حروب وكراهيات وغزوات بعد أن حرموهم من نعمة عقولهم بحشوها بالخرافات. السحر وما أدراك ما السحر.
القانون الكندي واضح. أهلا بالمسلمين ولا لدعاة الحرب والكراهية وتسفيه العقول. عيشوا بيننا بسلام وإذا اشتهيتم قتل بعضكم بعضا عودوا إلى أوطانكم لتنصتوا إلى نصائح وخطب دعاتكم نقية من مظانها. لا مكان للدشتيتين السنية والشيعية في كندا.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
لم تتناول الصحف خبر المبادرة الإنسانية التي بادر بها نادي ضمك، عندما تنازل عن مقاعد في الرحلة التي ستقل لاعبيه لصالح طفلة مريضة ووالديها، وذلك لأن متابعة أخبار المباريات أكثر أهمية من متابعة المسؤولية الاجتماعية التي تلتزم بها الأندية. كان من المفروض أن تبرز هذه المبادرة، وأن تكون مثالاً حياً وحيوياً لبقية الفرق، لكي يُقتدى بها، وتصير محفزاً لغيرها من المبادرات.
لقد سبق أن أشرت إلى أن أندية كرة القدم تحمل على عاتقها واجب توجيه الشباب والشابات وتوعيتهم في العديد من القضايا المعرفية والسلوكية. وعلى كل لاعب أن يعي هذا الدور وأن يتعامل معه على أساس أنه جزء من حياته اليومية، وليس مهمة مفروضة عليه. ولعل أكبر معطل لقيام اللاعب بهذا الدور، هم مسؤولو الأندية أنفسهم، فهم يقتلون هذا الجانب في اللاعب، من خلال تكرار أن هذا الأمر سيخل بواجباته كلاعب، أو سيربك جدوله، أو سيدخله في طريق ليس طريقه، بل طريق غيره من المختصين في هذا المجال. وبممارسة كهذه مع اللاعب، فإنه لن يعبأ بكل ما يقال حوله من أحاديث عن المسؤولية الاجتماعية، وعن أهميتها في جعله شريكاً في صناعة الوعي المجتمعي. ومن هنا، فربما يكون الإعلام الرياضي هو مَنْ سيدفع بالمسؤولين الرياضيين لتغيير قناعاتهم الراهنة، ولتحريك مفاهيمهم بالاتجاه الصحيح. ولن يقوم الإعلام بهذا الدور، إذا هو استمر يضع أخبار الفوز والخسارة في المباريات هي همه الوحيد.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د.ثريا العريض
8 مارس اليوم العالمي للمرأة. يأتي مؤطرا بالفخر بمنجزاتها, وكذلك التذكير بمعاناتها. نحتفي بمن مكنتها الظروف الداعمة من إثبات قدرتها على العطاء.. ونحزن لمعاناة الأغلبية حين نتلكأ في منع حدوثها للكثيرات.
بفضل تقنيات التسجيل والنقل والنشر السريع, صرنا نرى ما كان يخفى وراء ستر الجدران. من ذلك انتشار تسجيل مؤلم في تويتر مصحوبا بصور دامية لمعاناة الصبية «نورة» من تعنيف والدها لها وتحرشه بها جنسيا. بعده تداولت رسائل الواتسآب تنادي الاستنفار للتداعم لعون «نورة» وإنقاذها, والتساؤل عن دور المؤسسات الرسمية في حمايتها؛ من وزارة العدل, إلى وزارة الشؤون الاجتماعية, إلى مجلس الشورى. خاصة في ضوء تهديد أمها لها برفع دعوى ضدها بالعقوق. ما يشي أن أمها تعاني مثلها من عنف ضاغط.
في الواتس آب سألني بحرقة مثقف شاب منزعج لوضع المرأة: بعد 3 سنوات منذ تعيينكن كأول سيدات عضوات في الشورى ماذا حققتم للمرأة؟ أو بالأحرى ما أهم ما حققتم لها؟ لماذا لم تحصل على توصية تمنحها كل حقوقها كمواطنة في هذا الزمن والمكان؟ مثلا حق سياقة السيارة؟ أود أن تكون شريكة تعاونني في متطلبات الحياة لا عبئا ماديا على كاهلي.
قلت: أتألم معك لتأخر ذلك. ستكون الحياة أسهل للجميع لو أن السيدات وبينهن أخواتك وزوجتك استطعن سياقة السيارة داخل الوطن كما يفعلن خارجه, وكما تفعل السيدات في كل العالم. التلكؤ في القرار لا يحقق إلا تأخيره زمنيا وتجميد الزمن ندفع ثمنه غاليا مجتمعيا واقتصاديا.
حقق مجلس الشورى الكثير للمرأة. ربما أهمه حتى الآن الموافقة بأغلبية 96 إلى 23 صوتا على مناقشة مقترح تعديل نظام الأحوال الشخصية, والتصويت لاحقا بالموافقة ومن ثم تفعيله. والحقيقة أن تصحيح الوضع يتعلق بفرض تصحيح أعراف المجتمع والممارسات السلبية التي يتهاون معها, وحفظ حقوق الأسرة والأطفال بالذات وإيقاف التجاوزات الفردية, وحقد أحد الطرفين على الآخر ممثلا في الانتقام من الطرف الضعيف وهو الأطفال عبر التحكم في حاضرهم ومستقبلهم من موقع ولي الأمر.
ليس كل رجل يلتزم بتطبيق التعليمات الشرعية في ما يختص بالعلاقة الأسرية ومنح المرأة حقوقها وتطبيق «إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». وفي كل يوم نسمع المزيد عن حالات معاناة النساء والأطفال من تمسك الأب بأوراقهم الثبوتية بدءا بشهادات ميلادهم وإثبات جنسيتهم وامتدادا إلى منعهم من السفر وعدم تجديد جوازاتهم وتصاريحهم. وهي ممارسات مقيتة تحدث في كل المستويات المادية والتعليمية والمجتمعية ولا ترتبط بفئات معينة؛ ناهيك بالتحرش والتعنيف الذي يجب فرض ليس فقط تجريم من يثبت ارتكابه لهما, بل تنفيذ معاقبة ذلك.
المناداة بضرورة إيقاف هذه الجرائم في حق الأطفال والزوجات, لا تعني أن حقوق الرجال كاملة. ولكن المرأة في الوضع الحالي لا تملك أن تقوم رغم صلتها الأسرية بأبنائها بملء الفراغ أو الضرر الذي يتسبب فيه عدم قيام الأب بواجباته المفترضة كرب الأسرة. ولحفظ حقوقها وحقوق أطفالها في حياة كريمة كان لابد من تعديل قانون الأحوال الشخصية لحماية الحقوق من تقلبات مشاعر الأب أو عدم سويتها.
البشر في أجواء التهاون رسميا أو مجتمعيا يستحلون تجاوز الأنظمة وخرق حقوق الآخرين الأضعف. لذا فقضايا حقوق المرأة في العالم كله لا تغيب عن الاهتمام الإعلامي.. ولكل بلد ومجتمع قضاياه الخاصة بالإضافة للقضايا العامة التي يشترك فيها الجميع من حيث طلب المساواة في الحقوق الإنسانية وحقوق المواطنة, نفتقد منها عندنا مثلا حق سياقة السيارة.
في يوم المرأة وفي عهد الحزم والحسم والعدل, أرى حصولها على كل حقوقها مطلبا ومتوقعا طبيعيا, يحدوني إلى التفاؤل باهتمام من صانع القرار حين أسأل: متى سنحتفل بقرار حصول المرأة على كل حقوق المواطنة؟ قضايا المرأة عندنا مؤطرة بحرقة الدموع إن لم يكن دموية الكدمات, فالتعامل الفردي يتناقض مع الموقع عليه من حقوق المرأة والطفل والحماية من الظلم والتحرش واستلاب الحقوق المشروعة كالميراث والأجر والأمان الجنسي.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يوسف المحيميد
يقول الكاتب الأمريكي بن هوبارد مخاطبا القارئ، في تقرير طويل نشرته صحيفة نيويورك تايمز، عن السياحة السعودية: «ستجد شواطئ غير مستغلة، مواقع أثرية، وثقافة شعبية لم يتدخل فيها أحد، كلها متوفرة في المملكة العربية السعودية، ولكن لا تتوقع رحلة سهلة».
واعتبر الكاتب الذي زار جزيرة فرسان الجميلة، أن هذه الرحلة كانت الدرس الأول له في ما يعنيه السفر إلى بلد مليء بالمواقع السياحية المحتملة، لكن حكومته مترددة في أن تدع الأجانب يرون هذه المواقع النادرة والجميلة، وأشار إلى أن دولا في المنطقة، كمصر والأردن والإمارات، استثمرت في السياحة بجعلها إحدى ركائز اقتصاداتها، على خلاف المملكة التي تقف على حدة، لسبب وجيه، كما يراه الكاتب، هو أن هُوية هذه البلاد تدور حول كونها مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، وجزء من تراثها هو التمسك بعقيدة صارمة، تفرض على المحال إغلاق أبوابها معظم وقت اليوم، والنساء بلبس عباءات سوداء من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين، ويمنعن من قيادة السيارة، أو من التنشئة الاجتماعية مع غرباء... وغير ذلك مما يراه عوائق تجعل الغربيين، وحتى المواطنين أنفسهم، يستبعدون وضع المملكة ضمن قائمة الدول لقضاء إجازة الربيع فيها، هذا الاستبعاد لهذه البلاد، من قائمة البلدان المحتمل قضاء الإجازة فيها، سواء للأجانب أو حتى المواطنين، يعني كبح الفرص، وتعطيل استثمار السياحة كمصدر مهم من مصادر الدخل، ومن أهم المجالات التي تسهم في التنويع الاقتصادي الذي نسعى إليه، خاصة مع انخفاض أسعار البترول، وحاجتنا الماسة للبحث عن مصادر جديدة.
فكما نمتلك مخزونا ضخما من البترول الخام، استطعنا بواسطته نقل بلادنا إلى مراتب متقدمة من النمو والازدهار، فإننا نحظى أيضًا بمخزون هائل من الآثار والمواقع التاريخية لأمم مختلفة، يمكن أن يتهافت العالم عليها، مما يعني مزيدا من الدخل الوطني، لسلعة تختلف عن البترول، فهي لا تنضب ولا تزول، وتوفر عددا كبيرا من الوظائف لشبابنا، قد تعادل أو تفوق ما حققه البترول خلال عقود.
نحن ندرك، بل حتى الأجانب يدركون صعوبة تجاوز بعض العادات والتقاليد، لكن لابد من استغلال هذا المصدر الاقتصادي المهم، بطريقة مقبولة، تراعي القواعد المجتمعية، لكنها لا تهدر المزيد من الوقت، في عدم استغلال هذه الآثار والأمم القديمة، نظرًا للخضوع لسلطة فئة ما في المجتمع، كان لها دور كبير في تعطيل التنمية في بدايات خطط التنمية الخمسية الأولى، بسبب خوفها وتوجسها من الجديد، ولو خضعت الدولة لخوفها وترددها ذاك، لبقيت هذه البلاد أسيرة الجهل والتخلف، وبَقى اقتصادنا زراعي ورعوي بسيط جدًا، لكن القرارات الجريئة، القرارات المسؤولة هي ما صنع نهضة هذا الوطن، لذلك على صاحب القرار منح المزيد من الضوء لهيئة السياحة والتراث الوطني، كي تنجز مشروعاتها، كجهة مؤثرة، ينتظر منها الاقتصاد مزيدًا من العوائد، التي تعزز موازنة الدولة، بدلا من السحب من الاحتياطيات، أو الاقتراض.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
محمد آل الشيخ
يجب أن نضع هذه (الحقيقة) مباشرة ودون مجاملة لأحد، في وجه كل من يبتزنا، بحكاية أن إسرائيل هي عدو العرب الأول، وإيران تدعمنا في هذه القضية.
ربما هذا صحيح بالنسبة لعرب الشمال وكذلك مصر لأن إسرائيل تهددها وتهدد أمنها واستقرارها؛ أما بالنسبة للمملكة ودول الخليج، فإيران وليست إسرائيل تأتي في مقدمة الأعداء والأخطار المحدقة بنا والتي تواجهنا، وتهددنا، متخذة من قضية فلسطين وتحريرها ذريعة، للنفاذ إلى العمق العربي، وتفتيت اللحمة العربية، وتجييرها لمصلحة مشروعها التوسعي.
نعم القضية الفلسطينية كانت هي قضية العرب الأولى تاريخياً، وتحرير القدس من نير الاحتلال الإسرائيلي، لا شك أنها كانت قضيتنا الأولى التي لا يعلو عليها في أهميتها أي قضية، أما الآن، وفي ظل الطموح الفارسي الذي تُعِد له حكومة إيران المتأسلمة كل عدتها، وتُسخر له كل قواها وإمكاناتها، فإن العدو الفارسي هنا يتقدم، ويجب أن يتقدم، على الخطر الإسرائيلي؛ فالكويتي - مثلا - حينما غزا الكويت صدام المقبور، واحتل أرضها، وصادر سيادتها، وضمها إلى العراق، فإن عدوه وعدونا نحن الخليجيين الأول ليست إسرائيل، إنما عراق صدام. بل لن أخجل من القول إن كل خليجي، وكويتي على وجه الخصوص، قدّم في سلم أولوياته تحرير فلسطين على تحرير الكويت آنذاك من براثن المحتل العراقي، هو خائن بامتياز.
هذا ما يجب أن يفهمه ويتفهمه اللبنانيون، وكذلك المصريون، وأيضا أصحاب الأرض المحتلة الفلسطينيون. ولا أعتقد أن خليجيا عاقلاً، سيجعل خطر العدو الصهيوني قبل العدو الفارسي، كما أن الفلسطينيين وهم أصحاب الأرض، واللبنانيين والسوريين المحتلة جزء من أرضهم من قبل اسرائيل، يتوقعون أننا مهما كانت الذرائع والأسباب، سنجاملهم، ونضع الخطر الإسرائيلي في سلم الأولويات قبل خطر العدو الفارسي، فهم واهمون، بل أقولها مباشرة : إن كل مواطن خليجي من دول الخليج (الخمس)، يضع الخطر الإسرائيلي في المقدمة، وقبل العدو الفارسي، لأسباب قومية، أو من منطلقات متأسلمة، فهو يضحي بوطنه، وأمنه، واستقراره، بل وربما بوجوده، لنصرة قضية جاره. وهذا بالمقاييس الوطنية خيانة مكتملة الأركان.
القضية بالنسبة لنا قضية وجود، لا تقبل المساومة، ولا التهاون، ولا التفريط؛ وهي قضية يتفق عليها الخليجيون سنة وشيعة؛ أعرف أن قلة من عوام الخليجيين الشيعة، يشدهم الانتماء المذهبي، ويقدمونه على الأنتماء الوطني؛ لهؤلاء أقول : الفرس لا يهمهم مذهبا، بل ولا عقيدة، قدر ما يجعلون من المذهب طعما لاصطيادكم، وتجنيدكم ضد وطنكم، كطابور خامس، فهاهم عرب الأهواز كمثال، وهم شيعة أثني عشرية، ورغم ذلك يعانون كل أنواع الاضطهاد والإقصاء، ويصادر الفرس هويتهم، ومعها حقوقهم الإنسانية، فمناطقهم هي الأقل تنمية، والأعلى فقرا وبطالة في حين أن منطقتهم هي أغنى مناطق إيران بالثروات الطبيعية، فلو أن قضيتهم قضية مذهب وعقيدة، لما حاربوا هويتهم الموروثة بغرض تذويبهم في الهوية الفارسية بالقوة، ولما منعوا لغتهم لغة القرآن التي يرفضونها ويرفضون أن يتحدثوا بها، فالهدف والغاية تسيد العرق الفارسي، وإقامة الامبراطورية الفارسية، وعاصمتها (بغداد)، كما صرح أحد الملالي الفرس في تصريح صحفي موثق بذلك.
أما حزب الله، فهو بالنسبة لنا، وفي معاييرنا، ليس إلا عميل للفرس ومخلب قط حقير لهم، يتزيا بزيهم، ويتعمد كوادر حزبه في مظاهراتهم ترديد صيحاتهم، ويلفظونها باللكنة الفارسية الأعجمية، ليثبتوا لأسيادهم أنهم لهم أطوع من العبد الرقيق لسيده؛ إنه العار والعمالة والخيانة عندما تتوشح وتتعمم بالسواد، ذرا للرماد في العيون.
إلى اللقاء.
- التفاصيل