قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
دعونا نتكلم بصراحة وشفافية ونتطرق
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
الحديث عن المرأة حديث مفعم
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
منذ القديم والقمر يلهب خيال الشعراء والأدباء بوجهه الجميل الذي يتألق في السماء.. ويزداد جمالاً كلما اكتمل، وانتصف الشهر. الشيء الوحيد الذي لم يعرفه الشعراء أن للقمر وجهاً آخر، وجها لم يشاهده الإنسان على مر التاريخ.
وفي نوفمبر 1959م استطاع القمر الصناعي السوفياتي (لونيك – 3) الذي أطلق لاستكشاف القمر أن يحقق فضول الإنسان.
أرسل ذلك القمر بنجاح صوراً عديدة للجانب الآخر من القمر غير المقابل للأرض.
أما الولايات المتحدة فقد أنشأت مشروع أبولو في أوائل الستينيات الميلادية لإرسال أول إنسان إلى القمر. وفي 20 / 7 / 1969 م تمكن اثنان من ملاحي (أبولو – 11) من الهبوط والتجول على سطح القمر المواجه للأرض.
وتبع ذلك 6 رحلات مأهولة آخرها (أبولو- 17). وكانت حصيلة تلك الرحلات هبوط اثني عشر رائداً فضائياً قطعوا مسافة آلاف الكيلو مترات في مدة تصل إلى (160 ساعة) وأحضروا معهم حوالي (180 كجم) من التربة والصخور أماطت كثيراً من أسرار القمر الجيولوجية.
ويوجد على سطح القمر بوجهيه الظاهر والمخفي 25 معلماً قمرياً أطلق عليها أسماء علماء مسلمين. وقد لعب أولئك العلماء المسلمون دوراً كبيراً في تقدم المعرفة العلمية، وخاصة في تطور علم الفلك. وقد قام العلماء المعاصرون بوضع أسماء بعض العلماء المسلمين على بعض معالم القمر المميزة في الجزء غير المرئي للقمر (الوجه الآخر للقمر) وهم: أبو الفدا (1273- 1331 م): وهو أحد عباقرة الجغرافيين في مدرسة المأمون العلمية ببغداد. وله موسوعة في الجغرافيا؛ جمع فيها أعمال من سبقوه، وضمنها طرقا جديدة لتعيين خطوط عرض وطول الأماكن، وكان فلكياً ومؤرخاً معروفاً.
ابن يونس: المولود بمصر حوالي عام 950 ه، من مشاهير الفلكيين، وقد سبق جاليليو في اختراع بندول الساعة. وقد أجزل الفاطميون العطاء لهذا الفلكي وأسسوا له مرصدا على جبل المقطم بالقاهرة، وأمره العزيز الفاطمي بعمل جداول فلكية، أتمها في عهد الحاكم بن العزيز وسماها (الزيج الحاكمي)، وكانت مصر تعتمده تماماً في تقويم الكواكب، وقد ترجمت بعض فصول هذا الزيج إلى بعض اللغات الأجنبية.
الخوارزمي: وعاش في عصر الخليفة المأمون، وتوفي عام 850 ه. وبرع في علم الجبر، وكان كتابه (الجبر والمقابلة) منهلاً لعلماء الغرب لفترة طويلة. كما أعد جدولاً فلكياً سماه (السند هند).
ابن سينا: (980 – 1073 م) أكبر أطباء عصره، وقد قام بأرصاد فلكية كثيرة، ورأى ضرورة أن تكون سرعة الضوء متناهية قبل ان يثبت اينشتاين تلك الحقيقة بعدة قرون.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
"رعد الشمال".. أبلغ رسالة عربية وإسلامية بعثتها دول المنطقة لمن راهنوا على تشتت كلمتهم وقرارهم، بأن عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم لمرحلة مختلفة في تاريخ المنطقة التي تمر بأدق وأخطر منعطفاتها، فالمنطقة التي كانت مضرب مثلٍ لتفرّق الكلمة وتشتت الصف، تقف اليوم قولاً وفعلاً على جادة الإجماع والوحدة والقوة.
لقد بدا ذلك واضحاً وجلياً، فلا مكان اليوم لمن يريد أن يرسم ويعيد تخطيط عالمنا بما تمليه أجندته ومصالحه، لقد ردت الدول العربية والاسلامية بلهجة أسمعت وأزعجت تلك القوى الراغبة في ممارسة كولونيالية جديدة، والتي ترى أن على دولنا أن ترتهن لقرارها ورؤيتها وفلسفتها.. وصوب أي تهديد قد يطاول عمقها الإسلامي والعربي، اختتمت العملية العسكرية الأضخم منذ حرب الخليج مطلع التسعينيات.
يخطئ من يظن أن "رعد الشمال" رسالة موجهة لإيران، لأن الأمر أكبر منها، فقد رأت كيف أجمعت الدول الخليجية والعربية والإسلامية على إدانة أفعالها وسلوكها المتهور والمؤذي، وكيف أفشلت دول المنطقة مشروعها في البحرين واليمن وسورية، وستمضي المملكة وإخوانها العرب قدماً من أجل استعادة الدولة الوطنية في العالم العربي بعيداً عن المشروعات الطائفية والإرهاب الذي تراهن عليه طهران في محاولة لتفكيك الدول العربية والإسلامية.
وتنظم المملكة تحالفات استراتيجية في المنطقة، بما يسهم في تماسكها وإعادة فعاليتها وحيويتها، ولأجل لذلك لا غرابة في الهجمة الشرسة على المملكة في الإعلام والمراكز البحثية الغربية، فتارة يستهدفون الرياض من البوابة الأيديولوجية، ثم الرهان على انخفاض النفط وتدهور الاقتصاد وغيرها..، ظناً أن ذلك من شأنه أن يبعث رسائل إحباط وتشكيك للدول العربية التي ردت بما تمليه اللحظة التاريخية الحاسمة بأنها اليوم على قلب رجل واحد، من موقع القوة وقلب العالم العربي والإسلامي، تريد ضخ روح التفاؤل والقوة في أواصر هذا العالم الذي يئن تحت وطأة سنين من التفكك الذي أذهب قوته وريحه. لذا فإن "رعد الشمال" ليست نذير حرب، لأن المملكة أخذت على عاتقها منذ أن توحدت - على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز- أن تكون دولة داعمة للازدهار والنماء والوحدة، لأنها تدرك أن أخطر ما يهدد منطقتنا هو أكثر ما يهدد أعداءها وهي وحدته وقوته فهما محل رهان شعبه وعدوه في آن، وأمام تلك الحقيقة على دول المنطقة أن تختار إما أن تذهب إلى ما يشد من قوتها وأزرها وازدهارها، أو أن تذهب إلى ما يهدد وجودها، ويسلب إرادتها.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
القوة والهيبة مطلب كبير وأمنية للفرد وللمجتمع وللدول في كل الأمور وفي كل شؤون الحياة.. فكيف إذا برزت هذه القوة وهذه الهيبة في الجوانب العسكرية والحربية.. وتزداد جمالية وروعة هذه القوة وهذه الهيبة أكثر وأكثر إذا حضرت لحماية الدين والوطن.
اليوم نحن في هذا الوطن جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي ونفتخر ولله الحمد بأن هذا الوطن هو قبلة المسلمين وهو حام وخادم للحرمين الشريفين ملكاً وشعباً ونحن جزء لا يتجزأ من العالم العربي الذي ينطق بلغة القرآن الكريم.. لذلك فإننا في هذا الوطن وفي هذا المجتمع الإسلامي والعربي نواجه اليوم بما يمكن تسميته بحرب خفية وجادة تحمل أطماعا مختلفة لا حدود لها هدفها الأول عقيدة هذا الوطن وكل مكتسبات الوطن العربي دولة دولة ومجتمعا مجتمعا وتستهدف إزالة الهوية الإسلامية والهوية العربية وتهيئة المنطقة ككل لفرض هيمنة فارسية.
لذلك كان لزاماً علينا في هذا الوطن التعاون مع الإخوة والإشقاء العرب والمسلمين المخلصين الصادقين، وأن نهيئ أنفسنا لمواجهة هذه الأطماع وهذه الحرب وهذا الخطر بالقوة التي منحها الله لنا مستمدين هذه العزيمة وهذه القوة أولاً وقبل كل شي من الله العزيز القدير ثم بما لدينا من إمكانات وقدرات عسكرية وحربية.. وأن يكون عملنا في هذا الاستعداد انطلاقا من قول الله عز وجل "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" ومن قوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
من هذا المنطلق الإسلامي.. ومن هذا الأمر الإلهي ومن هذه الغاية ومن هذا الاستعداد جاءت مناورة "رعد الشمال" التي نفذت باقتدار وبنجاح كبير على أرض هذا الوطن وفي منطقة الحدود الشمالية.. والتي رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مناورتها الختامية يوم امس الخميس بنجاح مشرف ولله الحمد، هذه المناورة التي حضرت في كل خطواتها وفي جميع مراحلها كلّ معاني الوحدة الإسلامية وتجسدت في كل لحظاتها أبلغ مجالات التعاون الإسلامي في مواجهة هذا الخطر الذي يلوح في الأفق العربي.. هذه المناورة التي أثبتت في الزمن الصعب أن الوحدة الإسلامية - العربية كانت ولله الحمد قريبة وحاضرة في وقت الشدة إذا وصلت الأمور إلى المساس بالوحدة الإسلامية والعربية وتطاولت على أسس العقيدة الإسلامية المثالية.
إن مناورة "رعد الشمال" ليست مجرد مناورة بل هي عدة مناورات في مناورة واحدة تحمل رسائل صادقة وصريحة وحاسمة لأصحاب الأطماع الفارسية الذين اعتقدوا خطأ أن استمرارهم في نهجهم العدواني لاحدود ولانهاية له لكنهم يجهلون أن عزيمة القادة سهلة الحضور وسريعة الحسم عند المساس بحرمة الدين وحدود الأوطان.. لذلك كان تواجد أكثر من مئتي ألف رجل يمثلون عشرين دولة إسلامية وعربية قراراً يؤكد عزيمة أولئك القادة الصادقين المخلصين لدينهم ولوطنيتهم.. فتحقق الفخر وتعالت العزة في نفوس كل أبناء الشعوب الإسلامية والعربية وهم يرون هذه المناورة التي قدمت صورة خالدة من صور جيوش الفتوحات الإسلامية المثالية تعود اليوم بكل هيبتها وعزتها وبأسلوب يساير عصر التطور ودرجة التهديد والخطر.
فشكراً للقادة المسلمين والعرب المخلصين على هذا القرار وشكراً لكافة أبناء القوات الإسلامية والعربية المشاركة في هذه المناورة وهنيئاً لنا بهذه الجيوش وهنيئاً لنا بحضور القرار والوحدة والتآلف نحو هدف واحد فمناورة رعد الشمال أكدت المعنى الحقيقي للاعتصام الإسلامي الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يديم هذه الوحدة وهذا الاعتصام، وأن ينصر جيوش الحق في جهادهم الإسلامي حماة للدين وللأوطان.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
رقية الهويريني
تأملت أحوال الناس ووجدت أنهم يسعون حثيثاً نحو الملذات من أكل وشرب وراحة وسياحة، وقبل ذلك الجري وراء المال بطريقة تدعو للتساؤل والعجب! بل رأيت التنافس على التملك في الذهب والعقار والسيارات والماركات! ولم أجد من يكون هاجسه العافية حتى لو كان صحيح البدن معافى الجسد! ولقد عـدّ النبي عليه الصلاة والسلام العافية أفضل ما أُعطِيَ العبد، فقال: «سلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد شيئاً أفضل من العافية».
ومن الناس من يتوقع أنّ العافية تنحصر بالصحة فقط؛ ولكنها معنى عام يشمل العافية في الجسد وفي الولد والمال وحتى الدين والفكر والعقل! وسر العافية أن لا أحد يعرف قدرها ولا قيمتها إلا من فقدها! فما هو ثمنها إذاً؟
أغمضوا أعينكم قليلاً وتخيلوا أنكم فقدتم البصر لبرهة!
تخيلوا أنكم لا تشمون ولا تتذوقون أو لا تسمعون! بل تخيلوا أنكم سلبتم نعمة الأمن أو قيدت حريتكم! أو فقدتم والديكم أو أولادكم وأُسركم! وهي نعم لا يدركها إلا من فقدها!
والحق أنني لم أجد غير الإيمان والشكر سبباً لتدوم وتتكاثر النعم، ولم أر غير الجحود والعصيان لتحل بهما النقم! يقول تعالى {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
وقد يخال المرء أنّ الشكر باللسان فحسب، والواقع أنه ينبغي أن تلهج جميع الجوارح بالثناء على المنعم، وأن تعمل بها أيضاً ولا تصرف في غير ما خلقها الله له. فاليد أعدّها الله للعمل والإنتاج وحين تصرف للسرقة فهو كفر بالنعمة ويستحق المرء العقاب، وقد يحرم من هذه النعمة بقطع يده أو السجن والتعطيل! فالجزاء من جنس العمل! ومن يحفظ جوارحه ويستغل قوّته وصحته في الصغر بما ينفعه يجدها في الكبر تخدمه، ومن يهملها بتناول الأكل الضار والشرب المؤذي فإنّ شيخوخته ستكون مؤلمة! وهو من التفريط بالعافية والكفر بها.
والعجيب أنّ العافية إذا دامت جُهلت وإذا فُقدت عُرفت! لذا فإنّ الله جلّ وعلا يحرمها المرء فترة من الزمن، ليعود إليه منكسراً طالباً لها باحثاً عن أسباب الفقد، فيراجع نفسه ويصحح مساره لتؤوب له العافية.
أسأل الله لي ولكم العافية الشاملة، وراحة البال.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
محمد آل الشيخ
تقييم البشر ناهيك عن أبناء الوطن الواحد، من منطلقات ومعايير مذهبية، وتكريسها في الأذهان، على أنها تصلح لأن تكون معياراً يُميز المواطن الصالح من المواطن الطالح، لا تتفق مع مفهوم المواطنة، والعيش المشترك بين المواطنين، خاصة إذا ما كانوا مختلفين في الطوائف والمذاهب والآراء، فالمواطنة تنظر إلى مواطني البلد الواحد، أناثاً وذكوراً، على أنهم متساوون كأسنان المشط، في الحقوق والواجبات، ما يجعل التعصب المذهبي، قنبلة موقوتة، تفجِّر الأوطان، وتسعى بمواطني البلد الواحد إلى التفرق والتشرذم، وتكون اللحمة الوطنية التي هي بمثابة العامل المشترك الذي يجمع بين المواطنين بمختلف مذاهبهم، معرضة للتمزق، ومن ثم انفراط الأمن، ونسف الطمأنينة والاستقرار.
والثابت ثبوتاً يقينياً، أنّ (المذهبية) والتفرق بين أبناء الوطن الواحد، مسلك مذموم إذا تجاوزت معنى (الاختلاف الفقهي) النابع من اختلاف وجهات النظر، الذي لا يُفسد للتعايش قضية بين المواطنين، ولا يتطور إلى درجة التعصب، وفرض هذا المذهب واجتهادات فقهائه على أنه الإسلام الحق الذي نزل على محمد، كما هو ديدن المتعصبين لمذاهبهم ومقولات فقهائهم تعصباً أعمى ينسف استقرارهم هم قبل أن ينسف أمن واستقرار الآخرين.
فالمذهب اليوم، أي مذهب، هو رأي ورؤية واجتهاد إنساني حيال نصوص إلهية، استقاه مؤسسه الذي ينسب إليه من اجتهاداته، وليس بالضرورة أنه (الحق) المطلق الذي لا حق سواه.
القرآن الكريم وفي مواضع كثيرة، نهى عن التفرق، ودعا إلى الاتفاق، وعدم التمذهب، بقوله جل وعلا :{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ }، وفي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}؛ بمعنى أنهم كانوا أمة واحدة، وتفرقوا فأصبحوا طوائف ومذاهب متعددة، رغم أنهم انطلقوا من دين واحد؛ لذلك يقول الطبري عن المقصودين بهذه الآية : (والمراد اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي والضحاك. وقد وصفوا بالتفرق; قال الله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}. وهذا يعني أن التمذهب والتحزب الديني، والتعصب للمذهب، سيؤدي بالمسلمين إلى ما انتهى إليه اليهود والنصارى، من التناحر فيما بينهم، كما حصل في القرون الوسطى، وهو أمر يثبته التاريخ الأوربي، وما حصل بين الكاثوليك والبروتستانت من حروب ومجازر، وكأني أرى ذلك فيما يجري اليوم بين المسلمين من أهل السنّة والشيعة من تباغض وكراهية وتناحر؛ فما أشبه بارحة أهل الكتاب بصبيحة المسلمين اليوم.
ولكي نذهب إلى الأسباب مباشرة ودون مواربة، فإنّ (كهنتة الإسلام) الذي حذّر منه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، هي أم كوارثنا، وأساس عللنا، فهي بمثابة البركان الثائر الذي يرمي بحممه وما يزال على أهل الوطن الواحد، فتشعل الفتنة، ثم تصب البغضاء والكراهية عليها الزيت، فتسحق حممه الملتهبة من وصلت إليه.
صحيح أنّ الإسلام مذاهب ومشارب ومدارس متعددة ومختلفة، لكن لم يقل من أسسوها - ماعدا الخوارج - أبدا أنها الحق المطلق، ولا اتخذوا من اجتهاداتهم سوطاً يسوطون به كل من اختلف معهم، وإنما كانوا في عصور ازدهار الإسلام، تجد هذا الفقيه ومن يختلف معه في مسجد واحد، لا يفرق بين حلقة هذا الفقيه عن ذاك الفقيه إلا أمتار قليلة، وغالباً ما يتحاورون، وكل يدلي بدلوه، ويقول حجته، دون أن يُفسق هذا ذاك أو يُزندقه أو يصفه بالجهل؛ وحينما حل التعصب للرأي، استغله بعض المسيسين المتأسلمين، فحصروه في (ما يقول به) و(ما يقول به شيخه) الذي تتلمذ على يديه، ومن يختلف معهم فهو إما جاهل يجب وعظه، أو كافر يجب ردعه وسجنه وجلده أو قطع رقبته؛ حتى أنّ (الحداثة) التي هي أس فلسفة التنمية الأول، التي تشرئب لها أعناق بني البشر اليوم، جعلوها هي والإسلام نقيضين لا يجتمعان كما يقول الواعظ «عوض القرني» في كتاب مضحك له!
والتعايش بين الإنسان ومن يختلف معه دينياً أو مذهبياً أو إثنياً في مجتمع واحد، هو شرط بقاء الدولة الوطنية الحديثة؛ وشرط استمرارها واستقرارها وأمنها؛ صحيح أنّ الاختلاف بين بني آدم جُبلّة خلقها الله فيهم، لكنها يجب أن تبقى في إطار الاختلاف السلمي، ومتى ما انتقل الاختلاف إلى فرض رأي هذا على ذاك بالقوة، سواء بالسوط أو بالسيف، تنفجر الأوطان حتماً؛ ربما تبدو هذه الأوطان مستقرة آمنة من الظاهر، لكنها في الأعماق تغلي فتثور، ليصبح أمنها واستقراها، أثراً بعد عين.
إلى اللقاء.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
ناهد باشطح
فاصلة:
((هناك نساء يعبرن الحياة مثل نسمة الربيع التي تنعش كل شيء في طريقها))
- حكمة عالمية -
لم تكن بالنسبة لي رحلة عادية تلك التي دُعيت إليها من قِبل الدكتور عثمان المنيع، المدير التنفيذي في لجنة التنمية الاجتماعية بالقصب وعضو المجلس البلدي فيها، لحضور مهرجان الأُسر المنتجة السادس بالقصب، الذي رعته حرم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود الأميرة نورة بنت محمد بن سعود آل سعود، حرم أمير منطقة الرياض، السبب الأول إنني كنت في غربة طويلة خارج المملكة وكانت عيناي بحاجة إلى احتضان صور من المدن القديمة حيث العراقة والطيبة والبساطة.
أما السبب الثاني فهو معرفتي منذ سنوات طويلة بجهود سمو الأميرة نورة في الاهتمام ودعم جهود المرأة في تنمية المجتمع، منذ أن كانت داعمة للنساء في عسير ثم في القصيم والآن في الرياض. هي في كل محطات عملها الاجتماعي تساهم في تمكين النساء وهي شعلة من النشاط والأفكار المتجددة.
ولذلك لم أتفاجأ حين أعلنت أنها وسيدات من الرياض متطوعات، يعملن بعد الموافقة من قِبل أمارة الرياض على تأسيس لجنة نسائية للعمل باتجاه تطوير تنمية المجتمع في المحافظات التابعة لمدينة الرياض، وهي فكرة بلا شك ذكية ومساندة للمحافظات التي تحتاج المرأة فيها والأسرة بشكل عام إلى الدعم والتنمية الاجتماعية.
عنوان مهرجان القصب «كسبي من عمل يدي «وهو يضم حوالي 80 أسرة تقدم إنتاجها في المهرجان، وهو منتج يحتاج إلى دعم حتى يتشكل ضمن إطار متطور وفق مواصفات رغبات المستهلك، خاصة وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يدعم هذا التوجه، فقد نص قرار مجلس الوزراء في 13 فبراير 2016، على أن يخصص البنك السعودي للتسليف والادخار مبلغ (2 مليار ريال) لدعم المشروعات الصغيرة للأسر المحتاجة، ومليار و500 مليون ريال لمشاريع الأسر المنتجة لمساعدتها في اقتناء أدواتها ومعداتها.
وقد دعمت وزارة الشؤون الاجتماعية 12 ألف أسرة منتجة عام 2015. الأسر المنتجة مشروع لا يعود بفائدته على المرأة فقط حيث يبث فيها روح الاستقلالية والعمل الذاتي، بل هو يدفع بالمجتمع نحو صون الصناعات التقليدية وتطويرها.
رحلة القصب التي كانت برفقة نخبة من زميلاتي الإعلاميات ونساء القصب المميزات في كل مجال، من أستاذات الجامعات لعضوية الشورى، حوى برنامجها زيارات مختلفة كزيارة مصنع زاد الملح وزيارة مقر عرض الأسر المنتجة لمنتوجاتها ضمن المهرجان، وهناك أيضاً محطات تعريفية جميلة ببعض أهل القصب من شعراء كالراحل الشاعر إبراهيم الحميضي.
أكثر ما لفت نظري كان نساء القصب ليس لأني امرأة أعتد بدور المرأة في المجتمع، ولكن لأنهن جمعن بين الأصالة والتطوير، بدءاً من اهتمامهن في عرض منتوجاتهن بالإعلان عنها، أو الاستفادة منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ومروراً بسوق العبيلي الشعبي حيث حرف النساء التقليدية، وانتهاءً ببيت الزاحم وصور جمال الأمس وعبق روحه. في القصب حكايات جميلة قرأتها في عيون النساء اللواتي يلتقين بحميمية في الخيمة، وفي لعب الأطفال البسيطة التي افتقدها صغارنا في المدينة الصاخبة. شكراُ للدكتور عثمان المنيع وزوجته وكريمته وللعزيزة شقيقته الزميلة د. هيا المنيع كانت القصب بحق لوحة جمال لا تنسى.
- التفاصيل