قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

لَا تَستَهترُوا بالصُّدَف، فهي قَد تُغيِّر مَسَارَات دُوَل، وتُبدِّل أَحْوَال أَفرَاد، ولَا أَعنِي بالصُّدَف هُنَا، أنْ تَكون حيَاة الإنسَان بِلَا تَخطيط، وإنَّما أَعنِي أنَّ غِيَاب مَوهبَة فَريدَة، قَد يُرشدنا إلَى
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
لقد أصبح طلابنا ضعافا في اللغة العربية لأسباب كثيرة،لا نريد أن نحصيها الآن.
ولكن من أهمّ تلك الأسباب ذلك الأسلوب الجامد الجاف النظريّ الذي يتبعه كثير من المعلمين في تدريسها.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
عملت بادارة الحضانة العائلية بوزارة
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
الشيخة د.سعاد الصباح عرفها موقع
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
( كلكم راع و كلكم
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
الشعر برفقة الموهبة هجس وحدس، وشمول يتنامى مع حياة الشاعر الزمنية والفكرية، فالموهبة أساس، والمتابعة والتجريب بناء، وعدم التوقف عن اللهاث وراء التأمل والتصور من سمات الشاعرالقادر، الذي يدرك أنه قد دخل في هذه الدائرة فما عليه إلا أن يستمر معها ويساندها في التوسع بما يملك من زاد ثقافي تأتى إليه بحكم المطالعة والمتابعة، والشغف المستمر بالكشف عما تخبئه له أيامه كلما ازداد ركضه في الحياة مما يمر به وهو يسير في طرقاتها العديدة التي تتعرج وتؤدي به إلى أن يصل إلى شيء يهجس به دوماً، فهو يسير كما تسيره تأملاته وتطلعاته، وما تصوِّره له من أشكال في خياله الذي يقوده إلى أن يرسم الأشكال مثلما تراءت له، وقد يمعن الحك في تجاويف الذاكرة لتعطيه أكثر مما كان ارتسم له، ولكن في أمانة وصدق مع أحاسيسه لكي يكون الرضا عن النفس الذي جسمه في عطائه الفني.
الشعر شعور ولا خلاف في ذلك، ولكن طريقة التعبير، ورسم المسار، وحك وحفر المسارب وتوجيهها لإكمال المبتغى تختلف، من شاعر لآخر، ومن ذلك يكون التباين في المستوى الشعري، واختلاف العطاءات مثلما تختلف البصمات؛ حيث تدل البصمة على صاحبها مثل الأصبع أو الإبهام، فلكل شاعر بصمته الخاصة يمثلها نتاجه الذي عندما يعرض أو يُطرح في الساحة يعرف أنه شعر (فلان) وهذا ما يعني الأصالة النابعة من صدق الشاعر مع شعره، وحرصه على أن يكون هو وليس غيره، ممثلا بواسطة محبرته الخاصة التي صنعها، وقلمه الذي مكث سنوات يصنعه بنفسه، وحافظ على أدواته التي يعبر من خلالها عما يحوي مخزونه المعرفي والفكري الذي يقوده إلى البوح عن المكنونات.
لهذا بقي الشعر هو المعبِّر الحقيقي عما يعتمل في الذات الإنسانية على مر العصور والأزمان، يصور ويقول، ويفتح الآفاق أمام مكونات ووسائل التعبير لتبرر الإعلان عن تواجدها بصفاء ونقاء ووضوح، فمنها الحب بأشكاله لكل شيء يُحب، وحفظ الصور مهما كان قِدَمُها، والتلذذ باللجوء إليها في استعادة وتكرار مطالعة صورة عن مرحلة ما، سواء أكانت عامة أم خاصة، وهي محشوة بالتأمل الغني المُغْني لنشاط الرّوح، وإنعاش الحياة بالتطريب في التصور والتخييل، ورسم الحقائق التاريخية، فكم من الملاحم والمعلقات، والمطولات الشعرية مازالت حية على مر الزمن حتى اليوم، ولكل مرحلة سماتها الدالة عليها كما رسمها مبدعوها.
فالشعر باق وموجود وسيبقى ما بقى الإنسان على وجه البسيطة، والشعراء حسب المواهب والقدرات في ازدياد، ودواوين الشعر تصدر تباعا، وقد لقي كثير ممن كانوا يحتفظون بما لديهم من قصائد، الوسائل التي شجعت وسهلت أمورهم لكي يَخْرجوا إلى الهواء، فكانت الأندية الأدبية التي أخذت تعنى بمن يتقدَّم إليها ممن يحسّون أنهم أحسنوا وقدروا على أن يشاركوا علناً.
وما يشهده معرض الرياض الدولي للكتاب في سنواته الأخيرة، وما شهده معرض جدة - هذا في الداخل - وما تشهد كل المعارض ودور النشر العربية وغيرها من إصدارات شعرية يشير إلى الزيادة والتوسع وإثبات عملي وتاريخي لبقاء الشعر في كل زمن وآن.
ومن الدواوين الشعرية الجديدة الحديثة، وهي كثيرة، كان لي الحظ مع الشاعر حسن محمد الزهراني في ديوانه الطازج (أَعْبُرُ سَمَّ التَّوُجّس) الصادر عن نادي الحدود الشمالية بالمشاركة مع دار الانتشار، وهو الديوان الثاني عشر للشاعر، فشاعر له هذا العدد من الإصدارات لايماري أحداً على أنه يملك تجربة شعرية عريضة مع استمراره في العطاء والتواجد.
وقد كنت في حقيقة الأمر أُسرع في قراءة القصيدة التي أراها منشورة له لكونه في قناعتي لا يتصنع الشعر، ولا يصرخ أو يناقش أو يناور لجلب الأنظار، ولكن ترك ذلك لعمله، وأعماله تشهد بشاعريته الثرة المتنوعة، والمتشكلة بمقاماتها التابعة لها بين المقفى / التفعيلي، ثم إن الموضوعات التي يتطرق إليها هي من الحياة وإليها، ومن المجتمع وإليه، ومن النفس وإليها أيضا، وفي هذا التكامل التنوعي المتأتي في إطار السلاسة والصدق، والتقاط العبارة العامة ووضعها في المكان المناسب، وبعامية بعض الكلمات التي يقوِّسها أرى أنها لا تحتاج لذلك لأنها لو غُيِّرتْ لفقدت العبارة أو الصورة الشعرية التي تضمنتها جماليتها، لأن الجمالية جاءت من تلك الكلمة العامية، وهذا شاعر له وزنه وقيمته، وتناميه ومواكبته مع الأحداث خاصها وعامها، وتواصله هو سر نجاحه، مع صداقته مع الصِّدق الفني الذي يملك ناصيته، ويتمثل في كافة أشعاره :
تحت عنوان (الهاجس المطري) القصيدة المفتتح :
• الشعر:
هذا الهاجس المطري
كيف أتى بنا من غابر اللا وعي
وعيا؟
يمتطي خلجاتنا عبقاً
ويشبع صمتنا شدواً
ويثخن دمعنا غرقاًٍ
وينسانا على أهداب لوعتنا
نفتش في بصيص البوح عنا
***
• ومن قصيدة (فات الوجد):
تتضوعين مودة وعذوبة
وتسافرين على أريج الورد
في رئتي وتنتشرين في ملكوت روحي
كان اللقاء هنا
وكان الوقت من مطر المودة
لايبارح همس قلبينا
وقد أقلّ شذا السفوح
***
• ومن (حين أحياك):
دوزنت عينيك في ثغر المدى طرباً
ومقلتيك في فجر الهوى أدبا
إذا نظرت إلى عينيك أثملني
ذوب الفتور الذي يسقي الدجى شهبا
قصائد جَمَعتْ فأوعت، والخيار صعب، والمكان محدود، ولكن القراءة مع الشاعر الزهراني مستمرة ما دام مجراه الرَّقْراق يعطي، فالمزيد مطلوب.
- التفاصيل