قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
في أي خبر عن داعية سواء داخل المملكة أو خارجها ستلاحظ في طيات الخبر تتردد كلمة (مرافقو الشيخ). مسألة أن يكون للشيخ مرافق دفعتني للتأمل. ثمة تمييز صغير بين مرافقي الشيخ ومرافقي الشخصيات الكبيرة في صيغة الخبر. المرافقون مع الشخصيات الكبيرة يطلق عليهم الوفد المرافق أما مع الشيخ فيكتفى بقول مرافقي الشيخ. ما الفرق بينهما وما دور مرافقي الشيخ عند مرافقته إذا عرفنا أن الوفد المرافق مع الشخصيات السياسية يشير إلى الخبراء الذين سيشاركون في المباحثات حتى انك تستطيع أن تعرف طبيعة المباحثات من أسماء أو صفة أعضاء الوفد المرافق. الداعية يسافر إلى البرازيل أو الفلبين أو تركيا أو قطر للدعوة إلى الله. لا أظن أن المباحثات مع الكفار والمشركين تحتاج إلى خبراء أو تحضير ملفات.
جرت العادة في أوساط المحاضرين وأساتذة الجامعات والمثقفين أن المحاضر إذا تلقى دعوة من أي جهة يذهب وحيداً حاملاً شنطته الشخصية بيده اليسرى تاركا يده اليمنى تمسمس البشت وتجري المصافحات. في هذا وفي نقاط أخرى جوهرية يفترق المثقفون عن الدعاة. وإذا كان الكتّاب والمثقفون يفترقون عن الدعاة في مسألة التعامل مع البشت إلا انهم حتما يفترقون أكثر عن الدعاة برائحة العود والبخور وبعض اللمسات الباريسية وبالطبع في نوعية البشت وماركته. لا تثريب على الطرفين. لكل مهنة أدواتها وعدتها وتقنياتها.
من حسن الحظ أن يصدر هذا المقال أثناء فعاليات معرض الكتاب. إذا أردت أن تعرف الفرق الجوهري بين المثقفين والدعاة انتظر عند مدخل معرض الكتاب الداخلي وراقب دخول أي من دعاتنا الأفاضل أو أي من أخواننا المثقفين. لن ترى بإذن الله داعية يسير وحده وخاصة في المناسبات الجماهيرية. ستلاحظ أربعة إلى خمسة شباب يسيرون بصحبته وإذا حسبت السائق الهندي المسلم يصعد الرقم إلى ستة.
صادف عندما كنت مسؤولاً إعلامياً في النادي الأدبي بالرياض في التسعينات من القرن الميلادي الماضي أن فرض علينا الزمان استضافة دعاة لإلقاء محاضرات عن فساد الزمان. في إحدى الأمسيات خرجت مع ثلة من الحداثيين لاستقبال شيخ من نجوم الصحوة الصاعدين. بعد ربع ساعة من الانتظار قضيناها في مراقبة قطوة عالقة في برميل القمامة توقفت سيارة فاخرة ثم سيارة أخرى أقل فخامة. نزل شيخ في منتصف العمر من السيارة الأولى وعلى الفور نزل من المقعد الخلفي لسيارة الشيخ شابان وثلاثة شباب من السيارة المرافقة. رغم أن هؤلاء الشباب أصغر من الداعية سناً إلا انهم يشبهون الشيخ في ثيابهم القصيرة وإطراح العقال ولحاهم الغزيرة مع احترام تميز الشيخ عنهم بلبس البشت. (لم تكن البشوت الفاخرة في ذلك الزمان من ضرورات الدعوة إلى الله). قبل أن نتقدم من الشيخ لمصافحته والاحتفاء بقدومه سمعته يترنم ببيت شعري قديم تضمن شيئاً من وصف قطة. من الواضح أنه لاحظ القطوة ولاحظ اهتمامنا بها فقرر تزويدنا بمادة أدبية قد نحتاجها إذا أردنا الهداية. حسبناها كحداثيين لمسة ذكاء وسرعة بديهة وخفة دم. بيد أن الشباب المرافق للشيخ أعطوا المسألة عمقاً دعوياً. سمعت أحد مرافقي الشيخ يقول للمرافق الآخر: أحاط علمه بكل شيء حتى بالقطاوة يا فهد. فقال فهد محتفياً بهذه الملاحظة القيمة : يا أخي الشيخ عبدالله يحب الطرافة وله قفشات كثيرة وغزير الحفظ . أما الثالث فقد رأى فيها جانباً فقهياً لا يستهان به. فسأل شيخه، يا شيخ عبدالله هلا تعرضت إلى جانب الرفق بالحيوان في محاضرتك. ثم أردف مزوداً الشيخ بالنقطة الأساسية المطلوبة: هؤلاء التغريبيون الذين يطنطنون بمنظمات الرفق بالحيوان في بلاد الغرب هلا كشفت لهم أننا سبقنا الغرب في هذا المضمار بمئات السنين. دون إعداد تشكل موضوع في غاية الخطورة يمس الأمة من مجرد قطوة عالقة في برميل. إذا كان هذا هو دور المرافقين للشيخ فلا شك يحمدون عليه لكن السؤال من يدفع ثمن تنقلهم وتذاكرهم وفنادقهم إذا سافروا معه خارج المملكة.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
حمّاد السالمي
كثيرة هي التمثيليات الهزيلة، والمسرحيات الهزلية؛ التي يكتبها ويخرجها ويمثلها أمين عام (حزب اللات) اللبناني الإرهابي (حسن نصر الله).. من المشاهد الأخيرة لتمثيلياته ومسرحياته الجهادية هذه عبر الدكاكين الفضائية التي تمولها طهران..
.. وتشتري لها ذمم المتكلمين المتحذلقين من لبنان ومن غير لبنان؛ ما كشف فيه عن اعتزازه بخطاب سبّاب كان قد ظهر به عقب انطلاق عاصفة الحزم العربية على الإنقلابيين الحوثيين في اليمن قبل عام تقريبًا، وفيه أظهر معارضته وتهكمه على حملة التحالف العربي ضد الوجود الفارسي في جنوب الجزيرة العربية، ولأنه ذنب إيراني وحزبه ذراع لملالي طهران؛ وهو شخصيًا كما قال أكثر من مرة تابع مطيع لمرشد الثورة في طهران؛ فهذا حقه.. ولا غرابة أن يكشف عن حقيقة نفسه، وعن توجهات حزبه وما ينفذه من عمليات إرهابية لصالح طهران في عدد من البلدان العربية؛ ومنها على الأخص دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية بالذات.
ومما قال به في آخر مشاهده المسرحية الهزلية المضحكة عبر تلفزاته العميلة؛ أنه يجاهد ضد المملكة العربية السعودية..! يخوض الجهاد الحقيقي ضد المملكة التي كانت تقف إلى جانب بلده سياسيًا واقتصاديًا وحتى عسكريًا، وكان هو وحزبه من الذين استفادوا من الدعم السعودي طيلة عقود مضت؛ في التعمير والتشغيل، وفي استقبال اللبنانيين العاملين والمستثمرين الذين منهم أعضاء في حزبه الإرهابي.
ضحكت كثيرًا مما ورد في هذا المشهد الهزلي مع أن كل ما يجري في مشهدنا العام لا يدعو لغير البكاء.. ربما من باب البلية التي هو عليها هذا (اللاتي) الذي أفنى عمره في خدمة السياسة الفارسية في المنطقة العربية.. إن شر البلية ما يضحك، وما يأتي به حسن نصرالله في كل ظهور له هو بلية أشر مما سبق له من بلايا، ولكي تكتمل أركان البلية ونضحك مع شرها أكثر؛ كان ينبغي لحسن نصرالله أن يوضح لنا طريقته في الجهاد ضد المملكة العربية السعودية؛ مع أننا نعرف وهو يعرف وعقلاء السعودية ولبنان يعرفون والعارف لا يُعرّف، ولكن حتى يعرف الآخرون الذين هم في دائرة بعيدة عن الصراع أو (الجهاد) الذي يديره حزب الله وأمينه ضد المملكة العربية السعودية وشعبها.
نعرف أن حزب الله وحسن نصرالله يتلقى الأوامر والتعليمات من طهران، فما من عملية إرهابية تنفذ ضد مسجد أو مؤسسة أو أفراد في السعودية إلا ولهذا الحزب الإرهابي وأمينه يد فيها، حتى المساجد التي يصلي فيها الشيعة في المملكة يستهدفونها لبث الفرقة الطائفية في المجتمع السعودي.
منذ تفجيرات الخبر سنة 1996م وحتى يوم الناس هذا؛ وحزب الله وأمينه بتوجيه وتخطيط إيراني؛ يجاهد بالإرهاب ضدنا، وضد دولة الكويت والبحرين والإمارات، ويزرع الجواسيس، ويسهل دخول المتفجرات والعبوات الناسفة، ويبرح الطريق لعناصر قاعدية وداعشية لتمارس إرهابها الممنهج في مساجدنا ومدننا وساحاتنا. ليس هذا فقط هو (الجهاد النصر لاتي) الوحيد الذي يقوم به نصرالله ضدنا، ولكننا نعرف أنه يرأس أكبر عصابة تدار من حزبه الإرهابي؛ لترويج وتهريب المخدرات إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج والعالم أجمع، بهدف توفير الدعم المالي لمليشياته العسكرية التي يرهب بها لبنان حكومة وشعبًا، ليفرض سيطرته الكاملة على هذا البلد العربي، وتحويله إلى محمية إيرانية صفوية كما يريد أسياده في طهران.
الضاحية وجنوب لبنان حيث يسيطر ويهيمن حزب الله، هي مزارع للحشيش ومصانع لأنواع شتى من المخدرات المحرمة دوليًا، ومع ذلك تظل أموال المخدرات هي الداعم الأكبر لميزانية حزب إرهابي يتدخل في دول عربية منها العراق وسورية واليمن ودول خليجية أخرى، فيدرب المخربين، ويوجه المفجرين، ويشترك في القتال ضد الشعوب العربية نفسها كما جرى ويجري في سورية والعراق. وهذا جهاد آخر للسيد حسن نصر الله ضد الشعوب العربية في سورية والعراق واليمن والبحرين والكويت وغيرها.
في الضاحية تجري أكبر عمليات تمويه لتصدير المخدرات والحشيش، فهم هناك يضعون المخدرات في أوراق (الكرنب) في بدء نموه حتى تلف عليها الأوراق مع مرور الأيام، ثم يصدر في شاحنات إلى المملكة عبر حدودها الشمالية، وكأن الأمر لا يعدو كونه كرنب أخضر..! لتكتشف جمارك المملكة هذه اللعبة عدة مرات وتقف ضدها، وهذا معروف ونشر عنه في سنوات خلت.
ومن حدود المملكة البرية؛ يسعى أذناب حزب الله الذين ينفذون سياسة صفوية في تخريب شباب الخليج والمملكة تحديدًا، يسعون إلى تهريب المخدرات عن طريق الكلاب والحمير الضالة، وتحشى بها بطون الإبل، إلى غير ذلك من وسائل قذرة تم كشفها والتصدي لها مرات كثيرة، فهذا إذن هو الجهاد الكبير المقدس الذي يخوضه ربيب الخامنيئي حسن نصرالله ضد بلادنا الطاهرة المنصورة بإذن الله على كل معتد أثيم.
جهاد الإرهابي حسن نصرالله وحزبه الإرهابي ضدنا معروف ونحن له بالمرصاد، فهو إرهاب صريح صارخ معلن، ويبقى جهاده الإرهابي ضد بقية الشعب اللبناني الواقع تحت سطوة مليشياته.
متى يعود لبنان العربي الحر؛ إلى حاضنته العربية الحرة لا الصفوية الفارسية..؟.
يا شعب لبنان العربي الأبي: إن ثمن الكرامة والحرية فادح، لكن ثمن السكوت على الذل والاستعباد أفدح.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يوسف المحيميد
تعوّدنا في العاصمة الرياض أن نهنئ أنفسنا في مثل هذا الشهر، كل مارس والكتاب بخير. ونزداد يقينًا بذلك حينما نرى هذه الحشود التي تزور المعرض كل عام، والتهافت على شراء الكتب؛ ما يجعلنا نشعر بأننا فعلاً - والكتاب أيضاً - بخير، ولا نملك ألا أن نشد على أيدي القائمين على تنظيم هذا المعرض الدولي اللافت، ونشكر جهودهم التي نتمنى دائماً أن تحقق المزيد من النجاح!
بعيدًا عن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، ومدى نجاحه، فقد تشرفتُ قبل دورتين بالعمل مع اللجنة المنظمة للبرنامج الثقافي، وأدركت فداحة العمل المتأخر وفوضويته، إلى درجة أن الدولة ضيف المعرض لا يتم حسم اسمها إلا قبل شهرين أو ثلاثة، هذا إذا لم يتم تغييره فجأة لأسباب طارئة، وربما قبيل الافتتاح بأسابيع؛ ما يجعل الأمر متعجلاً وبلا أي فائدة، فما جدوى مشاركة دولة مهمة كاليونان، رغم ما تركته من إرث عظيم في الفلسفة والثقافة الإنسانية، على ثقافة زوار المعرض؟ هل مجرد فيلم قصير، أشبه بفيلم سياحي عن اليونان، يُعرض في يوم الافتتاح يكفي؟ هل مجرد جناح للضيف يتجاوزه الزوار ببساطة يكفي؟ ماذا لو كانت الوزارة حددت الاسم قبل سنة مثلاً؟ ماذا لو حددت الوزارة ضيف مهرجان المعرض العام القادم، والعام الذي يليه؟ واشتغلت منذ اللحظة على ترجمة الأعمال الإنسانية والأدبية لكتَّاب هذه الدولة، وقامت ببيعها بأسعار رمزية؟ ماذا لو راسلت أهم كتَّاب ومثقفي هذه الدولة وقدمت لهم الدعوة قبل سنة؟ ماذا لو قدمت أدبهم وفنونهم للقراء؟ أليس هذا دور وزارات الثقافة في العالم العربي؟ كم أسفت لأدباء اليونان القدماء، نيكوس كازانتزاكي، يانيس ريتسوس، قسطنطين كافافي، وغيرهم! كم تمنينا أن نقرأ الأصوات الجديدة في اليونان، بتنسيق بين وزارة الثقافة والسفارة اليونانية، وفي وقت مبكّر، قبل عام أو عامين!
أدرك أن توقيت العمل هو سر نجاح أو فشل أي مشروع أو مبادرة، وأعرف أن من الصعب التخطيط والتنظيم المبكر، والعمل بوتيرة ثابتة، ولكنه ليس مستحيلاً، وقد تستطيع الوزارة بكوادرها الشابة تحقيق مثل هذه الأحلام الصغيرة، ذات الأثر الكبير!
ولعل الحلم الآخر، الذي يتمناه القرّاء، وقبلهم الناشرون، هو أن تصبح الأسعار مقبولة، وفي المتناول، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة، فما لم يتم دعم الكتاب، وعرضه بسعر مقبول للقارئ، فإن النتيجة هي فشل الهدف الرئيس من المعرض برمته؛ فمعظم من قابلت من زوار المعرض يشتكون من ارتفاع أسعار الكتاب، وبعد سؤال بعض الناشرين أكدوا أنهم يعوضون بذلك ارتفاع تكلفة المتر المربع للأجنحة، بمعنى أن ما تفرضه الوزارة من أسعار عالية على الناشرين لتأجير الأجنحة خلال المعرض يتم تعويضه بأسعار عالية للكتب، بمعنى أن النتيجة النهائية لارتفاع قيمة تأجير الأجنحة يتحملها القارئ المتلهف للمعرفة والثقافة، فربما لو تنبهت الوزارة لذلك في الدورات القادمة، وفرضت رقابة عالية على الأسعار، بدلاً من الرقابة على الكتب، لكانت النتيجة والأثر إيجابياً جداً.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
لا يمكن المحافظة على المال العام، من دون رقابة. ولا يمكن للرقابة أن تؤدي دورها بفعالية، إذا لم نبث فيها الدماء الجديدة باستمرار، وما لم نوظف لها أحدث التقنيات المستجدة. وحين لا نفعل ذلك، ونحن دوماً في مؤسساتنا الحكومية لا نفعل ذلك، ستكون لدينا الكوارث المستمرة في اختلاس وسوء استغلال المال العام، وغير ذلك من أوجه الفساد المالي.
ولعل أقرب مثال لواقعنا في مجال الرقابة المالية، القرار الذي أصدره وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي، الأسبوع الماضي، بكف يد 6 موظفين والتحقيق مع 30 موظفة وموظفة ثبت حصولهم على مبالغ مالية من الضمان الاجتماعي دون وجه حق، كما كشفت المرحلة الثانية من الربط الإلكتروني بين الوزارة والجهات الحكومية عن 71 ألف مستفيد من الضمان الاجتماعي يمتلكون سجلات تجارية ورخص مهنية وأعداد زائدة من العمالة وموظفين ومقيمين في الخارج مدة جاوزت 90 يوماً وحالات وفاة.
-كم تكبدت الدولة من خسائر مالية، نتيجة وجود هؤلاء الموظفين الفاسدين، ووجود هؤلاء المستفيدين غير المستحقين؟! وهل من تم ضبطهم، هم كل من لدينا من مختلسين؟!
لا بد من البدء في تفعيل أدوار القيادات الشابة، وفتح الآفاق لهم ليستعينوا بكل التطبيقات الإلكترونية المتاحة. يجب ألا نلتفت لمن يقول:
-أين أذهب بهؤلاء الموظفين الكبار؟!
أو لمن يقول:
-شراء هذه التجهيزات الرقابية الإلكترونية سترهق الميزانية.
أصحاب هذه الأقوال، هم سبب البلاء المالي الذي نحن فيه.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د.ثريا العريض
اشتقنا للتفاؤل بعد أن أمست نشرات الأخبار الإقليمية والعالمية مساحات من أخبار التفجيرات والدمار وهدم الديار.
الحمد لله حديث الناس اليوم كلهم مثلي يفيض بالتفاؤل, مركزا على انفراجات مضيئة حملتها آخر المستجدات:
أولها مناورات واستعراض القوات العسكرية البرية والجوية لدول التحالف في رعد الشمال, بحضور قادة 20 دولة عربية وإسلامية. حدث مهيب هو الأول حجماً وأهمية في المنطقة. أرسل رسالة واثقة واضحة لأي جهة قد يخطر ببالها العبث باستقرار دول المنطقة وأمن الخليج. حمى الله المشاركين والحضور المضيفين والضيوف وحماة الوطن على كل الجبهات والحدود الممتدة.
و حديث مصادر الأخبار يتناول انفراجا في فعاليات جبهة الجنوب يوحي بقرب إيقاف العمليات العسكرية، وأن انشقاقا يتم الآن داخل اليمن وباقتناع جانب من الحوثيين؛ حيث أبدى وفد من شيوخهم عبَر الحدود إلى الجانب السعودي رغبتهم في التفاوض لإنهاء عاصفة الحزم والبدء في التعاون لإعادة البناء.
عاصفة الحزم تؤتي أكلها.. واليمن تنتظر فك إسارها من صراعاتها الداخلية.. وفق الله حكومتها الشرعية لتثبيت الاستقرار والأمان, وتطهير أجوائها وأرضها من الصراعات الداخلية، وتسلل النفوذ الإيراني، والتخلص من أجواء الاختناق بأنانية علي عبد الله صالح وإصراره على البقاء رغم افتضاحه عالميا ومحليا.
وأتذكر سؤالي قبل قرابة عام حين شرف سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل -رحمه الله وطيب ثراه- مجلس الشورى بزيارته عن مستقبل اليمن في معادلة مجلس التعاون وخططه المستقبلية: هل هناك توجه لضم اليمن كدولة عضو في المجلس وربما تحوله إلى مجلس دول الجزيرة العربية أو اتحاد دول الجزيرة؟ فكان رده أن الخطوة الأهم هي إعادة بناء اليمن الذي أثخنته الصراعات والحروب, وتأهيله ومؤسساته وبنيه للعمل كفريق واحد لاستعادة الاستقرار وبناء الاقتصاد ليكون مستعدا للمشاركة الفعالة في عضوية أي مجلس أو اتحاد مجموعة خليجية أو عربية أو إقليمية.
فعلا اليمن مثخن بجراح متراكمة وأي إشارة لقرب انتهاء معاناته وإطلاق سراحه من إسار الدموية والبدء بإعادة بنائه ولم شمله بأشقائه، يفرح محبيه خليجياً وعربياً.
وحديث الناس يتناول ما تداولته وكالات الأنباء العالمية من تسريب قائمة بأسماء وتفاصيل هوية وجنسية وتخصصات آلاف من مجندي داعش من 50 دولة, وإيصال الوثيقة التي تفصلها.. وقد نجح أحد المنشقين عن التنظيم بعد اكتشاف كذبهم ودموية خططهم وممارساتهم, في الهروب إلى تركيا بشريحة تحتوي الوثيقة، وسلمها إلى قناة إعلامية دولية لتوصلها للمعنيين بمحاربة التنظيم الإرهابي.
نتأمل خيرا من هذا المستجد حيث سيسهل لكل دولة الوصول إلى الشبكات التي جندت وتجند منسوبيها, وتوقف أعمالها وسمومها.
آن أن يرتاح العالم كله من هذا التنظيم الشقي الذي انتشر كوباء مجتذباً كل محبط لأي سبب, وكل مريض تستهويه ممارسة الدموية والتلذذ بها, وكل مضلل أوهمه محرضون أن إصلاح وطنه والعالم يتم عن طريق الانضواء تحت الراية السوداء.
لا بارك الله في الأشرار المستترين، الداعمين والممولين والمدربين والمحرضين والمجندين. ندعو أن ينكشف غطاؤهم وتوقف السلطات الرسمية استمرار شرهم وتحاسبهم وتعاقبهم على ما سببوه للعالم كله من قتل وتعذيب وأوجاع وأحزان.
لا نريد تهاونا معهم ولا ترفقا بهم.. بل أن ينالهم من المحاسبة والمعاقبة ما تمنوه للغير وحققوه بلا حس إنسانية.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
محمد آل الشيخ
يمرّ الآن حزب الله اللبناني، ومعه داعموه، داخل لبنان وخارجه، بحصار يضيق عليه يوماً بعد يوم، فلا يجد أقطابه وكذلك مناصروه مهرباً من الحصار إلا الشتم والصياح والنهيق نتيجة لهذا الحصار السياسي المحكم الذي فاجأهم في عقر دارهم على حين غرة، الأمر الذي يؤكد ما كنا نقوله ونكرره، أن المواجهة والتحدي وتفعيل قواك الدبلوماسية والإعلامية أولاً ومن ثم الاقتصادية، ستجعل مناوئيك يحسبون لردة فعلك ألف حساب، قبل أي تصرف يستفزك ويستدعي موقفاً صارماً وحازماً منك.
حرب اليمن مثلاً، والتي أنتجها تحالف الحوثيين وصالح مع الإيرانيين، أكاد أجزم أنها ماكانت لتكون، لولا أن المتحالفين الثلاثة في الانقلاب اليمني كانوا مطمئنين إلى أن المملكة ستلجأ إلى مفاوضتهم لا مواجهتهم بالقوة، ومن ثم الرضوخ في النهاية للأمر الواقع؛ وليس لديّ أدنى شك أن هذا السيناريو كان المتوقع، وهو الدافع لهم والمشجع لانقلابهم على الشرعية اليمنية فلو كانوا يتوقعون ردة الفعل هذه من المملكة ومعها التحالف العربي، لأذعنوا للحوار مع الفرقاء اليمنين منذ البداية.
إيران، وعميلهم، أو رأس حربتهم في لبنان، (حزب الله)، كانوا يتصرفون، وينطلقون، من أنهم القوة التي لا تواجه، والفارس الذي لا يُشق له غبار، ولا يجرؤ أحد على تحدي إرهابه، وإرهاب أسلحته، لذلك تجرأوا على فرض هيمنتهم على لبنان، وترتيب المخططات، واستقطاب المناصرين، والعملاء، للتمهيد للتوسع الإيراني في المنطقة، وكأنهم كانوا على ثقة أن المملكة ودول الخليج سيتحاشون المواجهة والصدام معهم، عسكرياً ودبلوماسياً؛ وعندما قامت المملكة ودول الخليج بتفعيل قوتها الدبلوماسية، ومواجهتهم في المحافل الدولية والعربية، ما أدى إلى (تجريم) حزب الله، واعتباره حركة (إرهابية)، أسقط في أيديهم، ولم يجدوا إلا اللجوء للشارع العربي بالشعارات والجعجعة، لتحريضه ضد المملكة والمنظومة الخليجية، موظفين ذريعة (مقاومة إسرائيل) كحجة لتخليصهم من المأزق الذي أوقعتهم الدبلوماسية الخليجية فيه، غير أنهم نسوا أن حزبهم، ومعه ذريعة المقاومة، انكشف وسقطت ذريعته، في اللحظة التي وجهوا فيها فوهات بنادقهم ليس لإسرائيل ومقاومتها كما كانوا يزعمون، وأنما إلى جيرانهم (السوريين)، يناصرون طاغية سوريا، الذي يقذف شعبه بقذائف الكيماوي والبراميل المتفجرة.
حسن نصر الله، أو (بطل الهدير والجعجعة)، اتضح أنه، وكذلك أسياده الفرس الصفويون، أضعف مما كان مناصروهم قبل مناوئيهم يتوقعون، فهم -على ما يبدو- ومعهم الحرس الثوري الإيراني أيضاً كذبوا الكذبة وصدقوها، فهزائمهم المتوالية في سوريا أمام مجرد ميليشيات غير مدربة، وبإمكانات متدنية التقنية، كشفتهم وعرتهم، كما انكشف أيضاً جيش النظام الأسدي؛ فلولا أن (روسيا) مدت لهم يد العون والمساندة، وأنقذتهم من حبائل الثورة السورية والشعب الثائر، لكان الأسد وميلشيات الحرس الثوري الإيراني ومعهما حزب الله في خبر كان؛ أي أن الحزب (الكهنوتي) في لبنان، كان مجرد نمراً من ورق.
هذه التراكمات كشفت قوة وهيبة حزب الله المزعومة، وكان الأجدر به أن يعود إلى حقيقته، ولا يمعن في عربدته وعنترياته، إلا أنه استمر في ممارساته غير المدروسة وغير الحصيفة، فتكالب عليه العرب، وليس الخليجيين فحسب، ووضعوه في الخانة التي تليق به كعميل حقير للفرس، يوجهونه، ويرمون به هنا مرة والأخرى هناك. والمنطق والعقلانية تقول: إذا كان أسيادك -يا ملا حسن- في هذا التواضع عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، فمن الحمق أن تستمر في إمعانك بالتحدي؛ وقديما قيل: (رحم الله من عرف قدر نفسه).
ولا أظن، أن التصعيد العربي والخليجي سينتهي ويتوقف عند التجريم الذي تم تصنيفه به مؤخراً، إن لم يعد قادة الحزب إلى رشدهم، ويرعوون؛ وإلا فمقتضيات المواجهة والتصعيد ستذهب إلى أكثر من ذلك، ما يضع حكومة لبنان، التي هو عضو فيها، ويوجه سياساتها، مُرشحة وبقوة لأن تدفع الثمن اقتصادياً؛ خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن اقتصاد لبنان مرتبط ارتباطاً قوياً بمحيطه العربي، والخليجي خاصة، ومثل هذه الممارسات لا بد وأن تنعكس سلبيا على الاقتصاد اللبناني بشكل مُدمر، فكل المؤشرات الاقتصادية، فيما لو تمت أية مقاطعة للبنان، تنذر بكارثة اقتصادية، لن يعوضها الإيرانيون، حلفاء حزب الله، ما يجعل النقمة الشعبية اللبنانية على الحزب وسياساته وجعجعات أمينه العام تتفاقم، وهو ما سيؤدي بقدرة الحزب على المناورة السياسية إلى الاضمحلال والمحدودية؛ فالاقتصاد في كل زمان ومكان يحكم السياسة، وليس العكس، فكيف تستطيع إيران أن تقدم بديلاً لخسائر لبنان الاقتصادية إذا ما افترضنا أنها ستعوض الحزب الكهنوتي وأمينه العام المعمم ما سيفقده الاقتصاد اللبناني من مليارت الدولارات؟.. فهل يستيقظ عقلاء لبنان من غفلتهم؟.
إلى اللقاء،،،
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل