قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

لم أستطع أن أحصل على إحصائية موثوقة توضح نسبة تملُّك المواطنين السعوديين لمنزلهم الخاص ،فسألت صديقاً لي، أجابني بأن أرجح التقديرات تشير الى أن هذه النسبة لا تتجاوز 45% ،فان
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سيطول الحديث عن مناورة «رعد الشمال» عربيّاً وعالميّاً لأنّها في حقيقتها منظومة سياسيّة عسكريّة أمنية (أكبر) من مجرّد مناورة، (وأهمّ) من مناسبة تجمع قوات حلف عسكري (وأضخم) في مجالها الحيوي من فضاء مفتوح لتمرين حربي مشترك. نعم قد لا تُقرأ هذه المناورة اليوم بكامل صورتها ولكن التاريخ العسكري سيقول يوماً ما كلمته عن «رعد الشمال»، وعن مرحلة ما بعد «الرعد».
لا أظن أن القيادة السياسيّة السعوديّة أطلقت مناورة عسكريّة تستعرض فيها أحدث قواتها ومنظوماتها الدفاعيّة بقدر ما كانت «رعد الشمال» تأكيد مبدأ وإعلان عزيمة صادقة على ألا مكان للإرهاب والفوضى في مجال المملكة الحيوي. لم يصحب عرض مهارات وإمكانات القوات السعوديّة الضاربة في «رعد الشمال» خطب عنتريّة كما هي العادة السعودية. «سلمان بن عبدالعزيز» وإلى جواره «المحمدان» المتوثبان قال (كل شيء) بحزم وعزم وتواضع في تغريدة لم تتجاوز 19 كلمة (فخورون هذا اليوم بتضامننا في رعد الشمال وأن يشاهد العالم عزمنا جميعاً على ردع قوى الشر والتطرف ومحاربة الإرهاب).
هذه هي المعادلة السعوديّة الفريدة في البناء والتنمية وما الجيش وقوات الأمن والحرس الوطني إلا أدوات تنمية وتحديث. كانت القوات المسلحة السعودية مشروعاً تنموياً من خلال مئات القلاع التعليميّة والطبيّة وبرامج الإسكان والتدريب والابتعاث التي انخرط فيها مئات الآلاف من مواطني المملكة. نموذج نادر بين الجيوش العربيّة ذات الشمال وذات الجنوب التي تحوّلت إلى أدوات قمع وتشريد وقتل لابن الوطن وشريك المصير. ماذا صنع جيش «صدام» بشعبه وجيرانه، وماذا يصنع جيش «بشار» في سورية الإنسان والتاريخ، وكيف انحرف «عفاش» بجيش اليمن فعاث في اليمن انتصاراً للذات المريضة.
«رعد الشمال» تؤكد بأن قرار الرياض مدعوماً بقوة جيش العدل سيظل نصيراً للحق، وحارساً أميناً لمقدرات الأمة دون مزايدات أو تخاذل. ما برح الجيش السعودي عوناً للأشقاء في كل أزماتهم ولكن السعوديين لا يتبعون عملهم بالمنّ والأذى. أرض فلسطين (الأسيرة) تعرف بطولات الجيش السعودي عام 1948 حينما كانت الدولة السعوديّة في بدايات التأسيس وتواضع الإمكانات. وتعرف ساحات سورية العرب تضحيات الجيش السعودي في حرب رمضان 1973م وتعرفهم مصر الكنانة في كل أزمة منذ حرب السويس مروراً «بنكسة» عبدالناصر وحرب العبور والتضحية بقوت الشعب السعودي في قرار قطع النفط عن داعمي عصابات «إسرائيل» وحتى مجريات «الفوضى الخلاقة» التي لم تنته كل فصولها بعد.
يعرف الأشقاء في الأردن والعراق والجزائر كيف رهن القرار السعودي مصيره بمصيرهم في مراحل حساسة من تاريخ العرب. ويعرف اللبنانيون – رغماً عن شوشرة جراثيم حزب الله- حقيقة الدور السعودي في حقن دماء اللبنانيين بعد اقتتال دام 17 عاماً وكيف حرس الجيش السعودي ضمن قوات الردع العربيّة الاتفاق حتى تعافى لبنان. وها هو العالم يرى الجيش السعودي في اليمن سنداً للشرعيّة والشعب. وفي خليج العرب ونموذج استقرارهم يعرف أهلنا أن الجيش السعودي لم «يتفرج» على الكويت «والشقيق» الغادر يغزوها بليل مظلم. وقد لا يعلم بعض من حضر مناورات «رعد الشمال» أن طلائع قوات درع الجزيرة قد انطلقت من «حفر الباطن» إلى المنامة عام 2011 لتعلن أن استقرار البحرين خط «عربي» أحمر أدركته طهران فخنست. وبالأمس وفي مقصورة «رعد الشمال» أيقنت كما أيقن مئات الحضور معي أن الحزم يرى البوصلة الصادقة تتجه شمالاً بلا خلاف.
* قال ومضى:
من عزم اطمأن ومن حسم استراح.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
الحوار الطويل الذي أجراه الرئيس الأميركي باراك أوباما مع «ذي اتلانتك» والذي امتد لحوالي ست ساعات وأفصح فيه عن وجهة نظره في عدد من القضايا، واستأثر الشرق الأوسط بجزء معتبر من هذه المقابلة، كشف فيها عن رأيه في حال المنطقة ورغبته أن يسود سلام بارد بين المملكة وإيران.
والواقع أن المملكة تريد أن يسود السلام في المنطقة بغض النظر عن درجة حرارته، فللسلام مفهوم واحد وفلسفة واحدة، ولكن مقومات نشوئه وأساسيات قيامه لا تستقيم وتصرفات إيران التي لا تتوافر لديها أبجديات الحث على التقارب، فما بالنا بحلول السلام بيننا.
ويشير الرئيس أوباما أن على البلدين (المملكة وإيران) التعايش ومشاركة النفوذ، والحقيقة تخبرنا أن مشروع إيران ليس مشروعاً سياسياً قائماً على التنافس بل عدائي قائم على الإقصاء والإلغاء، فلو كان تنافسياً لسادت المنطقة حالة ازدهار ونماء، وأمام ذلك لا مناص من دفع هذا المشروع وردِّه من حيث أتى.
لا عجب أن يدافع الرئيس الأميركي عن سياساته في نهاية ولايته المثيرة للجدل، فمستوى الانتقاد لتلك السياسات لم يبلغ ذروته حتى الآن، وقد يتطلب ذلك عقداً من الزمن، ولا يمكن الحكم عليها بالنجاح أو الفشل على الأقل لدى المؤمنين بالنهج الأوباموي أو بمبدأ أوباما كما أسمته «ذي أتلانتك»، فعدم التدخل في سورية وكذلك الاتفاق النووي لا يمكن الجزم بحجم مآلاتهما على الشرق الأوسط خلال عام أو عامين، لكن الثابت اليوم أن ما جرّته السياسات الأميركية بتخليها عن سياسة الحماية، دفعت الرئيس نفسه لاتخاذ خطوات استرجاعية متأخرة مثل إرسال قوات منتقاة إلى سورية والعودة إلى العراق، وكلها كشفت عن تخبط وسوء قراءة للواقع الحقيقي لحجم التركة التي وجدها أوباما جراء سياسات بوش الابن، وقد يضع ذلك النهج فترة الرئاسة الحالي محل نقد تاريخي قاسٍ كما قلنا.
لقد جاء أوباما ليدخل التاريخ كأول أميركي من أصول إفريقية ينتخب رئيساً للولايات المتحدة، لكن اللحظة التاريخية التي مرت بها المنطقة العربية وقلبت موازينها كانت في حاجة إلى رئيس يصنع التاريخ لا أن يدخله.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
المملكة تخوض حرباً للتصدي للمشروع الإيراني الإرهابي الطائفي في المنطقة وأذنابه بالوكالة من «داعش»، و«الحوثي»، و«حزب الله» تحديداً، وهي حرب متعددة الجبهات السياسية والعسكرية والإعلامية والأمنية والاستخباراتية، وخياراتها تبقى مفتوحة على أكثر من صعيد، ولن تتراجع المملكة عن مهمة الحصار والتطهير حتى تكف إيران شرّها وتدخلاتها في الخليج والدول العربية، خاصة بعد أن أيقن حلفاؤها أن مخططات إيران ليست بمعزل عنهم ولن تستثني أحداً منهم؛ فالجميع شركاء في هذه المواجهة، ومتمسكون بتحالفهم الذي صنعوه بأنفسهم، وإرادتهم، وقرارهم بالانحياز إلى أمن واستقرار المنطقة.
المملكة وشعبها على قناعة من أن مواجهة إيران وميليشياتها ليست سهلة، وتحتاج إلى نفس طويل من الصبر والعمل، ومزيداً من الوحدة في الصف، ولن تلتفت لمواقف العملاء، وأصوات الناشزين، وستمضي في الطريق الذي اخترته لتأخذ دورها في تصحيح المسار، وعدم انتظار الخطر يلتف عليها من كل اتجاه، وستبقى على العهد والحزم والحسم في وجه كل من يتطاول، أو يعبث، أو يتلوّن، أو يمارس دوراً مشبوهاً رخيصاً خارج الإجماع العربي.
إعلان المملكة حزب الله منظمة إرهابية وجد إجماعاً خليجياً وعربياً، باستثناء ما هو متوقع من العراق ولبنان، حيث لم يكن موقف البلدين مفاجئاً، أو متحفظاً، بل العكس كان مدافعاً، وهو ما عبّر عنه صراحة وزير الخارجية العراقي د.إبراهيم الجعفري الذي مجّد الحزب في اجتماع الجامعة العربية، واضطر معه السفير السعودي في القاهرة ومندوبها في الجامعة الأستاذ أحمد قطان من مغادرة القاعة احتجاجاً ليس على الموقف المتخاذل والمتوقع، ولكن حين وصل الأمر إلى أن من أعلن حزب الله منظمة إرهابية هم الإرهابيون -على حدّ قوله-، وهو تطور خطير في الخطاب السياسي العراقي، وردة فعل تكشف حجم التدخل الإيراني في قراره، واستقلاليته، وتظهر من جانب آخر عجز العراقيين عن مواجهة أنفسهم حين كانت ثقافة الإرهاب سبيلاً للحشد الشعبي، ونشر الطائفية، والخنوع التام للولي الفقيه بلا كرامة.
العراق الذي يعيش أسوأ مراحل تخلّفه وذله وأزماته وصناعة قراره لم يعد قادراً على تحقيق التوازن في مصالحه، واحتواء أطيافه، واحترام جيرانه، بل فضّل أن يكون ملازماً للفوضى والانقسام والتقسيم، وعتبات المنطقة الخضراء تشهد أن القادم مخيف ومثير، بل «داعش» الذي تركه يتمدد على أراضيه بلا حساب أو مواجهة شاهد أكبر على من تخاذل أمام الإرهابيين، وفتح حدوده مع سورية وإيران لتنقلاتهم، وتأمين العتاد لهم، وأخطر من ذلك حين ترك «حزب الله» يعبث على أراضيه، ويفجّر المساجد، ويدرب مرتزقة الحشد بالتنسيق مع الحرس الثوري الإرهابي، وينشر طائفيته بين أبناء الشعب العراقي الواحد الذي نحفظ له الحب والاحترام والتقدير.. كل هذا يا جعفري لم يحرّك فيكم ساكناً؟، وحين أعلنت المملكة النهوض بالأمة للتصدي لقوى الشر والإرهاب والتطرف وعلى رأسها «حزب الله» لم تجد عبارة أفضل من الإرهابيين في وصف أمتك العربية التي أجمعت على قرارها، ومصيرها؟.. عار عليك أيها الذليل!.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
بنهاية هذا النهار ينتهي العزاء لراحل وضع لمسات في صفحة هذه الحياة لاتنسى لقد عرفته عن قرب كأخ وصديق انه احد المقربين إلى قلبي وهو خال لابنائى وعلى مسيرة ثلاثون
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
مع اليوم العالمي للمرأة هناك الكثير مما أريد الكتابة عنه ولا تتسع له الخمس مئة كلمة التي ألزمتنا بها "الرياض" مؤخراً نزولاً على رغبة عصر السرعة، ولذلك فسوف أقسط المواضيع على عدة أسابيع. فهناك رصد للمرأة السعودية في عام، وهناك ثلاث سنوات على الشوريات، وهناك أسبوع مهرجان الإماراتية للآداب بمناسبة أسبوع المرأة، وهناك متحف المرأة بدبي، كما أن هناك قصة فقدنا لامرأتين مارستا الكتابة المختلفة ومضيتا هذا العام، رضوى عاشور وفاطمة مرنيسي. ومن المؤكد أن هناك الكثير أيضاً مما فاتني ويحتاج لعودة، فكل ما سبق مواضيع تستحق الإفراد والتأمل، ولنبدأ بالنفس.
مضى عام على المرأة السعودية احتلت خلاله صفحات العالم الأولى بجدارة رغم كل التحديات. كانت تقريباً كل القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحفية الأجنبية تخصص جزءاً من تغطياتها للمرأة السعودية. وتدور التغطيات حول الانتخابات البلدية ودخول المرأة إلى مجالسها، كما تقوم بتقييم سريع لهذه المرحلة وما إن كانت تعكس كل مطالب النساء في السعودية، ويعمد مراسلو القنوات المختلفة على تتبع النساء اللاتي يمكن أن تقدم قصصهن اختلافاً عن الصورة النمطية عن المرأة السعودية كما فعلت فرانس 24 مع نادين البدير مثلاً، أو عما يرسخ هذه الصورة كما فعلت BBC وورلد بعرض نماذج من معاناة النساء في العالم فاختارت "فتاة النخيل مول" نموذجاً.
لا شك أن الانتخابات البلدية تشكل علامة فارقة هذا العام وقد كتبت كثيراً ومطولاً حول هذا الموضوع طوال العام مما لا يحتاج التكرار إلا لوضع بعض النقاط على الحروف، بأن النساء قد أثبتن أنهن قادرات على تغيير كثير من الموازين، حتى وإن كان هناك من يرغب في أن تكون مشاركتهن صورية، أو أن يجعل من العقبات ديدن التجربة، أو أن يتفنن في اختراع معوقات إضافية في كل مرحلة من مراحل الرحلة الانتخابية على أمل أن تمل النساء و"يطفشن"، ولكن النتيجة المخيبة لآمال هؤلاء كانت صمود 976 امرأة مرشحة في كل مناطق المملكة إلى آخر لحظة، وما خيب آمال فريق آخر كان نجاح 21 امرأة في دخول 16 مجلسٍ بلديٍّ، (ثم انضمت إليهن 17 امرأة معينة ليصبح مجموع عدد المجالس التي بها نساء 19 مجلساً). ومع تواضع هذا الرقم ومع التعيين الأكثر تواضعاً والذي يتنافى مع مبدأ المساواة الذي نادت به وزارة الشؤون البلدية والقروية في بداية الانتخابات، وعلى الرغم من استدراك الوزارة المثير لكثير من التساؤلات على لائحة المجالس البلدية بإضافة تعليمات حول أين تجلس العضوات المنتخبات والمعينات والتي تتنافى أيضاً وكلياً مع المساواة في حرية الاختيار واتخاذ القرارات لما نعرفه من تأثير آلية الشبكات التلفزيونية على المشاركة الفعلية للنساء، إلا أن النساء انخرطن في اجتماعات المجلس وفي لجانه وفي قراراته.
كما شهد هذا العام عدداً من التوصيات الشورية التي تدفع باتجاه تمكين النساء من شأنهن ومن حياتهن، ثم تفعيل وزارة الداخلية لقرار إصدار دفتر للعائلة تمتلكه المرأة ليحمل أسماء ومعلومات أفراد أسرتها دون الحاجة للعودة إلى طليقها لتكون مستقلة القرار والحياة.
ولكن قائمة ما تحتاج النساء اتخاذ قرار بشأنها ما زالت طويلة، ومواطنة المرأة وإن اكتمل جزءٌ منها على مستوى المجالس الشعبية ما زالت غير مكتملة بإغلاق مجالس المناطق والمحافظات والوزراء والخبراء أمامها. وما زال قانون الأسرة لم يبت فيه وأمر الوصاية مدى الحياة عليها ما زال مؤرقاً، وحرية حركتها ما زال علامة استفهام كبيرة.
وبالرغم من كل هذا، نأمل أن يكون القادم أجمل.
وكل عام والنساء أفضل.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
تدور رحى الانتخابات الأميركية، ويأخذ زخمها في الارتفاع شيئاً فشيئاً بانتظار الثامن من نوفمبر موعد انتخاب الرئيس الرابع والخمسين للولايات المتحدة، وإلى ذلكم الحين تبذل وسائل الإعلام جهدها في إحاطة المشاهد بالدائر والحاصل في المشهد الانتخابي الأميركي بشكل شبه يومي، وتتناقل أخبار المرشحين وتصريحاتهم وفرص فوزهم وحتى فضائحهم وماضيهم وتفاصيل بعضها غير مهم، وكل ذلك انطلاقاً من أهمية الحدث الذي لا شك بأنه محط أنظار العالم.
في تلك الأثناء يَشخص المتابعون من مختصين ومهتمين ومراقبين إلى الشاشات للاستماع إلى رؤى مرشحي البيت الأبيض، لاسيما في مناظراتهم التي من خلالها يحاولون استمالة الناخب الاميركي، وكسب تعاطفه، واقناع المشاهد والمتابع بالتصويت لهم، لكن الحاصل اليوم في المشهد الانتخابي يبعث على التعجب، فمن يستمع إلى سطحية التصريحات، ومستوى الحديث الدائر في نقاشات ومناظرات المترشحين الأميركيين للرئاسة من الحزبين - على حد سواء - يتفاجأ من شكل ونوع الطرح ومستوى النقاش الدائر بين من يفترض بهم قيادة أهم دول العالم قاطبة وهي الولايات المتحدة.
فالمناظرات التي تحظى بنسب عالية في المشاهدة تحولت إلى سيرك حقيقي؛ فالمترشح دونالد ترامب -مثلاً- يحاول التقليل من خصمه مارك روبيرو فيهزأ بأذنيه الكبيرتين!، والأخير يتهم الأول بالنصب!، ويستمر التنابز بين مرشحي الرئاسة بشكل يوحي إما بتدني المستوى الفكري لتلك الشخصيات أو يقينهم أن الرأي العام الأميركي لا يهتم بمبدأ عمق ورزانة المرشح، بقدر ما يكون قادراً على إحداث جلبة أو إثارة الجدل أو الالتزام بأداء مسرحي مقنع، والأمر لا يقتصر على الجمهوريين بل حتى الديموقراطيين.
وتكشف الاستطلاعات ارتفاع فرص المترشح الأكثر صخباً في الانتخابات وهو دونالد ترامب كلما احتدت وطاشت تصريحاته، ومثل هذه الارقام والاستطلاعات تقودنا إلى طرح سؤال مهم، هل من يحكم أميركا بالضرورة هم الصفوة أو النخبة؟ في واقع الأمر يبدو أن النخب الذين يتم الاستدلال عليهم من خلال اتزان كلامهم وثقافتهم وكياستهم لا يحكمون أميركا على كل حال، فتلك المواصفات لا يبدو أنها حاضرة لدى أغلب مترشحي الرئاسة.. يقابل ذلك الاستنتاج إصرار الاميركيين بشكل غير مباشر على اعتبار أن المترشحين الحاليين القادرين على الوصول إلى البيت الابيض هم الأكثر جموحاً وعلى رأسهم دونالد ترامب، ويتضح من ذلك أن مجتمع الولايات المتحدة يفرز نخبته من خلال الواقع الاميركي الصاخب؛ لذا رأينا الممثل الشهير أرنولد شواتزينيجر يصبح حاكماً لأهم ولاية في أميركا وهي كاليفورنيا، ورونالد ريغان الممثل الهوليوودي يصبح الرئيس الاميركي الأربعين، حتى الرئيس أوباما كان وجهاً آخر للصخب الاميركي، على الرغم من أن مفهوم النخبوية من اتزان وثقة وثقافة ينطبق عليه، لكن مكمن الصخب إيصال أول رجل من الأفريقيين- الأميركيين إلى البيت الأبيض؛ وهذا يقودنا إلى تساؤل آخر، إذن كيف نجحت أميركا في قيادة العالم إذا كان الصفوة لا يقودونها بالضرورة؟
- التفاصيل