قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. خيرية السقاف
عن بعد يهدر صوتها
يتخطى المسافات، يستقر في سمعي..
الهواء المبرَّد في صبحٍ مطيرٍ تستضيفه النافذة..
يتجول في الداخل حجرة حجرة، وممراً وآخر..
كأنه يزغرد كما تقول جداتنا..
يتطوف بالبيت..
صوتها يبعث نشوة ذات مذاق خاص في الجوف..
أتخيلها تمتزج بطعم الماء الذي أرتشف هذه النشوة..
صوتها يهدر لكن الرأس يبقى ممتلئاً بالفرح..!!
كنت دوماً أؤكد أنّ الرأس يفرح فيه العقل بتفاصيله كما النفس بمشاعرها..
الذاكرة تتماهى في تماديها بصوتها البالغ أوتاري..
تذكرني بأبي يوم وقفت جواره ومثلها تهدر في ساحة بيتنا..
كان يومها يقول إننا كبرنا، وكثرنا
والمساحة تتسع لحجرات أخرى..!
صوتها من بعيد يلح بصورة المدينة تتنامى،
وسوف..
المدينة بيتنا الكبير الآن تتسع
هديرها المتواصل مذ يتنفس الصبح يخبرنا،
صوتها المتكرر تغوص في عمق أرضها..
الهادر المتردد يوقن بالآتي..
المدينة ستعلو مبانيها
ستتسع لمن كبروا، وكثروا..
لما يتحضر أكثر وينمو
المدينة تمتد، لتستوعب الكثرة، والتجدد..
صوتها هذه الآلات لا يزعجني..
فالحياة في المدينة حولي تتجدد، وتنمو..!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
حين صدر القرار النهائي بإيقاف اللاعب محمد نور لمدة 4 سنوات، عقاباً له على تناول المنشطات، انقسم الإعلام الرياضي إلى قسمين، قسم متعاطف مع نور، وقسم مؤيد للقرار، لكونه عقاباً مستحقاً ورادعاً للآخرين من ممارسة نفس السلوك. ولقد استند المتعاطفون على السمعة التي كوّنها هذا اللاعب في مجال حب الخير ومساعدة المحتاجين، وربما يعتبره بعضهم قدوةً في هذا المجال.
هنا، سؤال مهم:
- إن كان القدوة، يرتكب هذا الخطأ، فمن لم يرتكبه؟!
وقد تنشأ من هذا السؤال أسئلة كثيرة:
- ما مقياس القدوة في أوساط لاعبي كرة القدم؟! وهل مَنْ هو قدوة، يعتبر قدوة بالمقاييس المعروفة خارج الأوساط الرياضية؟! وأولئك الذين ليسوا قدوة، كيف هو سلوكهم؟! وما حجم تأثيرهم على المعجبين والمعجبات بهم؟!
سوف ندفن رؤوسنا بالرمل، إن لم نواجه حقيقة أنّ اللاعبين يؤثِّرون على الأجيال الشابة، وأنّ هذا التأثير ليس إيجابياً في الغالب، وأننا لا نعمل عملاً حقيقياً لحماية الشباب من التأثيرات السلبية لبعض لاعبي كرة القدم. وحين أقول «إننا»، فإنني أقصد كافة المؤسسات المعنية بتوجيه الشباب، وعلى رأسها المؤسسة التربوية، داخل وخارج البيت. هؤلاء جميعاً مسؤولون عن فتح الحوار مع الشاب، ومعرفة كيف ينظر للاعبي كرة القدم، وما هو حجم تأثيرهم عليه وعلى وقته؟! وهل العلاقة تنتهي بعد انتهاء المباراة، أم تستمر؟! وإذا استمرت، إلى أين ستستمر؟! وإلى متى؟!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
عبدالعزيز السماري
لا يمكن للمرء أن يهرب من واقع الصراع المرير بين دعاة الأصولية وأنصار الدولة المدنية في المجتمعات العربية، فالمشهد يكاد يتفجر من شدة الخلاف بين فئات المجتمع، والموضوع تحول برمته إلى مواجهة على جميع الأصعدة، ووصل الأمر إلى المواجهة بالسلاح في بعض البلدان العربية.
قد أستثني دولة تونس من هذا المشهد، والذي تنازلت فيه الحركة الإسلامية بقيادة الإصلاحي المثقف الغنوشي عن متلازمة الوصاية الدنيوية والدينية، والاعتقاد أن رجل الدين هو الممثل الشرعي لحكم الله على وجه الأرض، والمخول الوحيد بتولي السلطة في الدنيا، وهو ما يُطلق عليه بحكم الكهنوت حسب ثقافة هذا العصر.
ما حدث في مصر، وما يجري في ليبيا يدخل في ذلك، فالإسلاميون كما يطلقون على أنفسهم، يتصرفون بفوقية مطلقة، وكأنهم رجال مرسلون من السماء لحكم الدهماء في الأرض، وتواجه فئات المجتمعات بمختلف تنوعها سلوكهم المتعسف لفرض إرادتهم بالقوة المطلقة بالحذر، وقد لا يختلف عما يفعلونه كثيراً عن زمن القومية العربية في الاستبداد بالناس تحت شعار أمة واحدة ذات رسالة خالدة.
الفارق أنّ تيار الإسلام السياسي يرفع شعارات متعالية ومقدسة، ويعتقد أنه مخول بالحكم والاستبداد بالأمر من التيارات الأخرى، ويقدمون من خلالها رسائل للآخرين فحواها أنهم وحدهم الإخوة المسلمون، أما غيرهم فأخوان الشياطين، وفي ذلك إعادة برمجة لمرحلة الدعوة الإسلامية في زمن النبوة، فهم رجال الدين المرسلون، والمجتمع العربي قريش التي كفرت بنبوتهم.
في المجتمع السعودي لا يمكن تجاوز ما يحدث بعفوية، فالخطاب الصحوي يقدم خطاباً يتسم بالعدوانية لمختلف الفعاليات الاجتماعية التي تختلف معهم في المنهج والموضوع، ويبدو ذلك في هجومهم المتواصل على الإعلام والمثقفين والفنانين والأندية الأدبية، وكل من لا يتفق مع رؤيتهم الأحادية، ويساهم ذلك في تحريض أتباعهم على الهجوم المتواصل على المؤسسات الإعلامية ومنهجها الثقافي.
كما يواجه الذين يمارسون النقد الموضوعي لظواهر الصحوة ونجومها حملة عنيفة، قد تصل إلى التجريح والتسفيه، والهجوم الشخصي، وكأنّ مكارم الأخلاق قد تم احتكارها بالفعل في دوائر مغلقة بينهم، وهم بذلك ينسفون أهم مبدأ في الاستقرار المجتمعي، وهو احترام الاختلاف بين فئات المجتمع..
هم يكفرون بالاختلاف والتنوع جملة وتفصيلاً، ولا يقيمون لهما وزناً، ويظهر ذلك في خطابهم الأحادي العنيف، وفي تبجيل وتقديس مشايخهم ونجومهم، وفي جعلهم فوق النقد، وفي ذلك تأسيس ممنهج للأحادية المطلقة، وتقديم مبكر للنهج التعسفي الذي يروجون له في حال وصولهم لمآربهم السياسية.
لا يمكن أن يؤدي النهج الأحادي المتعسف إلا إلى دوائر العنف والإرهاب، وما نعانيه من تفجيرات وعنف هو نتيجة للخطاب الصحوي المتسلط والنرجسي، وما يجري في ليبيا ومصر هو مقدمة لما قد يجري في البلاد الأخرى، ويدرك الجميع أن الأمن والرخاء الوطني وسطوة الخطاب الديني الصحوي لا يمكن أن يلتقيا في خط واحد، فالأوطان تقوم على حق الاختلاف بين فئات المجتمع، وقبل ذلك تقديم مصالح الأوطان على الأهداف المؤدلجة والمسكوت عنها للفئات.
أحياناً أتساءل عمّا يريد منا هؤلاء؟، هل يريدون أن نكون أتباعاً لهم؟ ندين لهم بالطاعة صاغرين، ثم نلتحق بركابهم التي تشد من حين إلى آخر للجهاد في بلاد الكفار، أو نلتزم الصمت تجاه ممارساتهم وخطابهم الفوقي والعنيف ضد أطياف المجتمع التي تختلف معهم.
أيها السادة، ما يحدث في بلاد العرب هو أقرب لحالة الحرب الأهلية بين الذين اختاروا أن يعيشوا في الماضي، ولم يكتفوا بذلك، ولكن يريدون أن يرغموا الجميع أن يعيشوا معهم في ذلك الزمن، أو يُنفوا من الأرض، وبين الذين يؤمنون بحرية الاختيار، وأنّ التنوع والاختلاف في المجتمعات من ضروريات الحياة، فما بالك بالوطن، وأن الدين سيظل رغم أنوفهم حقاً للجميع، ولا يمكن احتكار خطابه من قِبل فئة أو جماعة محددة، والله المستعان.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. أحمد الفراج
إن أسوأ ما يعانيه الإنسان، أي إنسان، هي أن لا يبادله المعشوق حبا بحب، وهذا ينطبق على من يطلق عليهم في الحراك الاجتماعي المحلي لقب « حريم السلطان» ، وتتفق الروايات على أن زميلنا الإعلامي، عبدالعزيز الخميس، هو صاحب هذه التسمية، ولمن لا يتابع بدقة، فهؤلاء هم الحزبيون المحليون، الذين لا يروق لهم شيئا مما تفعله المملكة العربية السعودية، وهي الدولة التي يسميها متطرفيهم، من أنصار القاعدة وداعش، بجزيرة العرب، أما المتلونون منهم، فهم أخف كرها لهذا البلد، ولذا فهم يطلقون على المملكة مسمى « بلاد الحرمين»، وكل هذا تهربا من تسمية الأشياء بمسمياتها، وللحزبيين علامات لا تخفى، منها أنهم لا يمكن أن يشجبوا عملا إرهابيا داخل الوطن، ومنها أنهم لا يمكن أن يغردوا، في حساباتهم التويترية المليونية، عن المطلوبين أمنيا، بل إن أحدهم غرد قبل فترة من استشهاد رجل الأمن الرشيدي، وأورد من التراث ما يجيز الاعتداء على « النمامين» ، ونعلم جميعا من يقصد بذلك، وهو لا يزال بمنزله، وبخير ولله والحمد.
هؤلاء الحزبيون المحليون يهيمون عشقا بزعيم إقليمي، لدرجة أن أحدهم قال إن «الحرب على هذا الزعيم هي حرب على الإسلام» !!، ولكن هذا الزعيم لا يبادلهم ذات العشق، لأنه يحب وطنه، وليس مثلهم يعادي وطنه لأجل نصرة تنظيم دولي، وهذه تسبب لهم الكثير من الإحراج، فمرة بالغوا في مدحه، ثم بعدها بأيام، صرح بأنه يسعى لتوطيد علاقات بلاده مع إسرائيل، فتورطوا في خلق الأعذار له، لدرجة أن التراث لم يسعفهم في إيجاد الأدلة التي تحث على التقارب مع العدو، وبعدها، وفي عز توتر علاقتنا مع حزب الله، وداعمه الرئيس، إيران، استقصد هذا الزعيم تكريس التقارب معها، ومرة أخرى، أحرج عشاقه الحزبيين المحليين، فمنهم من قال بأن هذا من تعقيدات السياسة التي يصعب فهمهما ، ومنهم من أغمض عينيه، ولكنهم لا يمكن أبدا أن ينتقدوه، مع أنهم يبحثون تحت المجهر عن أي زلة محلية، لينفخوا فيها، ويضخموها، ويثيروا الشغب حولها، وما إثارتهم لحرب مفتوحة على إعلامنا الوطني عنا ببعيد.
أتعجب أحيانا من قساوة قلب ذلك الزعيم، معشوق الحزبيين المحليين، فكلما بالغوا في الهيام به، على حساب بلدهم، كلما زاد هو في جفائهم، وإحراجهم مع مريديهم، ولكن يزول العجب إذا عرفنا طبع المحبين، وحكايات الغرام التاريخية، فمن المسلم به أن المعشوق يتفنن في تعذيب العاشق، بل ويبالغ في ذلك، ولأن مشاعر أحبتنا الحزبيين المحليين تهمنا، ولأننا أصبحنا نشفق عليهم، فإنني أطالب ذلك الزعيم، ومن هذا المنبر الحر، أن يترفق بعاشقيه، وأن يحاول مجاملتهم ولو لماما، وذلك من باب المداواة، ومراعاة مشاعر «المغرمين الولهانيين»، فليس معقولا أن يخجلهم بهذا الشكل، وهم الذين باعوا بلدهم، ووقفوا ضد سياساته الخارجية، في سبيل إرضاء هذا المعشوق القاسي، الذي نزعت من قلبه الرحمة، فهل تراه يستجيب لندائي؟. أتمنى ذلك وأرجوه.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. حمزة السالم
كنت طالباً عسكرياً ما زلت مراهقاً، عندما قادنا مدرب المساحة إلى رأس جبل نرصد نجوم السماء فنحدد مواقعنا ومسارنا على الأرض. فوصف لنا نجما في الجنوب وطلب منا ترائيه بالمناظير، فلم أره فأخذ يساعدني لكي أراه ولكنني لم أستطع، وحاول كثيراً، حتى آياس فقال لي «أنت بليد ميؤوس منك»، وأنا والله من طبعي لا استطيع أن ازعم الفهم ما لم أفهم، ولا أستحي من ذلك. وفي اليوم الثاني وأثناء الدرس النظري أخذ يشرح لنا كيف أن نجم البارحة (الذي راه الجميع إلا أنا لبلادتي)، ينتقل من الجنوب إلى الشمال خلال فصول العام وكان يعتمد الأشهر القمرية، أي المحرم وصفر. فسألته، بأن الأشهر القمرية تتغير مواقعها خلال رحلتها بين الشتاء والصيف، فما كان منه إلا أن أخرج الجدول الذي أعطاه إياه المدرب الأمريكي قبل عقود زمنية وفيه مقابلة الشهور القمرية بالشهور الشمسية في تلك السنة. فلما رأيت شهرنا الشمسي الذي كنا فيه فإذا نحن في اشد البرد في شهر المحرم، وهو يشير إلى شهر يوليو الذي كان يقابل شهر محرم حين كتب له الخبير الأمريكي ذلك الجدول، قبل عقود. فحاولت إفهامه فظن أنني أشاغبه فحنق علي، فتخلصت من حنقه الذي تولد عن ممانعته بأن قلت له «الله أعلم» فرد علي متحدياً «يوم بان الصحيح الله أعلم؟ «هه» الله أعلم»، وما زال بعض زملائي الذين شهدوا الموقف آنذاك يحييني بهذه العبارة إلى اليوم إذا لقيني.
واليوم أصبحت أدرك بأن هذا الجمود على تلقين الأجنبي ليس مقتصراً على ذلك المدرب بل هو مصيبة العمل المهني عندنا والعقبة الكؤود أمام تقدمنا. فهو جمود غالب على كثير من فكرنا وفقهنا وعلومنا ومنظماتنا الحكومية والخاصة، بل والله إني لأشهد بأن ذاك الرقيب خير من كثير منا. فقد عاد الرقيب لنا فقال لي «الظاهر أنت يالحمزة أن وراك علم» وما من علم ورائي فأنا آنذاك لا أعرف الشهور الأجنبية الشمسية، إلا أني أعرف أن يوليو واغسطس تأتي في الصيف، لأني سافرت فيها مرة أو مرتين. وما كانت تلك المعرفة البسيطة أن تنفع اجيال تأتي بعدي، لو ان الرقيب كان معانداً لنصرة نفسه، كغالب من نواجه اليوم. فترى بعضهم يصر على الخطأ ولو أدركه. فمليارات تهدر للدولة أرخص عند بعضنا من أن يُقال أن رأي فلان خير من رأيك، فضلاً أن يُقال أنه كان خاطئاً. بل أن تحسين فكرة «زميل» في لجنة تعتبر من سوء الأدب.
ومن أراد أن يفهم مشكلة مؤسسة النقد فقصتها نسخة طبق الأصل من قصة المدرب ونجم الشمال. إلا أنها تخالفها في نهايتها، فالمدرب عاد وقبل وتعلم، ولكن مؤسسة النقد مشلولة شللاً حقيقياً أمام أي تغيير، إلا أن يأتي الخبير فيضع الجداول بنفسه. ولهذا الشلل سبب قديم. فمؤسسة النقد تأسست بعد انهيار النظام النقد السعودي على ايد أفضل خبراء الأمريكان، الذين وضعوا جداول وقواعد وشروط، وكان اهم هدف لهم آنذاك، ترسيخ فكرة عدم الحياد عنها. فكم يصعب عليهم إقناعهم بعدم طبع النقود وما يتبعه. فترسخت تلك الروح حتى أصبح ما وضعه الأمريكان الأوائل، روح ثقافة المؤسسة. وبعدها وفكم وكم ابتعثت مؤسسة النقد من خيار طلبتنا إلى أعظم الجامعات الأمريكية فعادوا بدرجة الدكتوراة، لكنهم وجدوا انفسهم في نفس الموقف الذي وجدت نفسي فيه مع الرقيب. إلا أنهم استسلموا ورأوا نجم الشمال في الجنوب، لكيلا يصبحوا بلداء ميؤوس منهم. ووالله إن خريج الدكتوراة ولو من هارفرد لا يفقه شيئاً، إنما يملك أدوات الفهم. فإن مُنع من استخدامها، فقد يعود أجهل ممن لم يدرس الاقتصاد أصلاً وهكذا أصبح مناخ المؤسسة محبطاً. فوالله إني قابلت دكاترة شباب في عيونهم ذكاء، قد خبا وذبل بعد تعطيله وقهره ومنعه من العمل وإجباره لرؤية نجم الشمال في الجنوب. شباب كالزهور قد حصلوا على الدكتوراة من جامعات، والله ما كنت لأتجرأ للتقديم عليها اصلاً من علو مكانتها ورتبتها. رأيتهم وأنا أناقشهم في اكتتاب الأهلي، وهم لا يفرقون بين الوديعة والاحتياط ولا يفهمون أصلاً ماهية سوق النقد. فقل لي بالله بماذا تصف من لم تصعقه هذه المصيبة. والمصيبة الأعظم منها، أنك قد لا تجد من يستطيع أن يرى المصيبة. ليست مصيبة جزئية بل كلما تمر الأيام يتبين لي أنها شاملة. ولا حاجة للاستشهاد، فقد أتيت عدة مرات بشواهد منوعة وأنا أعرف جيداً، كيف تُحرف معاني الأدلة والشواهد. فتزوير السيولة 250 مليارا وانكشاف عشرة أيام، يحرف أنه لا مخاطرة تعن البنوك. واقتراض الحكومة من جيبها تُهندس الأرقام والإحصائيات لنفي ذلك.
إن مؤسسة النقد اليوم لهي المتسببة في تطاول المضاربين على الريال، والمتسببة في تهرب الأموال، فهي من ترك سوقنا النقدية المحلية ضعيفة تستجيب لمقامري العالم هنا وهناك. والعالم يعرف أننا لا نفهم حقيقة ما نفعله ولهذا نحن أعجز من أن نبدع مخرجاً لخروج من ورطة أو نجد حلاً ابداعياً لتجنيب أزمة، فمرتزقته يضغطون علينا لتخويفنا وحملنا على قرارات تربحهم وتستنزف احتياطاتنا. البنوك المركزية في العالم كلها تخلت عن أعظم مبادئها، واتبعت اشكالاً وألواناً من الحلول، وفيتش وصندوق النقد يعاملنا على اننا موزبيق، لأننا وضعنا أنفسنا في موضع فهم ومهنية موزمبيق.
والله إن أحب جهة حكومية لي هي مؤسسة النقد، وأحب مسؤول لدي حقيقة لا مجاملة على الاطلاق هو محافظها النقي المبارك _الذي ورث مشاكل المؤسسة_ ، ولكن لم يعد من الأمانة السكوت عنها وأنا أعرف بالضبط خطورته وأثاره. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل