قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
مطالبة وزير العدل العراقي حيدر
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
«النقد أو التقويم هو الكشف عن مواطن الجمال أو القبح في الأعمال الأدبية ويعتبر النقد دراسة للأعمال الأدبية والفنون وتفسيرها وتحليلها وموازنتها بغيرها والكشف عن القوة والضعف والجمال والقبح وبيان قيمتها ودرجتها. تعريف النقد الثقافي»
(...)
***
لابد أن من يتابع الحركة الثقافية، وخاصة ما يندرج ضمن معطيات ومسميات الإبداع وهو يرى حركة النشر النشطة التي تعم العالم العربي وخاصة منطقة الخليج العربي التى استولت في السنوات الأخيرة على الحركات والأنشطة الثقافية أن يتساءل مع هذا الكم الكبير من المنشور عن تغيب عمليات النقد والتقويم، والدراسات النقدية التي تتابع وتلقي الأضواء على القصص، والروايات، والدواوين الشعرية المتتابعة الصدور، حيث إن هناك إسرافاً في النتاج وشحاً في تقويمه من أجل وضعه في المكان المناسب له أمام المتلقين، وحتى في مواجهة أصحاب هذه الأعمال المستمرة الذين يهمهم، ويتوجب عليهم أن يعرفوا المدى الذي وصلوا إليه، وما مقياس قامتهم في الساحة الثقافية، وذلك حاصل في مجلات وصحف العالم عبر الأبواب الثابتة التي تتلقف الجديد وتقدمه بواسطة أقلام متخصصة، أو متذوقة كمشاركة في الحراك الثقافي وتنميته.
غالبا ما يكون التوجه بالاتهام إلى النقاد، وبالذات ممن يحملون مؤهلات علمية في هذه المجالات من الذين أخذت تشدهم وتشاهدهم الساحة الأدبية عبر منابرها الإعلامية المتيسرة، وهي تتمثل في القنوات الثقافية، والأندية الأدبية، والكراسي الجامعية، والأمسيات الأدبية بأنواعها، وصار من الجاري على الألسن ووسائل التواصل تكريس تحميل هذه الفئة من الناقدين يكثر ويتضاعف بعدم مواكبتهم لما يجري، وبكونها تكاسلت أو نأت، وهي عملية الإضاءة، والتمهيد للاستمرار في العطاء، ومع أن الناقد لا يصنع أديبا كقول الناقد عبدالله الغذامي ومن يشاركه الرأي، وأنا لا أنفي أو أساند ولكن اطرح إحساسي وقد يشاركني آخر، أنحي باللائمة على الطرفين المبدع / الناقد، فالكاتب الذي ينتظر ما سيقوله الناقد ربما يصاب بخيبة أمل عندما لا يعجبه الرأي، والناقد ربما يكون قصد التوجيه، أو أنه طرح الرأي بسرعة كمجاملة، وكان التأثير السلبي بالنسبة لصاحب العطاء الذي قد يصاب بالإحباط، وربما يتراجع، أو يكف عن المحاولة مرة أخرى.
في الحقيقة أن الساحة الثقافية تحتاج إلى مجهودات الجميع، وأن تكون الآراء ليس من الناقدين فقط، وإنما تكون مشاركة ممن يرى أنه يعي ويدرك الجماليات ومكامن القوة والضعف، والذواقة من المتابعين للإبداع، وهؤلاء قد يأتون بما لم يأت به المتخصص، الذي سيحصر دراسته وفق منهج نقدي، أو مصطلح أحاط نفسه في دائرته وما خرج عن عرفه لا يقيم له وزنا، أو حكما عليه من أول نظرة، وفي تطبيق منهجه هو المستفيد وليس صاحب المنتج المنتظر لمن يأخذ بيده، فسيتيه في بيداء تحجب عنه الرؤية السليمة، وسيراوح بين متاهات عدة، حيث إنه قد لا يفهم مما كتب عنه شيئا إذا ما دخل في حومة المصطلحات، والمسميات والمناهج التي يحاول أن يطبقها الناقد، فلا يعرف ما ينبغي له أن يفعل تجاه ما قيل سوى أن ينبهر كما غيره عندما يرون، إذ إن ميدانا خاصا يمكن أن يكوَّن لمثل هذه الدراسات الجديدة، وذلك في دورات خاصة تحمل هذه المسميات بتوسع لكي يتوجه إليها لمتخصص، ومن يريد أن يدخل في مثل هذه العوالم.
الدراسات التي لا تدور في فلك هذه المناهج وتعتمد على التذوق مع التعمق والغوص في البحث الجمالي، ستكون في نمو ما دامت الساحة تقبل وتشجع على أن تكون ميدانا للآراء بكافة ألوانها، فلا حدود للتأمل والتفكير، متى ما كان هناك تغذية ومتابعة.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
جدلية العلاقة بين الإعلام والحرية ارتبطت في أساسها بمسألة التعبير، إذ جاء الإعلام منذ وقت مبكر ليقدم نفسه كأداة اتصالية تمنح المرسل قدرة على إرسال رسالته لأكبر جمع من الناس، ومن خلال تلك القدرات حفزت وسائل الإعلام المجتمعات على التحدث بصوت مسموع مانحة إياهم ضمانات بوصول أصواتهم وآرائهم حيث لا يمكن لأحد غيرها أن يؤدي تلك المهمة.
وقد تعدت وسائل الإعلام مفهوم إيصال الرسالة أو الرأي، إلى قدرتها على تحمّل تبعات هذه المهمة، وبذلك دخلت تلك الوسائل مرحلة ومنعطفاً دقيقاً بين من يستطيع تحمل مسؤولية محتوى الرسالة وإذاعتها وبين آخر لا يمكنه القيام بتلك المهمة، ولعل تلك المسألة قد أدرجت في قاموس الصحافة ما سمي سقف الحرية.
وقد أصبح هذا المصطلح (سقف الحرية) معياراً مهماً لتصنيف الصحف ووسائل الإعلام، لكن هذا المصطلح يعيش أزمة على مستوى مفهومه، فجمهور وسائل الإعلام يرى أن قدرة الصحافة وباقي الوسائل في نشر المثير من الاخبار والتقارير والحوارات والقضايا تعني أن تلك الوسيلة تحظى بسقف عالٍ، وبقدر ما يكون لتلك الوسيلة الإعلامية القدرة على الاستمرار في النشر بمزيد من الجرأة يرتفع ذلك السقف، وهذا أفرز تنافساً بين وسائل الإعلام التي بدأت تقدم نفسها باعتبارها صاحبة السقف الأعلى، وبدون أن تشعر تلك الوسائل وجدت نفسها قد فقدت المهنية، وأضاعت رصانتها بعدما تحوّل ذلك السقف إلى محاولة تسويقية بحتة، هذا الطرح نجده رائجاً في الدول النامية بشكل عام، وغير موجود بشكل واضح في صحافة العالم الأول، لماذا؟
لأن دول العالم الأول استطاعت التفريق بين ما هو مشوّق وماهو مثير؟ فتشويق القارئ باستخدام لغة إعلامية راقية، ومفردة رشيقة، وتساؤلات حاذقة وفريدة، ومضمون رصين وإبداع على مستوى التنفيذ، كلها أوجدت ما نراه اليوم من إعجاب نبديه وثقة نوليها وتأثيراً دولياً لتلك الوسائل التي لم تهتم بارتفاع سقف الحرية بل بمعالجة المضمون باحترافية على أقل تقدير في ما يتعلق بالطرح المحلي الخاص بها، بعيداً عن ذلك الطرح الخارجي والذي قد يخضع في بعض الأحيان إلى أجندة الممولين لتلك الوسيلة أو تلك الدولة، ولذلك استطاعت تلك الوسائل الخروج من جدلية حرية التعبير من بوابة المضمون والذي قد يكون موجهاً ومسيساً لكن بطريقة احترافية، لأنها أيقنت أن للحرية حدوداً سياسية واجتماعية وثقافية، فحرية التعبير كما يقول هربرت شيللر كائن أسطوري، وكثير من القصص الإخبارية قد منع النشر فيها على مستوى الصحافة الاميركية على سبيل المثال بحجة مصلحة الأمن القومي.
المشكلة أن وسائلنا الإعلامية أغرقت كثيراً في محاولة الاجابة عن سؤال واحد، كيف نصل أو نرفع سقف الحرية، وصممت رسالتها ومحتواها الإعلامي على هذا الأساس، لذا يخرج لنا في بعض الأحيان ممارسات إعلامية لا مسؤولة وطائشة وغير جاذبة وسطحية في إثارة تساؤلاتها، ولا يمكنها أن تؤثر إلا من بوابة الإثارة الساذجة وليس من بوابة التشويق المرتبطة بمهنية المضمون والاحترافية الإعلامية.
إن الحرية في الإعلام باتت أمراً واقعاً لعدة اعتبارات أبرزها الثورة التكنولوجية والعولمة بمفهومها الواسع، لذا فإن الجدال حولها مضيعة للوقت حتى النظريات الإعلامية التي طرحت في هذا المجال نشأت في بيئة سياسية وإعلامية معينة وفقدت أهميتها لأن الإعلام تغيّر.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
متفقون تماماً أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط ليس صدفة، أو ظروف أملتها طبيعة وتوجهات الحكومات العربية وعلاقتها بشعوبها، وتنمية أرضها، واقتصادها، ولكنه حتماً مخطط مدبر نحو "فوضى خلاقة" تعيد المنطقة إلى خارطة الانقسام والتقسيم، وتأزيم المواقف، وتقديم المصالح، وتمكين إيران في كل هذه التفاصيل نحو مزيد من الهيمنة والنفوذ، والتحكم في القرار العربي، ومصادرة استقلاليته، وإرادته.
لحظة اندلاع الثورات العربية في ديسمبر 2010، وتحديداً في تونس، ثم مصر، وليبيا، واليمن، وسورية، ومحاولات فاشلة في دول أخرى مثل الأردن والسودان؛ لم يكن المواطن العربي على قدرٍ من الوعي السياسي في فهم خلفيات المؤامرة، ولم يكن الحال بأفضل لدى كثير من النخب التي حاولت أن تأخذ مجتمعاتها إلى واقع كانت تعتقد أنه سيكون مختلفاً، ونزيهاً، ومحرراً من قيود الفقر والتخلف والظلم والطغيان، ولكن الواقع، وسيناريو الأحداث لم يكن كما هو متوقع، بل للأسف خرجنا من نفق الخلاص من بعض القيادات السياسية ووقعنا في فخ إيران الكبير، والمنظمات الإرهابية التي تدعمها في كل مكان.
دول الخليج والمملكة تحديداً كانت واعية لما يجري، وحاولت أن توازن بين سياستها في عدم التدخل في شؤون الآخرين الداخلية، وبين دورها العربي في لم الشمل، وتصويب المسار، والتنبيه إلى خطر المؤمرة من خلال تحقيق الأمن والاستقرار للشعوب العربية، ودعم اقتصادياتها للخروج من مأزق الفوضى، وفعلاً تحقق ذلك في مصر حينما ارتمى الإخوان في حضن إيران بعد أشهر من اعتلائهم السلطة، وحافظت على شرعية اليمن بانتقال السلطة إلى الرئيس هادي، وقطع الطريق على مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ووقفت إلى جانب الحكومة الليبية لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية التي انتقلت سريعاً إلى مدن الساحل هناك بتنسيق إيراني واضح، ووجدت في تونس رغبة شعبية نحو الاستقرار واختيار من يمثّلهم، وفعلاً دعمت تلك الإرادة الديمقراطية لحفظ أمن تونس واستقراره، ولا تزال تواصل العمل في احتواء المعارضة السورية المعتدلة لضمان مرحلة انتقالية ما بعد الأسد، وتواصل العمل في العراق لإخراجه من طائفية الممارسة إلى حيز الوجود العربي كما كان داعماً لقضايا أمته، ومستقلاً في قراره، وموحداً في أرضه، مع احترام سيادته، واختيارات شعبه.
أمام هذا المشهد تبدو المملكة ودول الخليج أكثر تأثيراً في المنطقة، وحرصاً على أمنها واستقراها، وسعت ولا تزال أن تطهّر المنطقة من العبث الإيراني الذي انكشف تورطه في تدهور الحالة العربية، ودوره الفاضح في دعم "الفوضى الخلاقة" التي أراد لها منظروها أن تتحقق خلال سنوات معدودة، ولكن المملكة أفسدت المشروع، وخرجت إلى المواجهة بأوراق مكشوفة، وتسمية الأمور بمسمياتها، وانحازت إلى قضايا العرب والمسلمين، وتصدت بالفعل للخطر الإيراني بإعلان تحالف إسلامي لمواجهة الإرهاب، وقبل ذلك "عاصفة الحزم"، ومستعدة أن تذهب إلى ما هو أبعد حين يكون "رعد الشمال" نواة للتحرك في أي وقت، وقطع العلاقات وسيلة للوصول إلى ما هو أهم، والضغط والحصار طريقاً إلى توحيد الجموع لمواجهة أذناب إيران بالوكالة، وعلى رأسها حزب الله وتنظيم داعش الإرهابيين.
المملكة اليوم تستثمر مكانتها وإمكاناتها وعلاقاتها للتعبير عن صوت الأمة في كل مناسبة وحدث، وتواصل نهجها الحكيم والمتعقل في إدارة أزمات المجموع العربي؛ فهي لا تنظر إلى مصالحها بمنأى عما يحدث، وإنما تسعى إلى التأثير في كل ما يحدث، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولهذا؛ يتواجد ولي العهد في باريس ليعبّر عن وجهة نظر المملكة مع أحد أهم حلفائها في الحرب على الإرهاب، ودعم الموقف العربي تجاه إيران، وما يجري في سورية، وما هو متوقع في لبنان بعد أن اختطف حزب الله الدولة، وما هو مطلوب للتحرك في ليبيا، حيث تمثّل باريس اليوم الصوت الأوروبي الأكثر تفهماً للواقع العربي، والأكثر رغبة في تغيير هذا الواقع، والشواهد على ذلك كثيرة، ولكن يبقى الأهم وهو العمل والتنسيق المشترك نحو تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، وقدرة باريس على لعب هذا الدور مع المجموع الأوروبي، وعدم الاندفاع نحو تحقيق المصالح الاقتصادية على حساب الشركاء الأكثر وفاءً وقدرة في التأثير مهما كانت المغريات بعد رفع العقوبات عن طهران.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. أحمد الفراج
انتهت حفلة انتخابات «الثلاثاء الكبير»، المرحلة الخامسة من انتخابات الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي، للرئاسة الأمريكية، ويا له من عرض مثير، كما هي عادة الحراك السياسي الأمريكي، والإعلام المثير، وقد حصلت حادثة ألقت بظلالها على هذه الانتخابات، وأثرت، قليلاً، على المرشح الجمهوري المثير للجدل، دونالد ترمب، ولو لم يكن المزاج الشعبي العام في أمريكا يجنح للمحافظة، والخوف من الإرهاب، لربما قضت هذه الحادثة على آمال دونالد ترمب السياسية، والحادثة تتعلق بشخصية مثيرة للجدل في أمريكا، ونتحدث هنا عن المعلق الإعلامي، والبرلماني السابق، ديفيد دوك، والسيد دوك شخصية تمثل أسوأ قيم «العنصرية»، فهو زعيم سابق في منظمة «الكلو كلس كلان» العنصرية الشهيرة، وله مواقف واضحة وصريحة ضد الأجانب، وضد اليهود، وقد قال في برنامجه الإذاعي، قبل أيام من انتخابات الثلاثاء الكبير، إنه سيصوت لدونالد ترمب، كما نصح متابعيه بذات الشيء، وقد فهم المتابعون أن هذا يعني توافقا في الرؤى بين الاثنين، ما يعد كارثة ماحقة لحملة ترمب وأحلامه.
الطريف في الأمر أن ترمب لم يدرك فداحة أن تدعمه شخصية إقصائية عنصرية مثل المعلق ديفيد دوك، ولذا فقد تردد في التعليق على ذلك، ثم بعد أن أدرك فداحة الخطب، وربما نصحه مستشاروه، أعلن ترمب براءته من ديفيد دوك، ومن أفكاره، ولكن الضرر وقع، على أية حال، ولذا فقد فاز ترمب في سبع ولايات، وخطف منافسوه بقية الولايات، مع أنه كان من المتوقع، قبل حادثة دوك، أن يفوز فوزا كاسحا وصريحا في كل الولايات الثلاث عشرة، ولا أستبعد أن تلاحق هذه الحادثة ترمب، وتلقي بظلالها عليه، خصوصا في حال حصل على ترشيح الحزب الجمهوري، وأصبح في مواجهة مع المرشح الديمقراطي المتوقع، هيلاري كلينتون، وهي الشهيرة بالتسامح، والقرب من الأقليات العرقية، وقد يدفع ترمب ثمن ذلك غاليا، وعلى أي حال، فلا يزال ترمب متصدرا للمرشحين الجمهوريين، وبفارق كبير، ولم يتم حسم السباق حتى الآن.
في الجانب الديمقراطي، فازت هيلاري كلينتون بسبع ولايات، مثل ترمب تماما، وفاز منافسها الوحيد، برني ساندرز بالبقية، ويعتبر هذا إنجازاً كبيراً له، فلم يكن أحد يتوقع أن يواصل السباق حتى هذه المرحلة، وقد أعلن أنه لا ينوي الانسحاب قريباً، وسيواصل حملته، ليس للفوز بالرئاسة وحسب، بل لفضح ممارسات المؤسسة السياسية، ولوبيات المصالح، إذ قال في خطابه الأخير: «لن نسمح للساسة المليونيرات، ومن وراءهم، أن يدمروا الديمقراطية الأمريكية»، ولا يزال السباق مستمراً، ومثيراً، ويستحق المتابعة، فلنفعل ذلك معاً.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د.عبدالعزيز الجار الله
بعض القرارات السياسية رغم أن ظاهرها وتوجهاتها سياسية بحتة، لكن في مضمونها تنبع من المواقف الشعبية الصارمة، بل من المطالب الشعبية التي تلح في كل مرحلة من مراحل الصراع، القرار التي اتخذته بإجماع وأعلنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يوم الأربعاء الماضي : أن دول مجلس التعاون قررت اعتبار مليشيات حزب الله - بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها - منظمة إرهابية. هذا القرار هو موقف شعبي لمعظم الشعوب الخليجية قبل أن يكون موقفا رسميا، فالمجتمع الخليجي العربي يعتبر حزب الله حزبا استفزازيا يتعمد استفزاز المجتمع الخليجي ويستهين به ويمس ويحط من كرامة ابناء الخليج، من خلال إهاناته المبرمجة عبر إعلامه المتغطرس وتصريحات قائده حسن نصرالله الذي مارس الكذب والدجل من نهاية الثمانينيات الميلادية مدعيا الحزب ونصر الله أنه يتسلح ويحارب إسرائيل وبالواقع كان يستعد للسيطرة الكاملة على لبنان ليصبح لبنان مع سوريا والعراق أكبر مثلث شيعي بالوطن العربي، وبالواقع ليس المثلث الشيعي وإنما الاحتلال الإيراني لهذه الدول وجعلها على الأقل نسخة من حزب الله أو صورة أخرى من واقع العراق اليوم.
الربيع العربي في البداية رحب به المواطن العربي باعتباره خطوة تصحيحية لفك قبضة العسكر في تونس ومصر وليبيا واليمن، قبل أن ينقلب الربيع ليصبح مشروعا لتخريب الوطن العربي، وهدم ما بناه المواطن العربي حتى وصل لمرحلة التقسيم الجغرافي والسكاني والفرز المذهبي بهدف التفكيك، هذا الربيع تلقفته إيران معتقدة أن الفرصة جاءت لها على طبق من ذهب للانقضاض على من في جوارها من دول الخليج العراق والبحرين، والنفوذ إلى داخل مفاصل دولتي اليمن والكويت والمزيد من النفوذ في سوريا وحتى في المغرب العربي، لذا سرعت في خطواتها وكشفت عن نفسها بإعلان أربع عواصم عربية تدور في فلكها وفلك المذهب الشيعي والثقافة الفارسية، استمرت هذه الانتصارات من بداية الربيع العربي 2010م حتى جاءت عاصفة الحزم مارس 2015م التي كسرت (ظهر) الطموح الإيراني وأوقفت تطلعاته وتداعياته.
المجتمع الخليجي تحمل الإهانات من إيران وبالذات من الاحزاب والمنظمات والشخصيات العربية ذات الصبغة والهوى الإيراني، وصلت بهم الحال للشتم العلني والمباشر وعلى المنابر العربية الرسمية دون خوف أو حياء، وتمادوا في الدعم المالي وإلقاء الندوات والدعم المجاهر لحزب الله حتى عندما دخل الحزب الحرب في سوريا لقتل الشعب السوري وبالذات أهل السنة.
صورة بغيضة من حزب الله أن يشتم المجتمع الخليجي ويستهين بالسياسة الخليجية ونبقيه يصول ويجول في إعلامنا وفي البنوك ومؤسساتنا المالية ولقاءاتنا الثقافية ويتسللون إلى مناهجنا الدراسية دون أي إجراءات، لكن موقف المجلس الخليجي اعتبار حزب الله منظمة إرهابية هو البداية إلى إعادة الكرامة لأبناء المجلس، ووقف الشتم الهادر، والازدراء المنفلت من إيران، وصراخ حسن نصر الله وكوادر حزبه والبذاءات التي تكال إلينا من وسط إعلامنا في الخليج والمحطات الفارسية الناطقة بالعربية.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
تضاربت المعلومات الواردة حول الجريمة التي تعرض لها الدكتور عايض القرني ورفاقه في مدينة زامبوانغا بالفلبين، فمن قتلى إلى جرحى، ومن إصابات طفيفة إلى عمليات جراحية. وهذا لأن الجمهور اعتاد على الحصول على المعلومات من المصادر غير الموثوقة. وهذه المصادر غالباً ما تحب الإثارة والتهويل، لكي يتلقفها أكبر عدد ممكن من محبي التشويق. وثمة سبب مهم لنمو ظاهرة المصادر غير الموثوقة، وهو التحرك البطئ أو المعدوم للمصادر الرسمية. وبتأخرها أو بغيابها، يتفنن المتكهنون بتكهناتهم، ويصبحون يعطون أرقاماً وأحداثاً مختلقة أو متوقعة، ويدعم تلك الحالة المشوَّشة وجود وسائل التواصل الاجتماعي المتطورة، والتي تنقل المعلومات بلمح البصر.
في حالة مثل الجريمة التي تعرض لها القرني وصحبه، فإننا حتى الآن، وبعد مرور أكثر من 24 ساعة، أمام معلومات غير دقيقة، على الرغم من بيان السفارة السعودية في مانيلا، وعلى الرغم من نشر الصحف السعودية للخبر، مما يؤكد أن هناك من يحاول أن يعطي معلومات مضادة، تشوش على المعلومات الصحيحة، دون أن تكون هناك مصلحة له من هذا التشويش، باستثناء متعة إحداث البلبلة.
ولقد قرأت سؤالاً عفوياً من متابع لحساب أحد المغردين، ممن نقلوا خبر وفاة قائد الطائرة السعودية، وليد المحمد -رحمه الله-، في نفس اليوم الذي حدثت فيه جريمة زامبوانغا.. وكان السؤال: ألا تخشى أن تقرأ عائلة قائد الطائرة، خبر وفاته المفاجئة، قبل تواصل الجهات الرسمية معها؟!.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يوسف المحيميد
في زيارتي الأخيرة لسلطنة عمان، للمشاركة في معرض الكتاب، كنت محظوظاً بزيارة دار الأوبرا السلطانية، التي افتتحت عام 2011، في وقت كان العالم العربي يصطخب بما يسمى الربيع، بينما عمان تطلق ربيعها الموسيقي، وتحتفل بالثقافة والفنون والجمال.
كم كانت مفاجأة كبيرة أن تمتلك عمان ثاني أوبرا عربية، فهذه التحفة المعمارية الجمالية، تقدم مختلف أنواع الفنون التعبيرية الثقافية، وتصدر روزنامة سنوية لحفلاتها الموسيقية، ومعارضها الفنية، التي ابتدأتها بعروض لمشاهير الموسيقيين في العالم، وأوركسترا لندن لهواة الموسيقى، وعروض موسيقية للفن العُماني، ويزداد الأمر جمالا بما تحتوي عليه هذه التحفة النادرة، التي تجمع في تصميمها بين الفن الإسلامي والهندسة المعمارية الإيطالية، فهي ليست مجرد صالة ضخمة لهذه العروض الموسيقية والمسرحية والأوبرالية، رغم أهمية هذه العروض بصفتها تمثل ثقافة جاذبة للإنسان، لكن هذا المبنى الضخم يضم سوقاً تراثياً، ومحلات للماركات الفاخرة، ومطاعم ومقاهي راقية متنوعة، مما يجعل زيارة دار الأوبرا تعني الامتلاء على المستويين الروحي والذاتي، بما فيهما من الاستمتاع بالفنون التعبيرية من جهة، والتجول والتسوق والجلوس في مقاهي مفتوحة على الداخل والخارج، وحدائق خلابة منسقة بشكل رائع، إلى درجة شعرت معها، في لحظة أجواء غائمة وممطرة، أنني لست في بلد خليجي!.
أثناء هذه الجولة الممتعة، كنت أستعيد في ذاكرتي ملامح مركز الملك فهد الثقافي، الذي يعد مركزًا متميزًا، يشبه في تكوينه وصالاته الضخمة، دار أوبرا، حتى ولو لم يتخذ ذلك اسماً له، لكن الزائر له يجد من الصعوبة التكيف مع المكان، كمقر للحضور والتآلف الإنساني، فهو بهو ضخم، وقاعات ضخمة متنوعة، مجهزة لعروض موسيقية، لكن تم إنشاؤه في مكان منعزل، لا تتوفر داخله جلسات مطلة، رغم إطلالته على وادي حنيفة، والنخيل العالي، ولا توجد فيها مقاهٍ للكتّاب والأدباء والفنانين، بل والعامة من الناس، ولا يحيط به الأسواق الجاذبة، فلا يمكن أن نعزل الثقافة أكثر مما هي معزولة، فهي ليست وباءً يحتاج إلى العزل، بل يجب أن تقتحم الثقافة بكل وجوهها حياة الناس العاديين، حياتهم اليومية، فكم كان جميلاً لو أحاطت بهذا المركز الأسواق التجارية، والمقاهي والمطاعم، كما كان جميلاً لو استغل موقعه المرتفع والمطل على الوادي، بإنشاء مقاهٍ ومطاعم وتأجيرها على الأسماء المشهورة، حتى تكون منطقة جذب، بدلاً من قفل أبواب المركز حتى تحين مناسبة ثقافية رسمية، يذهب إليها قلة من المثقفين، وعلى مضض، أو عند إقامة معرض تشكيلي، يشاهد رواده اللوحات وقوفاً، وفي يوم الافتتاح فقط، ثم يبقى خاليًا، ومهجورًا.
إذا كنا ندرك أن الفضاءات الثقافية لوحدها لم تعد جاذبة، حتى للمهتمين أنفسهم، فمن المنتظر أن يعمل القائمون على هذا المركز، على تطويره، وجعله مركزًا للثقافة والحياة، فلا يمكن تقديم الثقافة في أوعية ميتة، الثقافة دائماً هي معادل للحياة والتجدد، ونحن نمتلك القدرات المالية والبشرية، وعديد من المواهب الشابة في مختلف المجالات الفنية والأدبية، لكنها تحتاج إلى مكان يليق بالحيوية التي تمتلئ بها!.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. حمزة السالم
أن يكون للواحد منا رأي منفرد عن الجماعة هو أمر حديث نسبياً. فالرأي الواحد في المجتمع البدائي كان ضرورة حمائية. وقد جاء انفتاحنا على الرأي الآخر انفتاحاً سريعاً غير مخطط له، ومن قبل فهم المجتمع لمعنى كلمة الرأي، والتمييز بين معنى الرأي لغويا وبين معناه اصطلاحا في عرف حديث الناس. فالرأي في معنى اللغة هو القول النابع من رؤية الشخص. والمعنى اللغوي يتعلق بالذوق أو السلوك أو الهوى، ولكنه ليس له متعلق بالعقل مطلقاً، فلا يلزم أحداً غير صاحبه. والرأي في المعنى اللغوي لا ضابط له ولا ميزان. أما معنى الرأي في الاصطلاح العرفي في مفهوم الإنسانية، فهو الرأي المعتبر وهو الذي يلزم غير صاحبه، سواء بالأخذ به او بالاعتراف بصحته.
وهذا المعنى العملي لا يُصرف إلا للرأي المستند على شواهد واضحة بينة، لا يجحدها إلا مكابر. ويكون رأيا مستنبطا بمنطق صحيح واضح، ودليل صحة المنطق عدم تناقضه واطراده. والناس عندنا لا تفرق بين هذا وذاك، فكل رؤية مخالفة أو منفردة يعتبرها الناس عندنا رأيا يجب احترامه بتنزيله منزلة الرأي المعتبر. وهذا خطأ، لأنه يلزم منه إهانة لعقل المتحدث والسامع. فلا تكون الهذرفة رأيا إلا عند قوم ما قدروا عقولهم فما هي مما يحترم عندهم. والعقل تاج الإنسان، فمتى أهان مجتمع عقولهم، هانوا على الناس؛ فهم إما في مذلة الفقر أو مذلة الاستغلال والسخرية. ومن كمال الطرح التمثيل بالمثال والاستشهاد بالحقائق.
ومن أراد أن يرى مثالاً على احترام العقل عند الأمم المتقدمة، فليتابع بعضاً من جلسات الاستماع في الكونجرس الأمريكي. فلن يعدم أن يرى عضواً حديثاً او موظفاً بسيطاً وهو يؤنب بشدة رئيس الكونجرس أو أحد رجالات الدولة في جلسة استماع أو نحوه. فيرى خضوع الكبير وإطراق رأسه وبدو محيا خجله وعاره وهو يستمع تأنيب وتقريع من هو دونه بمراحل في منصب أو مكانة. وما طأطأ الكبير وتطاول الصغير إلا لأن الكبير عارض الصغير أو حاجه أو رد عليه بقول متناقض في منطقه أو خال من حجة أو شاهد.
فالمجادل بغير منطق أو بردِّ شاهد واضح هو كالكذاب في شهادته جرما، وكالمعتدي على سامعيه إضرارا. فالعقل تاج الإنسان وشاهد ثقافة المجتمع، فالاعتداء عليه اعتداء على الجسد كله وإهانة لثقافة المجتمع كله. فهؤلاء قوم احترموا عقولهم، ولم أصادف قط صغيرا ولا كبيرا منهم؛ عالماً كان أو جاهلاً إلا وتخرسه الحجة والمنطق، وإن كان مناورا أو مفاوضا أو معاديا. فقد نشأوا في ثقافة ربت فيهم احترام العقل والشعور بعار ازدراء المنطق، ولو كان محتالا أو مناورا. تماما كشعور العار عند العربي إن لم يكرم ضيفه ولو كان فقيرا معدما.
ومن أراد شاهداً حاضرا اليوم فدونكم سفيرنا العظيم عادل الجبير. خطابات وردود ونقاشات، نشرف بها أمام العالم. هي مناظرات غالبها مع أعداء أو مخالفين او محايدين أو مصادقين. فبماذا غلب السفير العظيم عدو بلاده، وأفحم مخالفنا وحيد المحايد وكسب تأييد الصديق؟ فمثلا لم ينكر السفير الممثل بلدنا مشرفا لنا حقيقة معروفة، فيفقد مصداقيته مستخفا بعقل محدثه فلا يقبل منه أبداً. بل وظف المنطق ليجعل الحقيقة فخراً لنا أو عاراً على عدوه أو مخالفه. ولم يجحد سفيرنا الملهم، حجة مخالف فيستهين مخالفه بعقله فيستخف به، بل يقر بحجة مخالفه قالباً لها على رأس صاحبها بفن منطق لطيف.
نجح سفيرنا عادل الجبير، فتشرف ببلاده وشرفنا بتمثيله لنا، فيا ترى ماذا لو وضعت الأقدار سفيرنا الملهم في نقاش محلي، لا يرى إلا الانكار للثابت حجة ولا يفهم الا المنطق مقلوباً، ولا يعتبر للعقل احتراما؟ أسأل الله الكريم ألا يمتحن سفيرنا الفارس المناضل، فما أصعب أن يوضع فارس القوم مع صبية القرية وشذاذ القوم.
- التفاصيل