قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يوسف المحيميد
إلى: ج. أ
من زار سوق المباركية في الكويت، واستمتع بالتجول فيه، وتناول وجبة كويتية شعبية، وقضى ساعات طويلة فيه، مستمتعاً بعروض غنائية شعبية في إجازات الأعياد والمناسبات الوطنية. ومن عاش لحظات مماثلة يصعب نسيانها في سوق واقف في الدوحة، بكل ما فيه من جلسات شعبية، ومطاعم ومقاهٍ متنوعة في الهواء الطلق، ورأى كيف تحقق هذه الأسواق مزيدًا من المتعة الحقيقية للمواطن وللسائح، لما فيها من فرص التسوق والأكل والتسلية، فضلاً عن تصميمها بطريقة المعمار الشعبي لتلك الدول الخليجية.
من زار هذه الأسواق الشعبية وغيرها، سيسأل ماذا عن مدينتنا الجميلة الرياض، وأي سوق شعبي فيها قد يحقق مثل هذه المتعة؟ هل سوق الزل مثلاً؟ أم سوق المعيقلية؟ وهل فيهما فرصة للأسرة بالتجول على مدار ساعات طويلة خلال اليوم؟ أتمنى ذلك، وإن كان سوق الزل رغم أهميته للمواطنين والسياح الأجانب بالذات، لم يتم تطويره بشكل كبير، بتوفير أماكن للجلسات الهادئة، والمقاهي الشعبية، والمطاعم، إضافة إلى عروض فرق الفنون الشعبية، والمهن الشعبية، كي يصبح أكثر حيوية، وأكثر جذبًا، ولا يقتصر على بيع السجاد والمشالح والبخور والأحذية اليدوية!
وكما كتبت مرارًا، بأنّ الرياض لم تَعُد مدينة واحدة، وإنما هي مجموعة مدن صغيرة مترابطة، فالمسافات أصبحت هائلة بين جنوب الرياض وشمالها، وبين شرقها وغربها، لذلك على أمانة الرياض أن تفكر جدياً باستغلال أحد الأسواق التي كانت محسوبة قديماً على شمال الرياض، بعدما أصبح هذا الشمال هو وسط المدينة، فمنطقة العليا وما جاورها أصبحت تمثل وسط المدينة قياساً بالمسافات بين أقصى الجنوب، وأقصى الشمال، وهذه المنطقة فيها بعض الأسواق الشعبية المكشوفة، وشبه المكشوفة، مثل سوق طيبة، وسوق العويس، وسوق الأندلس، فماذا لو تم استثمار سوق طيبة، وهو الأكبر والأكثر جذبًا، بسوق الذهب الشهير فيه، وهو الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من ربع قرن، ماذا لو أعيد تصميمه بطريقة تراثية جميلة، وإعادة ترتيبه، ووضع أماكن مخصصة لبائعات الأكل الشعبي، بدلاً من جلوسهن على أرصفة السوق بشكل غير مناسب لهن، وهن يجلسن أمام أحد أكثر شوارع العاصمة شهرة، وهو شارع العليا، ماذا لو سلمتهن الأمانة أو إدارة السوق محالاً تراثية صغيرة، بتصميم جذاب، وبجوارهن طاولات جانبية، كما في سوق المباركية بالكويت، وأصبحن جزءًا من جمال السوق وتراثه.
كذلك ضرورة تصميم أكشاك تراثية جميلة على الأرصفة لباعة البسطات السعوديين الشباب، فمن غير اللائق أن يجلس هؤلاء الباعة السعوديون، والبائعات السعوديات للأكل الشعبي المنزلي، على الأرصفة، بينما تهيمن جنسية عربية واحدة على معظم محال السوق، كذلك من الضرورة صيانة نافورة مهملة منذ عقدين في وسط السوق، وكذلك المقاعد القليلة التي التهم الصدأ أطرافها... إلخ. فهل تعاد الروح لمثل هذه الأسواق، لتنبض بطريقة جذابة؟!
كما اكتشفنا مؤخرًا جمال الأرصفة حينما تكون متسعة، ومخصصة للمشاة، علينا أيضًا أن ندرك أن مثل هذه الأسواق القديمة، ولكي تكون شعبية مميزة، أن تتم صيانتها دومًا، وتحفل بالمقاهي والمطاعم، وساحة صغيرة للعروض والحفلات، والفرق الفنية، وأصحاب الحرف والفنانين، حتى تحتل المتعة مكانًا موازياً للتسوق والشراء!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. أحمد الفراج
بعد الفوز الكاسح، والصريح للمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، في ثلاث محطات متتالية عبر الجغرافيا الواسعة للولايات المتحدة، بدأ المراقبون يأخذون هذا المرشح المثير للجدل على محمل الجد، فبعد خسارته بصعوبة بالغة في أولى المحطات، ولاية ايوا، فاز في ولاية نيوهامشير شمال الوسط، ثم في ولاية جنوب كارولينا في الجنوب، ثم في ولاية نيفادا في الغرب، ما يعني أن شعبيته تكتسح في مناطق مختلفة جغرافياً، وعرقياً، وهذا مؤشر غير جيد للحزب الجمهوري ذاته، ناهيك عن الولايات المتحدة، والعالم من ورائها، فترمب، علاوة على تصريحاته العنصرية المستفزة، لا يملك أي خلفية سياسية، فهو لم يتسنم أي منصب سياسي، إذ هو مجرد رجل أعمال، ورث الصنعة من أسرته الثرية، كما أنه من الصنف الذي لا يمكن التنبؤ بما سيفعل، وسبب شعور المؤسسة الجمهورية بالقلق من اكتساح ترمب هو يقينهم بأن الشعب الأمريكي، وعندما تحين ساعة الحقيقة، في شهر نوفمبر القادم، أي الانتخابات الرئاسية القادمة، قد لا يغامر بانتخاب شخصية مثيرة ومستفزة، من طراز ترمب، ما يعني فوز الديمقراطيين بالرئاسة مرة أخرى.
دونالد ترمب لعب، وبامتياز، على وتر إحباط الشعب الأمريكي، منذ رئاسة جورج بوش الابن، ثم باراك أوباما حالياً، كما استغل الشعور القومي للأمريكيين، إذ يشعر الأمريكيون، خصوصاً المحافظين، بأن سمعة الولايات المتحدة تدمرت عالمياً، بسبب السياسات المترددة والضعيفة لأوباما، وعلاوة على ذلك، فقد استغل ترمب موجات الإرهاب التي ضربت أوروبا، والأعمال الشنيعة التي تمارسها داعش، وذلك لجعل الشعب الأمريكي يشعر بأنه في حالة تهديد حقيقي، وبحاجة ماسة لرئيس قوي وحازم، وهي ذات الإستراتيجية التي استخدمتها إدارة بوش الابن، في الانتخابات الرئاسية لعام 2004، ونجحت فيها إلى حد كبير، وستكون المحطة الانتخابية القادمة حاسمة، فهذه المحطة هي ما يسمى بـ: «الثلاثاء الكبير»، إذ تصوت اثنتا عشرة ولاية، ومقاطعة ساموا الأمريكية، وذلك في يوم واحد، وهو الأول من مارس، 2016، والمتوقع هو أن يكتسح ترمب مرة أخرى، ما لم تحصل معجزة، فالوتيرة تسير لصالحه، ويساعده في ذلك الإعلام، والخيبات المتوالية لمعظم منافسيه، ولإدارة باراك أوباما.
سنتابع هذا السباق المثير في الأول من مارس القادم، وغالباً فإن نتائج هذا اليوم تحدد، وبشكل كبير، هوية المرشحين للرئاسة في كلا الحزبين، وسنواصل الكتابة عن ذلك، ولكن يجب على العالم كله، وليس أمريكا فقط، أن يتوقف طويلاً عند إمكانية فوز دونالد ترمب، فقد يكون هذا بداية لعصر جديد، يعود بالذاكرة إلى عصر هتلر وموسوليني، بعد أن اعتقدنا أن ذلك الزمن ولى بلا رجعة، فلنتابع بقلق!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. حمزة السالم
كنت أجد عذراً سياسياً للبنك الأوربي لتأخره في اتباع سياسة برناكي النقدية التي أنقذت بلاده من الأزمة المالية. ولكني كنت استعجب أن يكون معارضي سياسة رئيس الفدرالي هم من كبار الاقتصاديين من أساتذة هارفرد وشيكاغو وستانفورد، أكثرهم عمل كمستشار لعدد من الرؤساء الناجحين اقتصادياً، كريجان وكلينتون. فسياسة برناكي في ضخ الترليونات خاصة وتصفير الفائدة بل وإعطاء فوائد للبنوك على الترليونات المجانية، ثم شراء الرهون الفاسدة بعد ذلك، كانت سياسة خارجة عن جميع المفاهيم العلمية والتصورات الاقتصادية. والأعجب أن بعضهم مازال معارضاً رغم اقتناع البنك الأوربي الآن بهذه السياسة فطبقها متأخراً.
وقد زال عجبي البارحة وأنا أناقش أحد قدماء المخضرمين الاقتصاديين السعوديين الأذكياء المتمكنين من فلسفة الاقتصاد. فكم وجدت صعوبة في إفهامه كيفية إمكانية المواصلة في الإنفاق الحكومي عندنا مع زيادة الاحتياطيات الأجنبية. فعاد إلى ذاكرتي، اللقاءات الحوارية والمناظرات التلفزيونية التي ملأ كبار اقتصاديي أمريكا الفضاء في معارضة برناكي. وأنا أذكر عندما كنت أنصح بتجنب الفائدة المتغيرة عندنا متوقعاً زياد ة عظيمة مستقبلية على فائدة الدولار بسبب سياسة برناكي في ضخ التريليونات. ولكن تنكشف عن الإنسان أحجبة الفهم فجأة فيرى الصورة واضحة. فما فعله برناكي كان بسيطاً لدرجة صعب تصورها. وها نحن اليوم أصبح بعضهم يجحدون ذكاء برناكي ويدعون بأن ما قام به كان أمراً سهلاً لا يستحق. وإنما الإبداع في البساطة. وقد عشنا سنوات لا نسمع إلا صوت برناكي الضعيف وثلة معه، وصوت كبار الاقتصاديين المخضرمين، وسكون الصغار ممن تاهوا بين منطق برناكي الصحيح البسيط، وبين صعوبة كسر طوق التصورات الاقتصادية على الأذهان والأفهام. وانتعشت أطروحات السفهاء والمجانين حتى على مستوى سياسي الكونجرس، كحزب الشاي، في مطالبتهم للعودة للذهب والدعوة لإفلاس أمريكا.
فتأملت في برناكي فوجدت أنه من الممكن أن يكون من الأمور التي أعانت برناكي على فهم حقيقة النقد والوضع الأمريكي والأزمة المالية كونه عاصر الكساد العالمي العظيم، عاشه شاباً طموحاً شغوفاً باحثاً ودارساً له. فالخلفية البحثية الشابة المتحمسة، وإن غابت عن التصور الذهني الحاضر، فإنها تبقى ينبوع الإبداعات الفكرية المستقبلية.
فعدت لأفسر صعوبة فهم الاقتصادي المخضرم رغم تمكنه من أصول فلسفة الاقتصاد، ورغم بساطة ما أحاول شرحه له. فوجدت نفسي غير منصف له. فالفلسفة الاقتصادية قد تكون عائقاً له، كما أن خلفيتي البحثية أيام شبابي وطموحي قد كانت معينة لي.
فأذكر أني كنت شغوفاً بفكرة بيع النفط بالريال السعودي، فطرحتها كموضوع لرسالة الدكتوراه. وأمضيت عاماً كاملاً في بحث طموح فيه شيء من التحدي، وكلما قابلني تحدٍّ إما أنني وجدت له حلاً وإما افترضت وجوده، حتى اقتنعت أخيراً بسذاجة الفكرة وعدم جدواها. ولضيق الوقت بعد أن أضعت عاماً كاملاً استنفدت خلاله طموحاتي وجَلَدي، رأيت الرجوع لبعض مخلفات بحوثي لألتقط ما يمكن تجميعه لأجعله رسالة الدكتوراه. فكان عنوان رسالتي الاحتياطيات النقدية الأجنبية للدول المصدرة للطاقة. فقد مات البحث في موضوع الاحتياطيات منذ عام 1973م وأحياه من جديد أزمة نمور آسيا في 1997م. فكان أمامي فرصة واسعة. فشتان بين مفهوم الاحتياطيات زمن الذهب وبين مفهومها الضبابي في زمن التعويم والعملات التي لا قيمة لها في ذاتها. وكذلك، إن الدول المصدرة للطاقة لم تدخل قط ضمن أي بحث قديم أو جديد يتعلق بالاحتياطيات نظراً للتذبذب الواسع في مداخيلها. ونظراً لبحثي في بيع النفط بالدولار، فقد سها عليّ وضع النموذج الجديد. ولكن التحدي الذي واجهته هو ظهور طرق إحصائية جديدة متطورة، هي الأليق باختبارات نماذج الاحتياطيات. فالطرق حديثة لا تزال في المهد، وتعتمد اعتماداً هائلاً على الرياضيات والاحتماليات. وآخر عهدي بالرياضيات في المتوسطة، ثم دراستها جميعاً في عام واحد كشرط لقبولي في الدكتوراه. والرياضيات تحتاج لسنوات لتملأ شغاف الفكر، فبالكاد نفعتني دراستي المستعجلة في تجاوز كورسات الدكتوراه على دخن في فهمي لها. فلم أجد حلاً لتجاوز هذا التحدي إلا التعلم بالتجربة والتكرار. فكنت أجري النموذج في الكمبيوتر مئات المرات في اليوم، في كل مرة أغير رقماً أو مجهولاً، من الفجر إلى مغيب الشمس، حتى أصل إلى فهم النموذج الرياضي ومؤثراته. ولعل هذا كان سبباً أساسياً في غرس أساس التفكير التسبيبي، وتأثير المؤثرات وغير ذلك. وتأتي تجارب الحياة بتجاربها في المناظرات الدينية وفي كشف عورات دراسات الجدوى الاقتصادية، وفي المواجهات الإنسانية، لتصقل هذا كله فيرى المرء أنّ الأمر بسيط وسهل، ولكنه لو أنصف لأدرك مدى خفائه ومدى سماكة حواجز الرؤية عند الآخرين. فإنما خلفية المرء - الذي رأى - هي مناظيره التي رأى بها، بينما خلفية غيره - ممن صعب فهمه - هي عصابة على عينه تمنعه من رؤية قريب قد وضع أمام بصره. ولهذا - والله أعلم - سهل عليّ رؤية بطلان الربا في النقد فخلاصته في سطرينسهل عليّ رؤية خلق التمويلات وحفظ الاحتياطيات، وخلاصتهما في جدولين، كذلك. وكلاهما أوقعاني في ورطة البسيط الخفي ومخالفة المفهوم العام. وكلاهما يواجهان اختراقاً للأيدولوجية. وصلابة أيدولوجية الاقتصاد لا تبعد عن صلابة أيدلوجية الأديان. فالاختراق حاصل لا محالة، ولكن تليين الأيدلوجية قد يستهلك زمناً، يخسر فيه قوم ويربح آخرون، وتعز فيه أمم وتذل أخرى. وما تأخر البنك المركزي الأوربي عن الفدرالي الأمريكي إلا مجرد شاهد بسيط ماثل أمامنا.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
يوم الثلاثاء الماضي، أشرت لتميّز شبابنا وشاباتنا في مجال السينما، وكيف أنهم يفتقرون لدعم المؤسسات الرسمية والأهلية لكي يسجلوا حضورهم على خارطة المنجزات الإبداعية، مع زملائهم وزميلاتهم في كل دول العالم. وفي الحقيقة، ثمة مبدعون ومبدعات في مجالات أخرى غير السينما، يعانون ذات المعاناة، فالعالم يعترف بهم ويقدّر منجزاتهم، لكن أحداً لا يلتفت إليهم في بلادهم ولا يستمع لشكواهم ولا يدعم فعالياتهم.
في مجال المسرح، تفوز كل عام العديدُ من المسرحيات المحلية التي لا تتبناها مؤسساتنا الحكومية أو مؤسسات القطاع الخاص، بل يصرف عليها أفرادُ الفرقة من جيوبهم الخاصة، ولا شك أن المسؤولين في الجهتين يقرأون أخبار فوز تلك الفرق ويقرأون أيضاً أن الشباب هم مَنْ كان وراءها، وكلُّ هذا لا يثير لديهم أية أحاسيس بالذنب، فكل منهم يبرر لنفسه:
-هذه ليست مسؤوليتي.
حسناً، وما الذي تشعر به حينما تقرأ خبر تكريم الأمم المتحدة للدكتورة ملحة القحطاني ومنحها لقب سيدة المسرح السعودي؟! ما الذي تشعر به حين تتابع فنانات أبها التشكيليات، وهن ينقشن القط العسيري ليمثلننا في اليونسكو؟! ما الذي تشعر به، وشباب فن العرضة يدخلونها ضمن التراث العالمي للفنون؟!
إن شبابنا المبدعين والمبدعات في مجالات مثل السينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى والتراث الشعبي، قد قفزوا بنا إلى السطح الدولي، وعلينا أن نبدأ في التوجه لدعمهم، فلا ثروة لنا غيرهم، ولن يمثلنا سواهم.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
كل رحلة يحس فيها الإنسان بأنه قد انطلق من قيود المسؤوليات ومشاغل الحياة وهمومها، هي رحلة حالمة، وأي رحلة تدفع الإنسان إلى التأمل والشعر حتى ولو لم يكن الإنسان شاعراً أو فيلسوفاً هي رحلة حالمة!
كان ذلك منذ عدة سنوات عندما كنت في زيارة علمية لكندا لحضور اللقاء العلمي العالمي لمنظمة علم المعادن والذي عقد في جامعة تورنتو.. كنت سعيداً جداً عندما تم اختيار محاضرتي كإحدى المحاضرات المتميزة في ذلك اللقاء العلمي المهم.
وعلى هامش ذلك اللقاء تم ترتيب زيارة لأعضاء المؤتمر إلى شلالات نياغارا (Falls Niagra) ولقد كانت رحلة حالمة لأنها في أجمل منطقة من مناطق العالم.. تدفع المرء إلى التأمل والتفكير في عظمة الخالق وإبداعه وإلى التمتع بذلك الجمال الذي ينعكس على رذاذ الماء والأرض والسماء.
تبعد شلالات نياغارا حوالي ساعتين بالسيارة بالقرب من الحدود الكندية - الأميركية بمقاطعة أونتاريو، وتقع هذه الشلالات على نهر نياغارا في المنتصف تقريباً ما بين بحيرة إيري وأنتاريو، ويمثل هذا النهر جزءاً من الحدود التي تفصل دولة كندا عن الولايات المتحدة الأميركية.
وتتكون الشلالات من قسمين: شلالات حذوة الحصان كما يطلق عليها في الجزء الكندي، والشلالات الأخرى في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة. تنحدر شلالات نياغارا من فوق حافة عالية من الصخور الجيرية الصلبة تعلوها صخور أقل صلابة.
وتتراجع الشلالات الموجودة في كندا بمعدل ثمانية سنتيمترات (8سم) في العام تقريباً، بينما تتراجع تلك الموجودة في الولايات المتحدة ببطء أكثر لقلة المياه المنسابة فوقها.
ويعتقد أنه بمرور عدة آلاف من السنين سوف تتراجع شلالات نياغارا حتى بحيرة إيري، والتي سوف تصاب بالجفاف كما يقول العلماء.
أما نهر نياغارا الذي يغذي الشلالات فهو نهر قصير يصل ما بين بحيرتي إيري وانتاريو ويبلغ طوله حوالي 56 كليو متراً ولكنه ينحدر بمعدل 99 متراً خلال مساره وهو انحدار حاد جداً لنهر بمثل هذا الطول المحدود.
وينتج عن هذا الانحدار الشديد تيار سريع وقوي ما يؤدي إلى إنتاج قدر كبير من الطاقة الكهربائية.
وقد حرص منظمو هذه الرحلة على أن تشمل الرحلة التجول في نهر نياغارا لرؤية الشلالات بشكل قريب والتمتع بالرذاذ الذي يتساقط بكثافة على الزائرين بالإضافة إلى وجبتي الغداء والعشاء، والتجول في مكتبة المنطقة التي تحفل بكثير من الكتب، وخاصة في التاريخ والأدب والسياحة، كما شملت الرحلة حضور مسرحية للأديب العالمي جورج برنارد شو لم أعد أذكرها لأنها كانت مغرقة في الأدب الساخر والرمزي.
وقد كانت الرحلة من أجمل الرحلات التي عشتها وقد زاد الرحلة جمالاً وحيوية بوجود الصديق الدكتور: حسين صابر الخبير الجيولوجي بالمساحة الجيولوجية السعودية، والذي أضفى عليها من روحه الطيبة وعلمه الغزير الكثير من المتعة.
ومازلت أذكر ولن أنسى شلالات نياغارا والمدينة التي تحتضنها وتسمى مدينة شهر العسل ( Honey moon town) التي تزورها أعداد كبيرة من المتزوجين لقضاء أجمل الأوقات في مشاهدة شلالات نياغارا.
وستظل شالالات نياغارا من أهم المعالم الرائعة في كندا التي يحرص كثير من السائحين على زيارتها، ويكفي أن أكثر من عشرة ملايين زائر يقصدون هذه الشلالات من أجل السياحة والاستجمام والتأمل في جمال الطبيعة وقدرة الخالق العظيم.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
لكي لا تكون الهدنة في سورية فرصة لإعادة حشو البنادق وتصويبها من جديد، ولكي لا تكون فرصة لالتقاط الأنفاس استعداداً لنزال طالت أشواطه، جدير بالفاعلين الدوليين في الأزمة السورية ونعني هنا تحديداً الولايات المتحدة التي اختارت أن تناور في هامش السياسة لخمس سنوات، وروسيا التي فضلت اللعب مباشرة لتحقيق الهدف وبلوغه، جدير بهما ممارسة دور تاريخي في حق هذه الكارثة الإنسانية التي يئن بسببها ملايين السوريين بين فاقدين لعائلاتهم أو تائهين بين الحدود، أو يائسين في مخيمات اللجوء.
في منتصف هذه الليلة يجدر أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ ويخفت صوت النار الذي ساد لسنوات، بعد أن تحولت سورية إلى ساحة نزاع دولي مخيف، دفعت بعض الاستراتيجيين إلى التخوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، نظراً لدقة وحساسية الاشتباكات الدائرة هناك والتي تطورت منذ خمس سنوات من مظاهرات داخلية لإصلاح النظام إلى اشتباك بين روسيا وتركيا إحدى أهم دول الناتو.
في اليومين الماضيين كان مستوى الاتصالات التي جرت بين قادة الدول المنخرطة في حل الأزمة السورية لافتاً ومتوقعاً، وعلى الرغم من الرغبة التي قد تحدو كثيراً منهم بوضع الأزمة على طريق السلام، إلا أن تلك الرغبة ليست كافية لتحقيق المطلوب بجعل السلام أمراً ممكناً، فهذا الأمر لاتجدي معه تمنيات أو رغبات بل أن يتعدى ذلك إلى المبادرة والتنفيذ.
إن الوضع في سورية معقد للغاية، والدول النافذة تركت الأمور هناك حد التعفن وأسوأ ما يمكن أن تواجهه الهدنة الوقوع في خطأ ضرب المعارضة المعتدلة، ما يجعلنا اليوم مضطرين إلى إرساء قواعد جديدة للاشتباك، كما أن محاولة الاستفادة من الهدنة للقيام بتحركات عسكرية الهدف منها الاستعداد لمرحلة ما بعد الهدنة ستعمق الأزمة، وتنذر بخروجها عن المسار السياسي المدعوم من المجتمع الدولي، كما وأن على روسيا التي تقوم بعمليات عسكرية واسعة في سورية أن تضع حداً وخطة واضحة لضمان التزام قوات النظام والمليشيات الإيرانية بالهدنة التي أعلنت موسكو عن دعمها، وأبدت من خلال الاتصال وتصريحات الرئاسة الروسية حرصها على تنفيذها.
منذ اندلاع الثورة السورية اتخذت المملكة موقفاً مناهضاً ضد الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبه ولا يزال مستمراً منذ خمس سنوات وراح ضحيتها (300 ألف) إنسان، وملايين اللاجئين والنازحين، وسعت الرياض إلى منع تدهور الوضع في سورية، إلا أن النظام اختار مواجهة شعبه فكان أن مني بخسارة وهزيمة لا ضرورة لإعلانهما.
حري أن تكون الهدنة المنتظرة إجراءً معتبراً لحسن النوايا للبدء في عملية سياسية على قواعد "جنيف 1"، وفرصة إنسانية للقرى المحاصرة بأن تنال نصيبها من المساعدات الإنسانية بعد أن أفضت عمليات الحصار الوحشية التي تقوم بها قوات النظام السوري إلى موت المدنيين المحاصرين جوعاً أو مرضاً.
إن اللحظة التي نمر بها بعد خمس سنوات من الصراع المتوحش في سورية تجعلنا مترددين في الوثوق بالتزام النظام بهذه الهدنة، وهنا تقع المسؤولية على موسكو القادرة على كبح جماح هذا النظام ومليشيات إيران المتعطشين للدماء.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
بحبك يا لبنان يا وطني
سألوني شو صاير ببلد العيد
مزروعة عالداير نار وبواريد
هذا هو صوت فيروز الذي صدح بهذه الكلمات الرائعة قبل أكثر من ثلاثين عاماً.. اليوم كأن صوت فيروز يعود من جديد في نفس الظروف والأحداث. فمن يتمعن في حال لبنان الشقيق اليوم مؤكد أنه يدرك أن حزب الله وأعوانه الفرس يجرون لبنان الشقيق نحو مصير مجهول لا يقل سوءاً وخطراً عن تلك السنوات التي عاش اللبنانيون خلالها حرباً أهلية طاحنة زرعت كل أرجاء لبنان ناراً وباروداً كما غنت بذلك مطربة العرب الرائعة الحزينة فيروز .. نعم فيروز مطربة العرب وليست مطربة الفرس..
في ظل الأجواء الراهنة التي تخيم على لبنان على كل الأشقاء اللبنانيين أن يدركوا أن علاقة الشعب السعودي خاصةً والشعب الخليجي عامةً بالشعب اللبناني علاقة مختلفة جداً عن غيرها من العلاقات مع الشعوب الأخرى. وظلت هذه العلاقة في تنام مستمر من الاحترام والثقة المتبادلة على مدى سنوات طويلة جداً وستبقى كذلك إن شاء الله.
وفي الشأن اللبناني الداخلي كانت علاقة السعوديين والخليجيين بالشعب اللبناني علاقة بناء وإعمار وسياحة واستثمار في شتى المجالات بدرجات ليس لها مثيل مع بقية شعوب الدول الأخرى .. هذه حقيقة يدركها الشعب اللبناني تلقائياً من خلال مراجعة لحالة العجاف السياحي والاقتصادي التي تخيم على لبنان في الوقت الراهن ومقارنتها بسنوات الرخاء السياحي والاقتصادي والعمراني التي سبقت مقتل الرئيس رفيق الحريري وهي الجريمة التي نفذها حزب الله بتدبير من إيران وبشار الأسد لأهداف مذهبية وسياسية .. هذه الحادثة التي حولت لبنان من بلد أمن واستقرار واطمئنان وجذب للسياحة والفن والترفيه والنشر والإعلام والموضة والزراعة والطب والصناعة إلى ميدان خصب للفتن والصراع والقتال والاغتيالات والمظاهرات والاعتصامات وصناعة المؤامرات ضد الإنسانية وضد الشعب اللبناني نفسه وضد الدول والشعوب الأخرى ومركز لتصدير الطائفية والكراهية..
ومن المؤكد أن جميع الإخوة اللبنانيين يتحسرون الآن على تلك السنوات مقارنةً بحالة الكساد والخوف والذعر الراهنة التي تسود لبنان بسبب صنيعة حزب الله وإيران في هذا البلد.
اليوم على الإخوة اللبنانيين المخلصين (للبنانيتهم ولعروبتهم) ان يدركوا ان الأزمة ألراهنة مع المملكة العربية السعودية تمثل جزءا من مخرجات مخطط هدفه إلقاء لبنان دولة وشعباً وعروبة في أحضان الفارسية الإيرانية لذلك فإن عليهم أن يتذكروا أن في المملكة العربية السعودية يقيم أكثر من (400) ألف لبناني يعملون في الكثير من المهن المختلفة والتي غالباً ما تكون مهنا راقية، يعملون ويقيمون بأسرهم في أمن واستقرار ورخاء، وبكل احترام تام.. هؤلاء الإخوة اللبنانيين المقيمين في المملكة تمثل تحويلاتهم من المملكة اكثر من 50% من تحويلات جميع المغتربين اللبنانيين في كل دول العالم، وهذه التحويلات في النهاية تمثل حصيلة ايجابية للبنان ككل فماذا قدمت إيران للشعب الإيراني؟ لكن الأهم الذي يجب أن يدركه كل الإخوة اللبنانيين انه لا يوجد في إيران أي لبناني يعمل فماذا يعني هذا؟
الأزمة مع لبنان الآن ليست أزمة سعودية - لبنانية بقدر ما هي أزمة لبنانية -لبنانية وعلى الإخوة الحكماء والعقلاء في لبنان الشقيق مواطنين ورجال أعمال وساسة ونوابا وغيرهم أن يدركوا مصلحة لبنان قبل مصلحة المملكة أو دول الخليج العربي .. ويجب أن يكونوا على قدر المسؤولية لبلدهم وما يحاك بوطنهم من قبل حزب الله الذي صنع دولة فارسية وجيشا وامنا داخل دولتهم بكل جبروت وبكل أشكال وصور التحدي ومن خلال مشروعات الاغتيالات والقتل والدمار والفوضى وتهجير الشعب اللبناني لفتح المجال للهيمنة الفارسية على لبنان .
أيها الإخوة اللبنانيون الحكماء تذكروا جيداً تلك الحرب الأهلية الطاحنة التي حلت ببلدكم الجميل، والدور الناجح السياسي الجبار الذي قامت به المملكة العربية السعودية في إيقاف تلك الحرب من خلال مؤتمر الطائف في عام 1989م ذلك المؤتمر الذي أضاء شمعة لبنان من جديد وأعاد إليه وجهه الجميل العمراني والاقتصادي والسياسي والفني ..
الآن القرار الوحيد في يد الأشقاء اللبنانيين أنفسهم فهم خير من يدرك حقيقة مصلحتهم وعليهم التحرر من سيطرة حزب الله الفارسي على لبنان وهم ولله الحمد يملكون الكثير من المقومات التي تساعدهم على إنقاذ وطنهم من حرب أهلية قادمة يعد عدتها حزب الله وأعوانه الفرس بكل إتقان.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
رقية الهويريني
ما حصل لإعلامي بارز من محاولة تشويه سمعته من خلال تصويره من قبل أحد أفراد هيئة الأمر بالمعروف وهو مكبل اليدين وبجانبه زجاجات خمر، واتهامه بعِرْضِه ونشر الصور في وسائل التواصل الاجتماعي؛ يشير لحالة من التصفيات الشخصية ولاسيما بعد نقده لأحد الوعاظ الذي ظهر وسط شباب في إحدى الفضائيات وهو يتحدث عن ضرورة ضرب المرأة كي تطيع زوجها، وشبهها بالدابة التي لا تسير إلا بالضرب!
وحين احتج بعض الإعلاميين على ما تعرض له زميلهم وتخوفهم من نفس المصير ومطالبتهم بمحاسبة المتسبب، تجاوب رئيس الهيئات بإعفاء مدير هيئة الرياض مما أثار بعض خطباء المساجد ضد الإعلاميين وعمدوا بالدعاء عليهم حتى أن أحدهم استعدى بالدعاء بأن يصيبهم الله بالشلل ويجمد الدم في عروقهم وأن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر! وهذا الأسلوب الجاهل يقلل من قيمة الرسالة التي يحملها الإعلامي المخلص. فهو يمثل صوت المواطن من ناحية، ومن جهة أخرى فهو يسعى لإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال التوعية والإرشاد والتوجيه بدون وصاية، فضلاً عن كونه يمثل العين الثالثة لأنه يبقي المواطنين على علم بما يجري في وطنهم وبقية العالم، ويدفعهم إلى التفاعل مع الأحداث، ويجعل أفراد المجتمع مستنيرين لا معتمين، ويزيدهم فهماً ووعياً وسماحة من خلال تفاعلهم ومشاركتهم عن طريق تعليقاتهم، وتعميق الوعي الفردي لأهمية المجتمع والتعاون في بنائه، كما يقوم بنشر الحقائق والمعلومات ليتمكن الناس من بلورة آرائهم ووجهات نظرهم التي تنسحب في النهاية لصالح الوطن وهو واجب اجتماعي.
إن استعداء بعض الخطباء والمتشددين الحمقى على الإعلاميين لمجرد اختلافهم معهم في الرأي أو الاتجاه، والدعاء عليهم وهم مسلمون، وتشويه صورتهم أمام الناس وهم مواطنون، وتحريض المجتمع ضدهم وهم مسالمون، وليِّ عنق الحقيقة لفرض رأي أو اتجاه بعينه؛ يُفقد الإعلامي مكانته ويبطل رسالته السامية ويشكك في مصداقيته، ويحدث انقساماً في عقول الناس، وخرقاً للنسيج الاجتماعي، وبث الفرقة بين فئات المجتمع، وهذا يخالف ما تنشده القيادة من تنوير وإصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي. ومن المؤسف حقاً أن تصبح بيوت الله ومنابرها مرتعاً للتأليب والحزبية، وقد يؤدي لنتائج وخيمة وهو انصراف بعض الناس عن حضور صلاة الجمعة طالما أصبحت مكاناً لبث العداوة والفرقة والانقسام.
يبدو أن الإعلام قد نجح في توصيل الرسالة السامية، وساهم في كشف زيف بعض المتاجرين بالدين وأوجع الحزبيين وبائعي الوهم!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. محمد البشر
المملكة وقفت مع إخوانها العرب، ومع شعوب العالم أجمع مواقف نبيلة منذ إنشائها، وكانت وما زالت تعطي بسخاء غير محدود، ولم تعدد تلك الوقفات المجيدة بمنّة على أحد، ولم تطلب من أحد قط أن يقف معها موقفاً غير مستحق، ولم تطلب من أحد أيضاً موقفاً لا نستطيعه، ولا موقفاً يضر به داخلياً.
والمملكة تؤْثر مصلحة الأمة الإسلامية والعربية على مصالحها الشخصية، لأنها تؤمن أنّ مصلحتها مع مصلحة أمتها، ولم تقف المملكة موقفاً منافياً للسِّلم العالمي.
العالم العربي يمر بمرحلة خطيرة تعتبر من أشد المراحل خطورة، وتماسك العالم العربي والحفاظ على هويته أصبح أمراً ملحاً، وفي ظل هذه المرحلة كان لابد من المملكة صوت يعلو ليجمع الأمة، ويوحد الكلمة، فسعت لغاية نبيلة أن تقوم بدور مع شقيقاتها في رأب ذلك الصدع، ومنع المناوئين من خلال الردع، وكانت وما زالت تأمل أن تكون تلك الدول عوناً لها، أو أن تساهم بجانبها ليكون العود أقوى، والأزر أشد.
المملكة ترى أن تجاهل الأمور، وتركها للزمن ليقوم بحلها دون فعل جاد، هو خطأ لا مراء فيه، وهي ترى أنّ الاستمرار في الاعتماد على الغير طريق لابد له من نهاية، وترى أنّ من الحصافة إعادة اللحمة داخل كل دولة من دولنا العربية و الإسلامية، لا سيما إذا تدخلت الأيادي الخفية والظاهرة في هذه البلاد العربية صاحبة التاريخ المجيد الذي أسدى للغرب فضلاً ما بعده فضل، من خلال صنع المعارف، ونقل ما صنعت، وما وجدت في كتب الإغريق والصين، وغيرها من الأمم، وفتحت الجامعات في بغداد، ومصر، وتونس والمغرب والأندلس، فكان الجسر طويلاً متماسكاً، يحمل زاد العقول التي ارتوت به، فأوجدت هذه النهضة الصناعية التي ينعم بها العالم أجمع، وتزهو بها وتستفيد منها الدول المتقدمة.
لقد تأكدت المملكة، وعرف العالم أجمع أن اليمن الشقيق كاد أن يختطف من قِبل إيران، فسارعت لإنقاذ شعبه العزيز بغض النظر عما يلحق بها من تبعات لأنّ مصلحة الشعب اليمني تستحق كل ذلك، ولهذا فقد هبت مسرعة للوقوف مع الشرعية بعد أن طلبت منها ذلك، وما زالت مستمرة ومن ورائها تحالف ضربت فيه الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مثالاً يحتذى للوفاء والوقوف مع الحق.
اليمن لم يكن في يوم من الأيام تابعاً لإيران ولن يكون، والشعب اليمن كان خياره منذ إنشاء المملكة العربية السعودية، وضع يده بيدها، لهذا فلن يغير تلك القناعة فئة غلبت مصلحتها على مصلحة وطن وشعب بأكمله.
اليمن عربية وتوجهاتها عربية، وهي جزء من الجزيرة العربية، وجارة عزيزة على المملكة، وإرثها القبلي والثقافي امتداد للمملكة، ولهذا لم ولن تكون مهما كانت المعطيات إلاّ في هذا النسق المتوافق مع العقل والمنطق والواقع والتاريخ.
سوريا، أرض الحضارة، أرض انطلق منها بعد مكة والمدينة الفتح الإسلامي حتى وصل إلى الهند والسند وغيرها من بقاع العالم، هي مهد الدولة الأموية التي على ترابها ولد زعماء عرب، وثقافة عربيه، ومقاتلون عرب، هي الأرض التي كانت عبر تاريخها مولداً للأنبياء والصالحين والمصلحين، فلن تكون إلاّ عربية، ولن تنسلخ من جلدها العربي مهما أراد مغتصب نصب نفسه رئيساً عليها، وليس لإيران بها ناقة ولا جمل، ولن يكون لهم بها مكان مهما كان الأمل.
الشعب السوري بأغلبيته الساحقة يشكر للمملكة موقفها إلى جانبه، وسعيها إلى منع اختطافه من قِبل إيران وأعوانها، والشعب السوري الكريم يعلم أن إيران قد ركبت موجة عنصريه، أوحت أن الشعب السوري الكريم كله إرهابي، وأنها تساعد في إنقاذه، بينما هي في الواقع من حملة لواء الإرهاب في سوريا وغيرها.
وأخيراً لبنان العزيز، ولن أضيف جديداً لذكر ما للمملكة من إنفاق سخي يستحقه لبنان منحته إياه طوعاً، ومعظم الشعب اللبناني محب للملكة، لكن حزباً إرهابياً وراءه إيران، أراد اختطاف قراراته ووضعه في موقف مغاير تماماً للإجماع العربي، فكان صوت وفعل المملكة عالياً للتنبيه على ذلك، والعمل على إعادته إلى منزله العربي، إنها المملكة بلد الخير والسلام وستظل كذلك.
- التفاصيل