قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
لأكثر من مرة، يدرج مجلس الشورى قضية الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين والمتقاعدات. ودوماً، لا نلمس أي تطور في هذه القضية التي تتضح معطياتها كالشمس في وضح النهار.
فمع الارتفاع المطرد للأسعار والرسوم، يبقى المتقاعد على «طمام المرحوم»، تتضاءل قدراته على مواكبة متطلبات الحياة شيئاً فشيئاً، إلى أن يتحول عالة على المجتمع.
وفي هذه الحالة يتصور بعضهم أن المسكين سيعاني إلى أن يختاره الله إلى جواره، وسترتاح مصلحة معاشات التقاعد أو التأمينات الاجتماعية منه ومن المستحقات التي كانت تدفعها له.
وفي الحقيقة، فإن معاناته تنتقل كالنار في الهشيم في كل أروقة المجتمع.
ففي الغالب، يكون له عدد من الأبناء والأحفاد، يعيشون معه أو حوله، فيرون أحواله ويستمعون لشكواه الدائمة عن الجحود وعدم الوفاء ونكران الجميل.
ومثل هذه الأحاديث المتكررة للأجيال الشابة كل يوم، ستجعلهم يشعرون بالإحباط والخوف من المستقبل.
نريد من القائمين على شأن المتقاعدين، أن يفكروا في الأفراد كما يفكروا بالمال العام، هذا إذا كانوا يفكرون فيه.
فليس أفضل من استثمار الأموال في الإنسان وفي تنميته، في نشاطه وفي عجزه.
ليس أفضل من أن يرى الشاب برامج الرعاية التي سيجدها عندما يشيخ.
هذا هو الاستثمار الواعي والناضج.
هذا هو نمط التفكير في الوطن ومستقبل الوطن، قبل التفكير في الأمجاد الشخصية للمسؤولين الذين يظنون أنهم يوفرون أموال الدولة، من خلال التضييق على الموظفين، خاصة في مراحل حياتهم الأخيرة.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
عبدالعزيز السماري
تناقلت وسائل الإعلام خبر تزايد أعداد السعوديين المقيمين بصورة دائمة في الخارج، وجاءت مطالبات من مجلس الشورى إلى ضرورة دراسة الظاهرة وأسبابها، وتم تقدير عدد الذين يعيشون في الخارج بنحو مليون سعودي، وهو رقم يثير الدهشة والتساؤل، ولا يمكن تجاوزه بدون محاولة فهم الأسباب، ولم يهرب هؤلاء للعمل في الخارج، فالبلاد تستقدم الأجانب للعمل، وفرص العمل متوفرة أكثر من الدول المهاجر لها.
أغلب الظن أن هؤلاء يعيشون حالة التقاعد أو رجال أعمال، فضّلوا الحياة في الخارج لأسباب موضوعية، ومنها أنهم يبحثون عن نوعية العيش، ويهربون من بيئة الكآبة، وعادة ما يكون كبار السن معرضين للإصابة بالإحباط والكآبة لأسباب نفسية اجتماعية، لذلك يهربون لمجتمعات يغلب عليها التسامح، وتكون فيها الحياة الترفيهية والسياحية طبعاً أكثر من تطبُّع.
مهما حاولنا الهروب من الموضوع، نحن نعيش حالة صراع بين فئات ترغب في أن تطرد الكآبة من حياتها، وتبحث عن حياة سعيدة، بدون «نكد» اجتماعي بسبب تدخلات الآخرين في حياتهم، وبين آخرين يعتقدون أن الحياة معسكر دائم لما بعد الحياة، وأن الناس يجب أن يُرغموا على ذلك، ومن يختار غير ذلك الطريق يُطارد في حياته الدنيا إلى أن يرضخ ويجثو على ركبتيه، أو يتم فضحه أمام الناس بعد اختراق خصوصيته.
لا يمكن فهم تلك الأبعاد إلا بالتوقف عند بعض الحالات الاجتماعية، ومنها على سبيل المثال تعابير الرعب التي أراها على وجوه مقدمي الخدمة في المطعم أو البقالة أو الصيدلية أو محطة البنزين، قبيل أن يسمع صوت الأذان، ويقوم بطرد الزبائن من المحل بصورة غير لائقة، وذلك حتى لا يكون في قضية مباشرة مع الهيئة، تنتهي بإغلاق محله أو مطعمه.
بينما العلماء يدركون جيداً أن إغلاق المحلات أثناء الصلوات الخمس ليس واجباً دينياً، ولم يُطبق في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، فيما عدا صلاة الجمعة، ومع ذلك نزايد على ذلك، ونطارد الناس في محلاتهم من أجل إغلاقها، هذا بالإضافة للتدخل التعسفي في حياة الناس، ومطاردة النساء لتغطية وجوههن، وطرد الشباب من الأسواق التجارية، ومساءلة الأزواج عن علاقتهم ببعض في المطاعم.
هذا النموذج من الحياة طارد للفئات غير العاملة، وأعني المتقاعدة عن العمل، والذين يبحثون عن حياة اجتماعية غير طاردة للسعادة، وفي المجتمع السعودي تحتاج إلى وجاهة خاصة وأموال طائلة من أجل أن تتمتع بحياة مستقلة عن المجتمع، إما في قصر أو مزرعة خارج المدينة، تمتد أطوالها إلى أميال.
في جانب آخر، تفتقر بعض الضواحي حول المدن إلى الخدمات الضرورية، إذا اختار أحدهم أن يعيش فيها، والمحبط في الأمر أن يظهر في إعلانات رسمية ترسية مشاريع توصيل المياه والخدمات الأخرى في الضواحي، ولكن نكتشف بعد سنوات أن المهمة من إرساء المشروع كانت توصيلها إلى أماكن محدده، ثم تسقط بعدها لوحة المشروع، ولم تصل الخدمات إلى البقية.
ما أود الوصول إليه أن تقديم الخدمات العامة في بعض القطاعات لا تكون عادة موجهة للمجتمع، ولكن تحكمها الاستثناءات، فالمسؤول يدرك أن حرصه على تقديم الخدمة على أكمل وجه للبعض يجعله في أمان وسلام، وإن أدار ظهره للبعض الآخر.
لا بد من الاعتراف أن فلسفة العمل في بعض القطاعات غير موجهة للمجتمع، وتحتاج إلى انقلاب في تلك المفاهيم ومحاسبتهم على النظرة القاصرة، وأن نواجه حقيقة أن لدينا أفكاراً مناوئة للسعادة والسرور، جعلت منهما حالة نادرة في المجتمع السعودي، وبالتالي مكلفة لدرجة خيالية، وتحتاج في كثير من الأحيان إلى قوة مؤثرة، وذلك لطرد أولئك المتطفلين من حياتك العامة، والذي يرون أن من حقهم مشاركتك في حياتك، لدرجة التحكم بها في كل مكان وزمان.
لهذه الأسباب وغيرها ربما اختارت نسبة غير قليلة من المليون سعودي أن يعيشوا حياة التقاعد خارج الوطن، على طريقة «خلك بعيد، حبك يزيد»، وربما كان خيار بعضهم اضطراراً، وذلك لئلا تواجه إحدى بناتهم مثلما ما تعرضت له فتاة النخيل مول، أو حتى لا تكون فضيحة أحدهم على كل لسان بسبب صورة تم إنجازها على أكمل وجه، ليكون عبرة لمن لا يعتبر، والله المستعان.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

كُنتُ في الصِّغر طِفلاً خَجولاً، أو خَجِلاً -عَلى خِلَاف بَين اللُّغويين-، هَذه الفضيلَة أو الميزَة التي كُنتُ أتمتّع بِهَا؛ دَفعتني للبَحث في مَفهوم الخَجَل، مُحاولاً فَهْم سَبَب خَجَلِي الطُّفولي، الذي
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
في أدبيات نهوض الأمم تبرز الأخلاق، والوسطية، والاعتداد، والإخلاص، ونقد الذات، والشفافية، كمفردات رائجة في تلك الحقبة، وعلى المراقب لصعود أي شعب أن يتتبع مسيرة نهوضه ليكتشف أن لا فرصة لأي أمة أن يعتلي شعبها مشهد التاريخ دون أن يضع ضمن أولوياته قيماً يسير عليها لتهديه إلى حيث يطمح ويطمع.
إن محفز النهوض لدى أي شعب هو التطلع والحاجة إليه، وهذا يعني ضرورة توافر الرغبة والقدرة على استيفاء متطلبات تلك المرحلة عسيرة كانت أم يسيرة في المقام الأول، والظروف المواتية لتحقيقه في المقام الثاني، تلك الظروف والفرص إما أن تكون معدومة فتنهض الأمة كالعائد من الرماد أو تكون متوافرة فتجعل نهوضها أقل كلفة وأسهل على أبناء ذلك الشعب.
وإننا نرى أن أمام بلادنا فرصة مواتية للنهوض والالتحاق بركب الدول المتطلعة لريادة تاريخية، وتحقيق نموذج يمكن الاستدلال عليه وبه، يدفعنا بذلك استحقاق التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تحيط بنا، والتي يثير تعاملنا معها بحزم الكثير من المتربصين بنا والمناهضين لأي طموح نهضوي يجعلنا أصحاب تجربة تنموية وحضارية، فالمملكة التي تحتل قلب العالم الإسلامي الذي يعاني تدهوراً حضارياً منذ عقود طويلة، يمكن أن يسهم صعودها على جميع المستويات إلى حالة تعافٍ تدريجية تشمل كل عالمنا الإسلامي، فتأثير نهوض بلادنا أكثر من أي بلد إسلامي آخر، فماليزيا على سبيل المثال على الرغم من صعودها المثالي الذي جمعت فيه النمو والتحضر، إلا أنه لم يستطع أن ينعكس على دول العالم الإسلامي، لا لشيء إلا أنها ليست في موقع القلب، لكن عندما نهضت روما في القرن الرابع عشر الميلادي ألهمت أوروبا كلها لتنهض على أنقاض الحضارة الإسلامية التي بدأت منذ شع نور الإسلام في الجزيرة العربية واستمرت حتى اندثرت أواخر القرن الخامس عشر الميلادي.
ولا عجب أن نرى اليوم كيف استهدفت قيم الإسلام بجلب التنظيمات المتطرفة والإرهابية مثل داعش وأخواتها، التي جيء بها للنيل من أخلاق ديننا وتشويهه، وذلك لإجهاض أي نهضة إسلامية بإلباس الأعمال الدموية والجنونية لباس الدين الإسلامي بل وتنصيب «خليفة»، وذلك للنيل من تلك الرمزية بإصباغها على شخص إرهابي، إن قيمة الأخلاق في كل نهضة تحتل موقع الصدارة، فهي كما يقول غوستاف لوبون المفكر الفرنسي أساس قيام كل نهضة وأساس لانهيارها.
إن علينا نحن كشعب سعودي أن نعلم بأننا نعيش فرصة لتحقيق نهضة شاملة يدعمنا فيها شرف خدمة الحرمين، وأمن مستتب، واقتصاد متماسك، وكلها عناصر تجعل مهمة انطلاقنا ضرورية الآن، لأن تأخرنا أو تسويفنا قد يحوّل تلك الميزة إلى حمل ثقيل، قد لا نستطيع القيام بعدها إن نحن فرطنا في هذه اللحظة التاريخية، والشواهد على ذلك كثيرة، فالدول في محيطنا العربي التي فوتت الفرصة على نفسها، ودخلت في صراعات داخلية مزقتها وحطت من قدرها، وبالتالي صار تماسكها صعباً وصار من باب أولى نهوضها أقرب إلى المستحيل، وأصبح الطريق الذي كانت ستقطعه في بضع سنين قد يستغرق عقوداً، فالتركة ثقيلة والأعباء متراكمة وما تم اكتسابه وارتكابه من سلبيات خلال سنوات لا يمكن التخلص منه بسهولة.
إن من الضروري أن ندرك بأن مسؤولية نهضة أي أمة ليس مرهوناً بالدولة أو الشعب بل بهما سوياً، فلا يمكن لأحدهما أن يقوم بالمهمة وحيداً، فتلك تدعى مهمة ناقصة.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
طبيعي أن يكون هناك خلايا تجسس في أي مجتمع لنقل المعلومات، والصور، وتحري المواقع الأكثر حساسية، بل أكثر من ذلك استعداد هؤلاء العملاء على ارتكاب أعمال تخريبية، وقرصنة إلكترونية، وإثارة الفتنة الطائفية، وتجنيد العناصر، من خلال عمليات منظمة، واتصالات مشفرة مع دول لها مصالح إقليمية ودولية في الوصول إلى معلومات تكتسب صفة الأهمية التي يُبنى عليها قرار، أو تحرك سياسي أو ربما عسكري.
وتفرّق أدبيات التجسس بين (الاستخبارات) كمصطلح عسكري يشير الى عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات عن قوات العدو ومواقعها، وتحركها، ونوع تسليحها، وبين مصطلح (المخابرات) التي تختص بجمع المعلومات وتحليلها عن البلدان والمؤسسات خارج حدود الدولة، إلى جانب مكافحة التجسس المعادي، و(المباحث أو جهاز الأمن) التي تتولى جمع المعلومات وتحليلها وتصنيفها عن الإرهابيين والمجرمين والمنحرفين داخل الوطن، ورغم الفارق بين هذه المصطلحات، وتداخلها، وتعاون القائمين عليها فيما بينهم لخدمة المصالح العليا لكل دولة، إلاّ أن الهدف واحد وهو الحصول على المعلومة، وتحليلها، والتأكد منها، والتحرك من خلالها، حيث أظهرت دول العالم اهتماماً كبيراً بها، من خلال زراعة أجهزة التنصت والتصوير، والعملاء من الجنسين، وإطلاق الأقمار الصناعية، وطائرات التجسس، والإفادة من برامج الاتصال الحديثة في تحديد المواقع، وكتابة النصوص، وتبادل الصور، والإرسال، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت هي الأخرى إلى منصات للتجنيد، وتبادل المعلومات، وإثارة الفتن، وموجات التأزيم، والإحباط؛ لتمرير مشروعات شق الصف، وإضعاف الجبهة الداخلية.
وعالم الجاسوسية له قصص ومواقف غريبة، وطريفة، ومشوقة أيضاً في تتبع نهايتها بالموت أو السجن أو التحول إلى "عميل مزدوج" حين يتم الابتزاز بعد أن ينكشف الأمر، حيث يروي لنا التاريخ الحديث أسماء جواسيس كان لهم دور كبير في حسم الصراع السياسي، ومنهم توماس إدوارد (لورانس العرب) العميل للمخابرات البريطانية، وكريستين كيلر (بريطانية عملت لصالح المخابرات السوفيتية)، وأمينة المفتي (أردنية غيّرت ديانتها لليهودية وأصبحت جاسوسة إسرائيلية في مكتب ياسر عرفات)، وألدريش أيميس (أميركي مجند من قبل الروس العالم 1985)، والمصري رفعت الجمال (رأفت الهجان) الذي عمل مع المخابرات المصرية منذا العام 1956، والجاسوس الإسرائيلي الشهير عزام عزام الذي أطلقت سراحه السلطات المصرية العام 2004 بعد سجن دام ثمان سنوات، والقائمة تطول، وبعضها معلن، والبعض الآخر لا يزال سرياً في دهاليز الاستخبارات.
ونحن في المملكة واجهنا الجاسوسية الدولية، من خلال يقظة الأجهزة الأمنية، وقدرتها على مواجهة عملائها، والتصدي لمحاولات القرصنة للنيل من بنيتها التحتية الإلكترونية، خاصة تلك التي حاولت ضرب نظام أرامكو، أو تلك التي تسللت إلى معلومات غير مهمة لوزارة الخارجية، أو ما يواجهه مركز المعلومات الوطني من هجمات إلكترونية في كل ثانية، ومع ذلك لا نزال -بوعي مواطنينا- قادرين على الصمود، وبفضل أيضاً قوة أنظمة الحماية الفنية التي ساعدت على صد محاولات الاختراق والقرصنة المتكررة.
ولكن المؤسف مع كل هذه الجهود الأمنية أن يكون من بين أبناء الوطن جواسيس وعملاء لنقل المعلومات لدول معادية، كما هو حال خلية التخابر لصالح إيران التي تضم (30) سعودياً، وإثنين من الجنسية الإيرانية والأفغانية، ومن بينهم أكاديميون في جامعات، ومحللون اقتصاديون، ومصرفيون، وتحاكم حالياً بتهمة الخيانة العظمى، والإخلال بالأمن، وتنفيذ أجندات مشبوهة، وأخرى طائفية وتحريضية، وهي أكبر خلية يتم ضبطها، وفي توقيت مهم، وظرف دولي بالغ الحساسية، حيث كشفت هذه الخلية عن حجم الاستهداف الذي تتعرض له المملكة، خاصة مع الحراك السياسي والعسكري الذي تنهض به لمواجهة مشروع إيران الإرهابية في المنطقة، ودعم قضايا العرب والمسلمين، ومحاولات إيران المتكررة للتدخل في شؤون دول الخليج، وتصدير الثورة الفارسية، وهو ما يتطلب في كل هذه التفاصيل أن يكون المواطن كما هو دائماً شريكاً مع أجهزته الأمنية في التصدي لمحاولات العملاء الرخيصين، وعدم الانسياق خلف الشعارات، أو تسريب المعلومات، أو تصوير الوثائق، والخرائط لمواقع حساسة، وهو ما يعني أن الجميع في حالة حضور أمام مسؤوليات الدفاع عن الوطن، ووحدته، والوعي بكل ما يحاط به، خاصة في هذه المرحلة.
- التفاصيل