قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء

أن يعتدي التلميذ على معلمه باليد أو اللسان، هذه جريمة لا تغتفر. أن يقوم الأب بالوكالة عن ابنه لرد ما اعتبره اعتداء فهذا سقوط أخلاقي، يجب أن يحارب بشدة. وكان
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
إبان احتلال الكويت، ثم التحالف الدولي لتحريره، أعلن "الإخوان المسلمون" عن حضورهم على ألسنة فصيل صحوي أوقعته سذاجته السياسية فريسةً لشعارات تنظيمٍ متمرسٍ في تحريك الشارع وإلهام الجماهير.
وأذكر ذات مساء في تلك الفترة المأزومة محاضرة للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في مسجد الإسكان في المدينة الجامعية الجديدة لجامعة الإمام عقب صلاة المغرب وقبل بدء المحاضرة خرج كثير من الطلبة من المسجد في ظاهرة لافتة وغير مألوفة، بحجة السأم من الممالئين للسلطة على حد زعمهم. التنظيم حينئذٍ كان شديد الوضوح في إعلان مواقفه؛ تظاهروا ضد المملكة في عواصم عربية وإسلامية وأوروبية. ولا يمكن نسيان ذلك الخطاب المتشنج للدكتور عبداللطيف عربيات (الأردن) ضد المملكة حيث كانت إذاعة بي بي سي العربية تذيعه في تغطياتها.
ومنذئذ تراجعت المؤسسة الدينية الرسمية لصالح المد الصحوي في السعودية نتيجة الترويج لمزاعم أثّرت سلبا في سمعة كبار علماء المملكة كتصويرهم بالتخلف عن الواقع، وعدم الإلمام بفقه السياسة، وتخاذلهم عن دعم مشروعات أسلمة الحياة العامة.
وصل التحريض ذروته بتوجه مجموعة من الشباب إلى مقر الإفتاء لمناصحة سماحة المفتي، وكثّف التنظيم برامج تحريك الشباب المتحمس، وكانت النتيجة فتقا غائرا في العلاقة بين جيل متشبع بالأفكار الصحوية، وبين المؤسسة الدينية التي لا ترى الخروج على ولي الأمر، وتتمسك بمناصحته بشكل سري وشخصي. قُوضت مصداقية العلماء الذين كانوا لعقودٍ من الزمن محل ثقة المسلمين في الداخل والخارج. وتمكن التنظيم من الانفراد بالشيوخ الشباب، ونصّب فكره ملهما، ومستثمرا حالة الغضب والحماس وفورة الشباب واندفاعه..
ودون الإيغال في التفاصيل، فإن ظاهرة الإخوان المسلمين ليست فريدة من نوعها على مستوى العالم، إذ هناك أحزاب سياسية غربية تتوجه إلى الناخبين بخطاب تنسج مفرداته من خلفية دينية وشعارات روحية ملهمة. بيد أن تلك الأحزاب اعتنقت اللعبة الديمقراطية وانفتحت على الناخبين بغض النظر عن قناعاتهم الدينية، فالدين بالنسبة لهذه الأحزاب هو إطار فكري مرجعي يستخدم للإلهام دون أن يكون أجندة الحزب السياسية، وبالتالي فإنها لا تفرض معتقداتها ولا تفسق مخالفيها.
ومن تلك النماذج "الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني "CDA. وعلى النقيض هناك أحزاب دينية أصولية "تسعى لتنظيم الدولة والمجتمع وفقا لقراءتها الصارمة لمبادئ العقائد الدينية"، وهي أحزاب اقصائية ترفض الفصل بين الدين والدولة، ومنها على سبيل المثال "حزب شاس" في إسرائيل، و"الحزب السياسي الإصلاحي المتطرف" SGP في هولندا.
الوعي العام والسياسي خاصة، في أوروبا وإسرائيل، روّض الأحزاب الدينية، وهمّش المتطرف منها، وفي المقابل حوّلت العاطفة الدينية، والمعرفة "تنظيم" الإخوان المسلمين إلى عقيدة سياسية تستقر في النفوس موازية للعقيدة الإسلامية؛ متوحدة معها تارة ووصية عليها تارة أخرى.
وأدى هذا إلى توترات لم تكن في بعض الأحيان بين الدول والتنظيم بقدر ما كانت بين الدول ونُخبها المتأثرة بشعارات التنظيم المثالية. ولم يشأ القائمون على هذه الحركة أن يسموها حزبا، وذلك رغبة منهم في استثمار غموضها ورفع شعار المظلومية، والاستهداف الذي صُوّر على أنه استهداف للدين وليس للجماعة. اللعب على المصطلحات المتداولة من حركة إلى تنظيم أو جماعة يجعله مراوغاً، ويُعقِّد التعامل معه، ويزيده إيغالا في السرية.
لقد استخدم التنظيم التهويل والعاطفة الدينية لإيهام المسلمين بأنه الوحيد الذي يحمل هم الإسلام ويعتقد بأنه الحل، وفي ذلك تحريض على الأنظمة القائمة. لقد استحوذ الحزب على كل خطاب إسلامي يتفق مع شعاراته، وتبنى القائمين عليه حتى بدون علمهم ما أوجد تشتتا في المجتمعات الإسلامية ومزقها شر ممزق.
هناك أعضاء رسميون في تنظيم الإخوان، وفي أعناقهم بيعة للمرشد، وولاء خالص له، ويوجد متعاطفون بولاءات مزدوجة.
ويرى بعض العوام من المتعلمين في مشروع الإخوان الخلاص، ويعتبرونه الحل الإسلامي لأزمات الحكم، غير مفرقين بين شعار تعبوي، ونهج سياسي واقعي.
من حق الإخوان المسلمين تشكيل أحزابهم في الدول التي تسمح بها، على ألا يكون الانضمام لهم موالاة لله ورسوله، والاختلاف معهم محاداة لله ورسوله. الإسلام أكبر وأعظم من أن يحتكره تنظيم سياسي وحيد.
وإذا كان من حق أي حزب أن يكون له توجه ديني محافظ فإنه بكل تأكيد ليس من حقه إخراج الناس من الدين إن هم عارضوه. والقول الفصل أن الإخوان حزب سياسي محافظ، يمكن الاتفاق مع برنامجهم، كما يمكن معارضتهم دون أن يوصف المخالفون بأنهم أعداء الدين. ولو تمكن حزب الإخوان المسلمين من الحكم فإن طبيعته الدكتاتورية لن تقل في جرائمها فظاعة عن البلشفية، وحينها ستتسع الدولة للمنتسبين له فقط.
تنظيم الإخوان المسلمبن ما هو إلا حزب سياسي يسعى إلى السلطة تحت شعار الدولة الحديثة أو الخلافة، ويرفع شعارا دينيا لحشد الجماهير والوصول إما بأصواتهم أو بدمائهم إلى كراسي الحكم، مثله مثل الأحزاب اليسارية، واليمينية المتطرفة. ما يجب علينا وبخاصة في الدول التي لاوجود رسميا للحزب فيها هو التأكيد على أن نقض خطاب الحزب الإيديولوجي لا يعني بحال من الأحوال نقد الدين أو الحط من قدره. فالحزب منذ تأسيسه تعاون مع المستعمر ضد الدولة الوطنية، ومع السلطة ضد التيارات المنافسة، وتعاون مع الدول العظمى ضد الأنظمة القائمة، فهم واقعيون يصطفون مع القصر لتشويه صورة المسجد، ويحرضون المسجد على القصر في ممارسة ميكافيلية تقوم بها كل المنظمات السياسية، فالمهم في نهاية المطاف هو السلطة.
وفي نهاية المطاف فإن تقسيم المجتمع وتصنيفه بين إخواني وليبرالي لايخدم سوى الإخوان المسلمين.
المملكة هي الجائزة التي تحيط بها أطماع الإخوان المسلمين، والإرهابيين سنة وشيعة، والدول المعادية. ويوهمنا الإخوان المسلمون بأن كل متدين ذي توجهات اصلاحية هو إخواني لتكثير العدد وبث الرعب، وأن كل مسلم يخالف توجهاتهم، هو - بناء على سمته الخارجي- إما سلفيا جامدا، أو ليبراليا ومن ثم شيطنته.
لا أتهم سعوديا واحدا بالانتماء الرسمي للإخوان دون أن تثبت لي بيعته، ولكن الذين انطلى عليهم خبث التنظيم كثر، وعليهم أن يتطهروا بإعلان مواقفهم منه درءا للفتنة.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
لا غرابة أن يحتل جهاز اتصالي أهمية بأن يكون موضوعاً لمقالٍ افتتاحي، والحق يقال بأن الأجهزة من تلفزيون وإذاعة وهاتف كلها كانت محل اهتمام حكومات الدول، إذ كان يصاحب تدشينها في أي دولة مراسم احتفالية.. الجهاز الذي يستحق منا الاهتمام اليوم هو "الجوال" الذي يعيد صياغة أسلوب حياتنا، ويكيّفها كما يريد؛ ليس كما نريد، وهذا بعكس باقي المخترعات التكنولوجية.. فكيف يحدث ذلك؟
قاد الجوال اليوم شكل حياتنا الاجتماعية إلى ظاهرتين مخيفتين: الإدمان والعزلة، فالكل صنع عالمه عبر تطبيقاته المختلفة: واتس آب، تويتر، سناب شات، انستغرام.. فيسبوك، الخ... فالتلفاز الذي قيل إنه حرم العائلة التواصل والتفاعل، جاء الجوال ليكرّس ذلك، بل ويعمّقه بطريقة مغرية، فالعائلة في مكان واحد وقلوبها شتّى، الظريف أنهم يلتقون عبر العالم الافتراضي ليتبادلوا الرأي والاهتمام، بينما لا يفصلهم عن بعضهم سوى أمتار قليلة، وهذا يأخذنا إلى مفهوم التشظّي المجتمعي الذي نعاني منه اليوم.
نراهن عزيزي القارئ وأنت تتفضل بقراءة هذا المقال أن جميع أو جلّ من حولك منهمكون وقد أطرقوا رؤوسهم محدقين في جوالاتهم، حتى أنت ربما تقرأ هذه المقالة من جوالك الخاص.
عندما تقود سيارتك وتلتفت يميناً وشمالاً أجزم أنك سترى من يتصفح جواله، بينما السيارة تعبر عباب الشوارع، وهناك إحصائية تقول إن حوالي 70% من الحوادث مردها إلى هذا الجهاز الساحر، الذي نشعر بالضيق عندما يفلت من أيدينا لدقائق.
حتى صناعة الإعلام والترفيه أصبحت مرهونة بتطوير تطبيقات لتتكيف مع خصائص الجوال وحجمه وقدراته التقنية.. أفضلية الجوال على باقي الوسائل الاتصالية أنه الوسيلة التي نستطيع حملها معنا في كل مكان، وهذا لم يحدث طوال التاريخ، فلكل وسيلة قدرات محدودة ومحطة وصول لا تستطيع تجاوزها إلا الجوال الذي يخترق كل الخصوصيات والحواجز، فهو السلاح لتصوير المقصرين، وهو المسلي للباحث عن التسلية، وهو المعلم للمفتش عن المعرفة.
ولهذا كان الإغراء للنفس البشرية اللاهثة على الدوام نحو الاكتشاف، فالصفحة تجر صفحة، والبرنامج يجر برنامجاً.. وهكذا، حتى نتدارك أنفسنا فنجد أن الوقت قد مضى أمام هذه الشاشة الصغيرة التي صنعت لنا حياة رديفة لحياتنا الطبيعية، حيث يمكن أن نتواصل صوتاً وصورة ونشتري ونبيع، حتى بلغت تغييراته عمودنا الفقري الذي احدودب بفضل انكباب رؤوسنا على شاشته.
لقد استطاع الجوال أن يكوّن ويشكّل اقتصادياته؛ شأنه في ذلك شأن أي وسيلة اتصالية أخرى، فقد غدت الشركات الاستهلاكية وغيرها مرغمة على تطويع تطبيقاتها لتتلاءم مع نسق الهاتف المحمول، وتخطب ود التقرب منه طمعاً في الحصول على مزاياه؛ وأهمها الصفة الاكتساحية التي أعلت من شأنه أمام نظرائه من وسائل الإعلام والاتصال.
لقد فرض الهاتف المحمول نفسه رقماً حاضراً في السياسة والأمن والعلاقات الدولية والأنظمة.. في الوقت الحالي تدور معركة بين شركة "أبل" والمباحث الفيدرالية الأميركية حول طلب الأخيرة فك شفرة جوال "سيد فاروق" الإرهابي الذي قتل 14 شخصاً في أميركا، في حين ترفض الشركة هذ الطلب بحجة سرية المعلومات.. وفي باريس قامت مظاهرة عريضة لقائدي سيارات الأجرة؛ والسبب تطبيق يثبّت على جهاز الهاتف النقال يمكن معه استدعاء سيارة أجرة لا تنتمي إلى شركات الأجرة المعروفة ما تسبب في خسائر للسيارات الصفراء، والأمر بلغ عدداً من العواصم حول العالم بدأت تسأل عن قانونية هذا البرنامج في أنظمتها.
كل ملاحظة يمكن التقاطها في ظاهرة الجوال قد تحوّل إلى بحث بدءاً من آثاره الاجتماعية، مروراً بالصحية، وليس انتهاءً بالسياسية والاقتصادية منها، ما يجعلنا نتساءل: هل موجة الجوال لا تزال في تصاعد، أم هل بلغنا مع هذا الجهاز ثورة الاتصال المُعولم؟ أم لا يزال للتقنية بقية؟
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
بثت العربية فيلما وثائقيا قصيرا عن حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني. قدم الفيلم بداية حسن نصرالله وصعوده وعلاقته بإيران. حسب وجهة نظري مثل هذا الفيلم هو الاستراتيجية التي تسير عليها قناة العربية في مخاطبة مشاهديها.
لم أكن واثقا من استمرار العربية عندما انطلقت. كانت قناة الجزيرة تبسط سلطانها على الإعلام العربي. اتخذت الجزيرة من الطرقات المعبدة بالأيدلوجيات العربية طريقها. قضية فلسطين والعروبة والإسلام والجهاد وشتم إسرائيل وأميركا. لم تترك لغيرها من المنافسين إلا ذلك الفراغ الذي نسميه الواقعية.
لا أعرف هل اتخذت العربية هذا الطريق بحكمة مخطط لها أم اضطرارا؟ على أي حال لم تترك الجزيرة للآخرين سواه.
بهذا التوجه استطاعت العربية أن تخسر المؤدلجين بأطيافهم المختلفة. لا يمكن ان يلمس المتابع للعربية دفئا دينيا أو طائفيا أو قوميا، ولم تمِل ابدا إلى أي من نظريات المؤامرة حبيبة العقول العربية. هذا الحياد الجاف على ما فيه من عقلانية أثار جملة من المشكلات الأساسية جعلتها قناة غير محبوبة ولكنها الأكثر مشاهدة.
هذا التناقض يحله الذهن العربي المعتاد على المناكفة والبحث عن أخطاء خصمه بمتابعته، وبهذا توسع تأثير العربية حتى أصبحت القناة الأولى تقريبا.
المشكلة أن واقع العرب الذي اتخذته العربية مكانا تنظر منه للأحداث العربية يخلو تماما من كل اشكال السرور. هزائم فشل مظالم انهيارات. سياق كهذا لا يمكن أن تجعله مسرا إلا إذا غمسته في الأيدلوجيا.
إسرائيل تدك غزة، يموت الف فلسطيني مقابل إسرائيلي واحد. هذا الإسرائيلي الميت هو المجد المنتظر. تصبح المعركة متكافئة تحت شعار المقاومة والجهاد والشهداء وأبطال عزة القسام. هذه الموسيقى الطربية التي تعتمدها الجزيرة لترطيب القلوب تغيب عن تغطيات العربية.
أزالت الفاصل الموسيقي عن كوارث العرب الهادرة. تضع المايكروفون والكاميرا أمام الإسرائيلي الذي يتفرج على جيشه يدمر غزة وهو يرتشف قهوته المعتادة وتضع كاميرا اخرى أمام العائلة الفلسطينية المطحونة تحت الأنقاض.
عندما شاهد بعض السعوديين فيلم حكاية حسن قائماً على حقائق صرفة أصيبوا بالفزع. غابت عنه الموسيقى. (حسن نصر اللات وحزب اللات والصفوية وحسن زميرا) وغيرها من الجماليات التي لا يهضم العرب كوارثهم بدونها. بل إن بعضهم اعتبر الفيلم خيانة وانحيازا للعدو.
ذكرني فيلم حكاية حسن بفيلم العراب الذي يعتبر أعظم فيلم سينمائي شاهدته في حياتي. اثناء انغماسك في مشاهد الفيلم لا تملك إلا أن تعجب بزعيم المافيا. رجل عائلي وعاطفي وغاية في الدماثة ويملك قدرة كبيرة من الواقعية على إدارة الأعمال لا يعيب هذا الرجل إلا أنه مجرم يترأس عصابة من أخطر العصابات في التاريخ.
من صمم نص حكاية حسن وانتقى الصور أراد أن يقول إن نصرالله زعيم إيراني صاحب مشروع يهدف إلى ضم لبنان إلى ولاية الفقيه في إيران ولكن الواقع يقول إن حسن رجل ناجح يمتلك شعبية طاغية، وخطيب ومتحدث، ووسيم لا يعيبه إلا مشروعه، كما لا يعيب زعيم المافيا إلا نشاطه.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يوسف المحيميد
البلاد التي لا متاحف فيها بلادٌ مصابة بالزهايمر؛ لأنها بلا ذاكرة. ورغم أن الكتاب كوعاء يمكنه تدوين هذه الذاكرة، وعرض تاريخ الأمم والشعوب وحكاياتها، لكنه يبقى عملاً ذهنياً. فقد يشرح الكتاب شكل الترس أو الرمح، لكن المتحف يضعه أمام عينيك، تراه، وقد تشمُّه وتلمسه!
لذلك اهتمت دول العالم المتقدم بالمتاحف، وأنشأت مئات المتاحف المدهشة والمتجددة. فلكل شعب، ولكل حضارة، ولكل أمة متاحفها، بل أصبح للفنون متاحفها الخاصة، حتى أصبحت قيمة الفنان التشكيلي أو النحَّات - على سبيل المثال - ترتبط بمدى وجود لوحاته ومجسماته في المتاحف، وهو ما نفتقده هنا؛ إذ لم يُخصَّص جزء من المتحف الوطني لأعمال هؤلاء الرواد من الفنانين والأدباء وغيرهم.
ورغم ذلك لا بد من الإشادة بجهود هيئة السياحة والتراث الوطني وما تقوم به من تعاون ثقافي بينها وبين المتاحف الألمانية في إطار مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة ومختلف دول العالم، خاصة في المعرض الذي أُقيم مؤخراً بعنوان «عواصم الثقافة الإسلامية الأولى» في المتحف الوطني، الذي ضم أكثر من 100 قطعة أثرية من الحضارة الإسلامية، وهي من القطع المعروضة في متحف البيرجامون الألماني. وقبل ذلك نقلت قطع أثرية من المملكة، وتم عرضها في متاحف عالمية؛ لإطلاع الزائر والمختص والمهتم الأجنبي عليها.
وفيما يخص القطع التي نرسلها للمتاحف العالمية لفترة من الزمن تحظى بالاهتمام والمتابعة، لكن ماذا عن القطع التي نجلبها من متاحف عالمية إلى متحفنا الوطني؟ هل ثمة أحد يهتم بزيارة المتحف للاطلاع عليها؟ هذا سؤال مهم على هيئة السياحة والتراث الوطني الإجابة عنه، وبحث أسباب القطيعة المتحفية التي يمارسها المواطنون هنا، رغم أن نسبة منهم - حتى ولو كانت قليلة - يهتمون بزيارة المتاحف العالمية، فلماذا يحرصون على المتحف هناك، ويتجاهلونه هنا؟ رغم أن القطع التي ستدهشه هناك، تم نقلها هنا، ووُضعت أمام عينيه؟ أعتقد أن على الهيئة عمل شاق في العمل الإعلامي والإعلان عن المتاحف، وتوفير كل وسائل الراحة فيها، والتجديد المستمر فيها، ومنح الفنون فرصة الحضور فيها، كمعارض تشكيلية دائمة ومتنوعة، ومجسمات جمالية، وغيرها.
وبعيداً عن هذه الفئة القليلة المهتمة بالمتاحف حينما تسافر، لنتساءل بشكل أوسع: لِمَ لا يهتم المواطن العادي بالمتحف؟ ما الذي يجعله بعيداً عن أحد أهم مصادر الثقافة؟ تماماً كبعده عن المكتبات والمعارض التشكيلية؟ هل هو لا يعني بالكتاب والثقافة عموماً؟ أعتقد لا؛ والدليل هذا الحضور السنوي الكثيف لمعرض الرياض الدولي للكتاب، ولمهرجان الجنادرية؛ لذلك ثمة خلل في التسويق لأنشطة المتاحف والمعارض. لا بد من التركيز على طلاب المدارس، بتنظيم زيارات لهم، لزيارة المتحف والمعرض، وجعلها همًّا يوميًّا معاشاً؛ فتربية هؤلاء منذ الصغر على حب المتاحف والمعارض، وشرح حكاية كل قطعة لهم بقالب قصصي مشوق، يجعلهم أكثر قرباً للمتاحف. ففي الغرب يتعب المربون على تنشئة أطفالهم، ويصنعون ثقافتهم وذائقتهم واهتماماتهم باكراً، بجعل المتحف والجاليري والمسرح والسينما جزءاً من تفاصيل يومهم، على خلافنا حينما نصنع من المركز التجاري والمطعم جزءاً يومياً أصيلاً من حياة أطفالنا، حتى نشؤوا - للأسف - بدناء سطحيين إلى حد كبير.
لذلك لا يكفي أن ننقل القطع الرائعة من الحضارة الإسلامية من متاحف عالمية، بل لا بد من العمل على جذب اهتمام المواطنين وتحفيزهم على زيارة المعرض.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
محمد آل الشيخ
من الثابت القطعي أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يوص بمن يخلفه من صحابته بعد وفاته، بل ترك هذا الأمر لجماعة المسلمين ليتدبرونها حسب مقتضيات المصلحة، فالأمور الدنيوية، مثل انتقال السلطة السياسية ومن يتولاها وكيف، وما هو مسماها الوظيفي، فليست من شؤون الدين، إنما من شؤون الدنيا؛ وشؤون الدنيا داخلة في عموم قوله الثابت عنه صلى الله عليه وسلم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)، في إشارة واضحة وجلية إلى أن القضايا الدنيوية ومنها السياسية متغيرة، تختلف من مكان إلى مكان، ومن زمن إلى زمن؛ وكما يقول الأصوليون: (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)؛ بينما قضايا الدين والعبادات، وعلى رأسها التوحيد وإفراد الله بالعبادة، هي مسائل غير مرتبطة بالزمان والمكان؛ فالإيمان به -جل وعلا- وأنه أرسل رسوله بشيراً ونذيراً، ليأمر الناس بإقامة الصلاة، وصوم رمضان، وإيتاء الزكاة، وحج البيت العتيق إذا توفرت الاستطاعة، كلها تخترق الزمان وتطبق في كل مكان، سواء في مكة والمدينة المنورة، أو في نيويورك أو لندن أو طوكيو. بينما أن أمور الدنيا فمتغيرة، تختلف حسب الزمان والمكان، ومرتبطة بالمصلحة والحاجة والعدل بين الناس، تدور معها حيث دارت، وتتبعها حيث اتجهت؛ لهذا كان من الحكمة الإلهية أن تبقى مُناطة بالناس، وتقديرهم، وما يتفقون عليه بينهم.
في سقيفة بني ساعدة، بُعيد موت الرسول، اختلف المسلمون في من يكون الخليفة، أهو من المهاجرين، أم من الأنصار، وقدّم كل فريق أدلته وحجته، ثم اتفقوا على أن يكون «أبا بكر الصديق» - رضي الله عنه - فلو أن فكرة (الخلافة) والشأن السياسي، كانت مطروقة في وقته عليه أفضل الصلاة والسلام، بأي نص ثابت عنه، لكانت تلك اللحظة التاريخية العصيبة هي الزمن المناسب لأن تكون حاضرة وبقوة لترجيح كفة المهاجرين على الأنصار، غير أن من يقرأ مداولات ما جرى في السقيفة، والمتواترة تاريخياً، لم يذكر أحد من كتاب الّسّيَر أن واحداً من الفريقين المختلفين احتجَّ بها؛ فضلاً عن أن القرآن الكريم لم يتطرق لموضوع الخلافة لا بالتصريح ولا بالتلميح، إلا في آية عامة مجملة، أكدت على بشرية الرسول، واحتمال موته أو قتله، في قوله جل شأنه: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}؛ وما عدا هذه الآية فلم يتطرق القرآن لهذا الشأن الدنيوي السياسي أبدا؛ وهو -جل وعلا- الذي قال في آية أخرى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}؛ أي ما فرض عليكم من شؤون الدين؛ وقوله في موضع آخر {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}؛ فالآيتان هما دليل قطعي أن إقحام الدين في السياسة وتفاصيلها أمور ليست من الدين، فقضايا الدين ذكرت إما بالإجمال أو بالتفصيل في الذكر الحكيم، فإذا كانت الخلافة، شأناً دينياً، فلماذا تركها دونما نص إجمالي أو مفصل، والأمر ذاته في حديث آخر يشترط أن يكون الخليفة قرشياً، حتى ولو لم يبق في الدنيا إلا إثنان، كما يطرح بعض المتأسلمين، فهل هو تفريط منه -حاشاه- في قضية خطيرة، مثل الشكل - (دولة الخلافة) - أو المضمون -شرط أن يكون الخليفة قرشياً- كما جاء في حديث آخر؟
لذلك فأغلب الظن أن كل الأحاديث التي تتطرق للشؤون السياسية، والدولة وشكلها بعده، وهل هي خلافة، أو شكل آخر من أشكال الدول، تبقى مجرد أحاديث أحادية، والأحاديث الأحادية ظنية، وأن صحت، وصح سندها، وكونها فعلاً صدرت عن الرسول، هي مسألة ظنية احتمالية، حتى وإن صح السند، لا ترقى إلى القطع واليقين، كما هو الأمر بالنسبة للقرآن، والذي هو بلا شك يقيني مطلق القطعية ومطلق المحفوظية.
ولأن (دولة الخلافة)، قد رفع من شأنها المتأسلمون المُسيسون إلى درجة جعلوها (فريضة)، كما هو المنشور السياسي الذي وزعته جماعة الأخوان إبان حكمها لمصر، وتحديداً قبيل صلاة إحدى الجمع، التي أمَّ المصلين فيها المدعو «محمد العريفي»، وبشّرَ فيها بدولة الخلافة، التي يدعي الأخوان بأنهم يعملون لإقامتها؛ فهذه بلا شك (بدعة) في الدين، ما أنزل الله بها من سلطان؛ فالشأن السياسي الذي جاء ذكره في القرآن قوله جل شأنه: ({إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}، أما كيفية (العدل) المطلوب شرعا، وكيف يكون، وكيف تكون دولته، فتركها للمسلمين، يبحثون فيها، ويتدبرون الوسيلة التي توصلهم إلى هدفها النبيل. أي ليس ثمة (دولة خلافة) فرضها الرسول على أنها (فريضة)، كما فبرك الأخوان، أو كما يدعي من خرجوا من تحت عباءتهم، كخليفة (داعش) - الذي يدعي بأنه (قرشي)، مواكبة منه لشرط (القرشي)، والله أعلم بمن يكون على حقيقته، وإلى من تنتمي أرومته.
إلى اللقاء
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
خلال أسبوع واحد، عُرضتْ ثلاثةُ أفلام سينمائية سعودية خارج المملكة: اثنان في مهرجان برلين السينمائي، وهما «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود صباغ و»عطوى» للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، وواحد في قصر الثقافة بالقاهرة، هو فيلم «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور.
لا شك أننا نعيش طفرة سينمائية شبابية، تشبه إلى حد كبير الطفرة الروائية الشبابية التي عشناها قبل عشر سنوات، التي أسهمت بعد ذلك في توجيه الشباب والشابات إلى الأفلام، نظراً لقرب هذين الفنين لبعضهما، ولتحول الشباب من ثقافة القراءة إلى ثقافة المشاهدة، بسبب التطور الهائل في تقنيات البث الرقمي، مما يجعلنا نحس بأن الفيلم صار هو الرواية المعاصرة، وهو وسيلة التعبير الإبداعية رقم 1، بلا أي منازع.
المطلوب من المؤسسات الرسمية والأهلية، الوقوف مع شبابنا وشاباتنا، في معاناتهم اليومية من أجل إنتاج ما يعبر عن همومهم وتطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم. وإن لم يفعلوا، فإن مؤسسات ثقافية أخرى ستفعل ذلك، فهناك قناعة شديدة لدى الغرب، بأن شبابنا لا يقلون أهمية في مجال الإبداع السينمائي عن شباب العالم كله، وأنهم يستحقون دعماً استثنائياً، لكي يشاهد العالم كله تلك الكنوز المخبأة، وتلك التفاصيل المهمة التي لم يشاهدها أحد من قبل. وربما يكون توجه الداعمين الخارجيين لأفلام شبابنا توجهاً ثقافياً صرفاً أو سياسياً مشبوهاً. ولكي نقطع الطريق على الشك المحتمل، فإننا مطالبون بالتحرك إيجابياً تجاه السينما السعودية الشبابية، من باب أنها هي التي ستقدمنا بشكل حقيقي.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د.ثريا العريض
أما الحضور فهو ما يترقبه ولي الأمر, ونترقبه نحن المواطنون من الوزراء الجدد والقدماء. كلهم مطالبون بتنفيذ للقرارات العليا وتقديم ما يثبت أنها تنفذ, ومدى التقدم في إنجاز تنفيذها ضمن الجدولة الزمنية المحددة لذلك في القرار الأصل. بما معناه لم يعد هناك تقبل لمبدأ إيداع القرارات في أدراج عميقة تختفي فيها.
وأما الغياب فهو غياب الهدوء والتعايش الذي عرفناه قبل الحملات المقصودة لتصديع الوحدة الوطنية وتأليب فئات المواطنين ضد بعضهم. حيث طبق الناس مبادئ الدين وأحبوا جيرانهم من كل الأصول والإثنيات والأعراق والمذاهب. واحترموا حق الآخرين في العيش بسلام.
مهم اليوم أن تستخرج من الأدراج العميقة كل ما أصدر من قرارات تحمي الوحدة الوطنية عبر تنفيذ وحماية حقوق الإنسان.
في أحد هذه الأدراج العميقة غاب مقترح تجريم أفعال الكراهية, ومقترح حماية الوحدة الوطنية. وعلينا استخراجهما من التغييب.
لذا سعدت بما قرأت مؤخرا:
نقلت وسائل الإعلام تفاصيل قرار وزير العدل معالي د. وليد بن محمد الصنعاني رقم 6700 وتاريخ 24-3-1437 بتشكيل لجنة علمية تتولى تنفيذ الأمر السامي رقم 1577 بتاريخ 9-1-1437 القاضي بالموافقة على تولي الوزارة انجاز الدراسة المتعلقة بحصر المبادئ التي أرستها أحكام الشريعة الإسلامية وتبويبها مع الأخذ في الإعتبار بالرؤية العامة التي تضمنها محضر اللجنة المشكلة بالأمر رقم 39853 وتاريخ 29-10-1434. وأن تكون الأولوية في الدراسة للمبادئ المتصلة بالاتفاقيات الدولية الأساسية ذات الصلة بحقوق الإنسان, وأن ترفع الوزارة الدراسة إلى مجلس الوزراء خلال مدة لا تتجاوز سنة واحدة من تاريخه.
وبعملية حسابية يمكن لأي طفل في أول ابتدائي أن يرى أنه بين عام 1434 وعام 1437 ثلاث سنوات. وأقول: الحمد لله؛ أن تأتي متأخرا وتكسر الأدراج الغادرة الإبتلاع, خير من أن تتركها مقفلة لأجل غير مسمى.
القرار الوزاري الذي ينفذ الأمر السامي يفصل:
أولاً: تشكيل لجنة من عشرة أعضاء برئاسة الوزير لإعداد مشروع «المبادئ التي أرستها الشريعة الإسلامية».
ثانيا: تقوم اللجنة باعتماد أسماء المستشارين والباحثين والأعضاء المشاركين في اللجان الفرعية وفرق العمل, وإقرار الخطة المزمنة للمشروع, وإقرار المسودة النهائية للمشروع.
ثالثا: تتشكل لجنة علمية تتولى جمع المادة العلمية من خلال:
1- الإطلاع على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية, وما ورد في المراجع الإسلامية والقانونية والدراسات العلمية والبحوث حول موضوع المبادئ.
2- تحليل مصطلح مبادئ الشريعة الإسلامية وتحديد مفاهيمه وإطاره العام.
3- صياغة المبادئ وفق أصول الصياغة العلمية وتبويبها.
رابعا: يرفع أمين عام اللجنة خلال 15 يوما من تاريخ صدور القرار الى اللجنة العليا ما يلي:
1- خطة عمل المشروع مزمنة.
2- تسمية المرشحين العاملين بالأمانة.... إلى آخره.
أتابع قرارات الوزير الجديد وأتفاءل.. وأدعو له بالتوفيق في تنفيذ المشروع المتلكئ ولو بولادة متعسرة. وأذكره بأن القرار يخلو من تحديد مدة زمنية لإنهاء المشروع. وأرجو أن يكون بين العاملين خبراء من الجنسين في القانون وحقوق الإنسان بالإضافة الى خريجي الشريعة.
لا أجمل من الحوار الصادق إلا العمل الصادق لتحويل المثاليات الى ممارسة يحميها القانون. وحين يحمي القانون حقوق المواطنة ويفرض تطبيق حقوق الإنسان نكون قد حمينا الوحدة الوطنية.
وفقنا الله جميعا لحماية المواطن وحدة الوطن بكسر أقفال التجهيل.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
خالد بن حمد المالك
تأخرت ردود الفعل، وإن جاء التفاعل قوياً ومؤثراً؛ ما يعني أن القرار القوي بإيقاف الهبة السعودية للجيش والأمن اللبنانيَّيْن وإن تأخر هو الآخر، لكنه حرَّك المياه الراكدة، وذكَّر اللبنانيين بخطورة المنزلقات اللبنانية نحو الهاوية الإيرانية، وأن المملكة لا يمكن لها أن تلتزم الصمت وتواصل الدعم ولبنان يكيل لها هذا العداء.
***
الآن فقط أفاق اللبنانيون من سباتهم، وبدؤوا يراجعون حساباتهم، ويقدرون حجم الخسائر التي ستلحق بلبنان إذا ما استمر يدير ظهره للمملكة رغم كل الدعم والمساندة التي تقدمها، وإذا ما ظهر ضعيفاً ومستسلماً لما تمليه عليه طهران، من خلال عميلها حسن نصر الله وحزبه المشبوه.
***
لقد جاء قرار المملكة باستعادة ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار بمنزلة الرد الفوري على الموقف المخزي لوزير خارجية لبنان في كل من القاهرة وجدة؛ إذ رفض - منفرداً - أن يدين قيام إيران بإحراق السفارة والقنصلية السعوديتَيْن في كل من طهران ومشهد، خلال اجتماع الجامعة العربية ومجلس التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية.
***
وإذا لم يظهر ما يشير إلى تغيير في المواقف اللبنانية إعلامياً وسياسياً في ضوء قرار مجلس الوزراء اللبناني فربما اضطرت المملكة إلى تصعيد قراراتها بشأن لبنان، وهذا حقها، وهذا ما ينبغي أن يكون؛ إذ إن التزام الصمت باسم مراعاة ظروف لبنان والأخوة والنأي بلبنان عن أخذ مواقف مسؤولة، لا يخدم اللبنانيين ولا لبنان، وإنما يقوي من الحضور الإيراني في لبنان، ويعزز من قوة حزب الله على حساب بقية الأحزاب، بل على مستقبل لبنان.
***
ما هو واضح لي بعد قرار المملكة ونتائج اجتماع مجلس الوزراء اللبناني أن الشرفاء من اللبنانيين عازمون على أخذ خطوات تصحيحية فاعلة لتصحيح الوضع في بلادهم، وأنهم كانوا ينتظرون مثل هذا القرار السعودي ليستندوا إليه، ويستقووا به لإصلاح ما أفسدته إيران وبشار الأسد وحزب الله في بلادهم.
***
والأيام القادمة حبلى بالكثير من الجديد الذي نتوقعه ونتمناه خيراً للشقيقة لبنان.
- التفاصيل