قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
المعاملة بالمثل في العرف الدبلوماسي لا تتوقف على مطابقة الإجراءات، والمواقف، والسياسات بين بلد وآخر أثناء الاختلاف في وجهات النظر، أو نشوب الأزمات، أو تضخيم الحوادث من القضايا المثارة، ولكنها تتخذ أشكالاً من ردود الفعل السياسي والاقتصادي وربما العسكري الذي يعكس عمق الأزمة بين البلدين، وعدم الوصول إلى تسويات يمكن البناء عليها في استمرار العلاقة من عدمها، أو التوازن في المصالح المشتركة بما يعكس تاريخ هذه العلاقة، ومدى جدية أطرافها على تجاوز المشكلة، والخروج معاً من عنق تبعاتها على المنطقة، خاصة حين تكون الظروف المحيطة لا تحتمل أي تخاذل، أو تجاهل، أو اصطفاف مع الآخر المعادي على حساب الوقوف المشرّف مع الحق والعدالة بلا مزايدات رخيصة، أو إملاءات سياسية وأيدولوجية مثيرة ومستفزة.
المملكة ولبنان جمعتهما علاقة أخوية وتاريخية ولا تزال، بغض النظر عن تعددية المواقف، والأحداث، وتعاقب الأجيال، حيث لا يزال اللبنانيون الشرفاء يحفظون للمملكة دورها التاريخي في وقف نزيف الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد، وراح ضحيتها آلاف الأبرياء، وخرج الجميع منها موقعاً على اتفاق الطائف الشهير الذي حدّد ملامح الدولة، وتوجهاتها، وأيضاً علاقاتها، وساهمت المملكة في النهوض بلبنان إنساناً وأرضاً، موحداً ومستقلاً في قراره، بغض النظر عن تعدد طوائفه، وانتماءاته السياسية، حيث قدمت المليارات من الدولارات في مشروع لبنان الجديد، وبناء اقتصاده، وتعزيز أمنه واستقراره، ولم تتخل عنه في أسوأ الظروف، خاصة بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت العام 2006؛ نتيجة مغامرات غير محسوبة لما يسمى حزب الله.
اليوم لم تعد لبنان العربية في موقف رد الجميل، أو على الأقل التعبير عن المواقف السياسية المنحازة لقضايا الأمة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به، حيث اختارت طريقاً لا يسلكه عربي في قلبه مثقال ذرة من حب أو خوف أو تقدير وهو يرى سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد تحترقان، وينهب ما فيهما، ويُعتدى عليهما في فعل فاضح وغير أخلاقي، ويدان من العالم بمنظماته وهيئاته ودوله ودبلوماسييه وزعمائه، ويلتئم البيت العربي ومنظمة التعاون الإسلامي لإدانته، ومع ذلك تصمت لبنان، وتنحاز إلى الباطل، والمعتدي، وتخالف الأعراف الدولية، ومع كل ذلك تفتح إعلامها المسموم للنيل من المملكة في مواقف وتصريحات مناهضة، وعدائية، وطائفية مقيتة.
موقف المملكة أمس بوقف مشروع تسليح الجيش اللبناني مع الحكومة الفرنسية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وما تبقى من مساعدات لقوى الأمن الداخلي بمليار دولار؛ هو أقل ما يجب أن يكون كرد فعل على مواقف لبنان المتخاذلة، وإعلامها المسيس المأجور من حزب الله، فلا يمكن أن يكون صبر المملكة بلا حدود، وعلاقاتها ومصالحها مرتهنة لدولة يحكمها حزب موالٍ لإيران، رغم أن المملكة بذلت الكثير وتحملت ما في وسعها لدعم الشعب اللبناني، وأمنه واستقراره، ولكن لايزال القرار السياسي الذي عبّرت عنه لبنان في اجتماع الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مخجلاً، وغير مبرر، ويخدم مصالح إيران في المنطقة، وهو ما لا يجب السكوت عنه، أو تمريره بلا موقف مماثل يعيد اللبنانيين أنفسهم للسؤال عن موقفهم؛ ليس من الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية فقط، وإنما مستقبل علاقاتهم مع المملكة، وأمتهم العربية التي تشهد أسوأ ظروف الحرب، والإرهاب، ومشروعات التقسيم، والهيمنة والنفوذ من جمهورية إيران الإرهابية، وقوى الغرب الداعم لتوجهاتها في إعادة حلم إمبراطورية فارس.
الموقف السعودي من لبنان هو رسالة لكل دولة عربية أو إسلامية بأن المرحلة تغيّرت، والدعم لن يكون إلاّ لمن يستحق أن يكون في مهمة الدفاع عن شرف الأمة من عبث إيران، ومخططات الغرب، وهي أيضاً رسالة بأن المملكة لن تتخلى عن واجبها في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين حتى وإن تخاذل البعض، ورضي أن يكون مع الخوالف.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يوسف المحيميد
لم تؤثر الشائعة التي انتشرت عن محاولة تفجير إرهابي في موقع الجنادرية، التي نفاها المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، على كثافة الزائرين لقرية الجنادرية، الذين تصل أعدادهم نحو المليون زائر يومياً، رغم أنه يُنظم للمرة الثلاثين، بمعنى أن من كان طفلا عند ولادة هذا المهرجان هو الآن في ريعان الشباب، بوعي أكثر نضجًا وهو يشهد نمو وطنه وازدهاره على مدى تحولاته الشخصية منذ الولادة والطفولة، وحتى الصبا والشباب!
هذا العام، وقد افتتح المهرجان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، تذكرنا ملامح القائد الراحل الملك عبدالله يرحمه الله، تذكرنا ابتسامته ورقصته العرضة النجدية، ذاك الذي وضع بذرة هذا المهرجان الوطني الرائع قبل ثلاثين عامًا، وكأنه يشير، ومن بعده من قادة هذه البلاد الأوفياء، إلى أن الثقافة المتنوعة، بمعمارها وفنونها ورقصاتها، من شمالها إلى جنوبها، ومن غربها إلى شرقها، هي ما سينقذ هذا الوطن من جرثومة التطرّف، وغوغائية التضليل والإقصاء، فهذا الوطن للجميع، والجميع فيه سواء، في الحقوق والواجبات!
ما يجدر الإشادة به، والتصفيق له، هو التواجد الأمني الجيد في موقع فعاليات الجنادرية، التنظيم في الدخول، التفتيش النسوي أولا، ثم تفتيش الرجال، ثم مرحلة ثالثة لتفتيش أغراض الزائرين من حقائب وكاميرات، طريقة إرشاد الزائرين للمواقع من قبل المنظمين، ورجال الأمن في الداخل، فليس سهلا تنظيم هذه الأعداد اليومية الضخمة من الزائرين، سواء على مستوى المركبات، أو على مستوى الأشخاص، وإن كان اتساع الموقع، الذي ضم مختلف مناطق المملكة، وكذلك بعض الدول، أصبح مرهقا للزائرين، خاصة كبار السن أو الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لو وفرت لهم وسائل نقل ذات مسارات محددة، كسيارات الغولف مثلا، لكان أكثر راحة لهم.
ربما ما يعيب هذا المهرجان السنوي الرائع، هو برنامجه الثقافي، الذي لم يستطع جذب اهتمام المتابعين، وتحفيزهم للحضور والمشاركة، مما جعل الحضور باهتا، لا يشكل شيئا أبدا عند مقارنته بالحضور العائلي الجميل للقرية التي تعرض تراث المناطق والمدن السعودية، والدول الأخرى، ولعل السبب في تضاءل الحضور، هو أحد ثلاثة أسباب، إما أن يكون التوقيت والمكان غير مناسب، أو أن المتحدثين غير مؤثرين، أو أن الموضوعات غير جذابة للمتلقى، خاصة مع هذا الانفتاح الإعلامي الكبير، مما يوجب طرح موضوعات إشكالية، تلك التي تحمل اختلافا وتباينا في الرؤى، بما يحمل الجرأة والإثارة، خاصة أن المتلقي يجد الكثير من الحوار والجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعله يبحث عن سقف أعلى، وأكثر انضباطا، في حوارات تثري نهمه إلى المعرفة.
ولا يخفى عن منظمي هذا المهرجان العريق، أهمية الفنون في حياة الإنسان، كالفن المسرحي، والتشكيلي، والفوتوغرافي، التي تحتاج إلى معارض مصاحبة، وكذلك الأمسيات الشعرية والقصصية، فلا يكفي الشعر الشعبي وحده، فالمتلقي بحاجة إلى الشعر الحداثي، بأنماطه تفعيلة ونثر، شريطة أن يُقدم بأسلوب جديد، تدخل فيه الموسيقى، كذلك في القصة تشارك فيها المؤثرات الصوتية والمرئية، كي تصبح أكثر جذبا. والبحث عن قاعات متكاملة، في مواقع أكثر رحابة من وسط الرياض.
أخيرًا، هذه الحشود التي تتوافد يومياً إلى موقع الجنادرية تثبت أنها بحاجة إلى الثقافة في رداء التسلية والمتعة، تملؤها اللهفة للفنون في إطار البهجة والتحرر من التخويف والتهويل التي أربكت مجتمعنا لعقود، وأخذته إلى الحرمان من أن يكون مجتمعا سويا.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. حمزة السالم
والله إني لأشفق على وزارة الإسكان ووزيرها الجديد الطموح الذي جعل من مكتبه شركة إعمار وتطوير مزدحم بالمقاولين والمهندسين والمعماريين والمحامين ليل نهار، سبعة أيام في الأسبوع. فالوزير يعمل على حل مشكلة الإسكان التي قد تستهلك أكثر من ترليون ريال في سنوات معدودة. ووعد القيادة العليا لوزارة الإسكان بالدعم الكامل قد قُطع منذ سنوات، وقد تجدد مع استلام الوزير الجديد للوزارة. والوزير عازم على عدم التفريط بالدعم الممنوح، فما مُنح الوعد بالدعم الكامل إلا لإدراك القيادة العليا بأهمية غلق ملف الإسكان في أسرع وقت.
وبين الوعد القديم والجديد تحد كبير، فما عادت عائدات البترول، بدون فكر مستقل يحسن استغلالها، تستوعب قدرات الوزير الشاب المصمم على إغلاق ملف الإسكان، وعدم التفريط بوعد دعم القيادة. فالوزير اليوم يواجه تحديين وليس تحديا واحدا، كالأمس. يواجه تحدي تدبير مئات المليارات كل سنة، ليغلق في سنوات معدودة ملف الإسكان للأبد. وقد أدرك الوزير الفطن عمق إبعاد المشكلة المالية. فأكثر من ترليون ريال تُستهلك في البناء والإعمار في سنوات، لا بد وأن تستنزف الاحتياطيات مع تحويل العمالة الأجنبية قيم والمواد المستوردة بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا يمكن أن يهز الثقة بالريال السعودي، إذا أنجز الوزير مهمته في وقت قصير، قبل عودة أسعار البترول، فالمشكلة تتعدى مشكلة الأراضي، حتى ولو صارت الأراضي مجانية. هذه مشكلة جديدة لم تواجهها الوزارة قبل سنوات التي أضاعت الفرصة حينها، وفرطت بالوعد المقطوع من القيادة بالدعم.
عقبة الترليون وما وراءه من استنزاف الاحتياطيات، كانت كفيلة بصد الوزير عن خططه الطموحة، أو تأخيره على الأقل.
ولكنه لم ييأس وقد كادت الآمال أن تنقطع، فرُميت دراسة الأجنبي المعقدة بلا سبب، والمكلفة بلا حاجة في درج المهملات. فليس بإمكان الوزارة صناعة سوق مالية برجالها وتجهيزاتها كالسوق الأمريكية، لتطبق الوزارة خيالات دراسة الأجنبي. وليست البلاد، أصلا بحاجة لمثل تلك السوق.
وجاء الوزير شاحذا فكره، سعودياً بفكر سعودي، مدركا لقواعد العلوم المالية الأجنبية وأسبابها لا حافظا لتطبيقاتها، فوضع خطته موجها ومرشدا لفريق عمله، والحاجة أم الاختراع، والفارس متى حُمل الراية، حمل همها فلم يبتسم الوزير حتى أنهى وضع خطته.
فهندس نموذجا تمويليا يتحوط بنفسه للفائدة بلا كلفة ولا مخاطرة. فوفر المليارات على الدولة، نموذج يقوم بكل المنظومة التمويلية العقارية التي جلست أمريكا تطورها عقودا، فوفر مليارات أخرى كانت ستذهب كلفة شركات الضمانات التأمين وشراء الرهون التي ستجلب آلاف الخبراء الأجانب المقلدة الذين لا يعلمون السعودي ولا يأتون بجديد مختلف عن بلادهم. نموذج لا يحتاج فيه لاقتراض من بنك ولا لميزانية من حكومة. نموذج قادر على إغلاق لائحة الانتظار في القرض العقاري في عام واحد دون تقصير لمدة ولا تخفيض لقرض ولا استرجاع للفوائد.
ولكن أين السيولة، فإغلاق لائحة المتقدمين للقرض العقاري فقط تحتاج قرابة الترليون ريال، ولو توفرت السيولة من مؤسسة النقد، فما مصير الاحتياطيات الأجنبية التي ستستهلكها تحويلات العمال والاستيرادات والشركات التي تعاقد وتفاهم معها، وكأن كلفة البناء في جيبه.
ما كان للوزير أن يُقدم على التعاقدات والتعاهدات مع شركات التطوير، لولا ثقته بوعد القيادة بدعم الإسكان. وليس الوزير ممن يَسأل ولا يُعين، وقد رأى الوزير الفرصة في فك المعضلة، فكون الإسكان ضرورة تأتي مباشرة بعد ضرورة الماء والرز والقمح وحليب الأطفال، مع أنها هي المعضلة إلا أن فيها الفرصة، فليس هناك مجال لخسارة شاملة في الإسكان الضروري، وليس هناك من احتمالية تقص الطلب وسلعة الإسكان الضروري يقدم للمواطن بأقل من كلفته. فخرجت خطة الوزير سعودية من تربة المعطيات السعودية، بنكهة العلوم الأجنبية بأن تطرح وزارة الإسكان صكوكا مخفضة، أصولها تدفقات تسديدات الصندوق العقاري التي قد تبلغ 150 مليار على مدى 25 عاما. فتتحصل على ملاءة مالية فورية بنحو 100 مليار، وتكون الصكوك مضمونة من حيث توقيت السداد وعدم الإفلاس بوديعة شبه كاش تبلغ 5 % على الأقل من قيمة الصكوك، يتم المحافظة عليها طيلة الوقت بتعويض أي نقص فيها، فتقرضها للمواطن والمطور. ثم تُدور وزارة الإسكان القرض مرة أخرى، فتبيع حاضرا دفعات تسديد القروض المستقبلية بصكوك حاضرة مخفضة. وهكذا، تدور القروض شهرياً أو فصلياً أو سنوياً إلى أن تنتهي حاجة الإسكان الملحة العاجلة للتمويل. وبهذا ما عاد حجم التمويل عائقا، ويفتح بابا استثماريا للمالية وللتقاعد والتأمينات وللبنوك وللناس، ويحيى بذلك سوق الصكوك والسندات.
ولو لم يكن الوزير فارسا مقداما، لما تقدم بعد ذلك، فليست الاحتياطيات الأجنبية والسيولة النقدية من مهامه، ولكنه رجل صدق يحمل هم تشريفه بالثقة الملكية، مدركاً أن وعد القيادة بالدعم ما ترك له من عذر. فعاد لفريق عمله المالي وقد غابت الابتسامة عن وجهه فما ابتسم حتى وضع خطة استغلت ديناميكية النقد الحديث، فعزل كلفة البناء والتشييد عن الاحتياطيات الأجنبية. خطة وضعها فِكر الوزير الاستراتيجي لتوفير سيولة تبني الإسكان دون استنزاف الاحتياطات الأجنبية، وما درى حينها أنه وضع أساس علم اقتصادي جديد يمكنه من قلب الضرائب لإعانات، ففِكرُ الوزير لم يتوقف عند الإسكان، بل بدعم القيادة، قد يتعداه فتسبق بلادنا في مجال العلوم الاقتصادية والتجارب الناجحة. فنسأل الله له أن يصرف عنه وعن القيادة مشورة كل عاجز وتخذيل كل كسول ورأي كل جاهل ومقولة كل حاسد. فهذه العقبة الكؤود التي لا يحسن الوزير الفارس فنون حربها.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
أكثر ما ينقص مجتمعنا هو ثقافة الحقوق، وهي بالنسبة للكثيرين أهم من الثقافة المرورية والثقافة الصحية اللتين تنقصان كل فرد منا، وبسبب غيابهما نعاني الأمرين كمواطنين وكدولة، إذ بالإضافة إلى معاناة الأفراد من تبعات الحوادث والأمراض، تنفق الدولة أموالاً طائلة على الجانبين، وكان بالإمكان توفير هذه الأموال، لو تم تركيز الجهود على رفع مستويات الثقافة هنا وهناك.
في مجال الحقوق، تكثف كل دول العالم جهودها في توعية الفرد بحقوقه، منذ طفولته، لكي يكون على علم كامل بما له وما عليه، بما يحق له وما يحق عليه. وأبسط مثال في هذا الجانب، ما يتلوه رجل الشرطة الغربي على المقبوض عليه من حقوق، والتي نشاهدها في كل فيلم أو مسلسل أجنبي، دون أن نسأل أنفسنا عن السبب وراء تلك التلاوة التي لا تغيب عن كل مشهد. وأظن أن العاملين والمهتمين بالشأن الحقوقي، يجب أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال.
كم محزن أن تجد مَنْ يغرق في بحر ضياع حقوقه. مَنْ يُشاهِد الظلم يقع عليه، دون أن يهبَّ أحد لمساعدته، وهو يعرف أن الكثيرين ممن حوله قادرون على ذلك. لقد ظلت أم غدير تبحث عن من يقوم بإعداد لائحة اعتراضية على الحكم الصادر بحق زوجها القاتل لابنتها، إذ إن الحكم كان عشر سنوات و700 جلدة، وهي متمسكة بالقصاص منه، نتيجة تعذيبه لابنتها حتى الموت.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
خالد بن حمد المالك
على مقربة منا بدأت منذ بعض الوقت تُقرع طبول الحرب بأكثر مما كانت عليه من قبل، فالحدود السورية - التركية ملتهبة وعاصفة، وتنذر بما لا يمكن تقدير أبعاد ما يجري هناك، فالحسابات والتقديرات على ما هو ظاهر شيء وما يخفيه العملاقان روسيا وأمريكا شيء آخر، كما أن تسارع الأحداث، وتوسع ساحات الصراع، وتصاعد حدة الإعلام، يقربنا إلى ما هو أسوأ في قادم الأيام ما لم يعد اللاعبون الصغار والكبار إلى تحكيم العقل، واستخدام لغة الحوار الهادئ بدلاً من لغة السلاح.
***
هل ستكون التطورات الخطيرة على الحدود السورية التركية بداية لمعركة غير محسوب ومقدر ما سيتولد عنها من كوارث؟ وهل ستجر إلى مستنقعها النتن دولاً أخرى، لتطول بأضرارها وتداعياتها أخرى؟ فيما العقلاء - إن وجدوا - ما زالوا يتفرجون على المشهد غير آبهين بما هو متوقع، أو مكترثين بما قد يأتي، وكأنه لا يعنيهم، مع يقينهم أن كل الاحتمالات واردة، وأن حرباً موسعة لا يمكن استبعادها أو فصلها عما يتم، إن لم يكن تحضيراً لما هو أخطر، أو مكرر لدمار شامل كان شهده العالم في حروب عالمية سابقة بفعل تصرف كهذا الذي يجري الآن في منطقتنا وتشارك فيه أغلبية دول العالم إن على مستوى المؤسسات والمنظمات والأفراد، أو بتدخل الدول بإمكاناتها العسكرية الهائلة.
***
يجب ألا نهوّن من وصول العلاقات الروسية التركية إلى هذا المستوى المتردي من السوء، أو نستبعد عدم استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في موقفها المهادن حالياً، في ظل تأثير التدخل الروسي في سوريا على خط الأمن التركي بعد أن وصلت قوات الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بدعم روسي إلى الحدود مع تركيا، وهو ما يعني بالمفهوم التركي دعماً لحزب العمال التركي الذي يشكل معارضة كردية مسلحة قوية داخل تركيا، خاصة وأن أمريكا أرسلت إشارات تدعو فيها تركيا إلى تجنب الصدام مع روسيا على خلفية هذه التطورات على الحدود، ما جعل الرئيس التركي يسارع إلى عدم القبول بهذه التطورات المضرة ببلاده، وأنه سيستخدم كل إمكاناته العسكرية غير عابئ بنصائح الأمريكيين، وذلك للحفاظ على منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، تمنع مسلحي الأكراد السوريين من الاقتراب إلى مواقع حدودية تشكل خطراً على تركيا.
***
هل نحن إذاً أمام حرب قادمة لا تقتصر على ما يجري في سوريا والعراق الآن؟ وما هو الموقف الأمريكي المتردد والغامض من ذلك؟ هل ستكتفي روسيا بالحفاظ على بقاء نظام الأسد؟ أم أن طموحها أن تعود قوة أولى في منطقتنا، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن دورها وأصدقائها ومناطق نفوذها لروسيا ليس فقط في إيران والعراق وسوريا، وإنما عن كثير من مصالحها إذا ما استمر الموقف الأمريكي على هذا النحو من الضعف والتردد وعدم وضوح الرؤية، بحجة عدم تكرار تجربة أمريكا في أفغانستان والعراق خلال ولاية الرئيس بوش الابن، مع أن الانتحار الحقيقي هو في هروب أمريكا من أي تطورات جديدة وليس في دخولها الحاسم من أجل الحفاظ على هيبتها ومصالحها ومصالح أصدقائها، وضمان الاستقرار في العالم.
***
أمريكا دولة كبرى عسكرياً واقتصادياً ولاشك، مدعومة من دول المجموعة الأوروبية، وتخليها عن قيادة العالم بمواقفها المترددة خذل شعبها كما خذل أصدقاءها، وأضر بمصالحها كما أثر على مصالح غيرها، وقوّى من قدرات روسيا على حساب إضعافها، وقد يأتي يوم لا تكون فيه الدولة العظمى الأولى في العالم التي يعتمد عليها ويوثق بها، إلا بقدر ما تقدمه للعالم الحر من مساندة ومناصرة، لا الوقوف في منتصف الطريق، أو على الحياد، أو من دون موقف، أو بموقف مضطرب ومتناقض، فهذه لا تفعله إلا الدول الضعيفة والصغيرة وغير المؤثرة، وهي حين تكون من أمريكا فهي فضيحة وكارثية، وتؤدي إلى ظهور لاعبين جدد، ومغامرين أكثر، ومستقبل مظلم.
***
وعلى الولايات المتحدة في ظل هذه التطورات أن تفكر جيداً بتداعيات الربيع العربي، الذي لا يمكن أن نقول عنها بأنها كانت بريئة منه، ولم تكن بأجوائه مسبقاً، ولا أن ننظر إليها وكأن ما حدث قد أزعجها أو لم يرضها، مع أنه قد جاء بنتائجه المرة حصاد هذه السياسات الأمريكية الخاطئة التي يمكن للولايات المتحدة الأمريكية الآن أن تتداركه بموقف مسؤول يعبر عن تأكيد ثقة العالم الحر بها، ويدفع بالجميع لأن يمدوا أيديهم تعاوناً دائماً معها لحفظ السلام وصون الاستقرار في العالم، وأمريكا إذا أرادت قالت وفعلت، وهي قادرة لأن تقود دول العالم إلى ما يعزز أمنه واستقراره بالفعل لا بالكلام!.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
هي في الحقيقة وريقات، وكبّرتها معنوياً (بالأوراق) التي عنونتها بها، فالهاجس المتولّد من الذكريات يجمع ولا يفرق، وتمركز الهاجس في الحث على المحبة، ففي المحبة تواشج وتواصل، وجمع كلمة تربط بين الإنسان وأخيه في المكان الذي يشغلانه من الأرض، وهو (الوطن أولاً) لكونه الجامع والرابط والدافع إلى حيث تكون الروابط وأواصر المحبة، فالحب جميل في كل شيء.
وكل شيء يقوم على قواعد المحبة تكون له قدراته في توثيق التمازج والتلاحم القوي، و(حب الوطن من الإيمان) كلمات يرددها الصغار والكبار، ولما تزل تردّد وستظل محل (الحب الأول)، وكلنا فداء للوطن، وأبناؤنا يسطرون ملاحم البطولات من أجل الوطن، زادهم الله قوة ومنعة ونصرهم على كل من أراد السوء بالوطن والمواطنين من الأعداء والأذناب، فالوطن في القلوب على الدوام.
وفي هذه الوريقات صور عن الحب عامة حضر بعضها وغاب آخر فالحب أشكال وألوان، ولكن الجذور الأساسية المغذية له لا تتغير، إذ تزداد عمقا وتوغلا إلى مالا نهاية، فهناك محبة الوالدين، والأبناء، والأقرباء، والناس، لأن الحب يسود بأصنافه على كل البشرية، ويكون الغرام كتعبير، وهيام، وعشق، ولكن كلمة (حب) تظل هي العمود الفقري المتجذر في موقعه من القلوب.
ووريقاتي هذه توافدت على الهاجس من الذاكرة، ومن الضائع، والمنسي المحفوظ، هذه جاءت في رسوم وصور بالكلمات، والغريب أن التوهج صاحَب بعض ماكان منها قديما قد انزوى ونبشته العوامل النفسية التي لها دورها في كينونة الإنسان المتذكر / الناسي، وإن بعدت وشط بها طائر الخيال بما بشبه الترويح عن النفس، وما يحبب ويجلب للنفس الحب بأنواعه.
*(حبل الزمن)
تمتد بي حبال الذكريات، والتذكارات التي كانت ذات يوم تمثل صورا مؤطرة بمنابع العشق الأول، فتتجدد بالآهات وتنطوي على كل أثر ينبئ بأنها كانت هناك.
- يا مساحات الزمن المتحرك أما من وسيلة قد تكون كفيلة بأن تبقى الرسمة في البؤبؤ ، وتقبض عليها الرموش دون فكاك، فتؤوب النسائم، فما أجمل النسيمات في صباها، فالريح عندما تدوخ تبدأ في عد تنازلي حتى التلاشي والذوبان ولكنها ترجع مرة أخرى نشطة مكتسحة ما يواجهها من الألوان المتفرقة.
- شتان بين صورة وأخرى، الأولى كانت، والأخرى لما تزل تقف تتكئ على قامتها التي تحجبها عن النظارة ولكنها ساطعة في النفس والمخيلة، ونرجسية الحالة، تحدق فيها كما عيني ميدوزا اللتين تحجرهما في مربع حتى تبقيا ساكنتين مقرورتين.
- ماذا تراك فاعلة بعد أن تطاول حبل الزمن وانتثرت بعض المعالم الخاصة بالمحبة وكأنها قد امحت آثارها، هل من جديد مستجد من الصور العالقة بالذهن من ذلك الحين متسللة ضاربة عرض الحائط باللامقبول ؟ أم أنها تصطك بمواجهات دائرية الغرام تبدأ وتعود لنقطة البدء الأخرى؟
"ماذا أقول حفلت أقاويلي بلحظة انتشاء/ وآسرتي كما الطود المعمم بالضباب / لكنه في كبرياء / هاتي يديك التي طال الزمان بها بمظروف الظروف بحيرة / ولكن النسيم / لما يزل.
**(الجذر التجذر)
- ورحلت بعد أن غرست الأماني في العمق، الزمن الراكض دوما أخذ يتمطى، ويهصر بثقله مكمن العواطف، الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة أمست أوراقها تتناثر، والمجسمات تجلدت، لا شيء قدّامي، إلا هيكل الوجد يمثل ويمكث آناً فآنا .
- أطوي أشعاري (بقراطيس) الجرائد، وأمتطي خيول الهواجس والتذكر، وأنقب، حتى تتسلط العواطف والأحلام، ومخيلاتهما على مكامن الأعماق متوسدة على ريش علاقاتها (المتناثر من جناح طائر) كتعبير مبدعنا الراحل الخالد (حسين سرحان)، وهنا يمكن أن تمثل الذكرى وقد صارت أروع مما كانت. والمودة والمحبة عكاز الإنسان الأبدي.
***رسالة ( من روائع الشاعر : غازي القصيبي
جمعت شوق الأرض في لفظة
مخضرة ناعمة حانية
جمعت أزهارها الربى كلها
والعطر والأحلام في قافية
وقلت في عينيك أنشودة
م اقالها البلبل للدالية
تلك القصاصات التي مُزقت
أثمن من فتنتك الفانية
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
قبل أسبوع قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن واشنطن ستحوّل المنطقة إلى "بركة دماء بسبب دعمها لوحدات حماية الشعب الكردي".
وأمس الأول استُهدفت المؤسسة العسكرية التركية عبر انفجار دوى في وسط العاصمة أنقرة، وعلى مقربة من رئاسة الأركان وعدد من المواقع الحكومية في دلالة استفزازية على ما يبدو، والهجوم الذي اتهم فيه رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب صراحة، أسقط 28 قتيلا من عناصر الجيش التركي، بالرغم من عدم تبني العملية من قبل الحزب الكردي، لكن أنقرة أبرزت الأدلة على تورط "الكردستاني" في هذه العملية التي تراها تستهدف العلاقات التركية – الأميركية، وتلقي بظلالها على الحل السياسي للأزمة السورية.
قبيل عملية التفجير كانت تركيا قد أعلنت أن وحدات حماية الشعب المتمركزة شمال سورية في مرمى مدفعيتها وتحديداً مطار منغ العسكري، وتعتبر أنقرة أن تواجد وحدات حماية الشعب الكردية بقيادة صالح مسلم غرب نهر الفرات أمر محظور خشية أن يؤدي ذلك لبروز كيان كردي على غرار إقليم كردستان العراق، الذي جاء كمحصلة لفرض واشنطن منطقة حظر جوي شمال العراق في التسعينيات من القرن الماضي.
ومن هذا المنطلق ترى أنقرة أن إقامة منطقة آمنة بعمق 100 كيلو متر من جرابلس إلى أعزاز ستقطع الطريق على وحدات حماية الشعب الكردي، وستعزز من قدرة تركيا على حماية حدودها، وتقليص الحضور الكردي في تلك المنطقة، لكن واشنطن في ذات الوقت تريد كسب القوات الكردية إلى جانبها وهي التي تحارب "داعش"، والأكراد بالمجمل على المستوى السياسي والعسكري يحظون بتفضيل واشنطن التي تراهم أكثر تنظيماً في كل النواحي من العرب الذين تتعدد أهدافهم وألويتهم.
أمام ذلك ما عسى واشنطن أن تفعل إن هي خيّبت ظن أنقرة حليفتها وثاني أهم قوات حلف "الناتو"، خصوصاً وأن البيت الأبيض فتح خطاً ساخناً مع صالح مسلم الذي يعتبر إرهابياً في نظر تركيا؟
وفي خضم الحاصل يبدو أن هامش المناورة بالنسبة لواشنطن يضيق لصالح موسكو التي ترى أن الأكراد مكون رئيسي في أي محادثات سياسية حول مستقبل سورية، وقد يقود تأييد واشنطن أي إجراءات لتعزيز وتمكين الأكراد في محادثات السلام في سورية إلى أزمة بين تركيا وأميركا قد تنعكس سلباً على المحادثات المتعثرة في الأساس.
إن انعكاسات الانفجار على المشهد السوري لا محالة واردة، ولا شك أن استمرار استفزاز تركيا قد يدفعها إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة قد تسمح لموسكو باتخاذ خطوات لردع أنقرة، وهو ما ينذر بأزمة خطيرة إن لم تمارس واشنطن دورها وتكبح حزب العمال الكردستاني، وتحاول تسوية المطالب الكردية سياسياً بعيداً عن أي تدخل عسكري يبدو تجنبه صعباً أكثر من أي وقت مضى.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
المعاملة بالمثل في العرف الدبلوماسي لا تتوقف على مطابقة الإجراءات، والمواقف، والسياسات بين بلد وآخر أثناء الاختلاف في وجهات النظر، أو نشوب الأزمات، أو تضخيم الحوادث من القضايا المثارة، ولكنها تتخذ أشكالاً من ردود الفعل السياسي والاقتصادي وربما العسكري الذي يعكس عمق الأزمة بين البلدين، وعدم الوصول إلى تسويات يمكن البناء عليها في استمرار العلاقة من عدمها، أو التوازن في المصالح المشتركة بما يعكس تاريخ هذه العلاقة، ومدى جدية أطرافها على تجاوز المشكلة، والخروج معاً من عنق تبعاتها على المنطقة، خاصة حين تكون الظروف المحيطة لا تحتمل أي تخاذل، أو تجاهل، أو اصطفاف مع الآخر المعادي على حساب الوقوف المشرّف مع الحق والعدالة بلا مزايدات رخيصة، أو إملاءات سياسية وأيدولوجية مثيرة ومستفزة.
المملكة ولبنان جمعتهما علاقة أخوية وتاريخية ولا تزال، بغض النظر عن تعددية المواقف، والأحداث، وتعاقب الأجيال، حيث لا يزال اللبنانيون الشرفاء يحفظون للمملكة دورها التاريخي في وقف نزيف الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد، وراح ضحيتها آلاف الأبرياء، وخرج الجميع منها موقعاً على اتفاق الطائف الشهير الذي حدّد ملامح الدولة، وتوجهاتها، وأيضاً علاقاتها، وساهمت المملكة في النهوض بلبنان إنساناً وأرضاً، موحداً ومستقلاً في قراره، بغض النظر عن تعدد طوائفه، وانتماءاته السياسية، حيث قدمت المليارات من الدولارات في مشروع لبنان الجديد، وبناء اقتصاده، وتعزيز أمنه واستقراره، ولم تتخل عنه في أسوأ الظروف، خاصة بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت العام 2006؛ نتيجة مغامرات غير محسوبة لما يسمى حزب الله.
اليوم لم تعد لبنان العربية في موقف رد الجميل، أو على الأقل التعبير عن المواقف السياسية المنحازة لقضايا الأمة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به، حيث اختارت طريقاً لا يسلكه عربي في قلبه مثقال ذرة من حب أو خوف أو تقدير وهو يرى سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد تحترقان، وينهب ما فيهما، ويُعتدى عليهما في فعل فاضح وغير أخلاقي، ويدان من العالم بمنظماته وهيئاته ودوله ودبلوماسييه وزعمائه، ويلتئم البيت العربي ومنظمة التعاون الإسلامي لإدانته، ومع ذلك تصمت لبنان، وتنحاز إلى الباطل، والمعتدي، وتخالف الأعراف الدولية، ومع كل ذلك تفتح إعلامها المسموم للنيل من المملكة في مواقف وتصريحات مناهضة، وعدائية، وطائفية مقيتة.
موقف المملكة أمس بوقف مشروع تسليح الجيش اللبناني مع الحكومة الفرنسية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وما تبقى من مساعدات لقوى الأمن الداخلي بمليار دولار؛ هو أقل ما يجب أن يكون كرد فعل على مواقف لبنان المتخاذلة، وإعلامها المسيس المأجور من حزب الله، فلا يمكن أن يكون صبر المملكة بلا حدود، وعلاقاتها ومصالحها مرتهنة لدولة يحكمها حزب موالٍ لإيران، رغم أن المملكة بذلت الكثير وتحملت ما في وسعها لدعم الشعب اللبناني، وأمنه واستقراره، ولكن لايزال القرار السياسي الذي عبّرت عنه لبنان في اجتماع الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مخجلاً، وغير مبرر، ويخدم مصالح إيران في المنطقة، وهو ما لا يجب السكوت عنه، أو تمريره بلا موقف مماثل يعيد اللبنانيين أنفسهم للسؤال عن موقفهم؛ ليس من الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية فقط، وإنما مستقبل علاقاتهم مع المملكة، وأمتهم العربية التي تشهد أسوأ ظروف الحرب، والإرهاب، ومشروعات التقسيم، والهيمنة والنفوذ من جمهورية إيران الإرهابية، وقوى الغرب الداعم لتوجهاتها في إعادة حلم إمبراطورية فارس.
الموقف السعودي من لبنان هو رسالة لكل دولة عربية أو إسلامية بأن المرحلة تغيّرت، والدعم لن يكون إلاّ لمن يستحق أن يكون في مهمة الدفاع عن شرف الأمة من عبث إيران، ومخططات الغرب، وهي أيضاً رسالة بأن المملكة لن تتخلى عن واجبها في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين حتى وإن تخاذل البعض، ورضي أن يكون مع الخوالف.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
أثبتت المباحث العامة في المملكة أن مهامها وجهودها وإنجازاتها مغايرة كليا لمسماها، وأنها اليوم تستحق مسمى يعكس حقيقة مهامها في العصر الراهن.. فهي جهاز حكومي أمني يعنى بمسؤولية حفظ أمن المجتمع والمحافظة عليه من خطر أعدائه سواء أكان هؤلاء الأعداء في الخارج ام في الداخل أم حتى كان هؤلاء الأعداء من أبناء المجتمع نفسه.
فقد أثبتت المباحث العامة في المملكة أنها ولله الحمد جهاز مختلف عن أمثاله في كثير من دول العالم هذه الحقيقة أكدتها الكثير من الحقائق والوقائع والأحداث والشواهد خلال السنوات الأخيرة.
ولعل حوادث الإرهاب الإجرامية التي تعرض لها المجتمع السعودي وما بذله جهاز المباحث العامة من جهود جبارة تؤكد نجاح وفعالية هذا الجهاز في خدمة الدين والوطن والمجتمع ككل.. ولكن قد يكون من سوء حظ المباحث العامة ان معظم هذه الجهود غير معلنة لأسباب مختلفة.. ولكن وهو الأهم ان جهاز المباحث في المملكة ولله الحمد استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يقدم بكل شفافية صورة ايجابية ومختلفة عن المفهوم والانطباع السابق لدى المجتمع عن أمثال هذا الجهاز في كثير من الدول وخاصة الدول العربية.
ففي يوم الثلاثاء الماضي نجحت المباحث العامة في المملكة للمرة الثانية في التواصل الإيجابي وبنجاح كبير مع المجتمع ومع الإعلام من خلال ندوة (الأمن والإعلام) التي نظمتها كلية نايف للأمن الوطني وبمشاركة حشد كبير ورفيع المستوى من الإعلاميين والمتخصصين في الإعلام المرئي والإعلام الالكتروني (صحيفة الرياض تاريخ 17 / 2 / 2015م)، وخلال هذه الندوة ألقى معالي مدير المباحث العامة الفريق أول عبدالعزيز بن محمد الهويريني كلمة حملت الكثير من الحقائق المهمة من أبرزها:
- ان أعداء الوطن ينشرون الأكاذيب التي تحاول النيل من مجتمعنا ووطننا.
ينبغي أن تواجه هذه الأكاذيب بالحقائق.
- أن يكون الجميع كإعلاميين وأمنيين حريصين على التأكيد على دور اللحمة الوطنية ونبذ الخلافات التي تدعو إلى الفرقة وعدم الالتفات لها.
- السير نحو هدف مشترك يحقق التكامل لتوجيه الرأي العام نحو السلوك الصحيح البعيد عن التقسيمات المجتمعية.
- الا يسمح للتطرف في أي جانب كان أن يحضر بيننا في وطننا.
- لدينا العديد من المقومات الإيجابية التي يجب أن نبرزها في ظل رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده.
- لابد من التعاون والتوجه إلى العمل الذي يخدم المصلحة الوطنية والانتصار على الأعداء.
- ان يكون لنا موقف حازم ضد من يحاول النيل من وطننا والحذر من الخوض في الأمور التي تثير أبناء المجتمع السعودي الذين عُرفوا بتكاتفهم ووقوفهم خلف ولاة الأمر صفاً واحداً في كل الظروف.
- المباحث ليست جهازا قضائياً فهي تجمع المعلومة وتقدمها للجهات المسؤولة والقضاء.
- المباحث لا تتعامل مع القضاء بشكل مباشر بل هي تقدم المتهمين إلى هيئة التحقيق والادعاء العام التي بدورها تحيل المتهمين في حال ثبتت التهم إلى القضاء.
- المباحث لا تأخذ الناس بالشبهات والأقوال وعلى المزاج.
- كل من لديه دليل على أحد عليه أن يتقدم والمباحث تتحرى وتتأكد.
- المباحث حريصة على تحقيق العدالة التي تحتاج إلى دليل لتنفيذها.
- الدولة لا تحاسب أي شخص مهما كانت ميوله إلا إذا توفر دليل، والمباحث لا تأخذ الناس بالظن أو الشكوى.
- المباحث لم تتعامل مع أي شخص إلا وفق أدلة.
- المباحث لا تأخذ أي إنسان إلا بجرم مشهود.
- من لديه شيء على جهاز المباحث فليشتكِ على القضاء ليقاضيهم.
- القضايا ذات الطابع الفكري لابد من الموافقة العليا المسبقة..
هذا المؤتمر وهذا الحضور الإعلامي والأمني والاجتماعي الكبير الذي حظي به هو خطوة غير مسبوقة على المستوى العالمي والعربي ما يؤكد أن هذه المبادرة تمثل نجاحا كبيرا لوزارة الداخلية ككل، وللمباحث العامة التي أكدت اليوم أنها ليست (مباحث) بقدر ما هي جهاز من المجتمع وللمجتمع، جهاز يبذل منسوبوه جهودا جبارة على مدار الساعة لحماية الوطن والمجتمع في الداخل والخارج بدون رهبة أو خوف.
وفق الله المخلصين في هذا الجهاز وفي كل القطاعات الأمنية الساهرين على حماية الدين والوطن والمجتمع من الأعداء المتربصين، والحمد لله والشكر له سبحانه على نعم الأمن والاستقرار والوحدة والتآلف التي ننعم بها في هذا الوطن في ظل قيادته..
- التفاصيل