قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
جعلت السماء من العبادة و
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
تتصدر أخبار إيران وسائل الإعلام العالمية بمعدل يومي. الاتفاق النووي، تجربة صاروخ عابر للقارات، شراء منظومة دفاعية من روسيا، توقيف بحارة أميركان، محاكمة رجل على خلفية تجسس، حرب في سورية، حرب في لبنان، حرب في اليمن، إعدامات، تهديدات.
بذلت جهدي باحثا بين هذه الاخبار الإيرانية المتدفقة أخبارا لها علاقة بالتنمية بالإنسان بالمواطن الإيراني نفسه. تشييد برج، فتح جامعة، ابتكار طبي، عقود انشاء محطات كهربائية، بناء سفن تجارية، حملة ترويج سياحية حتى السجاد الفارسي الشهير اختفى صوته.
كان شاه إيران مستأسدا متنمرا نسب نفسه إلى إمبراطورية قورش القديمة ومع ذلك كانت الأخبار الإيرانية تقدم لنا أيضا إيران التي يسكنها بشر. يطلق على إيران اليوم دولة ثورية دولة شيعية دولة صفوية حسب علاقتك بها. لكن لا أحد يصفها بالأوصاف الدنيوية المعروفة. دولة سياحية دولة صناعية دولة خدماتية. وحتى لو تتبعنا علاقة إيران بأصدقائها أو بأعدائها لا تلمس أي تعاون إنساني او دنيوي .
علاقتها بلبنان منحصرة في حزب الله، وعلاقتها باليمن منحصرة في الحوثيين، وعلاقتها بروسيا بالتسلح، وعلاقتها بالغرب صراعات حول مجموعة من الملفات المتناقضة. وإذا تتبعت الشعب الإيراني في المنافي ستراه ثلاثة اقسام: الأول فلول الشاه الذي فر من ملاحقة الثورة، والثاني فر بعد قيام الثورة، وقسم ثالث اختار الهجرة الطوعية مكنته ظروفه المادية والمعرفية من أن يغادر إيران بعد أن فشل في تحمل حملات التديين والفتاوى الدينية وملاحقة رجال الدين التي لا تنتهي.
ما الذي يدعو إيران لأن تخوض معركة مع العالم؟ لماذا لا تضع بعض المليارات التي تصرفها على الحروب في الخارج وعلى المنشآت العسكرية الباهظة في ميادين التنمية؟ هل سمعت أن إيران بذلت جهدا لاستضافة دورة رياضية أو فنية أو مؤتمر علمي؟
إذا اردنا الإجابة عن الأسئلة فلسنا في حاجة لأن نذهب إلى إيران. تناولْ رجل دين ممن تعرف (وما أكثرهم ) سواء أكان حزبيا أو داعية عموميا وفتش في طروحاته على مدى تاريخه. قارن بين دعوته للحرب (باسم الجهاد أو باسم التغريب أو الافساد)، وبين دعوته للتنمية والبناء. عد بذاكرتك إلى ملفات الصراع الذي اندلع بين بعض رجال الدين في المملكة، وبين بعض المثقفين عندما أسس الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله جامعة كاوست. ما الذي اثار اهتمام رجال الدين من الجامعة، هل طالب أي منهم في خطبته أن تخصص الجامعة قسما للأبحاث الطبية أو أن تخصص قسما للدراسات الزراعية؟
هل طالب أحدهم أن تفتح الجامعة فروعا لها في مناطق أخرى من المملكة، راجع أيضا الصراع الذي دار بين المثقفين السعوديين وبين رجال الدين حول الابتعاث. ادرس مواضع اهتمام رجل الدين من أي مشروع تنموي تطرحه الدولة. اين يقع تركيزه وعلى أي شي يقاتل؟
دعنا من هذا الآن وعد إلى ملفات الصحوة الطويلة. فتش بين كتيباتهم ونشراتهم ومحاضراتهم وفتاواهم. قارن بين توقهم للقتال والجهاد ومحاربة الكفار وفرض مذهبهم، وبين رغبتهم في افتتاح محطة كهرباء أو بناء مدرسة أو إنشاء مزارع أو ملاعب أو أي شيء يتعلق بتنمية الإنسان ورفاهيته. كارثة إيران على نفسها وعلى المنطقة درس لكل من يريد أن يفهم..
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
من أجل الحرية المنشودة التي تنادي بها شعوبنا الحرة صعدت كثير من الأرواح الطاهرة إلي بارئها، وسالت الكثير من الدماء الطاهرة الذكية، واختلطت بتراب الوطن الغالي ثمنا لحريته وكرامته واستقلاله، فالوطن الحبيب لا يُفدّى إلا بالغالي والنفيس.
هكذا يقدم أبناء الوطن أرواحهم الطاهرة على أكفهم في سبيل الوطن لتحريره من محتل غاصب، أو من مستبد ظالم، فكلاهما أعداء للوطن الحر الذي يأبى إلا أن يعيش حرا مستقلا لا يتحكم فيه عدو معتد، أو ابن عاق، فالوطن الحر يهرع إليه أبناؤه المخلصون الأوفياء لنجدته من هيمنة المحتلين أو قبضة المستبدين.
وكما في أوطاننا العربية الحبيبة التي ذاقت الكثير من ويلات الاستعمار البغيض الذي احتل الأرض ونهب الثروات، فإن الكثير من الشعوب الشقيقة عانت وما زالت تعاني من مرارة الاحتلال وقسوة العدوان، الذي قتل المدنيين الأبرياء وشرد أصحاب البيوت.
إن جمهورية أذربيجان هي إحدى الجمهوريات الإسلامية، وواحدة من الدول الخمس المطلة علي بحر قزوين، ما إن تحررت من قبضة النظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، إلا وتعرضت لعدوان غاشم من قبل أرمينيا المجاورة لتحتل إقليم قره باغ الجبلية (ناغورني كالراباخ) والمناطق المجاورة له، الذي يمثل نحو خمس مساحة البلاد، وقد ارتكبت أرمينيا أبشع الجرائم في حق السكان العزل أصحاب الأرض، وذلك عندما استخدمت أسلوب القتل والترويع باتباع سياسة الأرض المحروقة بهدف تغيير الخريطة الديموغرافية لإقليم قره باغ الجبلية، وذلك بتهجير السكان وإحلال سكان من أصول أرمينية بدلا منهم.
وفي سبيل تحقيق سياسة التهجير القسري لأصحاب الأرض لم تتورع أرمينيا عن ارتكاب المذابح البشعة ضد السكان العزل، وقد كانت مذبحة "خوجالي" أكبر حدث مأساوي في المنطقة، وصفحة سوداء في تاريخ البشرية التي التزمت الصمت تجاه تلك المذبحة بحق المدنيين، واكتفت بعبارات الشجب والاستنكار ولم يتحرك المجتمع الدولي والقوى الكبرى لإزالة آثار العدوان ومعاقبة وردع المعتدي، لذلك يستمر احتلال إقليم قره باغ الجبلية حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليون لاجئ داخل بلادهم.
في ليلة السادس والعشرين من فبراير عام 1992 قامت القوات الأرمينية المرابطة في مدينة "خان كاندي" في إقليم قره باغ الجبلية، بعد حصار لمدينة "خوجالي" دام أكثر من أربعة أشهر بمشاركة الفوج 366 السوفيتي المرابط في ذلك الوقت بالمنطقة، بتدمير مدينة "خوجالي" وإزالتها حتى صارت كأنها لم تكن، وقد قتل في هذا العدوان 613 من الأبرياء ، منهم 63 طفلا و 106 من النساء و 70 شيخا، وتم إبادة أكثر من 70 عائلة، وأصيب بجروح 487 مواطنا، منهم 76 طفلا، ويعد 150 شخصاً في حكم المفقودين و 1275 شخصاً رهينة.
وتم تشويه 487 شخصا من سكان خوجالي على نحو بشع أثناء هذه المأساة، فكان من بينهم 76 طفلا لم يتجاوزوا سن الطفولة، وفقد 26 طفلا والديهم، كما فقد 130 طفلا إحدى والديهم، ومن أولئك الذين هلكوا 56 شخصا قتلوا بوحشية غير مسبوقة، وذلك بحرقهم أحياءً وسلخ فروة رؤوسهم وقطع رؤوسهم واقتلاع عيونهم، وبقر بطون النساء الحوامل بالحراب.
وصفت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان مذبحة "خوجالي" بأنها من أبشع المجازر بحق الإنسانية في تاريخ الصراعات القومية.
لقد كشفت مذبحة "خوجالي" الوجه الآخر لأرمينيا التي تؤلب اللوبيات الأرمينية في أوروبا والولايات المتحدة والدول الغربية كافة على تركيا من أجل الاعتراف بجريمة لم ترتكبها، ومن أجل الصمت على جرائم أرمينيا واستمرار احتلالها لإقليم قره باغ الجبلية، واتباع سياسة التعتيم على أكثر من مليون لاجئ مشرد من سكان الإقليم المذكور الذين نزحوا عن ديارهم قسرا ويعيشون في ظروف اجتماعية في غاية القسوة والصعوبة.
واليوم وبعد مرور أربع وعشرين عاما على ارتكاب أرمينيا لمذبحة "خوجالي" تظل تلك الذكري الأليمة راسخة في ذاكرة ونفوس أهالي الضحايا طالما أن الجاني لم يعاقب على جريمته، بل مازال يمارس كل يوم من أعمال القتل، فمذبحة "خوجالي" هي جريمة مكتملة الأركان من حيث أعداد القتلى، والمكان والزمان، وتحديد الجاني، ولم يبق سوى فتح تحقيق دولي لمعاقبة الذي اقترف تلك الجريمة في حق البشرية.
لقد أدت هذه المأساة التي حصلت في "خوجالي" خلال السنوات الأولى من استقلال أذربيجان إلى تغييرات كبيرة في البلاد، فالقوات الأرمينية لم تكتف بهذه المذبحة بل توالت عمليات القتل والإبادة الجماعية لتنال العديد من مواطني أذربيجان الأبرياء، كما قامت بإحراق وتدمير المقدسات الإسلامية كالمساجد والمدارس والآثار التاريخية القديمة التي تميز حضارة وتاريخ شعب أذربيجان.
إن تأخر تحقيق العدالة، وتقديم القتلة إلى المحاكمة، والاستمرار في الاحتلال، يمثل استمرارا للمأساة التي يعشها شعب أذربيجان منذ استقلاله، كما أن صمت المجتمع الدولي عن ممارسات القتل والترويع وتهجير السكان، وتجاهل الحياة القاسية الصعبة التي يعيشها المهجرون يضاعف مأساتهم، مع فقدان ثقتهم في العدالة الدولية.
*سفير أذربيجان لدى المملكة
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
اللهجة الأميركية والاستعدادات الغربية تجاه ليبيا تأخذ منحنى تصاعدياً بشكل ينبئ عن قرب التدخل عسكرياً في هذا البلد الذي تتخطفه فوضى السلاح، ويتنازعه المسلحون بين مليشيات ومتطرفين وقوات تابعة للجيش الليبي.
في مطلع هذا الأسبوع شهدت ليبيا تحركاً أميركياً عسكرياً لافتاً، إذ أدت ضربة نوعية عسكرية أميركية إلى سقوط 49 إرهابياً كانوا يتدربون في هذا المعسكر القريب من الحدود التونسية، وكانت تونس قد شهدت أعمالاً إرهابية كان المتسبب فيها عناصر قادمة من ليبيا، لكن تونس حذرة؛ بل رافضة لتدخل عسكري غربي واسع في ليبيا خشية أن يؤدي ذلك إلى حركة نزوح كبيرة إلى الداخل التونسي؛ ما قد يشكل فرصة لتسلل عناصر إرهابية، وهو ما يزيد من الأعباء الأمنية التي تثقل كاهل تونس.
وتتخذ القاهرة الموقف ذاته من التدخل الغربي العسكري في ليبيا، والحدود بين الجانبين المصري والليبي تبلغ حوالي ألفي كيلو متر ما يصعّب من مهمة إحكام السيطرة عليها، وبالتالي فالهاجس الأمني في ذهن صانع القرار المصري حاضر بشكل مُلح؛ إذ ما علمنا أن هناك تنسيقاً بين "داعش" في سيناء وطرابلس.
من ضمن تلك التطورات التي تشهدها الساحة الليبية دحر المليشيات المتطرفة، ومن ضمنها "داعش"، من منطقة الليثي التي تسمى "قندهار بنغازي" على يد الجيش الليبي، وتلك العملية قد تكون ضمن فعاليات استعادة زمام الأمور في المدن الكبرى الليبية، لكن ذلك لم يمنع التنظيمات الإرهابية من السيطرة على وسط صبراتة.
أمام تلك التحديات الداخلية والإقليمية، يبدو أن واشنطن عازمة على التدخل دون النظر إلى تحفظّات تونس والقاهرة، فالرسائل الإعلامية التي مرّرها ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الدولي أول من أمس في جلسة صحافية مغلقة، لفت فيها إلى هجرة قيادات "داعش" إلى ليبيا بعد أن تم تضييق الخناق عليها في سورية والعراق.. وهو أمر تراه الدول الأوروبية غاية في الخطورة، فالأمر يتعلق بإرهابيين يتجولون جنوب المتوسط في ظل غياب الدولة وتوفر السلاح والنفط، وهو ما دفع دولاً مثل ألمانيا كانت متحفظة على التدخل العسكري في ليبيا إبّان إسقاط القذافي أن تصبح اليوم في مقدمة الدول التي ترسل وفوداً ومدربين عسكريين إلى هذه البلاد، التي يشكل انفلاتها صداعاً للاتحاد الأوروبي.. فعلاوة على الإرهاب شكّلت ليبيا محطة انطلاق بارزة للمهاجرين إلى حيث الشواطئ الأوروبية، وهو ما تسعى أوروبا إلى تقليصه ومنعه، لكن في ظل زوال السلطة لا توجد جهة معتبرة يمكن الاعتماد عليها في هذه المهمة الصعبة.
في خضم ذلك جدير بالفرقاء من السياسيين الليبين إعلاء المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية أو الفئوية، فالوضع على الأراضي الليبية ينذر بتكرار سيناريو العراق وسورية إذا لم تتدارك الفعاليات السياسية والقبلية الوضع في البلاد وغلّبت المصلحة الوطنية على مصالحها.. فالتحديات صعبة وإنجاز المهمة يتطلب تعاوناً داخلياً لا يمكن لأي قوة مهما كانت ضاربة أن تنجزها.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. أحمد الفراج
قبل أيام، انتهت المرحلة الثالثة من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، في ولاية نيفادا، حيث تقبع عاصمة القمار العالمية، لاس فيجاس، وأختها مدينة رينو، وقد فازت المرشحة هيلاري كلينتون على منافسها الوحيد، برني ساندرز، بفارق غير كبير، ولكنها احتفلت مع معسكرها كثيراً وطويلاً، فقد أصبح ساندرز حلماً مزعجاً بالنسبة لها، بعد ما فازت عليه بصعوبة بالغة في ولاية ايوا، ثم سحقها في ولاية نيوهامشير، وستكون المحطة القادمة، ولاية جنوب كارولينا، من أهم المحطات بالنسبة لهيلاري، وقد تخدمها شعبيتها لدى السود، وهم شريحة لا يستهان بها، في هذه الولاية التي شهدت معارك طاحنة، أيام الحرب الأهلية، وقاتلت بشراسة، ضد تحرير السود، قبل أكثر من قرن ونصف، أما في الجانب الجمهوري، فقد كانت الانتخابات التمهيدية، للمرحلة الثالثة، في ولاية جنوب كارولينا، وقد فاز بها المرشح، دونالد ترمب، وجاء ثانيا عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، السيناتور ماركو روبيو، وهو النجم الصاعد، والمفضل للحزب الجمهوري حالياً.
المرشح، جيب بوش، الذي كان الجمهوريون يعولون عليه لإنقاذ الحزب، واصل فشله الذريع، وحل رابعاً، وبنسبة متدنية، في ولاية جنوب كارولينا، وذلك رغم أنه استعان بكل ما يملك، فقد استنجد بتاريخ أسرة آل بوش، ورافقه والده، الرئيس جورج بوش، وأخوه، الرئيس بوش الابن، في حملته الانتخابية، في هذه الولاية الجمهورية تاريخياً، كما شاركت والدته، ومع ذلك فقد بات واضحاً أن الشعب الأمريكي ضاق ذرعاً بهذه الأسرة، وليس مستعداً أن يغامر مجدداً لانتخاب واحد من أفرادها، وعلاوة على ذلك، فإن جيب بوش لم يقدم ما يشفع له على الإطلاق، فقد كان يفتقد الحماس، والكاريزما، والخطب المثيرة، وباختصار، فقد كان كارثة ماحقة على نفسه، وعلى أسرته، وعلى الحزب الجمهوري، ولذا قرر الانسحاب من السباق الرئاسي، وحسناً فعل.
الجمهوريون يعيشون أزمة كبرى، فالمرشح المتألق شعبياً، حتى الآن، هو دونالد ترمب، وترمب شخص غير مرغوب فيه لدى المؤسسة الجمهورية، لأنهم يعلمون أنه قد جاوز كل الحدود بتصريحاته العنصرية، ومواقفه غير المتزنة، وبالتالي فهم يعلمون أن احتمالية فوزه أمام المرشح الديمقراطي ضئيلة، خصوصا إذا ما كان هذا المرشح الديمقراطي هو هيلاري كلينتون، بما تحمله من تجربة وتاريخ سياسي، ولذا فإن كبار منظري الحزب الجمهوري وقادته يدعمون ثاني أفضل المرشحين الجمهوريين حاليا، أي السيناتور ماركو روبيو، الذي تسير حملته على ما يرام، وتزداد شعبيته يوماً بعد يوم، فهو محافظ، ولكنه أكثر اعتدالاً، وأكثر حكمة من ترمب، ويبدو أن المؤسسة الجمهورية ستقف بكل قوتها خلفه، على أمل أن يتجاوز الشعبية الكبيرة لترمب، ويصبح هو المرشح الجمهوري، وهذا ما سيضفي المزيد من الإثارة على الانتخابات التمهيدية في المحطات التالية، وهي التي كانت مثيرة منذ بدايتها، وذلك لأول مرة منذ زمن غير قصير، فلنواصل المتابعة.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. خيرية السقاف
وكأن لا أطفال يقتلون، ولا أرواح تحصد، ولا بُنى تُهدم،
ولا شاهق يتردى، ولا منارات تسقط، ولا رؤوس تُنكس..
كأن لا انكسارات نفوس، ولا خيبات صدور، ولا أحلام تتشظى،
ولا أماني تتلاشى، ولا حقوق تُغتصب، ولا راحة تُنتهك،
كأن لا سلام يُقوض، ولا أمانٍ يُفنى، ولا مواثيق تُحرق..
كأن كل شيء على ما يرام، وأي شيء في سلام..!!
كأن الشمس تشرق على ابتسام، وتغيب على ضحكة،
كأن الليل يلم ساكنيه بلا آلام، والغسق يضم مطمئنين في نعيم..
لذا ففضائيات عربية تشعل رغبات السذج يصفقون للغناء،
ويتسابقون من أجل حفنات من النقود في خواء،
والمذيعات عارضات ملونات،.. مرفّهات ضاحكات..
و.. كأنّ المشردين قصة واهمة، والقتال خيال شيطاني،
والميتمين لم يفقدوا الدار والآباء، والثكالى لم يعصبن الجباه، ويتحزّمن بالفقد..!
كأنّ الهاربين المشردين مسرحية عابرة
كأنّ هذا العدوان غير الأخلاقي لم يهدم المدن، ولم يمسح عن سطح الأرض الإرث،
ولم يعث بجنونه المحموم في فرح الطفل نهشاً، وفي سكينة الشائب قلقاً، وفي ورع المتبتل جرحاً،..!!
كأنّ ما يجري هو كابوس مروّع..، أو هو خيال مفزع..
مع أنه واقع كئيب.. ، حسير، كسير، خادش، صادم..!
لا كابوساً مخيفاً، ولا مسرحية محزنة، ولا قصة مفزعة،
لا ملهاة فارطة، ولا قصة مجنونة،
لا وهْماً، ولا خيالاً ، ولا حديث شيطان..
إنه حقيقة مفرطة في الإيغال،..
وإنه واقع خارج المعقول ليس له مآل..
ومع هذا فالشرائح الغالبة من «العرب» يغنّون، يتعطّرون،
يمدّون الموائد، يتذوّقون الأطعمة، يتسابقون لعيادات التجميل،
ولمخازن الأزياء، ومتابعة فلم السهرة، وجوائز «الأوسكار»، وأخبار النجوم، والمسلسلات التركية، ويتسابقون لحصد المال في الفضائيات، ويرسلون دموع الفرح لفوز صغارهم في أجمل الأصوات تأهيلاً لهم خارج خط الواقع..!!
ثم لدقيقة،
دقيقة فقط يترحّمون بكلمتين على ضحايا «الكابوس»..!!
ومن بعد ينفضون رؤوسهم، وينسون..!!
بيْد أنه الواقع الأصعب في التاريخ..!!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. حمزة السالم
في نفس التاريخ انطلقت كوريا والسعودية لبناء نهضتهما الاقتصادية. فكيف انطلقت كوريا من تحت الصفر وبلا موارد لتصبح في عقود تزاحم الدول العظمى. نهضة كوريا أعظم من النهضة الأوربية والأمريكية. فقد حقق الكوريون في عقود وبسلاسة ما أحوج الغرب تحقيقه قروناً من الملاحم والخسارات العظمى. كوريا تعتبر مقارنة ليست عادلة لنا فقط نحن السعوديون بل هي مقارنة من باب أولى. فقد كانوا قرويين بدائيين وكنا نحن كذلك. فكوريا، التي نصح الجنرال مكارثي الأمريكي قومه بأن لا أمل في إحيائها اقتصادياً، قد انطلقت بسلاسة وبلا فتن ولا ملاحم من تحت حطام الحرب مدمرة تماماً بلا موارد اقتصادية، ولا بنية تحتية ولا خلفية علمية ولا مقدرة عقلية، تحت وطأة حكم ديكتاتوري عسكري، وتحت وطأة تقاليد قبلية وعائلية مرهقة. فلا يتعذر أحد بالديمقراطية، ولا بالبدائية ولا بالقبلية.
وصلت كوريا لأنها أوجدت حلولها بمعطياتها لا بمعطيات أمريكا وأوروبا. فتمردت على الديمقراطية فحكِم الكوريون بالديكتاتورية العسكرية. ونبذوا فكرة السوق الحرة وعدم تدخل الدولة، فأقامت الدولة المشاريع الضخمة. وصلت كوريا لأنها فكرت بعقول ثلة قليلة من النابغين من أبنائها، لا بعقول البصمجية أو المستنفعة أو سُراق الأفكار وأصحاب الخبرات الكاذبة.
طعام الكوريين لا يطيقه غيرهم ولا يطيقون هم طعام غيرهم. وقد انكب الكوريون على دراسة الأطعمة الأوروبية والأمريكية واستجلاب خبراء الأطعمة. لا ليصنعوا طعاماً أمريكياً ولا أوروبياً، ولا ليستخدموا طرق صناعة الأطعمة، ولا لاقتباس الوصفات بمقاديرها. درس الكوريون أطعمة غيرهم، ودرسوا خبرات غيرهم واستجلبوها ليصنعوا طعامهم الكوري، ليزداد أصالة كورية فيزداد تنفيراً وكراهة لغير الكوريين، فبهذا سبقت كوريا وبهذا تميزت فصعب استنساخها. واشتغلنا نحن السعوديين باستجلاب الأطعمة الغربية والأمريكية وخبرائها ليصنعوا هم الأطمعة لنا فنقدمها لندعي بفخر أن نساءنا طبخنها وأن أبناءنا جاءوا بمتطلباتها وأن رجالنا أكلوها. ولم تطبخ النساء ولا تدري ما الطباخة، ولا يعرف الأبناء كيف يأتون بالمتطلبات ولم يأكل رجالنا ملء بطونهم، بل حاشرهم الأوربيون والأمريكيون على المائدة، فنحن في خوف كلما انخفض نفطنا أن يذهب الطباخ والمُورد والمُحاشر لمائدتنا، فمحاشرة بدعوى الكرم خير من جوع ولا فخر كرم.
والأجنبي أجنبي. لا يشعر البعض بالكلفة إذا ما بذل له المليارات فهو أجنبي وكل مستورد غال. والأجنبي كما هو في المثل النجدي «ما يتغطى عليه» فهو غير مزاحم في فخر خدمة الوطن ولا نشعر بالخجل من جهلنا أمامه ولا يعاب علينا في استخدامه. لذا يُحارب السعودي المبدع وتُسرق أفكاره من الوطني ومن الخبير الأجنبي. وهذا يشرح لم أضعنا عشرات التريليونات دون أن نصبح قادرين على صناعة طعام واحد بينما نجح الكوريون في صناعة طعامهم وطعام غيرهم وحصلوا أضعاف ما أضعنا من التريليونات.
والجاهل يناضل لتغطية جهله فهو محارب لكل إبداع وطني بكل طريقة، فإما أن يسرق الفكرة وإما أن يُميتها. ولو أن سرقة الحلول والإبداعات تكفي، لتفاءلت خيراً، فالأجنبي قد كفانا سرقة الأفكار والحلول الوطنية، وهو الذي «لا يتغطى منه» فسيقدم الأجنبي الحل مقابل الملايين ويدعي الوطني الحل وانتهى الأمر. ولكن الحلول العظيمة لا تُسرق ببساطة. فطريق الحل له مفاتيح، وتواجهه عقبات لا يستطيع تجاوزها إلا مبتدع فكرتها، فلهذا تموت الأفكار في النهاية أو تشوه فتخرج مسخاً مكلفاً أضعاف أضعاف لو أستعين بمبدع الحل.
مبدعو الحلول وأصحاب الأفكار يأتون بالفكرة وهي خداج، فإن سُرقت ماتت في مهدها. وإن ربيت في مهد صاحبها نماها حتى كبرت ونضج نموها. وترى الفكرة وهي في مرحلة نضوجها، توجد حلولاً لعقبات تواجهها، تصبح هذه الحلول حلولاً أعظم لمشاكل أخرى متنوعة. فإن لم تنتهب الفكرة من مهد صاحبها، صارت شجرة عظيمة ملتفة كثيرة النفع مثمرة بحلول أخرى واختراعات جديدة. وإن انتهبت فهي كقطع غرسة صغيرة، فإما أن تموت أو تنمو هزيلة مريضة بالكاد تقيم عودها فهي أعجز من أن تولد غيرها. فسُراق الأفكار كزهرة الربيع تذبل سريعاً، فهم غير قادرين على إتمامها واستغلالها بالشكل الأمثل كما أنهم أعجز من أن يطورونها ويخلقوا منها حلولاً أخرى.
فليس هناك سر في أن كوريا أصبحت تسابق الأمم المتقدمة وقد انطلقت من حطام الحرب ومن مستنقع الجهل والتخلف وأصبحنا ونحن نراوح مكاننا تحت رحمة الأجنبي. فالحكم الديكتاتوري للشعب المتخلف الكوري أدرك أن نهضة الشعب بعقول مبدعية لا بعقول السراقين أجانب كانوا أو وطنيين. فحكم السُراق بيد من حديد، فخلق بيئة إبداعية محفزة على الإبداع.
قوم جورج يميزون سُراق الأفكار ويدركون مبدعيها. فالسارق لا يستطيع الدفاع عن الفكرة ولا تطويرها ولا تبيين أصولها. ويكثر في قومي سُراق الأفكار ويجحدون مبدعيها ويحسدونهم «ولا يتغطى على الأجنبي عندهم». فيا ليتني كنت جورج، فأتيهم بلباسه، فلا يتغطى عني، لكنت أنفع لوطني.
- التفاصيل