قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء

يَبدو الفَرقُ كَبيرًا؛ بَين فِئَة تَغْتَنمُ الفُرص وفِئَة تُهدرها، لَكن هُنَاك فِئَة ثَالِثَة خَارج الحِسَابَات والتَّصنيفَات، وهي تِلك الفِئَة التي تَنْتَظر الفُرص عَلى الأَرْصِفَة، وتُلقي باللاَّئِمَة عَلى كُلِّ مَا يُحيط
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

تشهد الدورة الـ 14 لمنتدى جدة الاقتصادي تحولًا جديدًا وهامًا في تاريخ المنتدى والذي أسس منتدى عالمي يتحدث عن التجارب العالمية في القضايا الاقتصادية، ولكن دورة هذا العام التي تفتتح
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د.عبد الرحمن الحبيب
خلال الأجواء الحيوية في نقاشات «التحول الوطني» داخل الوزارات والمؤسسات الكبرى بالمملكة، وما تشهده من حركة سريعة غير معتادة للتطوير وإعادة الهيكلة الإدارية واختيار كفاءات جديدة من خارج مؤسساتها المعتادة، ثمة عراقيل وتحديات عديدة تواجه عملية التحول..
بعض هذه التحديات ناقشتها في مقالات سابقة، وهنا سينصب التركيز على شكوى يطرحها رعيل المخضرمين وكثير من الموظفين على الإدارة الجديدة في مؤسساتهم، بأنه ينصب اعتمادها على المستشارين والمعينين الجدد أثناء التحول وإعادة الهيكلة، وأنّ التغييرات تتم فجأة دون مشورتهم وأنها تتعارض مع الأسس الإدارية المناسبة من وجهة نظرهم.
إذا كان المستشارون غالباً أصحاب اطلاع نظري واسع (أكاديمي على وجه الخصوص)، فإنّ تجربتهم الواقعية في الإدارة قد لا تكون كذلك. وإذا كان المسؤولون الجدد أصحاب كفاءة عالية في مؤسساتهم السابقة فلا يعني ذلك استغناءهم عن خبرة قدامى المسؤولين وكبار الموظفين المهرة. لن يستطيع المسؤول الجديد تنفيذ برنامجه الجديد إن لم يُقنع الفريق العتيق داخل المؤسسة، وأيضاً إقناع الصف الثاني من الموظفين. ولن يتمكن من إقناعهم ما لم يستمع إليهم جيداً ويُقدِّر خبراتهم وطرق عملهم، ثم يحاول إقناعهم بخطته الجديدة.
هناك متطلبات للخطط النظرية الجديدة التي يصنعها المستشارون ويصدرها المسؤول الجديد، «فلا شيء أكثر عملية من النظرية الجيدة»، كما قال المفكر كورت لوين مؤسس علم النفس الاجتماعي الذي وضع نظريات حيوية تسهل التطبيق أثناء التغيير، منذ منتصف القرن العشرين وما تزال مرجعاً أساسياً للمؤسسات في أمريكا، (كتاب علم النفس، دار دي كي، 2015).
بعض المسؤولين المهرة يظن أن مجرد كون خطته سليمة يُعَد كافياً، ومن يتعرض عليها من الموظفين فعليه المغادرة أو التهميش، كما قال لي أحد المسؤولين، معللاً ذلك بضرورة الانضباط لتنفيذ الخطة بغض النظر عن مشاعر الممانعين. فهل هذا المنطق ناجح عملياً؟ يقول لوين: العديد من المؤسسات فشلت في التحول لأنه ببساطة لم يتم تجهيز وإقناع الموظفين بطريقة مناسبة، مما يجعلهم يقاومون التنظيم الجديد.
خلال دراساته للسلوك أثناء تحول خطة المؤسسة، ابتكر لوين «نظرية المجال» التي تدرس أنماط التفاعل بين الفرد وبيئته، وتسبر أغوار القوى المؤثرة أثناء التحول.. مميزاً بين قوتين متعارضتين: قوى مساعدة وأخرى معرقلة. وضع لوين نموذجاً للتغيير كمرشد لنجاحه لأية مؤسسة، تتمثل في ثلاث مراحل إجرائية. الأولى كسر الجمود عبر الاقتناع بضرورة التغيير. الثانية البدء بإجراء التغيير الذي سيمر بارتباك خلال تفكيك الأساليب القديمة. الثالثة تثبيت الوضع الجديد.
كل هذه المراحل صعبة ومؤلمة نتيجة إعادة بناء ما اعتاد عليه الموظفون، إنما المرحلة الأولى تُعَد أصعبها حيث النفس البشرية تقاوم ما ألفته من روتين يومي، لذا فهي تتطلب حرصاً في التهيئة والتجهيز النفسي للموظفين. قلت ذلك لأحد المسؤولين فقال: «يا أخي، أنا ليس طبيباً نفسياً أعالج عقد الموظفين المتحجرين، وهذه النظرية لا تصلح لنا!»،
أما لوين فيرى أن التهيئة النفسية ضرورية للتحول في أية مؤسسة، ويمكن أن تتم عبر إيجاد مناخ ملائم للتغيير ليثق الموظفون بهذا التحول، وذلك عبر التواصل معهم في أجواء ودية، وإشعارهم بأهمية آرائهم مع إقناعهم بضرورة التغيير، وإشراكهم بفاعلية في النقاشات أثناء وضع خطة التحول ودعمهم نفسياً لإزالة التوتر لديهم..
لقد جرب لوين نموذجه أثناء الحرب العالمية الثانية عند ظهور نقص في الأغذية بإقناع الأمهات باستخدام المنتجات الحيوانية الثانوية كالكرش والمصارين والكلي والكبد.. حيث كانت تُعَد منتجات للطبقة الفقيرة. وزارة الزراعة الأمريكية دعت لوين لمساعدتها في إقناع الأمهات باستخدام هذه المنتجات. وخلال لقاءاته معهن أدرك لوين القوتين المساعدة والمعرقلة. القوى المساعدة بأن هذه المنتجات عالية البروتين وتخفف من أزمة الغذاء، والمعرقلة أن الثقافة الاجتماعية آنذاك تعتبر هذه المنتجات غير مناسبة غذائياً ومعيبة للطبقة الوسطى. قسم لوين مجموعتين من الأمهات لاكتشاف أفضل طريقة للشروع في التغيير. المجموعة الأولى قيل لها تكراراً أنّ هذه المنتجات مغذية وصحية وتخفف من أزمة الغذاء، والثانية شاركن في حلقة نقاش هذه الأفكار. النتائج كانت مشجعة في المجموعة الثانية، على عكس الأولى.
في المرحلة الثانية للتحول يتخوف الموظفون أثناء تطبيقهم للنظام الجديد من الفشل وما يتطلبه من مهارات جديدة. في هذه الحالة لا بد للمسؤول القيادي أن يخفف قلقهم بدعمهم وإعطائهم معلومات جديدة تنقصهم وتخليصهم من المعوقات.. لا بد أيضاً أن يكون النمط الجديد متوافقاً مع بيئتهم التقنية والعملية والثقافية. المرحلة الأخيرة حين يكتمل تنفيذ الخطة الجديدة، يجب أن تكون جزءاً من ثقافة المؤسسة لتنجح؛ أي أن الأفكار والإجراءات والسلوكيات الجديدة ينبغي أن تصبح روتينية. يمكن للإدارة أن تساعد في تثبيت التغيير عبر توضيح هذه التطبيقات الجديدة للموظفين بأن تكشف لهم منافعها تطبيقياً لتوفر لهم شعوراً إيجابياً بتنفيذها.. ويمكن أن يتم ذلك بالمكافآت وتوفير دورات تدريب لمهارات جديدة..
الاسترشاد بنموذج لوين أثناء التغيير طبّقته العديد من المؤسسات. خذ مثلاً، شركة الخطوط الجوية كونتينانتل كادت تشهر إفلاسها في التسعينات، لكن إدارتها طرحت تغيراً جذرياً في عملها: لقد حولت تركيز الشركة من تقليل الخسائر على الطريقة السابقة إلى تحسين الجودة نوعياً لترضي الزبائن. قررت الإدارة مكافأة الموظفين لتطبيق السياسة الجديدة إذا تمكنوا من رفع درجة شركتهم ضمن أفضل خمس شركات طيران في تصنيف وزارة المواصلات. تطبيق نموذج لوين رفع هذه الشركة من كونها أحد أضعف الشركات أداء إلى تسميتها خطوط طيران السنة في أمريكا!
الخلاصة أن التواصل الودي مع الموظفين أثناء التغيير يهيئ بيئة إيجابية لإزالة توترهم من خلال تعبيرهم عما يساورهم من قلق وإجلاء غموض فهمهم لهذا التغيير. يبدو أنّ القائمين على مناقشات برنامج التحول الوطني يدركون ذلك ويمارسونه بفاعلية. إنما العديد من مؤسسات الدولة التي تريد التحول من الخطة القديمة هي نفسها لم تتحول في أسلوب الإقناع، ولا زالت على أسلوب ندوة أو ندوتين لتوضيح الخطة الجديدة للموظفين بطريقة الإبلاغ القديمة دون تحضير مسبق أو حوار بنّاء، فضلاً عن مشورة.. ففي نهاية المطاف هؤلاء الموظفون هم من سيطبق البرنامج الجديد أو يعرقله وقد يصبح البرنامج «كالغراب الذي ضيَّع مشيته ومشية الحمامة.»
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
عبدالعزيز السماري
أثبت العقل البشري قدراته المتناهية على خلق المعجزات، وعلى تحويل أسرار الطبيعة إلى أغراض تخدم الحاجة الإنسانية، وقد شهد التاريخ البشري تحولات كبري في الاكتشافات العلمية، لكن التأمل في عظمتها يتضاءل بمرور الوقت، ثم يعود البشر إلى كهوفهم المظلمة، وإلى الانقياد الأعمى خلف أئمة الجهل ودعاة الشر، ولهذا نحتاج إلى التذكير بتلك التحولات الكبرى في تاريخ الإنسان.
كان اكتشاف البنسلين عظيماً بكل المقاييس، فقد كان الفتح الذي بدأت من بعده عالم المضادات الحيوية ضد الالتهابات البكتيرية، وجاء بعد أن لاحظ الكسندر فليمنج بعض العفن الذي ينمو على صحون البكتريا، ولاحظ أن كل البكتريا المحيطة بهذا العفن كانت قد ماتت، ليكتشف أنها من فصيلة اسمها البنسلين، وهكذا أمكن الدكتور ألكسندر فلمنگ من اكتشاف العقار الجديد عام 1929. وإن لم ينل اعتراف الدوائر الرسمية أو الطبية أو الشعبية، إلا بعد أن أثبت نجاعته في معالجة جرحى الحرب العالمية الثانية.
كان استحضار مادة الكورتيزون في المختبر مفصلياً في تاريخ الإنسان مع المرض، وقد تم اكتشافها لأول مرة من قِبل الكيميائيين الأمريكيين إدوارد كالفين كيندال وهارولد ميسون أثناء إجرائهم بحوثاً في مايو كلينيك، ومُنح كيندال جائزة نوبل في الطب عام1950 مع فيليب هنش وتاديوس رايخشتاين مقابل اكتشافه العظيم، وقد فتحت هذه المادة المجال لبدء مرحلة معالجة فصل كامل من الأمراض التي لها علاقة بالخلل الوظيفي في الجهاز المناعي.
في عام 1974، نجح الروسي سفياتوسلاف فيودوروف في إزالة الزجاج من عين الصبي بعد حادث، وكان الصبي قبل الحادث يعاني من قصر نظر شديد، وبعد سقوطه على نظارته أصابت جزيئات الزجاج قرنيته، واضطر فيودوروف إلى إجراء العديد من الشقوق الشعاعية التي تمتد إلى محيط القرنية، وبعد إزالة الزجاج والتئام القرنية، اكتشف فيودوروف أن قصر النظر عند الصبي تحسن بشكل ملحوظ، وكان ذلك مفتاح الحل لمعالجة قصر النظر كما هي في زمننا الحاضر.
كان العامل المشترك بين هذه الاكتشافات وغيرها التأخر في تقدير عظمتها، وعادة تواجه الاكتشافات العظيمة بقدر كبير من الحذر قبل أن تنطلق، وتأخذ الحيز التي تستحقه في مجالها، وتواجه في الوقت الحاضر بعض الاكتشافات العظيمة بعض الحذر غير المبرر، لكنها ستأخد مسارها لسبب رئيسي، وهو حاجة الإنسان وتجاربه عبر السنين.
كان آخر هذه المحطات العظيمة اكتشاف الخلايا الجذعية، والتي لازالت قدراته تصارع عالماً من المصالح التجارية المتضاربة والحذر من آثارها غير المتوقعة، والخلايا الجذعية هي المعجون الخلوي التي تخرج منه جميع أنسجة الجسم، وبعد نجاح الإنسان في زراعة الخلايا الجذعية الجنينية البشرية لأول مرة في المختبر، بدأت أحلام الإنسان في استخدامها لترميم أجهزة الجسم المصابة، وفي إصلاح الأنسجة التالفة أو إنشاء أجهزة جديدة.
أفصحت الأبحاث الطبية العديدة على قدرتها على ترميم الأنسجة التالفة، وكان أهم نتائجها علاج مرض السكر ومساهمتها في شفائه لحد كبير، وتقدر عدد التجارب التي تستخدمها لعلاج الأمراض بأكثر من مائتين محاولة، وأصبحت مصدراً للتجارة في كثير البلاد الخارجة عن سيطرة الاقتصاد الطبي الغربي، وتواجه الآن ما واجهته عمليات تشطيب القرنية واكتشاف البنسيلين، وهي في طريقها لكسب المعركة، فالتجارب الشخصية والدراسات الطبية حول العالم تثبت قدرتها على صنع المعجزات.
ما ذكرته أعلاه يمثل بعض الإضاءات من الجانب المشرق في تاريخ الإنسان على كوكب الأرض، لن يتسع المجال لرصد المزيد منها، لكنها دائماً ما تجعلني أتساءل كيف يقبل الإنسان طواعية أن يعيش في الظلام وفي درك الكراهية، وهو يدرك أن ذلك حدث فقط بسبب إطلاق العقل البشري للعمل بدون قيود أو أفكار تسلب أرادته، وبرغم إدراكنا لها، لازال بعضنا يصرف كثيراً من الجهد والطاقة في طاعة دعاة الظلام وسفك الدماء من جميع الثقافات والأديان.
نحن في أمسّ الحاجة للخروج من الانقياد الأعمى للعقل خلف الدموية والعدوانية، وأن نمنح عقولنا بعضاً من الاستقلال والفهم والإدراك، وقبل ذلك أن نتحرر من سلطة الظلام، وأن نخرج إلى حيث النور الذي جاء بمثل هذه الاكتشافات العظيمة، وأن نصل إلى قناعة إن هذا هو الطريق إلى الله عزّ وجلّ، وأنّ من يروّجون للخروج على العالم شاهرين سيوفنا ليكون أمام خيارين إما الجزية أو الموت، لا يمثل جوهر دين الله، ولا يمكن أن يكون طريقة مثلى للتواصل مع خلق الله تعالى، بمختلف ألسنتهم وألوانهم وثقافاتهم وآلهتهم، والله المستعان.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. جاسر الحربش
مثل هندي: لا تفسد شهية الآخرين بإبداء رأيك في أطباق المائدة.
أفضل ما تقدمه لعدوك أن تتصرف بالطريقة التي يتمناها. أفضل ما نقدمه لإيران وللمسمى حزب الله هو الدخول في قطيعة مع الشعب اللبناني بدون تمييز. طيلة الثلاثين سنة الماضية كان النظام الإيراني يستفيد من الفراغات، المعنوية قبل المادية، التي لم يستطع العرب ملأها بذكاء وباستغلال الفرص السانحة، وكانت كثيرة. هذه واحدة والثانية هي أننا في المنظومة العربية الخليجية وكسعوديين بالذات، لسنا في حاجة إلى عداوات إضافية. نحن السعوديون، وطنا ومواطنين لا نتمتع بما نعتقده من الود والاستلطاف في العالم. اقترنت الصورة عنا، إعلامياً، بالبحث عن المتع التافهة وتبذير المال وقلة التواصل مع الشرائح المثقفة والجدية في الدول التي نزورها. لذلك نجد ابتسامات وألقاباًً تفخيمية في الحل والترحال خارج البلاد، ولكن ذلك من لوازم أكل العيش ولا علاقة له بالود ولا بالاستلطاف. في مسألة الود والاستلطاف هذه يحسن بنا أن نركز أولاًً على وضعنا الداخلي.
بما يخدم فكرة المقال قرأت الأسبوع الماضي مقالين، أحدهما للأستاذ الهادئ المتميز مرزوق بن تنباك في صحيفة مكة، عدد الثلاثاء 14-5-1437 هـ بعنوان: كلنا غير، والمقال الثاني لصاحب الفكر النير خالد الوابل في صحيفة عكاظ عدد الأربعاء 15-5-1437 هـ. بعد القراءة اكتشفت، بالرغم من أو بسبب تزكيتي لنفسي قبل ذلك، أنني ممن ينطبق عليهم تصنيف كلنا غير وكذلك تصنيف عدم التطابق بين التدين المعرفي والتدين السلوكي. نحن فعلاً غير، ليس فعلاًً بالأشياء التي حصلنا عليها هبات من الله وإنما بخصوصياتنا السلوكية وتفردنا بمفاهيم كثيرة تختلف عن بقية سكان العالم. المشكلة أن الشعوب والأوطان تتقارب أو تتباعد حسب الكم والنوع المشترك بينها وكذلك الأفراد، ورحم الله من عرف نفسه.
أعتقد أن هذا التفرد العالمي، الذي نسميه خصوصية، تربوي وناتج (ضمن أسباب أخرى أقل أهمية) عن عاملين هما: الالتزام الظاهري بطروحات فقهية خاصة بنا في تحديد العلاقات الشخصية والعامة، ثم في التوجس الناتج عن العزلة الطويلة قبل عصر السياحة النفطية. نصف قرن من الاحتكاك المباشر في العالم لا يكفي لتفكيك تأثير خمسة قرون أو أكثر.
ومع ذلك فليس الهدف من الكتابة تحت العنوان أعلاه النظر في سلوكياتنا في الداخل، فعملية التقارب والتكامل والاستلطاف تفرض شروطها وبسرعة لا بأس بها، وسوف تزداد بالتأكيد كلما حافظنا على استمرار الاستقرار المعيشي ورفعنا سقف التنوير الحضاري وكشفنا عوار الطروحات الحدية والإقصائية والاحتكارية. الهدف من المقال هو النظر في سلوكياتنا مع الخارج.
مسألة قطع العلاقات بين الحكومات تصرف سيادي تمارسه الحكومات عند الضرورة لأسباب أعمق وأهم من أن يجتهد فيها كل من حمل قلماًً أو تمتع بطلاقة في اللسان. القطيعة السياسية بين حكومة وحكومة لا يفترض أن تعوَّم شعبياًً وتستغل شعبوياً باستثارة المزيد من الحساسيات والعداوات. على سبيل المثال السريع، ليس من الكياسة الأخلاقية والوطنية ولا الشرعية وصف الشعوب الإيرانية بالمجوس والروافض للتكسب الشعبوي الغوغائي، ويكفي أن يلتزم المواطن بمطالب حكومته في القول والعمل والتعامل.
حالياًً يتم الخوض العشوائي الشعبوي في موضوع سياسي يمس علاقة الحكومة السعودية (المتضررة) بالحكومة اللبنانية (المتحيزة)، وهو موضوع حكومي لا علاقة للدولتين ولا الشعبين السعودي واللبناني ببداياته ولا نهاياته. الحكومتان نفسهما لا تريدان أن يصل الأمر إلى حدود القطيعة والاستعداء على مستوى الدولتين والشعبين.
من المقبول والمعقول مناقشة الأمر على المفتوح في المجالس الخاصة، على أن تبقى الآراء بمعزل عن الإعلام المقروء والمنطوق والمشاهد في العلن. فتح الأبواب للاجتهادات العشوائية يتيح الدخول للحمقى والانتهازيين والمتسوقين في كواليس الإعلام.
من المؤكد أن العلاقات الجيدة بين «الدولة السعودية والدولة اللبنانية» سوف تعود، بعدما قدمت الحكومة السعودية براهينها على الأضرار الفادحة التي تسبب فيها سكوت الحكومة اللبنانية (الخارجية اللبنانية تسميها احتيالاً النأي بالنفس) عن اختطافها لصالح عدو واضح وشرس للبنان أولاًً قبل السعودية. الضرر المباشر من عملاء إيران على لبنان بكل مكوناته واضح ومدمر، أما السعودية فقادرة بعون الله على التعامل معهم وإخراسهم. حينئذ سيكون لبنان بكامله، بما فيه العرب الشيعة من أول الشاكرين لمساعدتهم في التخلص من الطاعون المذهبي الذي يفتك بلبنان.
ويبقى الأمل الكبير على هامش تصحيح موقف الحكومة اللبنانية بعد كشف الأوراق، وهو الأمل أن تصحح السعودية الإختلالات الموجودة لغير صالحها في التسهيلات الإعلامية والإعلانية والتجارية واختيار الشركاء المناسبين من اللبنانيين في سوق العمل والإعلام والإعلان والتبادل الفكري. ذلك هو ما يأمل المواطن السعودي أن يكون على رأس قائمة الفوائد والأولويات التي سوف تترتب على إنهاء التوتر المؤقت بين الحكومتين، لصالح الدولتين والشعبين.
بدأ الدور السعودي لتصحيح الوضع بين الحكومتين، ولكن الشعب السعودي وأطياف الشعب اللبناني المتعددة، كلها عليها الالتزام بواجبات اللغة والتاريخ والجغرافيا ولا حاجة لأي اجتهادات تضيف للطرفين عداوات جديدة.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
سعد الدوسري
تأكيداً لما أشرت له بالأمس، عن ضرورة تطوير آليات المراقبة من خلال تطبيقات الهواتف المحمولة، لكي يتمكن المواطن أو المقيم من الإسهام في المراقبة على الخدمات، فلقد تابعنا قصة سائق صهريج المياه، الذي كشفت كاميرا الهاتف المحمول إضافته لمادة حارقة لمياه الشرب. فلولا هذه الكاميرا، لم تمكنا من كشف جريمة هذا السائق، ولما اطلعتْ عليها شركة المياه، بعد نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي. وهنا، لا يكفي أن تنشر الشركة بياناً تؤكد فيه أن الصهريج تابع لإحدى المؤسسات التجارية، ولا يتبع لمقاوليها. عليها أن تنشر نتائج التحقيق، ليطمئن المتعاملين معها، بأن حادثة مثل هذا النوع، لا تحدث في صهاريجها، ولن تحدث مرة أخرى في صهاريج المؤسسات التي تتعامل مع مياهها.
إن شركة المياه، مثلها مثل الشركات ذات العلاقة بخدمات المواطنين، كالكهرباء والغاز، لا تضع لجودة الخدمة أي اعتبار. المعيار الأهم لدى المسؤولين في هذه الشركات، هي وجود الخدمة. أما كيف تصل ومتى تصل ومن يقوم بإيصالها، فغير مهم. وسبق أن كتبت عن السائق الأجنبي لصهريج شركة الغاز، الذي حين لم يعجبه تذمر المواطن من تأخره لمدة ثلاثة أيام، تركه بدون أن يعبئ له الغاز، على الرغم من أن المواطن سيدفع مبلغاً يصل لستمائة ريال. ولو أن هناك تطبيقاً إلكترونياً في هاتف المستفيد من الخدمة، يستطيع من خلاله تصوير هذا السائق، وتصوير رقم الصهريج، لما تجرأ على مثل هذا العمل.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
خالد بن حمد المالك
نتفهَّم جيداً الاتفاق العالمي على وضع تنظيمي داعش والنصرة كمنظمتين إرهابيتين، ونعتبرهما كذلك في أي مشروع أو جهد يبذل لمقاومة الإرهاب، ونزيد أيضاً بأنّ المملكة من بين من نبّه مبكراً إلى حقيقة هاتين المنظمتين، وأنه نالها ما نالها من الإرهاب ولا يزال بفعل موقفها من هذين التنظيمين، ما لا تجهله دول ومؤسسات العالم، وبخاصة عن حجم مشاركتنا في محاربة الإرهاب وتنظيماته، وتعاوننا بلا حدود مع دول العالم للقضاء على داعش والنصرة والمنظمات الإرهابية الأخرى.
***
غير أننا نستغرب هذا الفرز الغريب والمتحيز في تحديد هوية المنظمات الإرهابية التي تقاتل في سوريا، فبينما يحدد بالاسم وبكل الوضوح هاتين المنظمتين -داعش والنصرة- وهذا شيء مطلوب ومقبول وجميل، فإنه لا يشار أبداً إلى حزب الله الذي سبق أن صُنِّف عالمياً على أنه منظمة إرهابية حين كانت علاقة هذا الحزب بإسرائيل يشوبها شيء من التباين في وجهات النظر، لا كما هي عليه الآن مع إسرائيل من تفاهم وتوافق، حيث تم تجاهل دوره كحزب إرهابي يقاتل في سوريا.
***
وما يسمى حزب الله بدأ المشاركة في القتال في سوريا منذ الشهور الأولى على بدء الثورة الشعبية على نظام الأسد دون أي اعتراض على مساندة هذا الحزب اللئيم لنظام الأسد ضد المواطنين السوريين، وتاريخ هذا الحزب ملطخ قبل ذلك بدماء الأبرياء في لبنان والعراق واليمن والبحرين وغيرها، ولعل ضلوعه في مقتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، وإدانته في ذلك من المحكمة الدولية، والطلب من أمينه عميل إيران حسن نصر الله تسليم المتهمين الذين ينتمون للحزب دون أن يستجيب لهذا الطلب أو يذعن له كافٍ لجعل هذه المنظمة المارقة في عداد الجماعات الإرهابية التي يجب محاربتها كما محاربة تنظيمي داعش والنصرة.
***
وإذا كانت روسيا هي صاحبة اليد الطولى في تصنيف الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا، فإنها مع هذا التصنيف غير صادقة ولا أمينة، فهي من جهة لا ترى في حزب الله منظمة إرهابية، وهي من جهة أخرى داعمة لمن تقول عنهم إنهم إرهابيون سواء داعش أو النصرة، وقد دخلت على الخط السوري، وأرسلت بقواتها الضاربة إلى هناك، بحجة قتال داعش والنصرة والإرهاب، بينما الواضح والحقيقي المعروف لدى كل دول العالم أنها تقاتل المعارضة المعتدلة لنظام بشار الأسد، ضمن دعمها لاستمرار هذا النظام الفاشي الظالم ليبقى ممسكاً بمقدرات سوريا والسوريين.
***
الأخطر من ذلك، كيف نثق بروسيا ودورها في الالتزام بوقف القتال المؤقت في سوريا، ولاحقاً بالمشاركة في إيجاد حل سياسي تقبل به المعارضة المعتدلة للخروج بسوريا من هذا النفق المظلم، وروسيا في كل ما يتحدث به رئيسها ووزير خارجيتها لا تجد حرجاً من الإعلان عن تمسكها ببقاء الأسد رئيساً لسوريا، وتحارب بقواتها الضاربة في سبيل تحقيق هذا الهدف، فيما تقف الولايات المتحدة الأمريكية موقف المتفرج والعاجز والمتردد عن ممارسة دورها كقوة أولى في العالم للحيلولة دون تفصيل الحل السياسي بمقاس استمرار بشار الأسد رئيساً لسوريا.
***
والأخطر أيضاً، أنّ صمت آلة الحرب لن يكون ممكناً طالما أن الاتفاق بين أمريكا وروسيا، يسمح بقتال داعش والنصرة، ومقابل ذلك بعدم المساس بالتنظيم الإرهابي المسمى حزب الله أثناء الهدنة، واقتصار واستمرار إطلاق النار على المجموعات الإرهابية الأخرى داعش والنصرة دون حزب الله، وهي ثغرة سوف تستغلها روسيا في قتال المعارضة المعتدلة لنظام بشار، مثلما فعلت عندما دخلت كأكبر اللاعبين في الحرب السورية بحجة قتال داعش والنصرة، وتبيّن فيما بعد أنها تقاتل معارضي النظام المعتدلين، باعتبار أن داعش والنصرة ليستا من بين التنظيمات الإرهابية بحسب المفهوم الروسي وإن أظهر الروس غير ذلك لوسائل الإعلام لذر الرماد في العيون، ربما لأن داعش تحديداً صنيعة الغرب وروسيا وإيران ونظام بشار معاً.
***
ما نريد قوله، إنّ التفاؤل بصمود وقف إطلاق النار في سوريا سيظل في مرحلة الاختبار المشكوك بجدواه، غير أنّ الحل لهذا الوضع الدموي الخطير في سوريا، وإنّ كان محصوراً -كخيار أول- بحل سياسي يقبله الشعب السوري الشقيق، إلاّ أنّ هذا التوجُّه أو الحل لا يبدو مقبولاً من روسيا ولا من نظام الأسد وإيران، إلاّ بالشروط المذلّة للشعب السوري الشقيق وباستمرار نظام بشار حاكماً بأمره في سوريا، ما يعني أنّ جولات قادمة وموسعة من إطلاق النار ستستمر، إلى أن نرى سوريا قد تكاملت كأرض محروقة، وأن من نجا من مواطنيها سيكون شريداً وهائماً يطرق أبواب دول العالم بحثاً عن ملجأ يأوي إليه.
***
على أن الهدنة التي بدأت في سوريا مع شيء من الحذر، هي محاولة أخيرة ينبغي أن تفضي إلى لقاءات وحوارات بين الأطراف المعنية لإنهاء هذا الاحتراب الدموي بين الشعب السوري والنظام المتسلِّط، غير أن هذا يعتمد (أولاً) على التزام نظام بشار بالتوقف عن قتل المواطنين ببراميله المتفجرة، وهذا يعني (ثانياً) أن على روسيا أن تظهر مصداقيتها باقتصار قتالها على تنظيمي داعش والنصرة بالفعل لا بالقول، وأن تتوقف عن دعم النظام ضد إرادة ومطالب الموطنين، وهذا يعني (ثالثاً) أن أمريكا المترددة وموقفها المشوب بالغموض ستحتفظ بدور لها يتسم بالجدية والعدل في هذه الحرب المجنونة، وهذا يعني (أخيراً) أن ما يسمى حزب الله سيعامل كتنظيم إرهابي شأنه شأن داعش والنصرة.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
لا يمكن لعاقل أن يعتقد أن هرطقات "عبد الحميد دشتي" ضد أهل الخليج العربي تمثّل شخصيّة الكويت وروحها وانتماءها. ولا يهم أيضا ما إذا كان "دشتي" يعبّر عن نفسه أو أنه مجرّد أجير بائس يقول ويسكت بحسب المرسوم له. هو "كائن" لا يصح عنه ولا منه شيء فهو مثلا يدّعي حصوله على الدكتوراه في حين لم يثبت حتى الآن وجود أي من الجامعتين (الإبداع الفرنسيّة، الحضارة العالميّة) التي يدعي انهما منحتاه الدرجة. والمضحك أن ما يسمى جامعة الإبداع الفرنسيّة ما هي إلا ابتداع خيال شخص سوري اسمه "أسعد أحمد علي" يحمل دكتوراه "الفن والعرفان" من جامعة طهران! ويلقّب نفسه: "مرشد" الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربيّة. وهو من منح "دشتي" الورقة التي لا تساوي ثمنها. أما حكاية ماجستير ودكتوراه "دشتي" في القانون الدستوري من جامعة الحضارة العالميّة فربما تعرف نقابة المحامين الكويتيّة ومجلس الأمة الكويتي عنها أكثر مما نعرف بعد أن اعتذرت كل شبكات المعلومات عن الإفادة.
وبخصوص رجل الأعمال "دشتي" فإنما يركن في هذا إلى استفادته من مشاركة مستثمرين قطريين وعُمانيين شكّلت أسماؤهم المراتب العشر الأولى في قائمة كبار مؤسسي شركته "مراكز العقاريّة" التي بدأ نشاطها مع إرهاصات ما يسمى بالربيع العربي نهاية 2010!. ولا أحد يعلم ما المهارات التي أهّلت "دشتي" لتجد فيه هذه الشخصيات الخليجيّة شريكا "تجارياً" ناجحاً في الكويت. ولعل لدى الأخوة الشركاء القطريين "لدشتي" بعض الأجوبة وأسماؤهم معلنة مثل: شركة مجموعة إنجاز للشيخ مشعل آل ثاني، والأستاذ شعيل الكواري وكذلك مؤسسة الرشيد للتجارة العامة والمقاولات وممثلها الشيخ ناصر آل ثاني ومعهم شركة عبدالله العطيّة وأولاده وآخرهم مؤسسة السويدي للتجارة الدوليّة.
وحتى إخوتنا في سلطنة عمان الذين عُرف عنهم الاتزان والحذر لا ندري كيف أقنعهم "دشتي" ليشاركوه. وهذا سؤال لأحبابنا في السلطنة: عبدالحسين اللواتي وشركته "مطرح للمواد العازلة"، وشركة ألواح الصاج، وشركة السلطان للاستثمار، وشركة مرتضى وأنيس للتجارة والمقاولات. واعترف بأن المعلومات المتاحة في عصر المعلومات عن النشاط التجاري لهؤلاء الشركاء الخليجيين شحيحة للغاية. أما صعود "دشتي" كمهرّج على مسرح الأحداث الخليجيّة فقد بدأ بعد أربعة أشهر فقط من طرح شركته في السوق الماليّة. وكانت أولى انطلاقاته في إبريل 2011 بوقاً ضد البحرين من بغداد مع إعلان ترشيحه أميناً عاماً لما يسمى بالمؤتمر العام لنصرة شعب البحرين بمشاركة إيرانيين وعراقيين برئاسة طيب الذكر أحمد الجلبي.
وبعد فليس غريباً على "دشتي" أن يقول لبشار الجزار "فديتك يا رمز الوفاء" أو أن يناصب السعوديين العداء في ذكرى تحرير الكويت. الغريب قبل ذلك هو جرأته على تقبيل جبين والد الإرهابي "عماد مغنيّة" خاطف الطائرة الكويتيّة "الجابريّة" سنة 1988 والمخطط لسلسلة من التفجيرات التي هزّت الكويت سنة 1983.
نعم قد لا يكون من حق أحد غير الكويتيين السؤال عن كيف أصبح "دشتي" نائباً في "بيت الأمة" بعد سيرة مشبوهة حافلة بالنصب والاحتيال والارتزاق ولكننا نتساءل هنا فقط. ونضيف تساؤلاً مريراً وهو لمصلحة من تكون علاقات الشعوب الخليجيّة مع الكويت ملهاة تارة بيد "جويهل"، وتارة أخرى على لسان "زشتي" وشركاه.
قال ومضى:
إذا شتمك شخص دنيء فهو لسان خصم وضيع.
لمراسلة الكاتب:
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
الطريقة التي ينتهجها تنظيم "داعش" والتي يحاول من خلالها استهداف رجال الأمن، جاء بها تنظيم "القاعدة" من قبله، إذ سبقوهم في التنظير والفتوى بجواز هذه الجرائم في التعدي على رجال الأمن والتحريض عليهم، وأصبح ذلك الطرح فيما بعد مرشداً للإرهابيين في تنفيذ أعمالهم الإجرامية التي لا يقرها عقل ولا دين، لكن اللافت أن "داعش" زاد على ذلك، من خلال اغتنام فرصة التقارب الاجتماعي التي يحظى بها المجتمع السعودي والمجتمعات الشرقية عموماً مستهدفاً مؤسسة الأسرة، فرأيناه ينتقي عناصره من الشباب في بعض العائلات باستغلاله الروابط والعلاقات القوية التي عادة ما تكون موجودة بين الأقرباء بشكل عام وفي سن معينة لا سيما في فترة المراهقة بين (15- 22) وذلك قبل انخراطهم في خضم الحياة ومتاعبها، ففي هذه السن يسهل التأثير على عقلية المراهق ودفعه لاعتناق الأفكار الطائشة وارتكاب الأفعال المتهورة.
فقد رأينا من خلال الإعلانات، التي سبق وأن أذاعتها وزارة الداخلية، عن تورّط إخوة أو أقرباء في الانضمام إلى تنظيم "داعش"، وتنفيذ جرائمهم، وهم من خلال هذه الخطة يضمنون الحفاظ على سرية أعمالهم وعدم إثارة الريبة في تحركاتهم بحكم القرابة، لينتقلوا إلى تنفيذ خططهم الإجرامية باستهداف بعض عناصر الأسرة من العسكريين، رغبة منهم أن يؤدي ذلك إلى حالة شقاق واختلاف بين العائلات والمجتمع بشكل عام.. فالمخططون لهم يدركون مكانة وقوة الأسرة والعائلة في النظام الاجتماعي السعودي، ومن خلال تأليب واستهداف أبناء الأسرة بعضهم على بعض سيخلق ذلك حالة من الشقاق والكراهية والتفكك التي تفضي إلى مجتمع ضعيف وغير متماسك يحمل الحقد على بعضه، مما يسهل من مهمة استهدافه ليخدم في نهاية الأمر أعداء ذلك المجتمع.
إن حوادث الغدر التي وقعت على رجال الأمن كشفت عن تنبّه المواطنين ووعيهم بحجم المكيدة التي تحاك ضد مجتمعهم.. فزيادة وعي الأسرة أمر مطلوب، واتحادها ضد العدو هو ما يمكن التعويل عليه لإفشال مخططات "داعش" الذي أخذ على عاتقه تفريق العائلة وزرع الشك والشقاق بينها ليؤسس قطيعة بين أبنائها.. مع ضرورة أن يأخذ كبار العائلات زمام المبادرة باستغلال الاجتماعات العائلية بتوعية وتوضيح أهمية التماسك والترابط بين أفراد العائلة، وعدم السماح بشق صف ومكانة الأسرة وتعزيز صلة الرحم.
- التفاصيل