قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
منذ أن قام الحوثيون بانقلابهم على الشرعية في اليمن، كان الهدف الأساسي لهم هو الاستيلاء على اليمن وجره الى مستنقع التخلف. اما الهدف الآخر فكان تنفيذ مخططاتهم التي وضعتها ايران لبث الفتن والسيطرة على الدول المجاورة، وخاصة المملكة العربية السعودية.
وقد شكل الحوثيون بتحالفهم مع الرئيس المخلوع خطرا اقليميا وذراعًا إيرانية لتنفيذ المخطط الإيراني، حيث إن الحوثيين يرتبطون عقائديا بإيران التي تتبنى مشروعا صفويا لمحاربة السلام والاستقرار في الدول المجاورة وبث الفتن والدمار فيها، كما نرى في العراق وسورية ولبنان.
كما يرتبط الحوثيون بحزب اللَّات اللبناني في العقيدة والاهداف والخطاب السياسي، ومن ثم فهم جزء من منظومة الارهاب التي ينبغي حظر التعامل معها واعتبارها جزءا أساسيا من مشكلة تدهور الأوضاع في اليمن، وزرع الفتن والقلاقل في الدول المجاورة.
لقد ادرك الملك سلمان-حفظه الله-ومنذ ان تولى مقاليد الحكم ان استقرار اليمن وازدهاره لا يتحققان الا من خلال دعم الشرعية في اليمن.. وكان قرار عاصفة الحزم هو الاستجابة الحكيمة لحماية الشعب اليمني واستعادة الشرعية في اليمن.. كما ان أمن واستقرار اليمن هما جزء من أمن واستقرار دول الخليج.
لقد كان هدف دول التحالف العربي هو استعادة الشرعية كاملة لليمن بما يضمن الأمن والاستقرار للشعب اليمني في جميع مناطق اليمن.
وقد عانى الشعب اليمني كثيرا من العدوان الحوثي الذي تقوم به مليشيات الحوثي وصالح لتدمير مقدرات الشعب والحكومة الشرعية.. كما ان هذا الشعب النبيل يعلم ان انتصار الحوثيين هو انتصار لقوى الشر والدمار اللذين تتبناهما إيران وحلفاؤها.
إن الشعب اليمني يتطلع الى دحر الحوثيين من اجل مستقبل أفضل، وان تكون اعادة الأمل لليمن من خلال حكومة شرعية مسؤولة. والخطوة التالية التي يتطلع اليها الشعب اليمني هي إغلاق ملف الحرب، والبدء فعليا في إعادة إعمار اليمن واسترجاع حقوقه المشروعة.
وعندما يتم ذلك سيكون بناء اليمن مسؤولية مشتركة لجميع الدول الخليجية والعربية والصديقة.. وسيكون اليمن حينذاك مصدرا للامن والرخاء والاستقرار.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
خضع الانقلابيون للقرار (2216) وللإرادة الدولية بعد أن ظنوا أن بإمكانهم المضي قدماً في مشروع تفتيت اليمن وتقسيمه وتطييفه حسب الإرادة الإيرانية، لقد كان اليمن يسلك اتجاهاً واضحاً نحو التداعي، وكان لانهياره أن يؤدي إلى نشوء منطقة أكثر خطورة مما نراها اليوم في سورية وليبيا.
أسهمت "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" في حفظ توازنات المنطقة، وبددت خطوة لم يكن تصور قبولها أو حدوثها، إذ لم يسبق في الشرق الأوسط أن اجتاحت مليشياتٌ دولةً ما مستغلةً هشاشتها البنيوية، وضعف حكومتها، لتطبق على مؤسساتها بقوة السلاح، وكان لتصدي المملكة لهذه الخطوة بتشكيل تحالف عربي واسع أبلغ الأثر في دفع خطر شديد يمس الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
فتنظيم "القاعدة" الذي يعد فرعه في اليمن أكثر الفروع تأثيراً تلقى خلال السنوات الماضية ضربات متتالية من قبل تحالف أميركي – سعودي، ساهم في تقليص قدراته رغماً عن المخلوع علي عبدالله صالح الذي كشف تقريرٌ للجنة خبراء في الأمم المتحدة تواطؤه وأفراد عائلته بارتباطهم بصلات وثيقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن.
ولنا أن نتصور كيف سيكون مآل اليمن لو نجح الانقلاب الحوثي والذي تقف وراءه إيران وصالح؟ وكيف سيكون حال "القاعدة" في اليمن؟ التي ستزدهر أعمالها الإرهابية في ظل وجود حليفيها صالح وإيران.
وكنّا على ما يبدو قريبين من نموذج أفغانستان أخرى على حدودنا الجنوبية، تتشاطر فيها إيران و"القاعدة" السلطة على أهم المضائق المائية الدولية وتتمركز قبالة القرن الإفريقي، وكلنا نتذكر كيف أدت هجمات القراصنة فقط إلى عسكرة دولية في بحر العرب وخليج عدن.
إن مشروع إيران – القاعدة في اليمن تعرض لضربة موجعة، لكن يجدر بنا أن نلفت أن "القاعدة" استفادت من حالة الانقلاب الحوثية، واستعادت جزءاً من نشاطها في بعض المحافظات بعد أن خبت كثيراً في السنوات السابقة.
تلك النشاطات تمت مواجهتها خلال عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، إذ اُستهدف عدد من العناصر في هذا التنظيم من قبل طائرات دون طيار. إن قبول الحوثيين تنفيذ بنود القرار (2216) سيفتح الباب أمام القوى الدولية لمكافحة الإرهاب، الذي ظنت الدول الأوروبية أن الجغرافيا قد تعيق وصوله، وإذ به يضرب أهم عواصمها، وإن جزءاً كبيراً من الجهد يُلقى على القوى اليمنية في الداخل التي جدير بها إدراك ما يحاك ضدها وضد اليمن عبر إشعال الطائفية والحروب بين مكوناته ما سيفضي إلى تقسيمه.
لقد أحبطت الرياض هذا المشروع التدميري الذي استهدف اليمن كدولة ذات ثقل استراتيجي وقومي، واستهدف أيضاً المملكة التي تحارب الإرهاب في الداخل والخارج، والتي استطاعت من خلال عمل أمني نوعي إضعاف "القاعدة" حد الضمور.. إن من الملفت هنا أن القوى الكبرى لم تفق إلا متأخرة على وقع الانقلاب أو أنها لم تقيّم حجم الخطر كما يجب، ولولا المبادرة السعودية، لرأينا اليمن تدار من طهران لا من قصر الجمهوري وسط صنعاء.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
شاءت إرادة الله عز وجل أن قيض لليمن الشقيق عزيمة الرجال وهمة القادة.. النابعة من العروبة الأصيلة التي توحدت في صف واحد وفي جسد واحد خليجياً وعربياً وإسلامياً بقيادة المملكة العربية السعودية.. فحضرت هذه العزيمة في أبلغ صور قوتها التي وهبها لها الله فلبت نداء اليمن الشقيق عندما جاءها صوت ذلك النداء قيادة وشعباً ينشد الإنقاذ من ذلك الخطر ومن ذلك الاختطاف من عصابة الحوثين.. تلك العصابة التي انتقلت فجأة وبين عشية وضحاها من سرقة المنازل إلى محاولة سرقة الحكم في اليمن.. ثم تسلم اليمن إلى الحكم الصفوي لتتحول أرض اليمن السعيد من أرض البن والفاكهة والخضروات والخيرات إلى حقول خصبة للاضطرابات وزراعة الألغام والقنابل والاغتيالات والتظاهرات والاعتصامات والتشرد والقتل والدمار وساحة لإعداد المؤامرات على كل دول المنطقة الخليجية والعربية ومصادرة كل مدخرات هذا الشعب ونقلها إلى قم والنجف بأبخس الأثمان إرضاء لأولئك الفرس وعلى مشاهدة من كل اليمنيين!
لكن هذه الإرادة الإلهية حركت جيوش الحق والعدل في غسق الليل نحو اليمن لتعيده لعروبته ولتبقي لليمن السعيد سعادته فكان القرار الحاسم الحازم والشجاع وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء.. فأشرقت شمس اليمن في ذلك اليوم تحمل مع أشعتها مظاهر الحرية والنصر والحزم.. فعادت الآمال اليمنية وحضرت الطموحات لكل أبناء اليمن. فقد تأكد أن اليمن الحبيب سيبقى إن شاء الله في حضن العروبة والإسلام الصادق.. الإسلام المثالي الخالص والنقي من كل شعارات وطقوس البدع والخرافات بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الاختطاف الفارسي الصفوي على يد عصابة الحوثيين تلك العصابة المأجورة من إيران بأرخص الأثمان وبوعود كاذبة دون أن يدرك عناصر هذه العصابة أنهم مغفلون سذج لم يتعظوا من دروس الآخرين ومن عبر الزمن والتاريخ التي مارسها الفرس الصفويون على مدى تاريخهم الأسود الذي ينضح حقداً وعنصرية وكرهاً لكل ما هو عربي فوقع أولئك الحوثيون في الفخ الكبير وباعوا ضمائرهم وعروبتهم ووطنهم وشعبهم ومبادئهم إلى أولئك العجم بوعود وأحلام كاذبة.. وهؤلاء الحوثيون في يوم ما - وهو قريب جدا إن شاء الله - سيعضون أصابع الندم الكبير حسرةً وألماً على سذاجتهم هذه عندما يكتشفون الحقيقة المؤلمة لهم!
واليوم الحوثيون يعيشون آخر أيامهم إن شاء الله تعالى فقد أخذ الشعب اليمني الشقيق يتبادل بوادر الفرح الشامل بعد أن من الله عليهم بهذا النصر المتتالي وأنقذ وطنهم من ذلك الاختطاف.. ومازالت الآمال تتحقق بفضل الله وتوفيقه يوماً بعد آخر حتى يتم تطهير اليمن كليا من عناصر هذه العصابة ويعود الاستقرار والرخاء لليمن ويعود كل الأشقاء اليمنيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية في وطنهم وبأفضل مما كان إن شاء الله تعالى.
أما عصابة الحوثيين فليس أمامهم اليوم إلا فرصة واحدة وأخيرة عليهم اغتنامها وتدارك ما تبقى من أمل، وما تبقى من كرامة العروبة لعل وعسى أن يصفح عنهم شعب اليمن خطيئتهم الكبرى وأن يحكموا رأي الحكمة وقرار العقل وأن يعلنوا ويعترفوا صراحة بأنهم كانوا ضحية بخيسة الثمن لمغريات فارسية.
هذه الفرصة مازالت أمامهم متاحة والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه خير من التمادي فيه وعليهم أن يدركوا جيداً أنهم إن لم يسارعوا في اغتنام هذه الفرصة فإن أمامهم مصيرا صارما وقاسيا فالتاريخ لايرحم خيانة الوطن.. والشعوب مهما طال الزمن لا يمكن أن تنسى أو تغفر مثل هذه الجريمة.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
ناهد باشطح
فاصلة:
(من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد)
-حكمة عالمية-
بعد أن أمضينا سنوات طويلة نناقش عمل المرأة في المحاماة وفي المحال التجارية الخاصة بمستلزمات النساء وفي «السوبرماركت» كمسؤولة عن عمليات الشراء، يأتي الآن الدور على تضييع سنوات أخرى من النقاش حول عمل المرأة في الصيدليات!!.
استرجعت حديث الكاتب الاقتصادي اللامع الأستاذ «برجس البرجس» في لقائه مع الزميلين «علي العلياني» و»أحمد العرفج» في برنامج «يا هلا» حين قال: (نصف طاقات النساء معطلة، حيث يوجد لدينا 250 ألف عاطلة والمملكة هي الأعلى دولياً في نسبة البطالة النسائية).
وقد نشر موقع «العربية نت» خبراً في 19 أبريل 2014 يفيد أن نسبة البطالة النسائية بحسب تقرير مصلحة الإحصاءات العامة تتراوح ما بين 23و34 % من قوة العمل النسائية. وأن نسبة المرأة في قطاع الصحة كعاملة لا يتجاوز 4.8 %.
كل هذه الأرقام والإحصاءات لم تبرر لنا السماح للنساء في العمل في الصيدليات الخاصة رغم أنهن يمارسن ذات العمل في الصيدليات التي توجد في المراكز التجارية.
إن من أهم أسباب الخلل في تمثيل النساء في قوة العمل هو عدم توظيف القطاع الخاص للعمالة النسائية، لكن المنع هذه المرأة ليس من قبل القطاع الخاص، بل من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلما صرح للصحف المحلية
عضو لجنة الصيدليات في غرفة جدة الأستاذ «إبراهيم آل بدوي» بأن الهيئة رفضت تشغيل النساء في الصيدليات العامة رغم وجود حاجز صغير يفصل بين قسم النساء والرجال. بينما سمحت للمستثمرين الذين يملكون صيدليات داخل المجمعات التجارية بتوظيف الفتيات!!.
توجد لدينا 500 خريجة من قسم الصيدلة من كلية واحدة فقط ولدينا 17 كلية كما صرح «بدوي».. فكيف سيكون عدد الخريجات وأين سيتجهن للعمل؟.
جميعنا متفق على تهيئة البيئة المناسبة للمرأة العاملة في كافة القطاعات، ومن المهم توفير الشروط التي تحفظ لبناتنا وأخواتنا كرامتهن في أي بيئة عمل، ولكن الإشكالية توجد عندما تكون القناعة ألا تعمل، وهنا تولد عوائق كثيرة سواء اجتماعية أو اقتصادية أو متعلقة بالدين.
الثقة بطاقة المرأة للعمل والإنتاجية من أهم القناعات التي على المجتمع أن يعي أهميتها بدلاً من النقاش حول جدوى وجودها.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. محمد البشر
قلّب الإرهاب صفحات عديدة عبر عمره الذي امتد أطول مما يجب أن يكون، وإحدى تلك الصفحات هي ذلك الحدث الإرهابي المؤلم الذي حط رحاله في العاصمة الأوروبية والبلجيكية بروكسل، وقضى على أكثر من ثلاثين بريئاً وأكثر من مائتين وثلاثين جريحاً، لم يكن لهم من ذنب، وإنما صادف وجودهم في مطار بروكسل، وكذلك محطة المترو، حدوث ذلك الهجوم الإرهابي الشنيع الذي لا طعم ولا لون له ولا رائحة.
بروكسل، عاصمة بلجيكا، قلب أوروبا النابض ذات الأعراق واللغات الثلاث المتعايشة مع بعضها أكثر من قرن من الزمان، وكثيراً ما نسمع من البلجيكيين تلك المداعبة النقية البريئة بين الفلامش والفرنسيين، وقناعة طرف بتفوقه على الآخر في مجمل الميادين، وهم جميعاً قلب واحد متماسكون ساعون في خدمة وطنهم، وقلما نجد بلجيكياً لا يتحدث أربع لغات أو تزيد، وتسمع تلك الرطائن في المقاهي المنتشرة في كل طريق وميدان من ميادين بلجيكا الجميلة، ومناظر الشكولاتة البلجيكية المشهورة تتوزع في الحوانيت المختصة في بيعها.
بلجيكا فتحت يديها لكثير من المسلمين العرب والأتراك وغيرهم من الأمم، ورحبت بهم وعاملتهم معاملة لينة، حتى إن بعضاً من الدول الأوروبية تلومها على سماحة قوانينها واتساع صدرها، وبها أكبر جالية من الدول المغاربية العربية نسبة إلى عدد سكانها، وقلما ترى فرقاً بين المسلم وغيره من أتباع الديانات الأخرى، ومن النادر أن تسمع حادثاً في بلجيكا وقع بسبب عرقي أو ديني مقارنة بغيرها من الدول الأوروبية المنفتحة.
وتقول إحصائيات الغرب إن عدد الذين ذهبوا إلى الالتحاق بداعش في العراق وسوريا من الاتحاد الأوروبي نسبة إلى عدد السكان قد ذهبوا من بلجيكا، وربما أن بعضاً منهم قد عاد إلى بلاده بعد أن تم التضييق عليه من قبل التحالف الدولي المتضامن لمحاربة داعش، ولا شك أن عدداً من أولئك الداعشيين قد حملوا معهم نمطاً جديداً من الفكر الداعشي في أذهانهم زيادة على البنية الجهادية الظلامية التي حملوها معهم في طريقهم إلى مناطق الحرب الداعشية في البلاد العربية.
أعلنت داعش مسؤوليتها عن التفجير في بلجيكا، وربما تكون صادقة في ذلك أو كاذبة، لكن من المؤكد أن أولئك المفجرين الإرهابيين أسيرو الفكر الداعشي الإرهابي، بل وربما ترسّخت القناعات لديهم بأن ذلك سوف يحقق لهم مكاسب أخروية، بعد أن فشلوا في عمارة الأرض كما أمر الله عباده بذلك، وكان تضارب الطموح، والفشل العملي بسبب الكسل، أو البيئة أو الجهل، أو الضغوط النفسية، أو حتى العوامل الوراثية، كفيلاً بركوبهم مطايا داعش أو تحقيق مطامع خاصة به، مما جعل أولئك السائرين في الركب، واللاحقين بكل ناعق، وقود هذه النار الحارقة للبشر الأبرياء والحضارة والتقدم الإنساني.
من المؤلم أن أولئك الداعشيين قد جعلوا الإسلام شعاراً لهم وهو بريء منهم، براءة الذئب من دم يوسف، فشتان بين دين يدعو إلى السلام والمحبة والوئام، ويحرم قتل النفس، ويصف قائلها بأنه كمن قتل الناس جميعاً، وبين جماعة مجرمة إرهابية تدثرت بهذا الدين القويم البعيد كل البعد عن فعلها ومآربها.
الإرهاب أعطى للعالم أجمع مؤشرات كثيرة أنه قادر على الوصول إلى الأهداف الأسهل، وأنه لا يمنعه عن ذلك بعد المسافة، ولا نوع ثقافة البلاد المستهدفة، فهو يستخدم التقنيات الحديثة للتواصل الفكري، وليس بالضرورة التواصل الميداني للتخطيط والتنفيذ فيكفي أن يصل الفكر إلى مجموعة بعينها لتكون خلية تصبح مستعدة للقيام باستهداف هدف سهل لها، وهكذا تجعل العالم في ذعر، وتوحي للناس قدرتها وانتشارها.
المملكة العربية السعودية، قيادة سياسية، ودينية، وشعبية، أدانت وتدين وتمقت الإرهاب وتعمل على محاربته منفردة وفي كل التحالف الدولي، وتسعى لمحاربته بشتى صوره من أحزاب ومجموعات وأفكار، وهي تنفق الجهد الكبير والمال الوفير في تحقيق الإطاحة به أو التقليل من حركته، ولقد كررت مرات عديدة النصح للدول الأوروبية بقطع دابره، وعدم ترك مساحة من الحرية بدعوى حقوق الإنسان لزرع بذرته ونشر سمومه.
والمملكة أكثر الدول تضرراً من الإرهاب وأكثر الدول محاربة له، لأن الإرهاب لا يتماشى مع النهج الإسلامي القويم الذي جعلته المملكة دستوراً لها.
اللهم احم بلادنا وبلاد العالم من هذا الداء، واقطع دابر الأعداء، وأدم علينا الأمن والأمان.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
رقية الهويريني
سعدت بقرب مناقشة مقترح لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى حول تعديل نظام المرور الصادر بالمرسوم الملكي بتاريخ 26-10-1428هـ الذي يقضي بإضافة فقرة برخصة القيادة تبين رغبة السائق بالتبرع بأعضائه من عدمها حال وفاته.
والحق أن لجوء المرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء في الخارج كانت نتائجه سيئة، فمعظم الحالات التي جازفت واشترت أعضاء من خارج المملكة رغبة منهم بالبقاء أصحاء تسببت بمشكلات صحية مثل رفض الجسم للعضو المزروع أو فشل العملية جراحياً أو مناعياً أو إصابة المتلقي بالتهاب فيروسي، لأن أغلب هذه الزراعات غالباً تتم بغرض التجارة وبطريقة غير أخلاقية.
وأرجو ألا يُكتفى بتضمين الاستمارة تلك العبارة، ولكن ينبغي تكثيف حملات التوعية وتفعيل دور المجتمع نحو أهمية التبرع بالأعضاء، وزيادة الوعي بمفهوم الوفاة الدماغية وأنها تعادل الوفاة الحقيقية، ويحسن إدراك الناس بالمشكلة المتنامية لمرضى الفشل العضوي النهائي ونقص الأعضاء، وضرورة مساهمة الكتاب والمثقفين في وسائل الإعلام وخطباء المساجد لدعم برنامج زراعة الأعضاء وجواز استئصالها والتبرع بها بعد الوفاة، والتشجيع على ذلك، فالكثير من الناس يظن أنه عمل غير مقبول، ويرفض ذوو المتوفى نقل أعضائه لإنسان يحتاج إليها، وبإمكان التوعية طرد تلك الاعتقادات والأفكار، كما أن تدوين رغبة المتوفى سلفاً بالتبرع ستلقى الموافقة والتسليم كونها تمثل وصية رسمية لا تقبل المعارضة أو التردد!
ولئن قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، فإن بإمكان أعضاء متبرِّع واحد إنقاذ حياة، أو مساعدة ما يزيد على عشرة أشخاص. فالتبرع بعد الوفاة يمثل مصدراً جيداً للأعضاء التي يصعب أخذها من الأحياء مثل القلب والبنكرياس والكبد والرئتين، كما يمكن الحصول على أنسجة من المتوفى مثل قرنية العين والجلد.
وهناك الكثير من المرضى الذين لا يجدون متبرعين أحياء، فيتم وضعهم على قوائم الانتظار للحصول على أعضاء من الوفيات، وتصل نسبة نجاح العملية إلى 80 في المائة. وتعتمد عادة على جودة العضو المتوفر كعمره وسبب الوفاة وخلوه من الأمراض.
ولا شك بأن التبرع بالأعضاء هو معنى جميل للبذل والعطاء والتضحية بجزء عزيز على النفس لأشخاص قد يكونون مجهولين بالنسبة إليه ولكنهم شركاء له في الإنسانية.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
محمد آل الشيخ
ومرة أخرى، يمد الإرهاب عنقه ليضرب في بروكسيل، عقر دار الاتحاد الأوروبي، ورمز مؤسساتها الاتحادية، وبالطريقة نفسها، حيث الهدف السهل قتل أكبر عدد من (الكفار) الأوروبيين، الذين يكّن لهم المتأسلمون المسيسون كماً كبيراً من الحقد والكراهية والبغضاء، ولذلك يستبيحون دماءهم جميعاً دون أي تفريق، كما أنهم يستبيحون معهم -أيضاً- دماء المسلمين الذين يعيشون بين ظهرانيهم.
داعش المتوحشة لم تكن لتصل إلى هذا الانتشار والتغلغل بين شباب المسلمين الأوروبيين، وتنشر معها ثقافة البغضاء والكراهية، لولا تردد الرئيس «أوباما» وإيثاره عدم مواجهة هذه الوحوش البربرية في بدايات تجمعها؛ فكانت النتيجة أن وصلت ضرباتهم إلى أوروبا، من خلال شباب الأوروبيين الذين شاركوا في الحرب الأهلية في العراق وسوريا، ثم عاد جزء منهم مدربين جاهزين، ويحملون معهم أيديولوجية دموية متعطشة للقتل، لا يُطفئ عطشها إلا إراقة الدماء.. كما تعلموا هناك كيف تكون إذكاء الفتن، ونسف استقرار المجتمعات، والتخطيط لها، ثم تنفيذها؛ ولو أن الرئيس «أوباما» سارع لعلاج الأمر بحزم وحسم قبل أن يكبر ويستفحل، لما كانت أحداث بروكسل ولا باريس قبلها.
وفي تقديري أنه قرأ الأزمة السورية وقبلها الأزمة العراقية، قراءة رغبوية كما يرغب أن يقرأها، وظن واهماً أن القضية قضية شرق أوسطية، إقليمية، ولن تخرج من هذا الحيز الجغرافي،؛ لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفنه، وتفاقمت القضية واتسعت، لتصل إلى عمق القارة العجوز، والأم الشرعية لحضارة الغرب والشرق المعاصرة.
الوباء الداعشي، أياً كان سبب نشأته، سواء كان مؤامرة استخباراتية كما يذهب البعض وتؤكده الشواهد، أم أنه كان إفرازاً لمنظمة القاعدة، تجاوزها في التشدد، وفي الإمعان في الوحشية، كان لمن يعرف هذه الحركات الإرهابية، مرشحاً للتوسع والتمدد، وبالتالي تصبح السيطرة عليه أصعب، وتبعاتها أقسى وأخطر. وهذا ما حصل بالفعل، حين ضرب في أوروبا، وحين اتسع ليصبح له نواة في الشمال الإفريقي؛ وفي ليبيا تحديداً، إذ لم يعد يفصل بينه وبين القارة الأوروبية، سوى مئات الأميال البحرية، الأمر الذي جعل مواجهته ومحاصرته، مطلباً في غاية الإلحاح.. وهنا لابد من الإشارة إلى أن التركيز على البدء بالقضاء على داعش في (الرقة) السورية، حيث عاصمة الدواعش، وترك السبب الذي أوجدها جاثماً على صدور السوريين، هو في تقديري خطأ جسيم لا يغتفر، وتجذير للفكر الداعشي في التربة السورية. فالمفروض أولاً البدء بإقصاء «بشار الأسد» من رئاسة الدولة السورية، واستبداله بسلطة سورية شعبية وشرعية، بعد ذلك يتم تسليح هذه السلطة ودعمها لوجستياً، لتتولى هي وليس الأجانب القضاء على التنظيم الإرهابي ومعه كل المقاتلين الأجانب في الحرب السورية من سنة وشيعة، سيما وأن قوات التحالف الإسلامي على أهبة الاستعداد لمساعدة وإسناد ونصرة هذه السلطة الشعبية السورية، التي سترث الأسد ونظامه وجيشه، ومؤسسات الدولة، وتمنعها من الانهيار، فيكون الاجتثاث -عمليا- تم بأيد سورية، وليس بأيد خارجية أجنبية غازية.
وهنا يجب ملاحظة أن هزيمتها العسكرية لن ينهيها نهاية كاملة، فلابد أن يبق لها جيوب ثقافية هنا وهناك، غير أن خطرها وقدرتها على الحركة، والتألق والجاذبية، وبالتالي تمكنها من تجنيد أعضاء جدد, سيتقلص حتماً، ومع الزمن سيخبو شيئاً فشيئاً حتى يتلاشى تماماً، وأظن أن نهايته التامة تتطلب مرور جيل وربما جيلين. لكن السؤال الأهم: هل أدرك الرئيس أوباما الآن أن تردده وعدم مبادرته مبكراً للقضاء على داعش في عقر دارها، كانت السبب الذي جعلها تكبر وتتضخم ثم تتغول إلى أن أصبحت غولاً شرساً يهدد أمن العالم من أقصاه إلى أقصاه؟.. بصراحة، ودون مواربة، إذا كان أوباما مازال يعتقد بصوابية موقفه حين آثر السلامة وخاف من المواجهة، فلن يتحرك الآن، وهنا يجب على الأوروبيين منفردين التحرك عاجلاً، وإلا فإن ماجرى في باريس وبروكسل سيتكرر قطعاً مراراً وتكراراً في أكثر من مدينة أوروبية بكل تأكيد.
إلى اللقاء،،،
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. خيرية السقاف
الإنسان أن يفكر، ثمة تناغم ديمومي بين وجوده على الأرض، ونبض فكره في رأسه، وكونه كيانا حيا،
ربما هو لا يلقي بالا كثيرا لبقية أعضائه وهي تلقائيا تتحرك مع فكره، تتفاعل مع احتياجاته لحظة أن يفكر،..
هناك من لا يجلس وهو يفكر فقدماه تحملانه جيئة، وذهابا، وهناك من يجلس لكن يده تتحرك، أصابعه تفرك شعر رأسه، أو تعبث بأقلامه، أو تشخبط في أوراقه،
رأسه يهتز، أو فيه أذناه تصيخان، وعيناه تجولان،
أو ساقاه كبندول الساعة تتعاقبان حركتهما..
كأنه القناصُ، أو الهاربُ على حذر، أو المترقبة هواجسه..!
حين يفكر الإنسان فلأنه يمتزج بالواقع، بحقيقة أنه يعيش، بتأكيد فعاليته في الحياة، بملاحاة حاجاته فيها، بحرقة طموحه وغاياته منها، بسعة خياله في مدخراتها، بركوبه موج عزيمته، ودخوله مضامير أحلامه،..
وفي النهاية، الإنسان لا يريد أن تنتهي أفكاره إلى حضيض الأحراش بأسنها، وطحالبها، ولا إلى أتون البراكين وحممها، ولا إلى هاويات الحفر ومدافنها..
الإنسان يفكر، يتحرك، ينبض ليصنع في الحياة سبلا للارتقاء، للعصف بقشور الأحلام وزرع أجنحة في كياناتها، لاقتناص الخفافيش في الظلام وإطلاق النجوم في مداراته، لجعل الحياة أكثر احتمالا، وأوسع تفاؤلا، وأحق به في تركيبة ساقياتها، وتحريك دواليبها.
في النهاية ليكون جديرا بها، ولتكون آهلة به..
الإنسان يفكر ويتحرك ليحقق ذاته،.. ويتيح لذوات الآخرين أن تفعل
وليكونوا معا للحياة منجمها، ونهرها، وحدَّائي دروبها الوعرة، وأنيسي لياليها الموحشة، ووقود نهاراتها المكتظة..!
الإنسان يفكر ليحيا، لا ليموت، ليعيش لا ليُقتل، ليتحرك لا ليتشظى
الإنسان الذي تنتهي أفكاره إلى العتمة، يقيدها في حزام ناسف، وهتك سافر، هو نبتة مقيتة في ماء آسن، ليس للحياة فيه حياة..!!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
يراهن الحوثيون والانقلابيون على المفاجآت؛ دون أن يدركوا أن لها قواعد لا يمكن أن تكون خبط عشواء.. ذهب اليمن طول حكم علي عبدالله صالح وانزلق إلى أتون الجهل، ولعل ذلك كان جزءاً أساسياً من الرهان الذي كان يعول عليه المخلوع من أجل استدامة حكمه، دون أن يدرك أن خصومة الجاهل أسوأ من خصومة العارف أو العالم، ولو أدرك أنه سوف يحصن موقعه بقدر ما ينجز لبلاده لما ثارت عليه جماهير اليمن حتى خلعته.
امتطى صالح رغبة الحوثيين العارمة في السلطة، لكن لذلك أصولاً يجب اتباعها، فالسلطة وثيقة الصلة بوجود مشروع دولة، وإدارة الميليشيات والزعامات الضيقة أنموذج يختلف جذرياً وكلياً عن إدارة الدولة والحكم القائم في أساسه على الوفاق والتوافق لا الغصب أو الإكراه، وهو ما قام به الحوثيون والانقلابيون عندما اغتصبوا السلطة من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي بفضل الزبائنية المستشرية بعد سنوات صالح الفاسدة والتي أفسحت الطريق بالقوة لميليشيا الحوثي للسطيرة على قطاعات واسعة من الأرض بوصفها واجهة لقوى إقليمية توافقت أجنداتها الخائبة مع جنون صالح بالسلطة وعدم استيعابه خلعه من كرسي الرئاسة.
يصر الحوثيون والانقلابيون اليوم على تدمير اليمن فوق رؤوس ساكنيها دون أن يرف لهم جفن، وكأنهم يعاقبونهم على ما طالبوا به، وربما لم يمهل مسار الأزمة اليمنية صالح وزبانيته تقليد ما قامت به ديكتاتوريات ليبيا وسورية، إلا أن الحاصل اليوم يجعلنا أمام تلك الحقيقة بأن علي عبدالله صالح لا يختلف عن هؤلاء المجرمين بأي شيء، فهو يطبق حصاراً على تعز، ويمنع وصول المساعدات ويقصف المناطق اليمنية المأهولة بالمدنيين بالقذائف بشكل عشوائي، ويمعن في أذية المحاصرين بالسطو على ما يصلهم من مساعدات ومعونات، ويهدد الأمن في المنطقة ويخل بالتوازنات الإقليمية، وهذا أدى إلى حركة نزوح ولجوء، كل ذلك يجري في ظل تراخٍ دولي لتطبيق القرار 2216 الذي حظي بموافقة مجلس الأمن الذي بات في موقف يستوجب معه الوفاء بما يقتضيه الأمر من إرغام الحوثيين والانقلابيين تنفيذ القرار وعدم إضاعة الوقت بحثاً عن مفاجآت.
- التفاصيل