قضايا وأراء
- التفاصيل
- قضايا وأراء
ناهد باشطح
فاصلة:
((احرص على أن تكون محترما من الجميع، وسيمدحك الجميع))
-حكمة عربية -
سناب شات (Snapchat) هو تطبيق رسائل مصورة وضعها «إيفان شبيغل وروبرت مورفي»، ثم أكملت العمل طلبة جامعة ستانفورد.
عن طريق هذا التطبيق، يمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة من المتلقين قابلة للتحديد.
هذا البرنامج التواصلي الذي يستقطب ملايين من المشاهدات يمكن أن يكون إيجابياً أو سلبياً على مستخدميه.
على سبيل المثال، نشرت قناة العربية في موقعها الإلكتروني خبراً عن إعلان المديرية العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، القبض على أحد مروجي المخدرات من مستخدمي برنامج التواصل الاجتماعي «سناب شات».
وأوضحت المديرية في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن رجال المكافحة ضبطوا المتهم خلال محاولته إيقاع العديد من الأطفال والشباب والفتيات بالمخدرات عبر البرنامج».
هذا المجرم، كان هدفه ترويج المخدرات ولم يدرك خطورة نشر المعلومات خلاله، وهناك أفراد هدفهم التسلية والحديث عن حياتهم الخاصة، وهناك الشخصيات العامة، وخاصة من يعمل في وسائل الإعلام.
عبر هذا التطبيق سمحنا بإرادتنا باقتحام خصوصيتنا
لكن، هل تدرك الشخصيات العامة تأثير ذلك في تشكيل صورتهم الذهنية لدى الجمهور؟
على سبيل المثال: كيف هي مشاركة الإعلاميين من مذيعين وصحافيين وكتّاب في هذا التطبيق؟
وإلى أي حد استطاعت الصحافيات والكاتبات تحديداً الاستفادة من هذا التطبيق؟
أتحدث عن الصحافيات والكاتبات لأننا إلى وقت قصير لم يكن بعضنا يظهر في وسائل الإعلام إلا كصور فوتوغرافية أو في مقابلات تلفزيونية محدد الهدف منها مسبقا، فكيف هو الوضع الآن بعد أن دخلنا برنامج السناب شات وفتحنا الباب على مصراعيه للمتلقي بالتعرف أكثر على عوالمنا؟.
مجتمعنا التي كانت فيه الكاتبة والصحافية لا تظهر بوجهها ولا يعرف المتلقي أو القارئ شيئا عن عالمها هي اليوم في برنامج السناب شات تطلعه على دقائق عالمها من خلال حديثها عبر السناب شات.
لم أدخل هذا البرنامج إلا كمتلقية صامتة، أتابع فقط بعض الحسابات لأنني لم أحدد هدفي بعد.
لكن السؤال: هل حددت الكاتبات والصحافيات الهدف من تنشيط حساباتهن في السناب شات؟
هل يدركن إلى أي مدى سوف يسهم حسابها في تشكيل صورتها الذهنية أمام الجمهور؟
لأن مشاركة الكاتبات والصحافيات في هذا البرنامج لا ترتبط باختيار جمهور خاص وإنما هي مفتوحة للجمهور.
«سناب شات» هو نافذة اختارت الإعلاميات أن تفتحها للجمهور، لكن عليهن أن يدركن حجم التأثير عليهن قبل التأثير على الآخرين.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. محمد البشر
في الفترة القريبة الماضية، حدثت على المستوى السياسي أحداث تستحق الإشارة إليها، وتُعتبر منعطفاً هاماً في المنطقة، ووضعها غير المستقر، لعدة أسباب أولها وأهمها هو التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، ومواصلة تنفيذ ما كتب في الدستور الإيراني من تصدير للثورة، وهذا في الحقيقة لا يتعدى نشر مذهب بعينه ليتم من خلاله الهيمنة العرقية على كثير من الأقطار العربية والإسلامية، أو إشغالها بنفسها عن المسيرة التنموية حتى يأتي الوقت المناسب للسيطرة، وجعل منظومة كبيرة من الدول تدور في الفلك الإيراني، وهذا في المواقع الملموس ظاهر، كما هو الحال في سوريا ودول أخرى عربية.
إيران مع الأسف استبدلت العيش بسلام مع جيرانها، بصنع المشاكل وإثارة الفتن والنزاعات المذهبية والعرقية، وهذا السلوك غير السوي لا ينسجم مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الداعي إلى المحبة والسلام والخير في أقطار الأرض.
في اليمن حدث اختراق واضح من قِبل المقاومة الشعبية والجيش اليمني، وبمساعدة دول التحالف وذلك في جهتين من جهات مدينة تعز العزيزة على الأفئدة، وبهذا النصر أمكن إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني المحاصر هناك، والمحروم من الماء، والغذاء، والدواء، فكان فتحاً مبيناً لذلك الشعب المظلوم والمحاصر والصامد، تنفس من خلال تلك الرئة، ما يساعده على تحرير أرضه من الظلم.
وفي اليمن أيضاً كان توجه بالمزيد في ضرب القاعدة التي تستحق الضرب وهذه خطوة ثانية في سبيل نشر الأمن والسلام في عدن وغيره من مدن اليمن العزيز، ومنع القاعدة من التوسع المساحي، أو القدرة على زيادة أعداد جديدة من المغرر بهم من قبل قيادات قاعدية وداعشية ذات مرامٍ غير سوية.
في سوريا كان هناك ثلاثة أحداث، الحدث الأول هو وقف العمليات القتالية، ونجاحها إلى حد ما، مع اختراقات من قبل جيش الأسد وأعوانه، وغيرهم، وكان هذا الاتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف لمحاربة داعش وبين الحكومة الروسية التي قدمت إلى سوريا بحجة محاربة الإرهاب، ثم اتضح أن هناك خلطاً كبيراً بين ما هو إرهابي يستحق القتل، أو معتدل يبحث عن تحرير وطنه، وطلب الحرية والعدل المفقودين منذ زمن طويل.
الحدث الآخر، هو بدء المحادثات بين المعارضة ومندوبي الأسد في جنيف برعاية أممية، أملاً في الوصول إلى حل يحقق الأهداف، والتي من ضمنها رحيل الأسد، وتشكيل حكومة تشمل جميع الأطياف، مع الحفاظ على وحدة التراب السوري، وعودة المهجرين إلى ديارهم، وكذلك القضاء على الدواعش ومن في حكمهم.
الحدث الثالث، إقدام موسكو على سحب جزء من جيشها من الأرضي السورية، وهذه الخطوة تحتاج إلى تمعن فيما يخص التوقيت لا سيما أنه قد صدر تصريحٌ من وزير خارجية الأسد، يذكر فيه أن الرئاسة لا يمكن المساس بها، وكأن ما أُريق من دماء ليس إلاّ لتغيير وزيرين أو ثلاثة مع بقاء النظام ورئيسه في السلطة، والحقيقة أن هذا التصريح لم يجد قبولاً من أحد سوى أعوانه.
قيل هذا كله، كانت قرارات متلاحقة من دول الخليج ووزراء الداخلية العرب، ووزراء الخارجية والجامعة العربية، وذلك باعتبار حزب الله حزباً إرهابياً وذلك بسبب تدخله في شؤون الدول الأخرى بلا استثناء، مع مواصلته مساعدة جيش الأسد في حرية ضد شعبه، وهذا الواقع أمر يتفق مع المنطق، وإلاّ فكيف لحزب داخل دولة أن يفعل ما يشاء داخل الدولة وخارجها، وكأنه قد اختطف الدولة التي ينتمي إليها، بل إنه في الحقيقة اختطفها.
في ظل هذه الأحداث، كانت المملكة العربية السعودية عنوان الخير، والمساعدة في إعادة الحق والعدل، وردع الظلم، وبيَّنت الأحداث أن المملكة ذات وزن سياسي كبير، تستمده من نهجها السليم وغايتها النبيلة، ووقوفها مع الحق والعدل، ونبذ الظلم وقهر الشعوب، وفوق ذلك كله من محافظتها على الإسلام ومنع اختطافه من قبل الغير، وهذا الأمر الذي قامت عليه المملكة وظلت تبذل الغالي والنفيس من أجله.
حفظ الله المملكة قيادة وشعباً من كل مكروه، وأدام عليها الأمن والأمان.
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

وهات لي بعض الأمل... وقلي اصبر وضحي
أما وإنك تغيب
ويسموك عليا حبيب
يفتح الله يا حبيبي
كل واحد
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

نجح في خداع الكثيرين بما فيهم مثقفون وساسة
في منطقتنا العربية وفي العالم..
بأنهم ليسوا طائفيين..
وأنهم بعيدون كل البعد عن
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

ولماذا لا تصمد أيّ هدنة لتفسح المجال أمام جهود الإغاثة الإنسانية؟.
مَن المستفيد من استمرار الحرب، ومن تضخيم المعاناة
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

النَّاس -غَالِبًا- يُحبُّون ادّعَاء المِثَالية، وارتدَاء ثِيَاب الفَضيلَة، بالذَّات إذَا كَانوا في المُقَابلات الإعلَاميّة، أو المَجَالِس العَامَّة، لذَلك لَا تُعوِّل ولَا تُصدِّق كَثيرًا مِن كَلامهم، خَاصَّةً إذَا قِيل في سِيَاق
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء

زار صديقٌ -قريبٌ إلى نفسي- بلادنا مؤخَّرًا للمرَّةِ الأولى، وقد استنكر إسرافنا في حفلاتنا، وتكريم ضيوفنا، ولعلاقتنا الوطيدة تابع حديثه معي مُركِّزاً على حوادث المرور في مجتمعنا، التي احتلت المركز
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. أحمد الفراج
في اللقاء المطول، الذي أجراه محرر مطبوعة أتلانتك جفري قولدبرج مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان واضحًا أن أوباما يعاني ضغوطًا شديدة؛ وذلك جراء النقد الواسع الذي تواجهه سياساته الخارجية المترددة، التي أفقدت أمريكا هيبتها، وساهمت بشكل كبير في صعود نجم المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترمب، الذي وعد الناخبين بإعادة الهيبة الأمريكية؛ فقد هاجم أوباما جميع حلفاء أمريكا التقليديين، وليس فقط المملكة؛ إذ انتقد بريطانيا وفرنسا، وألقى عليهم المسؤولية الكاملة عن الفوضى في ليبيا، واتهم جميع الحلفاء التقليديين لأمريكا بأنهم «يمتطون ظهرها»!! كما قال إن الشرق الأوسط غير قابل للإصلاح، ودافع عن نفسه في موضوع عدم مجابهة بوتين في أوكرانيا، وكان واضحًا أنه يشعر بتأنيب الضمير جراء قراره عدم التدخل في سوريا، وذلك بعد أن تنازل عن خطوطه الحمراء في موقف ضعيف ومتردد، لا يليق بقوة الإمبراطورية الأمريكية، وهو الموقف الذي كان له الأثر البالغ في تفاقم الأوضاع في سوريا، وتدخُّل إيران العلني، وازدياد نشاط التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها.
أوباما وضع إيران والمملكة في سلة واحدة، وتجاهل عمدًا أن المملكة دولة سلام، وحليفة تاريخية للولايات المتحدة في السلم والحرب، بينما إيران دولة طائفية توسعية، ناصبت أمريكا وحلفاءها العداء لنحو أربعة عقود من الزمن، وكانت داعمًا رئيسيًّا لكل الأعمال الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها طوال تلك المدة!! ولذا فقد طالب الدولتين بالبحث عن حلول تساعدهما على التعايش في «سلام بارد» - كما أسماه - وهذا منطق أعوج؛ فأوباما يعلم يقينًا أن إيران - وليس المملكة - هي من يدعم كل المليشيات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، بدءًا من حزب الله في لبنان، مرورًا بحزب الدعوة ونظرائه في العراق، وليس انتهاءً بتنظيم الحوثي في اليمن، فما الذي جعله يتناسى كل هذه الحقائق، وهو الرئيس المثقف، والمطلع، الذي لا يمكن أن تخفى عليه حقائق بدهية، يعلمها كل متابع لشؤون الشرق الأوسط، مع أن تقارير الاستخبارات تصب فوق مكتبه البيضاوي كل لحظة.
أوباما، وكأي رئيس أمريكي، يطمح إلى إنجاز يخلد اسمه، كما فعل أسلافه من الرؤساء الكبار، مثل لينكولن في قضية تحرير السود، وجانسون في قضية إقرار قانون الحقوق المدنية، وبعد فشل الثورات «الأوبا-إخوانية»؛ وبالتالي فشل تمكين تنظيم الإخوان من حكم العالم العربي، الذي كان سيعزز مصالح الولايات المتحدة؛ لأنها ستتعامل مع شخصيتين فقط في منطقة الشرق الأوسط: «المرشد السني، والولي الفقيه الشيعي»، تحطم أمل أوباما بإنجاز كان سيسجل باسمه، فكرس كل جهده لإنجاز مشروع «الاتفاق النووي»، وهو الأمر الذي تحقق؛ وبالتالي فإن مقتضيات المحافظة على هذا الإنجاز الوحيد له تتطلب منه أن يكون لينًا رقيقًا مع إيران، ومن خلال هذا الإطار نستطيع أن نتفهم موقفه الإيجابي من إيران، والسلبي من المملكة، التي كان لها دور كبير في إعاقة مشروع التثوير العربي، ومع ذلك فإن علينا أن ندرك أن حديث أوباما كان دفاعًا عن نفسه، وتبريرًا لسياساته المرتبكة، والمترددة، أكثر من كونه حديثًا يعتد به، وخصوصًا إذا ما علمنا أنه يمضي سنته الأخيرة في البيت الأبيض، ويطلق على الرئيس في هذه المرحلة لقب: «البطة العرجاء»؛ فلا تقلقوا من حديثه عنكم!
- التفاصيل
- التفاصيل
- قضايا وأراء
د. حمزة السالم
لكل فعل نتيجة تنتج عنه مباشرة أو غير مباشرة طال الزمن أو قصر شعرنا بذلك أو لم نشعر. وقراءة الكتب والخبرة التخصصية وطلب العلوم، أفعال لها آثار محمودة، في غالبها، وهي أثار معلومة مشهورة. ولكن ذلك ليس على إطلاقه علمياً. ففي الاقتصاد العمالي تحتسب سنوات الخبرة إيجابيا على تحديد المرتبات ثم تنعكس بعد مدة يحددها المجال المهني، لتحتسب سنوات الخبرة سلبياً على تحديد المُرتب. وتختلف السنوات تبعاً لاختلاف الأعمال والمهام، وحسب اطلاعي، أيام دراستي، فالحد الأقصى للخبرة الإيجابية كان 25 عاماً.
وكذلك هو الأمر في مستويات التعليم والتدريب. وأعتقد أن القراءة خبرة وعلم لذا فهي تأخذ الحكم الاقتصادي العلمي للخيرة ومستوى التعليم. بل إني أعتقد أن للقراءة على إطلاقها، آثاراً سلبية كثيرة لا يتحدث عنها المربون والمختصون. وربما أكون في رأيي المتطرف هذا، واقعاً في شباك أسر دفاع نفسي لذاتي لأُرِيحُها من لومها لذاتي بكوني لا أقرأ مطلقاً ولم أقرأ كتاباً قط ولو كان صغيراً، منذ أكثر من عشرين عاماً، أي منذ حططت في أمريكا مبتعثاً، إلا الكتب التي درستها كطالب والتي درستها كأستاذ في الجامعة.
وأنا أعتقد أن الحث على القراءة مطلقاً أمر يستلزم إعادة النظر خاصة في مجتمعنا، وإن كان مجتمعاً لا يقرأ بالجملة. فمجتمعنا مجتمع نشأ على التلقين والتوجيه، فالقارئ منا يختار قراءة ما يناسب هواه. وما يناسب هواه هو الذي يألفه ويعرفه. والذي يألفه ويعرفه هو ما تم تلقينه إياه من صغره. لذا فليس هناك زيادة إيجابية من القراءة، بل هناك زيادة سلبية تتمثل في ترسيخ قناعاته وتدمير قدرته العقلية التحليلية والإبداعية.
وأعتقد أن مجتمعنا اهتم بالحض على القراءة ولم يهتم بتعليم أصول القراءة. فقراءة الطفل هي عملية تلقين له، لذا يختار والديه الكتب المناسبة له ولهم. والقراءة المهنية والتخصصية هي كذلك قراءة طفل، ولو كان القارئ طالباً جامعياً. فبداية التعلم والتدرب لا تكون إلا بالتلقين. ولكن يجب على المرء بعد تلقن أصول العلم، الخروج من هذه المرحلة، لكي لا يبقى طفلاً في أحضان مؤلفي هذه الكتب. وأذكر مقولة لفقيه أنه قال: «الناس بين أيدي فقهائهم كالأطفال في أحضان أمهاتهم».
وأعتقد أن الاعتياد على هذه التبعية الفكرية لا تقف عند حد تبعية فتوى الفقيه، أو حكمة الشايب، بل تتعداها فترى الواحد منا مهما حصل من درجات علمية أو عقود خبرة إلا أنه تبع في الرأي لا يستطيع حتى تميز الفروقات الظاهرة بين حالته التي يقف عليها، وبين ما تلقنه في مرحلة طفولته الفكرية. وشاهد ذلك ما يردده بعض المسؤولين والخبراء حول اقتصادنا، فضلاً عما يردده الإعلام. فكم استغرب من نقاشات واختلافات عند سماعها يخيل لك أنك تجلس في الول ستريت تتحدث عن السوق الأمريكية والأخلاق المهنية الأمريكية لا السوق المالية السعودية ومستوى مهنيتها وقدراتها.
والتحرر من الطفولة الفكرية أمر ليس سهلاً، حتى لو جعلنا تعليمه ضمن المناهج الدراسية والتربوية. بل هو يحتاج لمواقف توقظ في العقل البشرية المقدرة الاستقلالية بصدمات تدفعه دفعاً لا خياراً. وهذه الصدمات خطيرة فهي كحد السيف يقطع أينما ضرب. فقد تسبب الصدمة خروجاً عن المجتمع، وعن المنطق والعقل، لا خروجاً عن التبعية الفكرية. وهذا ما نراه في بعض من المثقفين أو المتدينين. فإما ماركسي أو أفلاطوني وإما داعشي.
القراءة بتقبل مطلق أو بنقد مطلق، هي في الأولى تبعية وفي الثانية سفسطائية. والخبرة التي ضُيعت سنواتها في اتباع التعليمات والسير على الجدول المكتوب، خبرة لا يجب أن تتعدى محلها الوظيفي التنفيذي لا الاستراتيجي.
والاستقلالية الفكرية، متى امتلكها شخص بحق، تكون سبباً في رؤية صاحبها لأمور ظاهرة لم تُر من قبل. وكون هذه الأمور جديدة انفرادية لم تُر من قبل فهذا يخلق في نفس صاحبها تحدياً ذاتياً لفكره، ومراجعة مستمرة خوفا من الخطأ، فيقع في براثن مجتمعه المتربص به لمخالفته إياهم. وهذا التحدي والمراجعة الذاتية، تجعله يتقدم ويتطور في أفكاره، حتى يصل إلى مستوى متقدم، يضعه أحياناً في انعزالية كاملة عن مقدرة مجتمعه الفكرية. فانفرادية الرأي، خاصة إذا كان الخطأ البين هو الرأي المُتَقَبل والمنطق المُتبع، أمراً ليس فقط متعب عملياً واجتماعياً بسبب انفراديته، بل هو كذلك متعب نفسياً جداً يدفع صاحبه للعزلة والهجرة بعيداً عن مجتمعه. ولعل هذا ما وجده المتنبي فقضى حياته متنقلاً، فخفف عن آلامه بزفرته المشهورة «ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم».
- التفاصيل